📘 ❞ ظاهرة التكرار في القرآن الكريم ❝ كتاب ــ أ.د/ عبد الشافي أحمد على الشيخ

كتب علوم القرآن - 📖 ❞ كتاب ظاهرة التكرار في القرآن الكريم ❝ ــ أ.د/ عبد الشافي أحمد على الشيخ 📖

█ _ أ د عبد الشافي أحمد الشيخ 0 حصريا كتاب ظاهرة التكرار القرآن الكريم 2024 الكريم: وجد الأداء الصوتي اللغة العربية مساحة لبلوغ ثلاثة أبعاد صوتية ودلالية وجمالية لاستيطان الشعور وتجسيده والتماس الوجدان والتفاعل مع صور الإبداع المنبعثة من عمق النص القرآني فتلذذ القراء بجوانب الجمال وما يحيط به ظواهر ولغوية ينتجه آثار بارزة تعرض إليها أهل إبداعهم لتربية النفوس وجعل القارئ يتسامى بقراءته إلى مستوى عال ومن مظاهره لما فيه وقع سمعي وأثر صوتي تحسين اللفظ وتأكيد المعنى فهو يعطي تماسكا وقوّة وجد العلماء قديما وسيلة لتأصيل التراث اللغوي يرد لدوافع سياقية وللتنويع أساليب التعبير زاخر بالمعاني النفسية تحمل أسرارا جمالية إنّه أعمق الظواهر اللغوية ويؤدي دورا بلاغيا متميزا يلغي المعاني الزائدة ويعزّز ما يقتضيه الحال التكرار التراث التّكرار الأساليب المعروفة سمات فصاحتها معالم لسنها يزيّن الأسلوب المظاهر الشائعة بطريقة مدركة فنيا وبلاغيا ويمثل جانبا جوانب البلاغة القرآنية الكلام للفائدة وهذا دفع لأن يولوهن اهتماما كبيرا فأخرجوا قيمته الكبرى تأكيدا لمعنى وتقريره منهم الجاحظ الذي بين أهميته: "وجملة القول التّرداد أتنه ليس حدّ ينتمي إليه ولا يؤتى وصفه وإنّما ذلك قدر المستحقين يحضره العوام والخواص وقد رأينا الله عزّ وجلّ ردّ وذكر قصة موسى وهود وهارون وشعيب ولوط وعاد وثمود وكذلك ذكر الجنة والنار وأمور كثيرة لأنّه خاطب جميع الأمم العرب وأصناف العجم وأكثرهم غيّ غافل أو معاند مشغول الفكر ساهي القلب"[1] كذلك ابن قتيبة دفاعه عن القرآن: "فأمّا التّكرار الأنباء والقصص فإنّ تبارك وتعالى أنزل نجوما ثلاث وعشرين سنة بفرض بعد فرض: تيسيرا منه العباد وتدريجا لهم كمال دينه ووعظ وعظ: تنبيها غفلة وشحذا لقلوبهم بمتجدِّد الموعظة"[2] الخطابي: "وأمّا عابوه تكرار ضربين أحدهما مذموم هو كان مستغنى عنه غير مستفاد زيادة معنى لم يستعيدوه بالكلام الأول حينئذ يكون فضلا وليس شيء هذا"[3] وعدّه رشيق أصول البديع: "وللتكرار مواضع يحسن فيها ومواضع يقبح فأكثر يقع الألفاظ دون وهو أقلّ"[4] أمّا الزركشي فنظر أنّه علم المشابه: "وهو إيراد القصة الواحدة شتى وفواصل مختلفة ويكثر القصص والأنباء وحكمته التصرف قي وإتيانه ضروب؛ ليعلمهم عجزهم طرق ذلك: مبتدأ ومتكرر"[5] التكرار فنّ قولي عند بل محاسن الفصاحة(1) يقول مبيّنًا الفائدة منه: "إن الناس لو استغنوا التكرير وكفوا مئونة البحث والتنقير لقلّ اعتبارهم قلّ اعتباره علمه فضله كثُر نقصه وفضله وكثُر يُحمد خير أتاه ولم يُذمّ شرّ جناه يجد طعم العزّ سرور الظفر روح الرجاء برد اليقين راحة الأمن "(2) فهذا استغنى البشر فما بالك إذن بكلام ربّ سبحانه؟ ولذلك نجد أن ورد كثيرًا ومع العادي قد لا يسلم معه القلق والإضطراب إلا أنه جاء كلام مُحْكَمًا ولكون هذه الظاهرة فقد تعرّض لها المفسّرون والبلاغيون وبيّنوا جزءًا أبعادها ودلالاتها اختلاف مواقعها كما وحاولوا التعرّف محاورها وأنماطها التي تمثّلت حروف وكلمات وتكرار بدايات جمل وآيات قصص وأنباء (3) إلا أنهم اختلفوا دلالة توظيفها فانقسموا فريقين ففي حين رأى فريق ملحّة يرتكز عليها بنيته سيّما وظائفه والتأكيد المقصود المكرّرة(4) نفى الفريق الآخر تمامًا بادّعاء عدم نفسه السياق للمعنى فحتى كانت مكرّرة فإنها تدلّ بنظرهم معانٍ مختلفة(5) ومع الغرض هذا تقصّى نقاط الخلاف الفريقين الإحاطة بظاهرة جوانبها فنحن لسنا هنا موضع يُراد إثبات مشروعية وإنما يبحث مزايا ومنها ثم توضيح علاقة بالإعجاز العددي معرفة الوظائف يؤدّيها يفيد القاريء إدراك الطريق سنسلكه قريبًا نقوم بتوظيف فائدة جديدة له؛ ولبيان المسلك بدّ نتحدّث ماهيّة التكرار؟ وكيف يتجلّى الكريم؟ كتب علوم مجاناً PDF اونلاين لعلوم فوائد عظيمة وآثار إيجابية الفرد والمجتمع معاً فبفضل العلوم مثلا يستطيع المسلم تدبر وفهم آياته واستنباط غاياته ومقاصده وأحكامه وبدون الاطلاع يصعب تكوين فهم كامل وشامل لكتاب تعالى لأننا حينها نعرف أسباب النزول أحكام النسخ مكامن الإعجاز ومن كذلك التسلح بمعرفتها يساعد محاججة المسلمين ومجادلتهم بالتي هي أحسن والدفاع ضد الشبهات تثار حوله أيضا أنها بتنوعها وغناها وبما تشتمل عليه المعارف والفنون والكلامية تساهم تطوير ثقافة فتسمو بروحه وتغذي عقله وتهذب ذوقه وترقى سماء العلم وفضاء المعرفة فالقرآن الكون والاطلاع علومه بأخرى واجب كل مسلم ومسلمة لذلك فإن القسم يحتوى ومباحث قرآنية عامة متنوعة تتحدث ( الكريم) وتدابيره , اسألة واجوبة وتأملات دراسات تهدف الدراسات وخدمة الباحثين

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
ظاهرة التكرار في القرآن الكريم
كتاب

ظاهرة التكرار في القرآن الكريم

ــ أ.د/ عبد الشافي أحمد على الشيخ

ظاهرة التكرار في القرآن الكريم
كتاب

ظاهرة التكرار في القرآن الكريم

ــ أ.د/ عبد الشافي أحمد على الشيخ

عن كتاب ظاهرة التكرار في القرآن الكريم:
وجد الأداء الصوتي في اللغة العربية مساحة لبلوغ ثلاثة أبعاد صوتية، ودلالية، وجمالية لاستيطان الشعور وتجسيده، والتماس الوجدان والتفاعل مع صور الإبداع المنبعثة من عمق النص القرآني. فتلذذ القراء بجوانب الجمال وما يحيط به من ظواهر صوتية ولغوية وما ينتجه من آثار بارزة تعرض إليها أهل اللغة في إبداعهم لتربية النفوس، وجعل القارئ يتسامى بقراءته إلى مستوى عال من الأداء. ومن مظاهره التكرار لما فيه من وقع سمعي وأثر صوتي في تحسين اللفظ وتأكيد المعنى، فهو يعطي النص تماسكا وقوّة.

وجد فيه العلماء قديما وسيلة لتأصيل التراث اللغوي. يرد في النص لدوافع سياقية وللتنويع في أساليب التعبير، زاخر بالمعاني النفسية تحمل أسرارا جمالية. إنّه من أعمق الظواهر اللغوية في النص القرآني ويؤدي دورا بلاغيا متميزا يلغي المعاني الزائدة ويعزّز ما يقتضيه الحال.

التكرار في التراث

التّكرار من الأساليب المعروفة في اللغة العربية ومن سمات فصاحتها، فهو من معالم لسنها يزيّن الأسلوب. إنّه من المظاهر الشائعة في القرآن الكريم بطريقة مدركة فنيا وبلاغيا. ويمثل جانبا من جوانب البلاغة القرآنية يرد في الكلام للفائدة. وهذا ما دفع أهل اللغة لأن يولوهن اهتماما كبيرا فأخرجوا قيمته الكبرى تأكيدا لمعنى وتقريره، منهم الجاحظ الذي بين أهميته:

"وجملة القول في التّرداد أتنه ليس فيه حدّ ينتمي إليه، ولا يؤتى على وصفه، وإنّما ذلك على قدر المستحقين، ومن يحضره من العوام والخواص، وقد رأينا الله عزّ وجلّ ردّ وذكر قصة موسى وهود وهارون وشعيب ولوط وعاد وثمود، وكذلك ذكر الجنة والنار وأمور كثيرة لأنّه خاطب جميع الأمم من العرب وأصناف العجم وأكثرهم غيّ غافل أو معاند مشغول الفكر ساهي القلب"[1].

كذلك ابن قتيبة في دفاعه عن القرآن: "فأمّا التّكرار، الأنباء والقصص، فإنّ الله تبارك وتعالى أنزل القرآن نجوما في ثلاث وعشرين سنة بفرض بعد فرض: تيسيرا منه على العباد، وتدريجا لهم إلى كمال دينه، ووعظ بعد وعظ: تنبيها لهم من سنة غفلة وشحذا لقلوبهم بمتجدِّد الموعظة"[2].

كذلك الخطابي: "وأمّا ما عابوه من التكرار، فإنّ تكرار الكلام على ضربين أحدهما مذموم، هو ما كان مستغنى عنه، غير مستفاد به زيادة معنى لم يستعيدوه بالكلام الأول، لأنّه حينئذ يكون فضلا من القول، وليس في القرآن شيء من هذا"[3].

وعدّه ابن رشيق من أصول البديع: "وللتكرار مواضع يحسن فيها، ومواضع يقبح فيها، فأكثر ما يقع التكرار في الألفاظ دون المعاني، وهو في المعاني دون الألفاظ أقلّ"[4]. أمّا الزركشي فنظر إليه على أنّه من علم المشابه: "وهو إيراد القصة الواحدة في صور شتى وفواصل مختلفة. ويكثر في إيراد القصص والأنباء، وحكمته التصرف قي الكلام وإتيانه على ضروب؛ ليعلمهم عجزهم عن جميع طرق ذلك: مبتدأ به ومتكرر"[5].



التكرار فنّ قولي من الأساليب المعروفة عند العرب، بل هو من محاسن الفصاحة(1). يقول الجاحظ مبيّنًا الفائدة منه: "إن الناس لو استغنوا عن التكرير _ التكرار _ وكفوا مئونة البحث والتنقير لقلّ اعتبارهم. ومن قلّ اعتباره قلّ علمه، ومن قلّ علمه قلّ فضله، ومن قلّ فضله كثُر نقصه، ومن قلّ علمه وفضله وكثُر نقصه لم يُحمد على خير أتاه، ولم يُذمّ على شرّ جناه، ولم يجد طعم العزّ، ولا سرور الظفر، ولا روح الرجاء، ولا برد اليقين ولا راحة الأمن.."(2). فهذا لو استغنى البشر في الكلام عن التكرار، فما بالك إذن بكلام ربّ البشر سبحانه؟

ولذلك نجد أن التكرار ورد في القرآن كثيرًا. ومع أن الأسلوب في الكلام العادي قد لا يسلم معه من القلق والإضطراب، إلا أنه جاء في كلام الله مُحْكَمًا. ولكون هذه الظاهرة بارزة في القرآن، فقد تعرّض لها المفسّرون والبلاغيون، وبيّنوا جزءًا من أبعادها ودلالاتها على اختلاف مواقعها، كما وحاولوا التعرّف على محاورها وأنماطها التي تمثّلت في تكرار حروف وكلمات، وتكرار بدايات وفواصل، وتكرار جمل وآيات، وتكرار قصص وأنباء..(3).

إلا أنهم اختلفوا في دلالة توظيفها، فانقسموا إلى فريقين. ففي حين رأى فريق في التكرار ظاهرة ملحّة، يرتكز عليها القرآن الكريم في بنيته، لا سيّما أن من وظائفه البلاغة والتأكيد على المعنى المقصود من الألفاظ المكرّرة(4)، نفى الفريق الآخر التكرار من القرآن تمامًا، بادّعاء عدم الفائدة من تكرار اللفظ نفسه في السياق نفسه للمعنى نفسه. فحتى لو كانت الألفاظ مكرّرة، فإنها تدلّ بنظرهم على معانٍ مختلفة(5).

ومع أن الغرض من هذا البحث، ليس تقصّى نقاط الخلاف بين الفريقين، ولا الإحاطة بظاهرة التكرار من جميع جوانبها _ فنحن لسنا هنا في موضع يُراد فيه إثبات مشروعية التكرار، وإنما في موضع يبحث عن مزايا التعبير القرآني، ومنها التكرار، ومن ثم توضيح علاقة هذه الظاهرة بالإعجاز العددي _ إلا أن معرفة الوظائف التي يؤدّيها التكرار في القرآن، قد يفيد القاريء في إدراك الطريق الذي سنسلكه قريبًا، حين نقوم بتوظيف فائدة جديدة له؛ ولبيان هذا المسلك لا بدّ أن نتحدّث عن ماهيّة هذه الظاهرة. فما هو التكرار؟ وكيف يتجلّى في القرآن الكريم؟
الترتيب:

#8K

0 مشاهدة هذا اليوم

#66K

6 مشاهدة هذا الشهر

#26K

9K إجمالي المشاهدات
المتجر أماكن الشراء
أ.د/ عبد الشافي أحمد على الشيخ ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث