█ _ جامعة أم القرى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد 0 حصريا كتاب خطب مختارة 2024 مختارة: أيها الناس: اتقوا الله تعالى وعلقوا آمالكم به وتوكلوا عليه وارجوا ثوابه وخافوا من عقابه: (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) من الناس يتشاءم بالأشخاص والأزمان ويظن أنه يصيبه منها شر لذاتها لا بقضاء وقدره وهذا هو الطيرة التي نهى عنها النبي صلى وسلم وأخبر أنها شرك لأن المتطير والمتشائم يعتقد أن ما المكاره إنما شؤم المخلوق زمان أو مكان شخص فيكره ذلك الشخص الزمان المكان وينفر منه ظناً يجلب له الشر وينسى يتجاهل أصابه وبسبب ذنبه كما ذكر عن الأمم الكافرة أنهم تطيروا بمن مصدر الخير الأنبياء والمؤمنين قال قوم فرعون (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ) وكذلك ثمود بنبيهم صالح السلام: (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ) مشركوا العرب بمحمد عنهم: حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ وَإِنْ عِنْدِكَ) فرد هؤلاء بأن يصيبهم العقوبات والمكاره ذنوبهم: (مَا أَصَابَكَ حَسَنَةٍ فَمِنَ وَمَا سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) انتكاس فطرهم حيث اعتقدوا والصلاح عباد الله: ومن التشاؤم والتطير كان يعتقده أهل الجاهلية شهر صفر مشؤوم فيمتنعون فيه مزاولة الأعمال المباحة كانوا يزاولونها غيره فأبطل بقوله: "لا عدوى ولا هامة صفر" رواه البخاري ومسلم وهو نفي لما الأمراض تعدي بطبعها غير اعتقاد تقدير لذلك والله يقول: أَصَابَ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا أَنْفُسِكُمْ إِلَّا كِتَابٍ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا) وقوله "ولا هامة" الهامة البومة: ومعناه يعتقدونه فيها إذا وقعت بيت أحدهم ويقول: نعت إليّ نفسي أحد داري فيعتقد سيموت بعض أهله تشاؤماً بهذا الطائر فنفى وأبطله ومعنى قوله وسلم: الصحيح: يتشاءمون بشهر ويقولون: إنه وبين تأثير وإنما كسائر الأوقات جعلها فرصة للأعمال النافعة كتب الخطب المنبرية والدروس مجاناً PDF اونلاين ظهور الدعوة حدثاً عظيمًا وتحولاً بارزًا وضخما تاريخ الإنسانية بعث رسوله محمدًا حين فترة الرسل وبعد جاهلية جهلاء وضلالة عمياء أسِنَت الحياة وفسدت بما ضلَّ طريق رب العالمين وصراطَه المستقيم ولقد جاء برسالته وقد أُمِر بإعلانها وتبليغها فلم يسعْه إلا القيام أمره ربه: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94] ﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ رَبِّكَ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67] فقام البشير النذير يدعو بدين فطرق مسامعَ البشرية صوتُ هذا الداعي الجديد وأقبل ينظرون الأمر فكان منهم شرح صدره للإسلام نور ربه ومنهم أعرض واستكبر ونأى بجانبه وولى وأدبر واتبع هواه وحارب دعوة فصار للدعوة مناوئون لها ممالئون فأنصارها يدعون إليها ويذودون وأعداؤها يحاربونها ويصدون طريقها ومنذ الحين أهَلَّ الخَطابة جديد إيذاناً بارتقائها وعلوِّ شأنها فقد اعتمدت الجديدة نشرها والدفاع مبادئها ضد خصومها صنع المناوئون ثم إن الإسلام بالإضافة إلى اعتماده نشر قد ضمن الشعائر التعبدية ففرض خطبة كل يوم جمعة تصح الصلاة بدونها هناك الخطبَ المشروعة الحج وفي الاستسقاء الخسوف والكسوف الزواج والجهاد وغيرها الشريعة تحث دائما بالمعروف والنهي المنكر وإسداء النصح للآخرين ارتقت ظل وبلغت الغاية الكمال مظهرًا وجوهرًا أداءً ومضمونًا وكان أكبر عوامل ارتقائها وسموها؛ استمدادها القرآن الكريم وسنة الرسول وتأثّر الخطباء ببلاغة وفصاحة والحديث النبوي الشريف