📘 ❞ في بطن الحوت ❝ كتاب ــ محمد عبدالرحمن العريفي اصدار 2003

إسلامية متنوعة - 📖 ❞ كتاب في بطن الحوت ❝ ــ محمد عبدالرحمن العريفي 📖

█ _ محمد عبدالرحمن العريفي 2003 حصريا كتاب بطن الحوت عن دار الحميد 2024 الحوت: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ) (الأنبياء:87) لم يخبرنا القرآن كم لبث يونس يدعو قومه حتى يأس منهم وتركهم ولكنه لا يليق بنبي له عزم أن ييأس من بعد يوم أو يومين عام عامين أظن أنه ظل يدعوهم فترة تليق بعزم نبي الأنبياء نهاية الأمر وغضب وذهب ولكن أين بهذا الغضب ينشأ فشل التواصل بين البشر فالمتكلم يستطيع يوصِّل المعنى المراد إلى المستمع إما لخلل الرسالة عند فيفعل بعكس مراد المتكلم ويخلف توقعاته غضب لأن رسالته تجد صداها المرجو وتعالى اللَّه يكون غضب لأنه توقع يؤمن الناس به وبرسالته وما كان يتوقع مثل هذا فما هو إلا رسول عليه البلاغ أما التصديق فهو أمر الله هكذا وكأنه صاحب مُبلِّغها كما يجب يؤمنوا برسالته (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (الصافات:139 140) وصف الكريم فِعْل بالإباق فيونس عبدٌ لله وعلاقة العبدية تقتضي انتظار السَّيد فرحيل النبي قريته إيذان بوقوع اللعنة والهلاك عليها بعدما كذَّب أهلها وأمره بالخروج رحيل فكان دون الهلاك لقومه كذَّبوه نسيان منه طبيعة علاقته بربه علاقة عبدية؛ استسلام وصبر لحكم الله(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ) (القلم:48) (فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ* فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ مُلِيمٌ) (الصافات:141 142) ركب الفلك المشحون راحلاً وجهة محددة فإذا بأحمال السفينة تثقلها فتكاد تغرق موج البحر المتلاطم وظلماته فاسْتَهَمَ القوم يقفز لعل البقية تنجو فوقعت القرعة فقفز فالتقمه وبطن لو تصورنا أنفسنا فيه مكان ضاغط خانق مظلم داخل كائن يسبح عمق بحر مضغوط بجسم ومعمي بالظلام المركَّب فلا يدري أفي نهار أم ليل ينتقل إرادة المجهول يعلم عمقه ولا مكانه يقضي وقته اللازمان ويتحرك اللامكان (فَظَنَّ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء : 87) فكانت رحلته هذه ظلام واللازمان وحواسه جميعها تكاد تكون معطلة بمثابه تنبيهه النور الحق وإلى دعوته الظلام إيذاناً بتغيير منظوره الخاطئ القديم مهمته الحقة التي كلفه بها رعاها حق رعايتها أُدخِل ينتبه إذن لما سعة دنياه ضيق وأن صدره الذي ضاق بقومه فتركهم (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ بَطْنِهِ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (الصافات: 143 144) أتساءل اختار البعث كموعد لخروج يكن المسبحين ولم تكن بقاءه هي حياة جسده البشري الحوت؟ المقصد الخروج أصلاً الجسدي المعنوي الفكري؟ تلك الفكرة تخرج بدخول وتلك تكتمل بالمكوث الظلمات؟ لبقي ذكره ولطمست القيامة بهم أحد! (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء سَقِيمٌ وَأَنبَتْنَا شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ) 145 146) يخرجه الساحل يتذكر ورسالته يتذكَّر عبوديته عز وجل فيخرج وقد تآكل جلده وشعره حاله فينبت شجرة نبات زاحف تغطي السقيم العاري وتقيه ضياء الشمس يستعيد عافيته فهكذا تتداركه رحمة فيبقى مستلقياً تحت الشجرة زمناً يعيد بناء نفسه عقله أفكاره الصدمة ألمَّت فيعود ويستكمل فكما احتاج وقت كي يتعافى ويواجه فإن روحه أيضاً كانت حاجة ذلك الوقت تتعافي وتتحمل مسؤوليتها تجاه مرة أخرى التسبيح اللغة التنزيه وهو يعني السرعة والخفة الطاعة ويعني الصلاة وعبادة التسبيح العبادة الوحيدة يؤديها جميع الخلائق الحيوانات والنبات والجماد ومن مؤمنهم وكافرهم فتلك اللسان فقط بالذكر تؤديها الجوارح بالعمل وفق ما أراد لها وتؤديها الجمادات بالسير السنن سنَّها (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ شَيْءٍ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ حَلِيمًا غَفُورًا ) (الاسراء :44) ومثله جاء قصة أصحاب الجنة الذين منعوا إخراج صدقة حصاد جنتهم يفعل أباهم فعاقبهم بهلاك فلما رأوها هلكت ذكرهم أوسطهم بظلمهم فقال: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ*قالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ) فالتسبيح عموما السير والحركة مقتضى لذا يختلف ويتنوع وبين وضعها فيها وحينما ترك وعزَّت فغضب وهجر فقد كفَّ تسبيحه تعبده ووضعه ابتلاه بظلمة تذكر وتذكر ظلمه لنفسه بهجره لواجبه استرعاه فيقدم دعائه دليلاً تذكره المهمة ثم يتبعه بالاعتراف بظلمه ولقومه بغضبه وهجره لهم الظلمات ( فما بالنا نحن ويونس نبيه اصطفاه العالمين زمنه وليس بيننا أحد مصطفى فينا يُسبِّح تسبيح ندرك أننا ظلمات حوت ليس كحوت لديه بصيرة بل ونُصِرُّ فنبقى وتبقى تصوراتنا حبيسة يبعثون ننبذ مذمومين حول قوة بالله لولا نكون المسبحين! الكتابٌ اشتمل العديد القصص المؤثِّرة لرفع الهِمَم وإعلائها ولنبذ الذنوب وتركها واجتناب المعاصي وهجرانها والقدوم سبحانه بقلوبٍ سليمة لنَيْل حسناتٍ ودرجات إسلامية متنوعة مجاناً PDF اونلاين مكتبة الكتب الاسلاميه المتنوعه التى يوجد موضوعات كثيره فى شتى فروع الدين الاسلامى وتشمل الملائكة المقدسة الرسل والأنبياء القضاء والقدر شعائر وعبادات أركان الإسلام الإحسان الجهاد الآداب والطعام الشريعة والفقه الإسلامي مصادر التشريع المذاهب الفقهية الكبرى التاريخ العصر النبوى عصر الخلفاء الراشدين الأموي العبّاسي العثماني دور الأسرة رجال واليهودية والمسيحية والعقائد الشرقية رأي غير المسلمين ) كلمة : في المقصود الاستسلام والانقياد معناها شرعاً فهو: والخضوع تعالى وأنّ المُسلم يُسِلّم أمره كُله الواحد القهار والإسلام ديانة إبراهيمية سماوية إلهية وآخر الديانات السماوية وهي ثاني حيث عدد المعتنقين الديانة المسيحيّة ولكنها أكثر مُنتشرة جغرافيّاً وجه الكُرة الأرضيّة وأنزل آخر أنزله وحفظه ليكون صالحاً كل وزمان المسلمون يؤمنون بأنّ عبادة وعدم الشرك فرض عليهم مع تصديق الرسول صل وسلم والإيمان بالقرآن وقراءته وتدبره واتباعه الواجبات بالدين الإسلاميّ أركان نطق الشهادتين "أشهد اله الا وأشهد محمداً الله الصلاة خمس صلوات اليوم الزكاة إعطاء مال للمساكين والفُقراء صوم رمضان صوم شهر كُل سنة حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً زيارة مكة المُكرمة وأداء مناسك الحج فُرض العُمر قال تعالى: (وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمرَةَ لِلّهِ ) أركان الإيمان نؤمن بوحدانيّة إشراك معه الربوبية الإيمان بالملائكة الترتيب الثاني الله الإيمان باليوم الآخر إيمانه الإيمان بالقدر خيره وشره أساسيات بربوبية

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
في بطن الحوت
كتاب

في بطن الحوت

ــ محمد عبدالرحمن العريفي

صدر 2003م عن دار الحميد
في بطن الحوت
كتاب

في بطن الحوت

ــ محمد عبدالرحمن العريفي

صدر 2003م عن دار الحميد
عن كتاب في بطن الحوت:
(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ) (الأنبياء:87) لم يخبرنا القرآن كم لبث يونس يدعو قومه حتى يأس منهم وتركهم، ولكنه لا يليق بنبي له عزم أن ييأس من قومه بعد يوم أو يومين أو حتى بعد عام أو عامين، أظن أنه ظل يدعوهم فترة تليق بعزم نبي من الأنبياء، ولكنه في نهاية الأمر يأس وغضب وذهب، ولكن من أين له بهذا الغضب، ينشأ الغضب من فشل التواصل بين البشر، فالمتكلم لا يستطيع أن يوصِّل المعنى المراد إلى المستمع إما لخلل في الرسالة أو لخلل عند المستمع، فيفعل المستمع بعكس مراد المتكلم ويخلف توقعاته.

غضب يونس لأن رسالته لم تجد صداها المرجو عند قومه، وتعالى اللَّه أن يكون لخلل في الرسالة، ولكنه غضب لأنه توقع أن يؤمن الناس به وبرسالته، وما كان له أن يتوقع مثل هذا الأمر فما هو إلا رسول وما عليه إلا البلاغ أما التصديق فهو من أمر الله، هكذا غضب يونس على قومه وكأنه هو صاحب الرسالة لا مُبلِّغها، وكأنه توقع أن يؤمن الناس به كما يجب أن يؤمنوا برسالته.

(وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (الصافات:139،140) هكذا وصف القرآن الكريم فِعْل يونس بالإباق، فيونس هو عبدٌ لله وعلاقة العبدية تقتضي انتظار الأمر من السَّيد، فرحيل النبي عن قريته هو إيذان من الله بوقوع اللعنة والهلاك عليها بعدما كذَّب أهلها النبي وأمره الله بالخروج، أما رحيل يونس فكان دون أمر من الله وكأنه توقع الهلاك لقومه بعدما كذَّبوه وكأنه نسيان منه أن طبيعة علاقته بربه علاقة عبدية؛ علاقة استسلام وصبر لحكم الله(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ) (القلم:48).

(فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ* فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ) (الصافات:141،142) ركب يونس الفلك المشحون راحلاً عن قومه دون وجهة محددة، فإذا بأحمال السفينة تثقلها فتكاد أن تغرق في موج البحر المتلاطم وظلماته، فاسْتَهَمَ القوم على من يقفز من السفينة لعل البقية تنجو، فوقعت القرعة على يونس فقفز إلى البحر فالتقمه الحوت، وبطن الحوت لو تصورنا أنفسنا فيه مكان ضاغط خانق مظلم ، داخل كائن يسبح في عمق بحر مظلم، مضغوط بجسم الحوت ومعمي بالظلام المركَّب فلا يدري أفي نهار هو أم في ليل، ينتقل دون إرادة منه في المجهول فلا يعلم عمقه ولا مكانه، يقضي وقته في اللازمان ويتحرك في اللامكان (فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء : 87)، فكانت رحلته هذه في ظلام اللامكان واللازمان، وحواسه جميعها تكاد تكون معطلة، بمثابه تنبيهه إلى النور الحق وإلى مكان دعوته الحق، فكان الظلام إيذاناً بتغيير منظوره الخاطئ القديم إلى مهمته الحقة التي كلفه الله بها فما رعاها حق رعايتها إلى أن أُدخِل في بطن الحوت، لم ينتبه إذن لما كان به من سعة في دنياه إلا في ضيق بطن الحوت، وأن صدره هو الذي ضاق بقومه فتركهم.

(فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (الصافات: 143،144) أتساءل لم اختار الله يوم البعث كموعد لخروج يونس من بطن الحوت لو أنه لم يكن من المسبحين، ولم تكن فترة بقاءه هي فترة حياة جسده البشري في بطن الحوت؟، هل كان المقصد من الخروج من بطن الحوت أصلاً الخروج الجسدي أم الخروج المعنوي الفكري؟ تلك الفكرة التي لم تخرج إلا بدخول يونس إلى بطن الحوت، وتلك الرسالة التي لم تكتمل إلا بالمكوث في الظلمات؟ وكأنه لو لم يكن من المسبحين لبقي ذكره ولطمست رسالته في بطن الحوت إلى يوم القيامة لا يعلم بهم أحد!

(فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ) (الصافات: 145،146)، هكذا يخرجه الله من بطن الحوت إلى الساحل بعد أن يتذكر مهمته ورسالته، بعد أن يتذكَّر عبوديته لله عز وجل، فيخرج وقد تآكل جلده وشعره من حاله في بطن الحوت، فينبت الله عليه شجرة من نبات زاحف تغطي جسده السقيم العاري وتقيه ضياء الشمس حتى يستعيد عافيته، فهكذا تتداركه رحمة الله فيبقى مستلقياً تحت هذه الشجرة زمناً حتى يعيد جسده بناء نفسه، كما يعيد عقله بناء أفكاره بعد تلك الصدمة التي ألمَّت به، فيعود إلى قومه ويستكمل رسالته، فكما أن جسده السقيم احتاج إلى وقت كي يتعافى ويواجه ضياء الشمس، فإن روحه أيضاً كانت في حاجة إلى مثل ذلك الوقت كي تتعافي وتتحمل مسؤوليتها تجاه الحق مرة أخرى.

التسبيح في اللغة هو التنزيه وهو أيضاً يعني السرعة والخفة في الطاعة، ويعني الصلاة أيضاً، وعبادة التسبيح هي العبادة الوحيدة التي يؤديها جميع الخلائق من الحيوانات والنبات والجماد، ومن البشر مؤمنهم وكافرهم، فتلك العبادة لا يؤديها اللسان فقط بالذكر ولكن تؤديها الجوارح بالعمل وفق ما أراد لها الله، وتؤديها الجمادات بالسير وفق السنن التي سنَّها الله لها (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) (الاسراء :44).

ومثله ما جاء في قصة أصحاب الجنة الذين منعوا إخراج صدقة حصاد جنتهم كما كان يفعل أباهم فعاقبهم الله بهلاك جنتهم، فلما رأوها وقد هلكت ذكرهم أوسطهم بظلمهم فقال: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ*قالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ)، فالتسبيح عموما هو السير والحركة وفق مقتضى مراد الله في الخلائق، لذا يختلف التسبيح ويتنوع بين البشر مؤمنهم وكافرهم، وبين الجمادات وفق السنن التي وضعها الله فيها، وحينما ترك يونس مهمته وعزَّت عليه نفسه فغضب وهجر قومه فقد كفَّ عن تسبيحه الذي تعبده الله به ووضعه فيه، وحينما ابتلاه الله بظلمة الحوت تذكر تسبيحه لله وتذكر ظلمه لنفسه بهجره لواجبه الذي استرعاه الله فيه، فيقدم يونس في دعائه التسبيح دليلاً على تذكره المهمة ثم يتبعه بالاعتراف بظلمه لنفسه ولقومه بغضبه منهم وهجره لهم في دعائه في الظلمات ( أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء:87).

فما بالنا نحن ويونس نبيه اصطفاه الله على العالمين في زمنه وليس بيننا أحد مصطفى، وما بالنا نحن ويونس كان من المسبحين وليس فينا من أحد يُسبِّح تسبيح يونس، وما بالنا نحن أن ندرك أننا في ظلمات بطن حوت ليس كحوت يونس وليس فينا من لديه بصيرة نبي، بل ونُصِرُّ على ما في أنفسنا فنبقى وتبقى تصوراتنا حبيسة ظلمات بطن الحوت إلى يوم يبعثون، ثم ننبذ بعد ذلك مذمومين، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لولا أن نكون من المسبحين!

الكتابٌ اشتمل على العديد من القصص المؤثِّرة لرفع الهِمَم وإعلائها، ولنبذ الذنوب وتركها، واجتناب المعاصي وهجرانها، والقدوم على الله سبحانه وتعالى بقلوبٍ سليمة، لنَيْل ما عند الله من حسناتٍ ودرجات.


الترتيب:

#7K

1 مشاهدة هذا اليوم

#23K

16 مشاهدة هذا الشهر

#32K

8K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 52.
المتجر أماكن الشراء
محمد عبدالرحمن العريفي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار الحميد 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث