📘 ❞ محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ❝ كتاب ــ يوسف بن الحسن بن عبد الهادي ابن المبرد اصدار 1998

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ❝ ــ يوسف بن الحسن بن عبد الهادي ابن المبرد 📖

█ _ يوسف بن الحسن عبد الهادي ابن المبرد 1998 حصريا كتاب محض الصواب فضائل أمير المؤمنين عمر الخطاب عن دار أضواء السلف 2024 الخطاب: أبو حفص العدوي القرشي المُلقب بالفاروق هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد وأحد أشهر الأشخاص والقادة التاريخ الإسلامي أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا أحد العشرة المبشرين بالجنة علماء الصحابة وزهّادهم تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق 23 أغسطس سنة 634م الموافق للثاني والعشرين من جمادى الآخرة 13 هـ كان الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس المظالم سواء كانوا مسلمين أو غير وكان ذلك أسباب تسميته لتفريقه بين الحق والباطل هو مؤسس التقويم الهجري وفي عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا وتوسع نطاق الدولة حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة وهي ثالث أقدس المدن وبهذا استوعبت أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ الامبراطورية البيزنطية تجلّت عبقرية العسكرية حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا قوة فتمكن فتح إمبراطوريتهم خلال أقل سنتين كما قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه تماسك ووحدة دولة حجمها يتنامى يومًا يوم ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها وفاة النبي محمد توفي 7 يونيو 632م ليوم 12 ربيع الأول 11 ولمّا شاع خبر انتقال إلى الرفيق الأعلى اضطرب المسلمون اضطرابًا شديدًا وذهل بعضهم فلم يصدق الخبر منهم فقام يقول: "والله ما مات رسول الله صلى عليه وسلم" فقد يعتقد بعدم موته تمام الاعتقاد إنه قال رواية أخرى: يقع نفسي إلا ذاك" أي لا أعتقد أنه لم يمت فعلاً ثم عمر: "وليبعثنه فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون مات" ثانية «إن رجالاً المنافقين أن تُوُفِّي إن لكن ذهب ربه موسى عمران فغاب قومه أربعين ليلة رجع إليهم قيل قد مات» ظل هذه الحالة يتمنون صدق كلام جاء السنح دابته ونزل بباب المسجد ودخل بيت عائشة وكشف جثمان وجثى يُقبله ويبكي خرج أتى المنبر فوجد يقول ويقسم فقال: «أيها الحالف رِسْلِك» أخرى له: "اجلس يا عمر" فجلس وجلس فتشهد وحمد وأثنى قرأ آية آيات سورة آل عمران: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ﴾ وعندما تلا الآية سمعها والمسلمون كانهم يسمعوها قبل تابع «ألا يعبد محمدًا فإن حي يموت» أهل السنّة لما سمع وأيقن حق اليقين هوى ركبتيه يبكي النقطة «والله سمعت أبا تلاها فعُقِرْت تقلني رجلاي وحتى أهويت الأرض حين سمعته علمت في عهد الصديق كان المساعد لأبي الصدِّيق وساعده الأيمن ومستشاره الأساسي طوال خلافته مستشاره العسكري الأبرز ساعده حروبه سيّما حروب الردة مرة: "ما ظهر رجل أحبّ إليَّ يستشير تعيين القادة العسكريين وعزلهم ولَّى مثلاً الشام الصحابيَّ سعيد العاص الأموي الجيش الفاتح عزله بعدها يبدأ السير نظراً لاعتراض الشديد عوناً كبيراً له وضع خططه والاستراتيجية وعندما اجتمعَ الأنصار سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد عبادة خليفة بعده بذلك فذهبَ الفور منزل الرَّسول وبلغه وانضمَّ إليهما عبيدة الجراح فساروا معاً السقيفة وقال عندما دخل: هذا؟" فأجابوه "منّا ومنكم أمير" الأمراء الوزراء" عرض عليهم مرافقيه ليُصبَح الخليفة "لقد رضيتُ لكم هذين الرجلين عُمَر وأبي أمين الأمة " بصوتٍ عال: "أنا جُذَيلها المحنك وعُذَيْقُها المرجَّب منّا فتعالت الأصوات واللغط واختلف فيمن سيكون قام وقال: "أيّكم يطيب نفساً يخلُف قَدَمَين قدّمهما وسلم؟" ثمَّ "ابسط يدك لأبايعك" فبايعه وتبعه فبايعوه لم يكن الجميع راضين القرار إذ يرضَ بمبايعة علي طالب فقال الزبير: "لا أغمد سيفاً يُبايَع علي" "خذوا سيفه واضربوا به الحجر" تمكَّن دفع الكثير مبايعة خطبَ الجمعة بأهل المدينة "إنه بلغني قائلاً منكم لو بايعتُ فلاناً فلا يغرَّنَّ امرأً بيعة كانت فتنة كذلك ولكنّ وقى شرَّها وليس تُقطَع إليه الأعناق مثل وإنه خيرنا توفيَّ الله" لعمر دورٌ كبير معونة ببداية تنظيم أمور وأخذ البيعة وتثبيت الحكم كان أولى وأكبر التحديَّات واجهت بدأت بامتناع بعض قبائل العرب أداء الزكاة الجديد وكانت البداية بقبائل قليلة عبس وذبيان وغطفان العدد ازداد لاحقاً فانتشرت حركة أنحاء شبه الجزيرة العربية كثر مدَّعو النبوة فكان مالك ووكيع وسجاح أما أقواهم وأكثرهم نفوذاً مسيلمة الكذاب انقسم الرأي حول كيفيَّة التعامل مع الوضع فأشار وطائفة كبيرة دخول الحرب معهم والتنازل امتناعهم خصوصاً عدم وجود عسكرية تحمي الهجمات أصرَّ موقفه بشدة منعوني عقالاً (الحبل يجرُّ البعير) لجاهدتهم عليه" انتهت بمعركة اليمامة قتل فيها الصحَّابة بينهم مئات حفظة القرآن اختلفَ المؤرخون عددهم قتلَ 500 المعركة آخرون 700 فزعَ سمعَ بهذه الأعداد وخشيَ يُقتَل المزيد المعارك والحروب فيضيع شيء فأخبر بكرٍ بمخاوفه جاءه "إنّ القتل استمرّ بقُرّاء وإنّي أخشى يستمرّ بالقُرّاء المواطن فيذهب كثيرٌ أرى تأمر بجمع القرآن" تخوَّف الأمر "كيف تفعل شيئاً يفعله فردّ : "أرى والله خير" وظلّ يصرّ ويحاور اقتنع فاستدعى زيد ثابت الأنصاريّ وأمره بتولّي المهمَّة لزيد: "إنّك شابّ عاقل نتّهمك كنتَ تكتب الوحي لرسول فتتبَّع فاجمعه" زيداً المهمة وصف الحادثة: "فو كلّفوني نقل جبلٍ الجبال أثقل عليَّ ممّا أمرني جمع قلت: كيف تفعلان الله؟" فكرَّر بكر: "هو ولم يزل فيه اقتنعَ الآخر وجمع مصحف واحد بقيَ المصحف عند انتقلَ ابنته حفصة وكان قتلوا معركة أخوه ابنه يقاتل زاجراً إياه: "ألا هلكتَ زيد؟ هلك وأنت حيّ! ألا واريتَ وجهك عني؟" فأجابه: "سألَ الشهادة فأعطُيهَا وجَهِدتُ تُسَاق أعطها" وبعد أصبح مرَّة الجراح: لابدَّ لي أعوان" أكفيك القضاء" والثاني قال: المال" وظلَّ سدة القضاء بالمدينة مدة كاملة يختصم خلالها طالباً منه إعفاءه فسأله مستغرباً: "أمن مشقة تطلب الإعفاء عمر؟" فأجابه عمر: «لا وسلم ولكن حاجة بي قوم مؤمنين عرف كل يطلب أكثر وما واجب يقصر أدائه أحب لأخيه يحب لنفسه إذا غاب أحدهم تفقدوه وإذا مرض عادوه افتقر أعانوه احتاج ساعدوه أصيب عزوه وواسوه دينهم النصيحة وخلقهم بالمعروف والنهي المنكر ففيمَ يختصمون؟ يختصمون؟» مبايعته بالخلافة تخطيط لاسم عندما اشتدَّ لهم: "إنَّه نزل ترون ولا أظنني ميِّتاً أطلق أيمانكم بيعتي وحلّ َعنكم عقدي وردَّ عليكم أمركم فأمِّروا أحببتم فإنكم أمَّرتم حياة مني أجدر تختلفوا بعدي" فأخذ جمعهم يتعفَّفون فيرى قدرة أكبر تولي مسؤولية فعادوا وقالوا طالبين مساعدته باختيار الخليفة: "أرنا رأيك" "فأمهلوني أنظر لله ولدينه ولعباده" فترة التفكير استدعى الصحابي الرحمن عوف "أخبرني أفضل رأيك أنّ غلظة" "ذلك لأنه يراني رفيقاً ولو أفضي لتركَ كثيراً ممَّا رمَّقتُهُ فكنتُ غضبتُ أراني الرضا عنه لنتُ الشدّة دعا عثمان عفّان وقاله كذاك: "سريرته خير علانيّته فينا مثله" للإثنين: تذكرا قلتُ لكما تركته عدوتُ والخيرة يلي أموركم ولوددتُ أنّي كنتُ خلواً وكنتُ مضى سلفكم" ثم طلحة عبيد غاضباً: "استخلفتَ النّاس رأيتَ يلقى وأنتَ معه وكيف خلا بهم لاقٍ ربّك فسائلك رعيّتك!" "أجلسوني" فأجلسوه أجابه: "أبالله تخوّفني! لقيتُ ربي فسألني قلتُ: استخلفت أهلك أهلك" عفان مجدداً "اكتب: بسم الرحيم هذا عهِدَ قحافة أمّا أغميَ تلك اللحظة يكمل كلامه فكتب عثمان: "أمَّا فإني استخلفتُ آلكم خيراً" استيقظ إغماءته لعثمان: "اقرأ عليّ" فقرأ انتهى كبَّر "أراك خِفتَ يختلف مُتُّ غشيتي؟" "نعم" "جزاك خيراً وأهله" كتبَ العهد أمر يُقرَأ فجمعهم وأرسله مواليه للناس: "أنصتوا واسمعوا لخليفة فإنّه يألكم نصحاً" فهدأ وتوقَّفوا الكلام يعترضوا سماع جاءهم "أترضون بما عليكم؟ ذا قرابة عمرَ فاسمعوا وأطيعوا آلوت جهد الرأي" فردَّ الناس: "سمعنا وأطعنا" أحضر "إنّي استخلفتك أوصاه بتقوى وخطبَ خطبة قدَّمَ الوصايا والنصائح توفّي بأيام دفن وقف وخطب قائلاً: "إنَّما مَثَل جمل آنف اتَّبعَ قائده فلينظر حيث يقوده وأمَّا أنا فوربِّ الكعبة لأحملنَّكم الطريق!" فتح الشام بدأ الفتح للشام قرَّر مقاتلة الروم هاجموا جيش خالد المُعسكر أرض تيماء فوزَّع أربعة جيوش مختلفة ووجَّه كلاً منها جزء مختلف بلاد قوام كلٍّ حوالي 8,000 مقاتل بقيادة شرحبيل حسنة ووجهته وادي الأردن جنوبيّ والجيش الثاني يزيد سفيان دمشق الثالث حمص الرابع عمرو فلسطين لهم أنهم سيكونون مستقلّين تكن هناك للاجتماع فكل يقود جيشه بنفسه ويكون أميراً المناطق يفتحها اقتضت الضرورة الاجتماع القائد بلغت الجيوش وجدت جيوشاً ضخمة جداً للروم حشدت لمقابلتها وجهاتها فلمَّا قرَّروا الاتحاد فاجتمعت جيوشهم باليرموك وطلبوا المدد فأمر خالداً الوليد بالسير بنصف جنوده فسار بادية طريقه هزم الغساسنة مرج راهط وفتح مدينة بصرى وبعد توجَّه فحاصرها هنا وصلته أنباء حشد أجنادين فانسحب جيوشه كلها فبلغ 33 000 وبلغ 100 فدارت وقتل قائدهم وردان توفي المرحلة وأعقبه عزل لخالد قيادة الفاتحة عيَّن قائداً عاماً لجيوش لئلا يفتتن لانتصاراته المتوالية الأعداء أول فعله توليه كتب يعلمه بوفاة (ولم يُعلِم بذلك) يريد رويَ خالد: عملاً أبداً" وبعدها أرسل كتاباً آخر يُعلِمه بعزل وتعيينه مكانه لكنَّ المؤرخين اختلفوا متى بالضبط وصل فيقول إسحاق حصار شهر رجب 14 استحى يُعلم الحصار وتم فيما يذهب سيف اليرموك القتال يزال محتدماً والمسلمين بينما المدائني العزل يقاتلون بالياقوصة بعد لحصار وتمكّنا فتحها الأثناء وصلتهما تجمُّع بعلبك وأنه يسير جنوباً للقاء جيشي وشرحبيل المؤلفين 5 300 جندي فقرر وخالد بسرعة بجيشهما المؤلف 27,000 وسبق رأس 1,500 فارس لضرورة السرعة اجتمعت وجيوش قرب موقع فحل جنوبي المفاوضات أنها تؤدّ والتقى الجيشان 28 ذي القعدة (23 يناير 653 م) 32,000 ضد 50,000 و80,000 وانتصر نصراً الأثير "فكانت الهزيمة بفحل والقتل بالرداغ فأصيب وهم ثمانون ألفاً يفلت الشريد" قادته وفلسطين والأردن وسار نحو ففتحاها سهل البقاع وفتحا صلحاً عاد ضخم 240,000 المرة منطقة بالأردن وأما ومع التسعة آلاف ليصبحوا 36,000 ودارت الشهيرة الخامس 15 واستمرَّت 6 أيام انتهت أخيراً بهزيمة ومقتل باهان وقيل قتلى والياقوصة طلوع الشمس عقب نهاية 120 قتيل فحوالي 3 انقسمت ألوية فتولى لواء فخرج لفتح صيدا وعرقة وجبيل وبيروت وخرج ففتح نابلس وعمواس وبيت جبرين ورفح وعسقلان تبقّى سارا فحاصراها وفتحاها (حيث كانا تركاها وأعادا لأهلها الجزية انسحابهما تقدُّم اليرموك) أتبعاه بفتح حماة واللاذقية خاضوا قنسرين انتصروا بها حلب وأخيراً فتحا أنطاكية أقصى شمال كتاب pdf للكاتب , كثرت الكتب والرسائل تتضمن المخازي سب الصلاة والسلام وتكفيرهم لجمهورهم واتخذوا الطعن فيهم وسيلة للطعن كثير أحكام الاسلام فما للعلماء قديما وحديثا التصدي للرد الافتراءات بنشر وسيرهم وأخبارهم وممن اعتنى العلامة أفرد لكل كتابا مستقلا ومنها كتابه ( ) التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم العلم يتناول سير الأعلام العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع اهتم بعلم اهتماما كبيرا العناية بهذا عندهم بزمن حرص العلماء حماية وصيانة المصدر مصادر التشريع الحديث النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد «جاء بشير عباس فجعل يحدث ويقول: يأذن لحديثه ينظر مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا كنا سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي بسبب حال نقلة النبوية وذلك ينبني المعرفة قبول والتعبد تعالى رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من حدث سماعاً دلس عنه) ملازمته لكلّ شيخ شيوخه ذاك وكم الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال الحاضرين عنده؟ هي الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب تفرّدته باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض أبواب منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
كتاب

محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

ــ يوسف بن الحسن بن عبد الهادي ابن المبرد

صدر 1998م عن دار أضواء السلف
محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
كتاب

محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

ــ يوسف بن الحسن بن عبد الهادي ابن المبرد

صدر 1998م عن دار أضواء السلف
عن كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب:
أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، المُلقب بالفاروق، هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم. تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق في 23 أغسطس سنة 634م، الموافق للثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 13 هـ. كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفريقه بين الحق والباطل.

هو مؤسس التقويم الهجري، وفي عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا، وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان، وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة وهي ثالث أقدس المدن في الإسلام، وبهذا استوعبت الدولة الإسلامية كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ أراضي الامبراطورية البيزنطية. تجلّت عبقرية عمر بن الخطاب العسكرية في حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا المسلمين قوة، فتمكن من فتح كامل إمبراطوريتهم خلال أقل من سنتين، كما تجلّت قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه على تماسك ووحدة دولة كان حجمها يتنامى يومًا بعد يوم ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها.

وفاة النبي محمد
توفي النبي محمد يوم 7 يونيو سنة 632م، الموافق ليوم 12 ربيع الأول سنة 11 هـ. ولمّا شاع خبر انتقال الرسول إلى الرفيق الأعلى، اضطرب المسلمون اضطرابًا شديدًا، وذهل بعضهم فلم يصدق الخبر وكان عمر منهم، فقام يقول: "والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقد كان يعتقد بعدم موته تمام الاعتقاد، حتى إنه قال في رواية أخرى: "والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك"، أي لا أعتقد إلا أنه لم يمت فعلاً، ثم قال عمر: "وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات". وفي رواية ثانية يقول: «إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله تُوُفِّي، إن رسول الله ما مات، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات». ظل المسلمون على هذه الحالة يتمنون صدق كلام عمر، حتى جاء أبو بكر من السنح على دابته ونزل بباب المسجد ودخل بيت عائشة، وكشف عن جثمان النبي محمد وجثى عليه يُقبله ويبكي، ثم خرج إلى المسجد حتى أتى المنبر فوجد عمر يقول ما يقول، ويقسم على أن النبي لم يمت، فقال: «أيها الحالف على رِسْلِك»، وفي رواية أخرى قال له: "اجلس يا عمر". فجلس عمر وجلس الناس، فتشهد أبو بكر وحمد الله وأثنى عليه ثم قرأ آية من آيات سورة آل عمران: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ﴾. وعندما تلا أبو بكر الصديق هذه الآية سمعها عمر والمسلمون كانهم لم يسمعوها من قبل، ثم تابع يقول: «ألا من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت». وفي رواية أهل السنّة، فإن عمر لما سمع كلام أبي بكر وأيقن حق اليقين أن الرسول قد مات، هوى على ركبتيه يبكي، وفي هذه النقطة قال عمر: «والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعُقِرْت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي قد مات».

في عهد أبي بكر الصديق
كان عمر بن الخطاب المساعد الأول لأبي بكر الصدِّيق وساعده الأيمن ومستشاره الأساسي طوال خلافته، وكان مستشاره العسكري الأبرز الذي ساعده في حروبه، لا سيّما حروب الردة. وقد قال أبو بكر الصديق مرة: "ما على ظهر الأرض رجل أحبّ إليَّ من عمر". وقد كان أبو بكر يستشير عمر في تعيين القادة العسكريين وعزلهم. فقد ولَّى أبو بكر مثلاً خلال فتح الشام الصحابيَّ سعيد بن العاص الأموي على الجيش الفاتح، غير أنه عزله بعدها قبل أن يبدأ السير، نظراً لاعتراض عمر الشديد عليه. كما كان عمر عوناً كبيراً له في وضع خططه العسكرية والاستراتيجية.

وعندما اجتمعَ الأنصار في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة الرسول ليبايعوا سعد بن عبادة خليفة من بعده، سمع عمر بن الخطاب بذلك، فذهبَ على الفور إلى أبي بكر الصديق وهو في منزل الرَّسول، وبلغه الخبر، وانضمَّ إليهما أبو عبيدة بن الجراح فساروا معاً إلى السقيفة. وقال أبو بكر عندما دخل: "ما هذا؟"، فأجابوه "منّا أمير ومنكم أمير"، فقال: "منّا الأمراء ومنكم الوزراء". ثم عرض عليهم أحد مرافقيه ليُصبَح الخليفة فقال: "لقد رضيتُ لكم أحد هذين الرجلين - عُمَر وأبي عبيدة أمين هذه الأمة-". غير أن أحد الأنصار قال بصوتٍ عال: "أنا جُذَيلها المحنك وعُذَيْقُها المرجَّب، منّا أمير ومنكم أمير"، فتعالت الأصوات واللغط، واختلف الناس فيمن سيكون الخليفة، حتى قام عمر وقال: "أيّكم يطيب نفساً أن يخلُف قَدَمَين قدّمهما النبي صلى الله عليه وسلم؟"، ثمَّ قال لأبي بكر "ابسط يدك لأبايعك"، فبايعه عمر بن الخطاب، وتبعه الناس فبايعوه.

لم يكن الجميع راضين عن القرار، إذ لم يرضَ بعضهم بمبايعة غير علي بن أبي طالب، فقال الزبير: "لا أغمد سيفاً حتى يُبايَع علي"، فقال عمر: "خذوا سيفه واضربوا به الحجر". وقد تمكَّن عمر من دفع الكثير من الأنصار إلى مبايعة أبي بكر. وقد خطبَ الجمعة بأهل المدينة مرة فقال: "إنه بلغني أن قائلاً منكم يقول: لو مات أمير المؤمنين بايعتُ فلاناً، فلا يغرَّنَّ امرأً أن يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فتنة، فقد كان كذلك ولكنّ الله وقى شرَّها، وليس منكم من تُقطَع إليه الأعناق مثل أبي بكر، وإنه كان خيرنا حين توفيَّ رسول الله". وقد كان لعمر بن الخطاب دورٌ كبير في معونة أبي بكر ببداية خلافته في تنظيم أمور الدولة، وأخذ البيعة، وتثبيت الحكم.

كان من أولى وأكبر التحديَّات التي واجهت أبا بكر في خلافته حروب الردة، التي بدأت بامتناع بعض قبائل العرب عن أداء الزكاة إلى الخليفة الجديد، وكانت البداية بقبائل قليلة مثل عبس وذبيان وغطفان، غير أن العدد ازداد لاحقاً، فانتشرت حركة الردة في أنحاء شبه الجزيرة العربية. كما كثر مدَّعو النبوة، فكان منهم مالك ووكيع وسجاح، أما أقواهم وأكثرهم نفوذاً فكان مسيلمة الكذاب. وقد انقسم الصحابة في الرأي حول كيفيَّة التعامل مع الوضع، فأشار عمر بن الخطاب -وطائفة كبيرة من الصحابة- على أبي بكر بعدم دخول الحرب معهم، والتنازل عن امتناعهم عن الزكاة، خصوصاً مع عدم وجود قوة عسكرية تحمي المدينة من الهجمات. غير أن أبا بكر أصرَّ على موقفه بشدة، وقال: "والله لو منعوني عقالاً (الحبل الذي يجرُّ به البعير) لجاهدتهم عليه".

انتهت حروب الردة بمعركة اليمامة، التي قتل فيها الكثير من الصحَّابة، من بينهم مئات من حفظة القرآن، وقد اختلفَ المؤرخون حول عددهم، فقال بعضهم أنه قتلَ 500 من حفظة القرآن في المعركة، وقال آخرون 700. وقد فزعَ عمر بن الخطاب عندما سمعَ بهذه الأعداد، وخشيَ أن يُقتَل المزيد منهم في المعارك والحروب، فيضيع شيء من القرآن. فأخبر أبا بكرٍ بمخاوفه، إذ جاءه وقال له: "إنّ القتل استمرّ بقُرّاء القرآن، وإنّي أخشى أن يستمرّ القتل بالقُرّاء في المواطن، فيذهب كثيرٌ من القرآن، وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن"، غير أن أبا بكر تخوَّف من الأمر وقال: "كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟". فردّ عمر قائلاً : "أرى والله أنه خير"، وظلّ يصرّ ويحاور أبا بكر حتى اقتنع، فاستدعى زيد بن ثابت الأنصاريّ وأمره بتولّي المهمَّة. وقد قال أبو بكر لزيد: "إنّك شابّ عاقل، لا نتّهمك، وقد كنتَ تكتب الوحي لرسول الله، فتتبَّع القرآن فاجمعه"، غير أن زيداً تخوَّف من المهمة، وقال في وصف الحادثة: "فو الله لو كلّفوني نقل جبلٍ من الجبال ما كان أثقل عليَّ ممّا أمرني به من جمع القرآن - قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله؟"، فكرَّر أبو بكر: "هو والله خير"، ولم يزل فيه حتى اقتنعَ هو الآخر، فذهبَ وجمع القرآن في مصحف واحد. وقد بقيَ المصحف عند عمر بعد وفاة أبي بكر، ثم انتقلَ إلى ابنته حفصة.

وكان من بين من قتلوا في معركة اليمامة أخوه زيد بن الخطاب، وعندما جاءه ابنه عبد الله بعد المعركة - وكان يقاتل فيها مع زيد - قال له عمر زاجراً إياه: "ألا هلكتَ قبل زيد؟ هلك زيد وأنت حيّ! ألا واريتَ وجهك عني؟"، فأجابه: "سألَ اللهَ الشهادة فأعطُيهَا، وجَهِدتُ أن تُسَاق إليَّ فلم أعطها".

وبعد أن أصبح أبو بكر خليفة، قال مرَّة لعمر وأبي عبيدة بن الجراح: "إنه لابدَّ لي من أعوان"، فقال عمر: "أنا أكفيك القضاء"، والثاني قال: "أنا أكفيك بيت المال". وظلَّ عمر في سدة القضاء بالمدينة مدة سنة كاملة، لم يختصم إليه أحد خلالها، حتى جاء في يوم إلى أبي بكر طالباً منه إعفاءه من القضاء، فسأله أبو بكر مستغرباً: "أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟"، فأجابه عمر:

«لا يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لا حاجة بي عند قوم مؤمنين، عرف كل منهم ما له من حق، فلم يطلب أكثر منه، وما عليه من واجب فلم يقصر في أدائه، أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، إذا غاب أحدهم تفقدوه، وإذا مرض عادوه، وإذا افتقر أعانوه، وإذا احتاج ساعدوه، وإذا أصيب عزوه وواسوه، دينهم النصيحة، وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففيمَ يختصمون؟ ففيمَ يختصمون؟»
مبايعته بالخلافة

تخطيط لاسم عمر بن الخطاب.
عندما اشتدَّ على أبي بكر مرض موته، جمع كبار الصحابة وقال لهم: "إنَّه قد نزل بي ما قد ترون، ولا أظنني إلا ميِّتاً، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي، وحلّ َعنكم عقدي، وردَّ عليكم أمركم، فأمِّروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمَّرتم في حياة مني كان أجدر ألا تختلفوا بعدي". فأخذ الصحابة الذين جمعهم يتعفَّفون، فيرى كل منهم في الآخر قدرة أكبر على تولي مسؤولية الخلافة، فعادوا إلى أبي بكر وقالوا له طالبين مساعدته باختيار الخليفة: "أرنا يا خليفة رسول الله رأيك"، قال: "فأمهلوني حتى أنظر لله ولدينه ولعباده".

وبعد فترة من التفكير استدعى أبو بكر الصحابي عبد الرحمن بن عوف وقال له: "أخبرني عن عمر؟"، فأجابه: "إنه أفضل من رأيك إلا أنّ فيه غلظة"، فقال أبو بكر: "ذلك لأنه يراني رفيقاً، ولو أفضي الأمر إليه لتركَ كثيراً ممَّا هو عليه، وقد رمَّقتُهُ فكنتُ إذا غضبتُ على رجل أراني الرضا عنه، وإذا لنتُ له أراني الشدّة عليه". ثم دعا عثمان بن عفّان، وقاله له كذاك: "أخبرني عن عمر"، فقال: "سريرته خير من علانيّته، وليس فينا مثله"، فقال أبو بكر للإثنين: "لا تذكرا ممَّا قلتُ لكما شيئاً، ولو تركته ما عدوتُ عثمان، والخيرة له أن لا يلي من أموركم شيئاً، ولوددتُ أنّي كنتُ من أموركم خلواً وكنتُ فيمن مضى من سلفكم".

ثم جاء طلحة بن عبيد الله إلى أبي بكر وقال له غاضباً: "استخلفتَ على النّاس عمر وقد رأيتَ ما يلقى الناس منه وأنتَ معه، وكيف به إذا خلا بهم وأنت لاقٍ ربّك فسائلك عن رعيّتك!"، فقال أبو بكر: "أجلسوني" فأجلسوه، ثم أجابه: "أبالله تخوّفني! إذا لقيتُ ربي فسألني قلتُ: استخلفت على أهلك خير أهلك".

وبعد ذلك استدعى أبو بكر عثمان بن عفان مجدداً، فقال له: "اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهِدَ أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أمّا بعد..." لكن أغميَ عليه في تلك اللحظة قبل أن يكمل كلامه، فكتب عثمان: "أمَّا بعد فإني قد استخلفتُ عليكم عمر بن الخطّاب ولم آلكم خيراً". وعندما استيقظ أبو بكر من إغماءته قال لعثمان: "اقرأ عليّ"، فقرأ عثمان، وعندما انتهى كبَّر أبو بكر وقال: "أراك خِفتَ أن يختلف الناس إن مُتُّ في غشيتي؟"، قال: "نعم"، فقال: "جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله".

وبعد أن كتبَ العهد أمر أبو بكر أن يُقرَأ على الناس، فجمعهم وأرسله مع أحد مواليه إلى عمر بن الخطاب، فقال عمر للناس: "أنصتوا واسمعوا لخليفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإنّه لم يألكم نصحاً"، فهدأ الناس وتوقَّفوا عن الكلام، ولم يعترضوا بعد سماع العهد. ثم جاءهم أبو بكر وقال: "أترضون بما استخلفتُ عليكم؟ فإني ما استخلفتُ عليكم ذا قرابة، وإنّي قد استخلفتُ عليكم عمرَ فاسمعوا له وأطيعوا، فإني والله ما آلوت من جهد الرأي"، فردَّ الناس: "سمعنا وأطعنا". ثم أحضر أبو بكر عمر وقال له: "إنّي قد استخلفتك على أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم"، ثم أوصاه بتقوى الله، وخطبَ فيه خطبة قدَّمَ له فيها الكثير من الوصايا والنصائح.

توفّي أبو بكر بعد ذلك بأيام، وعندما دفن وقف عمر وخطب في الناس قائلاً: "إنَّما مَثَل العرب مثل جمل آنف اتَّبعَ قائده فلينظر حيث يقوده، وأمَّا أنا فوربِّ الكعبة لأحملنَّكم على الطريق!".

فتح الشام
بدأ الفتح الإسلامي للشام في عهد الخليفة أبي بكر الصديق، الذي قرَّر مقاتلة الروم بعد أن هاجموا جيش خالد بن سعيد بن العاص المُعسكر في أرض تيماء، فوزَّع المسلمين على أربعة جيوش مختلفة، ووجَّه كلاً منها إلى جزء مختلف من بلاد الشام، قوام كلٍّ منها حوالي 8,000 مقاتل. فكان الجيش الأول بقيادة شرحبيل بن حسنة ووجهته وادي الأردن في جنوبيّ الشام، والجيش الثاني بقيادة يزيد بن أبي سفيان ووجهته دمشق، والجيش الثالث بقيادة أبي عبيدة بن الجراح ووجهته حمص، والجيش الرابع بقيادة عمرو بن العاص ووجهته فلسطين. وقال لهم أبو بكر أنهم سيكونون مستقلّين إن لم تكن هناك حاجة للاجتماع، فكل واحد يقود جيشه بنفسه ويكون أميراً على المناطق التي يفتحها، أما إن اقتضت الضرورة الاجتماع فإن القائد سيكون أبا عبيدة بن الجراح. لكن عندما بلغت الجيوش الإسلامية الشام وجدت جيوشاً ضخمة جداً للروم حشدت لمقابلتها في كل وجهاتها، فلمَّا سمع المسلمون بذلك قرَّروا الاتحاد، فاجتمعت جيوشهم باليرموك، وطلبوا المزيد من المدد، فأمر أبو بكر خالداً بن الوليد بالسير إليهم بنصف جنوده من العراق. فسار خالد إليهم عبر بادية الشام، وفي طريقه هزم الغساسنة في معركة مرج راهط، وفتح مدينة بصرى. وبعد أن فتح خالد بصرى، توجَّه مع أبي عبيدة بن الجراح إلى دمشق، فحاصرها، لكن هنا وصلته أنباء حشد الروم في أجنادين، فانسحب وجمع جيوشه كلها هناك، فبلغ عدد المسلمين 33.000 مقاتل وبلغ عدد الروم 100.000، فدارت معركة أجنادين التي هزم فيها الروم وقتل قائدهم وردان.

توفي أبو بكر خلال هذه المرحلة، وأعقبه عزل عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد عن قيادة الجيوش الفاتحة. فقد كان أبو بكر قد عيَّن خالداً قائداً عاماً لجيوش المسلمين في الشام، غير أن عمر لم يرضَ بذلك لئلا يفتتن به المسلمون لانتصاراته المتوالية على الأعداء، فكان من أول ما فعله عمر بعد توليه أمور الخلافة أن كتب إلى أبي عبيدة بن الجراح يعلمه بوفاة أبي بكر (ولم يُعلِم خالداً بذلك)، وكان يريد عزل خالد على الفور، حتى أنه رويَ عنه أنه قال في خالد: "لا يلي لي عملاً أبداً". وبعدها أرسل عمر كتاباً آخر إلى أبي عبيدة يُعلِمه فيه بعزل خالد عن قيادة الجيوش وتعيينه مكانه، لكنَّ المؤرخين اختلفوا حول متى بالضبط وصل إلى أبي عبيدة الأمر بعزل خالد. فيقول ابن إسحاق أن ذلك كان خلال حصار دمشق في شهر رجب من سنة 14 هـ، إلا أن أبا عبيدة استحى فلم يُعلم خالداً حتى انتهى الحصار وتم الفتح، فيما يذهب سيف بن عمر إلى أن ذلك كان خلال معركة اليرموك عندما كان القتال لا يزال محتدماً بين الروم والمسلمين، بينما قال المدائني، أن أمر العزل جاء حين كان المسلمون يقاتلون الروم بالياقوصة في شهر رجب.

بعد ذلك توجَّه أبو عبيدة مع خالد لحصار دمشق، وتمكّنا من فتحها. في هذه الأثناء وصلتهما أنباء تجمُّع جيش كبير من الروم في مدينة بعلبك، وأنه يسير جنوباً إلى فلسطين للقاء جيشي عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة المؤلفين من 5.300 جندي. فقرر أبو عبيدة وخالد السير إليهما بسرعة بجيشهما المؤلف من 27,000 مقاتل، وسبق خالد أبا عبيدة على رأس 1,500 فارس لضرورة السرعة. اجتمعت جيوش المسلمين وجيوش الروم قرب موقع فحل جنوبي الشام، فدارت بعض المفاوضات قبل المعركة، غير أنها لم تؤدّ إلى شيء. والتقى الجيشان في 28 من ذي القعدة سنة 13 هـ (23 يناير 653 م)، حوالي 32,000 من المسلمين ضد ما بين 50,000 و80,000 من الروم، وانتصر المسلمون نصراً كبيراً، وقال ابن الأثير عن المعركة "فكانت الهزيمة بفحل والقتل بالرداغ، فأصيب الروم وهم ثمانون ألفاً لم يفلت منهم إلا الشريد". وبعد ذلك ولَّى أبو عبيدة بعض قادته على دمشق وفلسطين والأردن، وسار مع خالد نحو حمص ففتحاها، ثم إلى سهل البقاع، وفتحا خلال ذلك مدينة بعلبك صلحاً.

عاد الروم إلى حشد جيش ضخم من 240,000 مقاتل، هذه المرة في منطقة اليرموك بالأردن، وكان ذلك في سنة 13 هـ، وأما المسلمون فقد كان عددهم 27,000، ومع التسعة آلاف جندي الذين جاء بهم خالد ليصبحوا 36,000 جندي. ودارت هناك معركة اليرموك الشهيرة، التي بدأت في الخامس من رجب سنة 15 هـ، واستمرَّت مدة 6 أيام كاملة، انتهت أخيراً بهزيمة الروم ومقتل قائدهم باهان. وقيل أن عدد قتلى الروم في اليرموك والياقوصة بعد طلوع الشمس عقب نهاية آخر أيام المعركة كان 120.000 قتيل، وأما المسلمون فحوالي 3.000 قتيل.

بعد المعركة انقسمت جيوش المسلمين إلى أربعة ألوية مجدداً، فتولى كل لواء فتح منطقة من الشام. فخرج يزيد بن أبي سفيان من دمشق، لفتح صيدا وعرقة وجبيل وبيروت، وخرج عمرو بن العاص من فلسطين ففتح نابلس وعمواس وبيت جبرين ورفح وعسقلان، وفتح شرحبيل ما تبقّى من الأردن. وأما أبو عبيدة وخالد فقد سارا إلى مدينة حمص، فحاصراها وفتحاها مجدداً (حيث كانا قد تركاها وأعادا لأهلها الجزية خلال انسحابهما من تقدُّم جيوش الروم قبل اليرموك)، ثم أتبعاه بفتح حماة واللاذقية. وبعدها خاضوا مع الروم معركة قنسرين، وبعد أن انتصروا بها سارا إلى حلب وفتحاها، وأخيراً فتحا أنطاكية في أقصى شمال الشام.


كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب pdf للكاتب يوسف بن الحسن بن عبد الهادي ابن المبرد , كثرت الكتب والرسائل التي تتضمن من المخازي سب أصحاب النبي محمد عليه الصلاة والسلام وتكفيرهم لجمهورهم واتخذوا الطعن فيهم وسيلة للطعن في كثير من أحكام الاسلام فما كان للعلماء قديما وحديثا إلا التصدي للرد على تلك الافتراءات بنشر فضائل الصحابة وسيرهم وأخبارهم وممن اعتنى بذلك العلامة ابن عبد الهادي حيث أفرد لكل واحد من العشرة كتابا مستقلا ومنها كتابه ( محض الصواب في فضائل عمر بن الخطاب ) .
الترتيب:

#13K

0 مشاهدة هذا اليوم

#14K

45 مشاهدة هذا الشهر

#33K

8K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 1136.
المتجر أماكن الشراء
يوسف بن الحسن بن عبد الهادي ابن المبرد ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار أضواء السلف 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية