📘 ❞ الجريمة المنظمة وسياسة المكافحة في التشريع الإسلامي والقانون الجنائي ❝ كتاب اصدار 2001

قوانين الشريعة الاسلامية - 📖 ❞ كتاب الجريمة المنظمة وسياسة المكافحة في التشريع الإسلامي والقانون الجنائي ❝ 📖

█ _ 2001 حصريا كتاب الجريمة المنظمة وسياسة المكافحة التشريع الإسلامي والقانون الجنائي 2024 الجنائي: الجريمة الاسلامي داسة مقارنة بين أساليب الوقاية والمكافحة والأنظمة الجنائية المعاصرة لجريمة تهريب المخدرات المؤلف : محمد بن مسفر عبدالخالق الشمراني مشرف : المالكي عبدالحفيظ عبدالله بحث الأول: الإسلام والجريمة وقد تناولت فيه المنهج الإسلامى وحرصه مكافحة والحكمة من أهداف وتشريع الحدود فى ودور الشرعيَّة القضاء ثُمَّ وضَّح البحث خطورة تعطيل الشرعِيَّة انتشار الجرائم والمعاصى المبحث الثانى: وعقوبتها الإسلاميَّة: وقد العقوبة الإسلاميَّة لكل جريمة السبعة: "الردة القتل السرقة القذف الزنا الحرابة الخمر" وتناولت الحكمة تشريع كل عقوبة إسلاميَّة جريمةٍ هذه ثم جاءت بعد ذلك توصيَّات ثمَّ ثبت بالمصادر والمراجع التى استعنت بها مرتَّبة ترتيباً هجائيَّاً (ألف بائى) وبعد؛ فهذا نهاية جُهدى فإن أصبتُ فذلك توفيقٌ الله وإن تعثَّرتُ فذاك نفسى وحسبى أنَّنى حاولتُ واجتهدتُ وما توفيقى إلاَّ بالله عليهِ توكَّلْتُ وإليْهِ أُنيبُ ربَّنا لاتُؤاخِذنا إنْ نسينا أو أخْطَأْنا وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وصلِّى اللهُمَّ سيدنا وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ومن اهتدى بهديِهِ وسار نهجِهِ إلى يومِ الدين والله أسأل التوفيق وهو حسبى ونعمَ الوكيل المَبْحَثُ الأَوَّلُ الإِسْلامُ وَالجَرِيمَة: المَنْهَجُ الإِسْلامِى لِمُكَافَحَةِ الجَرِيمَةِ يحاربُ الإسلامُ الجرائم؛ لأنَّهُ يفترض أنَّ الإنسانَ يجب يعيش طريق شريف وأن يحيا ثمرات كفاحه وجهده الخاص أى أنَّهُ لا يبنى كيانه الجريمة[1] والإسلام يعتبر فعلٍ الأفعال إِلاَّ مافيه ضرر محقق للفرد والجماعة ويظهر هذا الضرر فيما يمس العرض النفس النسل المال يترتَّبُ فسادٍ وإخلالٍ المجتمع[2] والإسلامُ يستهدفُ حمايةَ أعراضِ النَّاس والمحافظة سمعتهم وصيانة كرامتهم ويظلُّ دائِماً أبداً وفيَّاً لمبدئِهِ القاضى بتنظيفِ البيئة وقاية الفتنة وابتغاء صياغة مجتمع بلا مشاكل وفى سبيل تتبَّع أسباب فحذَّر منها[3] وقد تميز بمنهجه الفريد واستئصالها جذورها خلال خطين متلازمين ومتوازيين وهما: 1 الجانب الوقائي 2 العلاجي أَمَّا الجَانِبُ الوِقَائِي: فإِنَّ لاينتظر وقوع حتى يتصدى لها وإنما يتخذ الإجراءات والتدابير شأنه الحيلولة دون وَأَمَّا العِلاجِي: فهو لايكون الأمر والحق الإيمان والعبادات والأخلاق تمثل المنطلقات الأساسية الإنسان المسلم الصالح الطاهر العفيف بناء الحياة والحضارة الراشدة فالمؤمن يسرق ولا يكذب يشرب الخمر؛ لأَنَّ إيمانَهُ يردعه ويصده عن فعل المحرمات وكذلك الطاعة والعبادة التي يقوم بأدائها تَصُدُّهُ الوقوع الإثم والمعصية يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ ﴾[4] ويقول يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا عَلَى مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[5] وصاحب الخلق الحميد تمنعه أخلاقه اقتراف المعاصي والآثام وإِذا تبيَّن أصبح مصدر عدوان كفلته وآوته وأنَّهُ قابل عطفها وعنايتها بتعكير صفوها وإقلاق أمنها فلا ملام إذا حدَّت أحد أفرادها فكسرت السلاح الَّذى يؤذى به غيره[6]؛ لأنَّ يسعى العقيدة النفوس وغرس الأخلاق الفاضلة ويعتمد المجتمع الوقوف أمام أشكال والانحراف ومحاربتها والحيلولة وقوعها تمادي أصحابها وذلك بإنكار المنكر والفساد ومقاطعة أهل والعدوان احترم حقَّ الملكيَّة واعتبره حقَّاً مقدَّساً يحلُّ لأحدٍ يعتدى عليه بأىِّ وجهٍ الوجوه ولهذا حرَّم والغصب والربا والغش وتطفيف الكيل والوزن واعتبر مال أُخِذَ بغيرِ سبب مشروع فهو أكلٌ للمالِ بالباطل[7] فالإسلام يوفر العيش الكريم والعمل الشريف ويرعى الفقراء والمساكين قبل يقيم حد يقطع الأيدي كما يأمر بغض البصر وينهى الخلوة بالأجنية وعدم الاختلاط ويمنع صور العري والعلاقات المشبوهة ويأمر بالحجاب والسترة ويسهل سبل الزواج إقامة الزنى التشريعات للجريمة ومن أهم ملامح إصلاح الجاني وفتح أبواب التوبة أمامه مصراعيها تيئيسه رحمة وحثه الإقلاع والندم التمادي الباطل وبديهى يكره ويتوعَّدُ عليها بالنكال الدنيا والآخرة ويتهدَّدُ أقواماً يرتكبونها سِرَّاً يبرزون للنَّاسِ وكأنَّهم أطهارٌ شرفاءٌ[8] اللهَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانَاً أَثِيمَاً يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُون اللهِ ﴾[9] إن التربية الإسلامية المستمرة بالحكمة والموعظة الحسنة التوعية بالجريمة وأخطارها كافة الجهات المعنية وأيضاً سد الأبواب والمنافذ تؤدي الرادعة الخطوات تؤدِّي وتنقية أخطارها وبذلك فقد تكفَّلت الجنائيَّة عاتقها عبء والتصدي لها؛ حماية للمجتمع يقع فريسة بمختلف أنواعها وهناك حقَّان متميِّزان ترعاهما الشَّريعةُ هما: • حقُّ المخطئ فرصةٍ يتوب فيها ويستأنف مسلكاً أنظف • وحقُّ صيانة نزوات العميان وتخبُّطه يصيب الأبرياء والغافلين والإسلام يرعى الحقَّين كليهما فأمَّا حق فليس الأرض دين يُيَسِّرُ المتابَ للخاطئين ويدفعهم إليه دفعاً كدين ولكن ما العمل تحوَّل امرؤٌ كلبٍ مسعور فأصبح تركه حُرَّاً يزيده ضَراوةً يَزيدُ شَقاوةً عقاب مثل مناص منه[10] حِرْصُ الإِسْلامِ مُكَافَحَةِ الجَرِيمَةِ: إِنَّ سلوك شاذ يهدد أمن الأفراد واستقرار المجتمعات ويقوض أركان الدول والبلاد وأحكام الشريعة الغراء بعدلها القويم ومبادئها الشاملة تدور حول الضرورات الأساسيَّة يستطيع يستغنى عنها ويعيش بدونها وقد وضعت المحافظة الكليات عقوبات زاجرة وأليمة يتعدَّى وينتهك حرمتها[11] والإسلام باعتباره صلاح وإصلاح قد تصدى للظاهرة الإجراميَّة وحرص وحاربها بطرق متعددة مستويات مختلفة وفاق بذلك النظم الوضعيَّة الحد والإقلال وإحدى الطرق اتَّبعها هي وضعه لنظام وَالعُقُوبَاتُ الشَّرْعِيَّةُ: هى رادعة وهى خير يودع هؤلاء المجرمون السجون؛ للتعوُّد والازدياد الخبرة ولينفق عليهم النفقات الطائلة ويقام الحراس الذين يأخذون الرواتب الباهظة يرتدعوا ودون يتعلموا ويتعلم سواهم جريمتهم وهذه العقوبات تعرف باسم "الحدود" و"التعزيزات" تمنع وتردع المجرمين اقترافِ الحِكْمَةُ تَشْرِيعِ الحُدُودِ فِى الإِسْلامِ: ليس المراد بالحدود التشفى وإيقاع الناس الحرج وتعذيبهم بقطع أعضائهم قتلهم رجمهم هو تسود الفضيلة وتُمنعُ استقرارٍ وهدوءٍ وأمن هنا نجد الشرع ييسر فإذا اشتدت الظروف حالاتِ الجوع والخوف والحاجة تُعطل عمر الخطاب ـ رضى عنه عام الرمادة ومن التيسير أيضًا بالستر الوصول الحاكم رُوْىَ أَنَّ رسول صلى وسلم قال لرجلٍ يشهد الزنا: "لو سترته بثوبك كان خيرًا لك"[12] وَالحِكْمَةُ تتمثل في: • منع زجرهم المخالفات إبعادهم الإفساد حملهم الصلاح فالحدود إنما زواجر المذنب يعود مرة أخرى كذلك تزجر غيره التفكير الفعلة وتمنع يفكر ارتكابها نكال "مانع" مستوى الفرد الجماعة "والعقوبات جعلت ومكفرة فإنَّها ترتكب المعاصى وإذا نفذت الجانى كفرت ذنبه الذى اقترفه يعاقب الآخرة"[13] قوانين الاسلامية مجاناً PDF اونلاين يحتوي القسم علي فالشريعة شرعه لعباده المسلمين أحكام وقواعد ونظم لإقامة العادلة وتصريف مصالح وأمنهم العقائد والمعاملات شعبها المختلفة لتنظيم علاقة بربهم وعلاقاتهم بعضهم ببعض وتحقيق سعادتهم فمن يحقق يقترب منها شريعة بصرف النظر هويته ونوع انتمائه فالله يحاسب الأعمال والنيات والشريعة ذات دلالة موسوعية تتسع جهد إيجابي يبذل لعمارة ويستثمر مكنوناتها لصالح حياة وكرامته وتتسع للإنسان صحته وغذاءه وأمنه واستقراره يعزز تنمية آمنة وتقدم علمي نافع وارتقاء حضاري راشد

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الجريمة المنظمة وسياسة المكافحة في التشريع الإسلامي والقانون الجنائي
كتاب

الجريمة المنظمة وسياسة المكافحة في التشريع الإسلامي والقانون الجنائي

صدر 2001م
الجريمة المنظمة وسياسة المكافحة في التشريع الإسلامي والقانون الجنائي
كتاب

الجريمة المنظمة وسياسة المكافحة في التشريع الإسلامي والقانون الجنائي

صدر 2001م
عن كتاب الجريمة المنظمة وسياسة المكافحة في التشريع الإسلامي والقانون الجنائي:
الجريمة المنظمة وسياسة المكافحة في التشريع الإسلامي والقانون الجنائي

الجريمة المنظمة وسياسة المكافحة في التشريع الاسلامي والقانون الجنائي داسة مقارنة بين أساليب الوقاية والمكافحة في التشريع الجنائي الاسلامي والأنظمة الجنائية المعاصرة لجريمة تهريب المخدرات

المؤلف : محمد بن مسفر بن عبدالخالق الشمراني

مشرف : المالكي، عبدالحفيظ بن عبدالله


بحث الأول: الإسلام والجريمة.

وقد تناولت فيه المنهج الإسلامى وحرصه على مكافحة الجريمة، والحكمة من أهداف وتشريع الحدود فى الإسلام، ودور الحدود الشرعيَّة فى القضاء على الجريمة، ثُمَّ وضَّح البحث خطورة تعطيل الحدود الشرعِيَّة فى انتشار الجرائم والمعاصى.



المبحث الثانى: الجرائم وعقوبتها الإسلاميَّة:

وقد تناولت فيه العقوبة الإسلاميَّة لكل جريمة من الجرائم السبعة: "الردة، القتل، السرقة، القذف، الزنا، الحرابة، الخمر" وتناولت الحكمة من تشريع كل عقوبة إسلاميَّة لكل جريمةٍ من هذه الجرائم، ثم جاءت بعد ذلك توصيَّات البحث، ثمَّ ثبت بالمصادر والمراجع التى استعنت بها، مرتَّبة ترتيباً هجائيَّاً (ألف بائى).



وبعد؛ فهذا نهاية جُهدى، فإن أصبتُ فذلك توفيقٌ من الله، وإن تعثَّرتُ فذاك من نفسى، وحسبى أنَّنى حاولتُ واجتهدتُ، وما توفيقى إلاَّ بالله عليهِ توكَّلْتُ وإليْهِ أُنيبُ، ربَّنا لاتُؤاخِذنا إنْ نسينا أو أخْطَأْنا ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلِّى اللهُمَّ على سيدنا محمد وعلى آلِهِ وأصحابِهِ، ومن اهتدى بهديِهِ وسار على نهجِهِ إلى يومِ الدين.



والله أسأل التوفيق، وهو حسبى ونعمَ الوكيل



المَبْحَثُ الأَوَّلُ

الإِسْلامُ وَالجَرِيمَة: المَنْهَجُ الإِسْلامِى لِمُكَافَحَةِ الجَرِيمَةِ

يحاربُ الإسلامُ الجرائم؛ لأنَّهُ يفترض أنَّ الإنسانَ يجب أن يعيش من طريق شريف، وأن يحيا على ثمرات كفاحه وجهده الخاص، أى أنَّهُ لا يبنى كيانه على الجريمة[1]، والإسلام لا يعتبر أى فعلٍ من الأفعال جريمة إِلاَّ مافيه ضرر محقق للفرد والجماعة، ويظهر هذا الضرر فيما يمس الدين، أو العرض، أو النفس، أو النسل، أو المال، وما يترتَّبُ على ذلك من فسادٍ وإخلالٍ فى المجتمع[2].



والإسلامُ يستهدفُ حمايةَ أعراضِ النَّاس، والمحافظة على سمعتهم، وصيانة كرامتهم، ويظلُّ الإسلامُ دائِماً أبداً وفيَّاً لمبدئِهِ القاضى بتنظيفِ البيئة وقاية من الفتنة والجريمة، وابتغاء صياغة مجتمع بلا مشاكل، وفى سبيل ذلك تتبَّع الإسلامُ أسباب الفتنة فحذَّر منها[3].



وقد تميز الإسلام بمنهجه الفريد في مكافحة الجريمة واستئصالها من جذورها من خلال خطين متلازمين ومتوازيين، وهما:

1- الجانب الوقائي.

2- الجانب العلاجي.



أَمَّا الجَانِبُ الوِقَائِي:

فإِنَّ الإسلام لاينتظر وقوع الجريمة حتى يتصدى لها، وإنما يتخذ لها كل الإجراءات والتدابير، وما من شأنه الحيلولة دون وقوع الجريمة.



وَأَمَّا الجَانِبُ العِلاجِي:

فهو لايكون إلاَّ فى نهاية الأمر، والحق أن الإيمان والعبادات والأخلاق في الإسلام تمثل المنطلقات الأساسية في صياغة الإنسان المسلم الصالح الطاهر العفيف في بناء الحياة والحضارة الراشدة، فالمؤمن لا يسرق ولا يكذب ولا يشرب الخمر؛ لأَنَّ إيمانَهُ يردعه ويصده عن فعل المحرمات.



وكذلك الطاعة والعبادة التي يقوم المسلم بأدائها، تَصُدُّهُ عن الوقوع في الإثم والمعصية، يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ ﴾[4]، ويقول الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[5]، وصاحب الخلق الحميد تمنعه أخلاقه من اقتراف المعاصي والآثام.



وإِذا تبيَّن أنَّ الإنسان أصبح مصدر عدوان على البيئة التى كفلته وآوته، وأنَّهُ قابل عطفها وعنايتها بتعكير صفوها، وإقلاق أمنها، فلا ملام على هذه البيئة إذا حدَّت من عدوان أحد أفرادها، فكسرت السلاح الَّذى يؤذى به غيره[6]؛ لأنَّ الإسلام يسعى الى بناء العقيدة في النفوس وغرس الأخلاق الفاضلة، ويعتمد الإسلام على المجتمع في الوقوف أمام كل أشكال الجريمة والانحراف ومحاربتها والحيلولة دون وقوعها أو تمادي أصحابها، وذلك بإنكار المنكر والفساد، ومقاطعة أهل الجريمة والعدوان.



وقد احترم الإسلامُ حقَّ الملكيَّة، واعتبره حقَّاً مقدَّساً، لا يحلُّ لأحدٍ أن يعتدى عليه بأىِّ وجهٍ من الوجوه، ولهذا حرَّم الإسلامُ السرقة، والغصب، والربا، والغش، وتطفيف الكيل والوزن، واعتبر كل مال أُخِذَ بغيرِ سبب مشروع فهو أكلٌ للمالِ بالباطل[7].



فالإسلام يوفر العيش الكريم والعمل الشريف ويرعى الفقراء والمساكين قبل أن يقيم حد السرقة أو يقطع الأيدي، كما يأمر بغض البصر، وينهى عن الخلوة بالأجنية، وعدم الاختلاط، ويمنع كل صور العري والعلاقات المشبوهة، ويأمر بالحجاب والسترة، ويسهل سبل الزواج قبل إقامة حد الزنى من خلال التشريعات الإسلاميَّة للجريمة.



ومن أهم ملامح الجانب الوقائي إصلاح الجاني، وفتح أبواب التوبة أمامه على مصراعيها، وعدم تيئيسه من رحمة الله، وحثه على الإقلاع والندم، وعدم التمادي في الباطل، وبديهى أنَّ الإسلام يكره الجريمة، ويتوعَّدُ عليها بالنكال فى الدنيا والآخرة، ويتهدَّدُ أقواماً يرتكبونها سِرَّاً ثُمَّ يبرزون للنَّاسِ، وكأنَّهم أطهارٌ شرفاءٌ[8]، يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانَاً أَثِيمَاً يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُون مِنَ اللهِ ﴾[9].



إن التربية الإسلامية المستمرة بالحكمة والموعظة الحسنة ثم التوعية المستمرة بالجريمة وأخطارها من كافة الجهات المعنية، وأيضاً سد الأبواب والمنافذ التي تؤدي إلى اقتراف الجريمة، ثم إقامة العقوبة الشرعيَّة الرادعة، كل هذه الخطوات تؤدِّي الى مكافحة الجريمة وتنقية المجتمع من أخطارها، وبذلك فقد تكفَّلت التشريعات الجنائيَّة الإسلاميَّة على عاتقها عبء مكافحة الجريمة والتصدي لها؛ حماية للمجتمع من أن يقع فريسة لها بمختلف أنواعها.



وهناك حقَّان متميِّزان ترعاهما الشَّريعةُ الإسلاميَّة هما:

• حقُّ المخطئ فى فرصةٍ يتوب فيها، ويستأنف مسلكاً أنظف.

• وحقُّ المجتمع فى صيانة كيانه من نزوات العميان، وتخبُّطه الَّذى يصيب الأبرياء والغافلين.



والإسلام يرعى الحقَّين كليهما، فأمَّا حق المخطئ فى التوبة، فليس فى الأرض دين يُيَسِّرُ المتابَ للخاطئين، ويدفعهم إليه دفعاً كدين الإسلام، ولكن ما العمل إذا تحوَّل امرؤٌ إلى كلبٍ مسعور، فأصبح تركه حُرَّاً لا يزيده إِلاَّ ضَراوةً، ولا يَزيدُ المجتمع به إِلاَّ شَقاوةً، إِنَّ عقاب مثل هذا لا مناص منه[10].



حِرْصُ الإِسْلامِ عَلَى مُكَافَحَةِ الجَرِيمَةِ:

إِنَّ الجريمة سلوك شاذ، يهدد أمن الأفراد، واستقرار المجتمعات، ويقوض أركان الدول والبلاد، وأحكام الشريعة الإسلامية الغراء بعدلها القويم، ومبادئها الشاملة تدور حول صيانة الضرورات الأساسيَّة التى لا يستطيع الإنسان أن يستغنى عنها، ويعيش بدونها، وقد وضعت الشريعة الإسلاميَّة فى سبيل المحافظة على هذه الكليات عقوبات زاجرة وأليمة لكل من يتعدَّى عليها، وينتهك حرمتها[11].



والإسلام باعتباره دين صلاح وإصلاح قد تصدى للظاهرة الإجراميَّة، وحرص الإسلام على الوقاية من الجريمة، وحاربها بطرق متعددة، وعلى مستويات مختلفة، وفاق بذلك كل النظم الوضعيَّة في الحد والإقلال من الجريمة، وإحدى الطرق التي اتَّبعها الإسلامُ في ذلك هي وضعه لنظام العقوبة.



وَالعُقُوبَاتُ الشَّرْعِيَّةُ: هى عقوبات رادعة، وهى خير من أن يودع هؤلاء المجرمون في السجون؛ للتعوُّد على الجريمة والازدياد من الخبرة فيها، ولينفق عليهم من النفقات الطائلة، ويقام عليهم الحراس الذين يأخذون الرواتب الباهظة، دون أن يرتدعوا ودون أن يتعلموا ويتعلم من سواهم ضرر جريمتهم، وهذه العقوبات تعرف باسم "الحدود" و"التعزيزات"، وهذه الحدود تمنع الجرائم، وتردع المجرمين عن اقترافِ الجرائم.



الحِكْمَةُ مِنْ تَشْرِيعِ الحُدُودِ فِى الإِسْلامِ:

ليس المراد بالحدود التشفى، وإيقاع الناس فى الحرج، وتعذيبهم بقطع أعضائهم، أو قتلهم، أو رجمهم، وإنما المراد هو أن تسود الفضيلة وتُمنعُ الجريمة، ويعيش الناس فى استقرارٍ وهدوءٍ وأمن، ومن هنا نجد أنَّ الشرع ييسر فى هذه الحدود، فإذا اشتدت الظروف فى حالاتِ الجوع والخوف والحاجة تُعطل الحدود، كما فعل سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ فى عام الرمادة.



ومن التيسير أيضًا أن الإسلام يأمر بالستر قبل الوصول إلى الحاكم فقد رُوْىَ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ يشهد على الزنا: "لو سترته بثوبك كان خيرًا لك"[12].



وَالحِكْمَةُ مِنْ تَشْرِيعِ الحُدُودِ فِى الإِسْلامِ تتمثل في:

• منع الناس من اقتراف الجرائم.

• زجرهم عن المخالفات.

• إبعادهم عن الإفساد في الأرض.

• حملهم على فعل ما فيه الصلاح.



فالحدود فى الإسلام إنما هى زواجر تمنع الإنسان المذنب أن يعود إلى هذه الجريمة مرة أخرى، وهى كذلك تزجر غيره عن التفكير فى مثل هذه الفعلة وتمنع من يفكر فى الجريمة من ارتكابها، وهى أيضًا نكال "مانع" من وقوع الجريمة على مستوى الفرد، وعلى مستوى الجماعة، "والعقوبات على الجرائم إنما جعلت زاجرة ومكفرة، فإنَّها زاجرة عن أن ترتكب المعاصى، وإذا نفذت فى الجانى إنما كفرت عنه ذنبه الذى اقترفه، فلا يعاقب عليه فى الآخرة"[13].




الترتيب:

#12K

0 مشاهدة هذا اليوم

#21K

0 مشاهدة هذا الشهر

#17K

13K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 491.
المتجر أماكن الشراء
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث