█ _ عبد الباسط بن يوسف الغريب 0 حصريا كتاب تسامح الإسلام مع غير المسلمين – حصر واستقراء النصوص والآثار المتعلقة بتعامل غيرهم 2024 غيرهم: للمؤلف : تعريف التّسامح خلقٌ من الأخلاق الإسلاميّة العظيمة وفيما يأتي بيان المعنى اللغوي والاصطلاحي للتسامح لغةً: مشتقٌّ الجذر سمح وهو مصدر الفعل ويطلق الإنسان الذي يتّصف بالتّسامح أنّه مُتسامح ومنه الأمر أي التّساهل فيه والتّسامح الدّيني بأن يتمّ احترام عقائد الآخرين التّسامح اصطلاحاً: هو يحثّ أن يكون سمحاً غيره النّاس خلال تعامله معهم ويكون ذلك بتسهيل وتيسير أمورهم وعدم الشّدة الصّارمة فيها بل اللّطف واللّين حتّى يسهل عليهم مظاهر إن لخلق التسامح أهمية عظيمة دين ويظهر جليّا عدة مجالات منها العبادات والمعاملات بشكلٍ مفصّلٍ: تتضّح مظاهر التي يؤدّيها المسلم فيما أحكام أهل الذمة مجاناً PDF اونلاين هذا القسم يشمل مجموعة الكتب تهتم بأحكام الفقه الإسلامي تعريف لغةً مَصدها ذمَمَ أو ذمَّ: يقال: ذممتُ فلاناً أذمَّةُ ذماً فهو ذميم والذمة: البئر قليلة الماء بئر ذمة والجمع ذمام والذمام: ما يذمُّ الرجل إضاعته العهد وأهل الذمةِ: العقد والذمَّة الأمان لما جاء قوله صلى الله عليه وآله: (ويسعى بذمّتهم أدناهم) [٢] ويقال: لأنهم أدّوا الجزية فأمنوا دمائهم وأموالهم الاصطلاح تُطلق الذمّة والتشريع أكثر مُصطلح فمرّةً تردُ مطلقةً ومَرّةً مقرونةً بألفاظ أخرى تُغيّر المقصود يلي بالذمة الذمة: هي الصفة الفطرية الإنسانية بها ثبت حقوق لغيره وهي أوجَبت واجباتٍ [٤] هم رعايا الدّولة الإسلامية المُسلمين والذين تعاقدوا إعطاء والالتزام بشروطٍ معيّنة مقابل بقائهم دينهم وتوفير الأمن والحماية لهم الكتاب والسنة دعت الشّريعة السّمحة إلى إحسان التعامل الناس عموماً وحَثّت حسن اليهود والنصارى خصوصًا وذلك وفق شروط وقواعد وأحكام خاصّة خصوصاً إذا كانوا مُسالمين مُعادين ملتزمين بالشروط المَفروضة عدم الإساءة للإسلام إظهار شَعائرهم وعقائدهم كما بيّنت الشريعة أنّ معاملتهم تكون بالقسط والعدل ومقابلة الحسنى بالحسنى التعرض لم يتعرضوا وأهله فقد قال عز وجل: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [٦] ويقول النبي وسلم: (ألا ظلم معاهدًا انتقصه كلفه فوق طاقتِه أخذ منه شيئًا بغيرِ طيبِ نفسٍ فأنا حجيجُه يوم القيامةِ وأشار رسولُ اللهِ اللهُ عليهِ وسلَّمَ بأصبعِه صدرِه ألا قتل له ذمةُ وذمةُ رسولِه حرم ريحَ الجنةِ وإن ريحَها لتوجدُ مسيرةِ سبعين خريفًا) [٧] النبوية مليئة بالشواهد الدالة يشترك خاصةً بعض الأحكام حيث جواز التزاور بينهم وبين ومُشاركتهم مناسباتهم العامّة والخاصّة الفرح والحزن ويجوز كذلك الأكل ذبائحهم تقترن بنسك طعامهم وشرابهم المُباح أكله شرعاً لقوله تعالى: (وَطَعَامُ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ لَهُمْ) [٩] أيضاً تجاريّاً واقتصادياً بالبيع والشراء والإجارة وغير وجوه المُعاملات المالية؛[٨] إنّ النبيّ وسلم قد تعامل والمشركين المَدينة الصلاة والسلام رهن درعه عند يهودي بشَعير اشتراه يقول أنس مالك رضي عنه بعد ذكر تلك الحادثة: ولقد سمعته يقول: (ما أصبح لآل محمد إلا صاع ولا أمسى وإنهم لتسعة أبيات)