📘 ❞ منهاج الدعوة إلى الإسلام في العصر الحديث ❝ كتاب ــ مقداد يالجن اصدار 1969

كتب الدعوة - 📖 ❞ كتاب منهاج الدعوة إلى الإسلام في العصر الحديث ❝ ــ مقداد يالجن 📖

█ _ مقداد يالجن 1969 حصريا كتاب منهاج الدعوة إلى الإسلام العصر الحديث عن المطبعة المصرية 2024 الحديث: الكتاب من الحجم المتوسط اخراج جميل يقع مائة واربعين (140) صفحة بالاضافة ( الاهداء) و( المقدمتين) و(التمهيد ) و(المقدمة) حيث قسم المؤلف كتابه اربعة فصول وزعها توزيعا منهجيا مدققا تشير ثقافتيه الواسعة وفهمه الدقيق للواقع البلاد الاسلامية خصوصا منها الفصل الرابع الذي ركزه دراسة وسائل تنفيذ المنهاج للدعوة واقتراحه بانشاء اكادمية اسلامية وضرورة تعليم الاسلام مجال التعليم والتثقيف وقيام دولته بحماية ايمانا منه بان الدولة ضرورة للإسلام لا غنى عنها لحمايته اعدائه ولتطبيقه الحياة ودوام تطبيقه فيها وانه بدون حمايتها يبقى كاليتيم بين اهله وابنائه ووطنه اما الاهداء فقد وجهه الاستاذ والدته المرحومة وقد جاء فيه مخاطبا اياها باللفظ: " لقد غرست نفسي حب والامتثال لله وحده لانه طريق السعادة الدارين ولكن كان يضايقني عدم فهمي للقرءان كما هجوم بعض الناس والتحلل والابتعاد عنه فكنت اضيق ذلك ذرعا فنشأ هذا وذاك دافعان نفسي: دافع لفهم القرءان ودافع للذود وكان الاول سببا لخروجي العربية لتعلم اللغة وكان الثاني لاخراجي لابين لماذا يخرج تعاليم ولماذا يهاجمه اولئك وكيف يعالج " الحقيقة والواقع ولا غرابة هذه الاشرارات الاصلاحية التي يغمرها فيض الحماس والبحث الحقيقة ما شك هو دين الفطرة ارتضاه الله تعالى لعباده قد اهمله ذووه واضاعه حفظته مكتفين بالتغني بعظمته بعد داسوها وبحسن انظمته وادوها فاصبح غريبا دياره الوقت تبحث الامم الاخرى شفاء لادوائها تعاظمت وعلاج لمشكلاتها تفاقمت حتى طرقوا بحثهم ابواب متلمسين الخلاص طريقه والاسلام وحاله وصف –اصبح حاجة مناهج جديدة يلتزمه حماته ويسير عليه دعائه ولذلك نجد رغم صغر حجمه ابان لنا الطريق الواضح يجب السير الحاضر وازال ران ماضيه المجيد العطر وما يكون المسلمون حاضرهم ومستقبلهم والمؤلف معالجته لهذه الاسباب سار منهج خاص: لم يسبق اله فهو بذلك يقدم منهجا حديثا وتفكيرا جديدا قضية السلام عصرنا قدم لاظهار جوهر وعرضه عرضا وقد اعطى صورة واضحة لفلسفة : كمنهاج خالد للحياة الانسانية واوضح مدى البشرية وهذه الفلسفة حاول طرح ترجمته واقع كما ابرز قيمة فلسفة كطريق وحيد لاسعاد سائر الفلسفات يزعم اربابها انها تقوم باسعاد الانسان حين تزيده الا تعاسة وشقاء وبؤسا ينس الاشارة اهم العوامل شوهت روح ومفاهيمه وصبغت جوهره غير صبغته وازالت معالم بهائه وجماله فكان لابد للمسلم –الغيور دينه يبحث يخلص الحق واثارها التعريف والمسؤولية والتصوف ونظرا لاهمية تقديم المرحوم شيخ الازهر الشريف رايت المفيد تعريفا بالكتاب نحن بصدد التعريف به يقول مؤلفه مقدمته هدفه تجديد التفكير الاسلامي واحياء نفوس المسلمين ولتحقيق هذين الهدفين وضعت متاجا يتلائم مع عقلية الحديث" والكتاب بهذا الهدف المحدد –يقول الشيخ محمود يضع العالم ويحدد الاطار يسير رجال والهداة والمرشدون ثم استعرض الوسائل يراها كفيلة بتنفيذ المنهج ومن سمات انه جلى بعبارة مشرفة عدة جوانب هامة تناولت المبادئ وتحررها مما شابه وشانها القضايا بمنطق المحامي البليغ وبراعة المدافع تسلح بالحق وزانه بيان رائع وبرهان صادق وحجة بالغة فيما يتعلق بما كتبه السيد الصوفية –فان نظرتنا الموضوع تختلف اختلافا جذريا نظرة الكاتب وذلك الطرق هداية واخذ بيد المريدين سبيل ومشايخ قوم خبرو المكسالك وساروا المعارج القدسية فهم خبراء يهدون وادلاء الباحث المنصف المستقئ لمفاهيم الممتبع لطريقه وطرائقه يجد اسمى صوره وانقى سبله واصفى مقاصده: المبرأة كل دخيل المنزهة الشوائب وفي صفحات صوفية تحدث موقف الجسدية والروحية وساق الادلة والاحاديث قدمته المجال ودنيا وجهاد وجلاء وسعي وكد وابو الحسن الشاذلي رضي اوائل الذين ذهبوا المنصورة ايام الحرب انتصر الفرنج معركة المشهورة طريق اسعاد وهكذا نستطيع نوضح وهو يحاول يبين فصوله وباسلوبه الخاص وازالة زان فالكتاب خاص اليه يبدو فالستاذ نجده كاصحابها نطاق التطور الفكري والعلمي وهذا دفع يرى بغير ظهر للناس مبتذلا او اصبح البعض ينظر الاحتقار والازدراء الواقع المر غبار اذا كنا نناقش المنطلق العلمي البحت يراه اول تدفع بالمسلم الغيور هناك اليوم اكثرهم ملتمسين واذا بد تحديد منهجه بغية اعلاء حياتنا فلا محددا وان سليما منطقيا لنستطيع نزيل الرواسب ونظهره ثوب جديد يسر الناظرين ويجذب افئدة الشعوب للعمل والسير يتلخص عند النقط التالية: اولا: تكون حاجتنا كاعظم تفسير لهذا الكون واحسن وضع لسعادة ثانيا: الكشف والتي لاتزال تؤدي دورها ثالثا: يتبعها يظهروا صيغة حديثة تلائم وتتسع لجميع الوقائع الموجودة حاليا رابعا اتباعها لتنفيذ والطرق رسمت له ومن هنا التحديد فاذا يلاحظ نهج اسلوب يرتكز التدقيق التعبير يثير علمائنا المحترمين فان ثقافة وتكوينه يبعده أي ملاحظة القبيل حدد عمله ومنهجه فاوضح الالامي ايضا لاحظت عبد الحليم القول كذلك يمكن نصفه بالجراة العلمية والروح العالية ينطلق بحثه ابراز النظريات الاساسية: ومن نفس واصل البحث الاسلامم اطار جديد)و(ابراز كافة المجالات) بكل جهده الوصول معالجة بدقة ووضوح محاولا ازالة علق بالصورة الواضحة للاسلام والمستقبل نلمسه الى: اولا للمسلمين شامل محتويات مقتبسا روحه اظهار مرونة التشريع وحيويته وصلاحيته لكل زمان ومكان والا فستظل القوانين هكذا بعيدة التطبيق يتبين بدا محاولة لتطبيق القديم جميع سوف تبوء بالفشل والوقائع تشهد وان مثل المحاولة غافل وةالمشكلات قاصر النظر فمثله كمثل رجل فصل ثوبا للطفل يريد يلبسه رجلا واعتقد يظن احد انني ادعو تغيير اذ الرجل لجسمه ولست اقصد الغاء كلية بل عمل مزيج والحديث معا ويعالج احداث وقضايا وجهة باساليب تناسب تغييـــر(5) تعدد الزوجات والطلاق وانما الصيغ والاساليب لعرض واستنباط قوانين تشمل مقتضيات وتعالج قضاياه ثانيا حاولنا الوقوف – بوجه عام المتعلقة بجوانب المختلفة الاقتصادية والاجتماعية السياسية القضائية لوجدنا مخطئون فهمها ناحيتين وهما : الناحية الأولى: العقوبات) رجم الزاني )و قطع يد السارق) واما الناحية الثانية صلاحيتها للتطبيق الحديثة ظهرت يعتقده كثير منهم ولا سيما اولو الامر سواء اجهروا اسروا فانه اية حال يدور خلجات انفسهم حقا لهم العذر بحكم الظروف والعوامل ادت عذر لمن الحقائق يلعنها ويرى اسباب المشاكل القضاء عليها اجل بات واجبنا الغشاوة اعينهم الاوهام اذهانهم واول خطوة اتخاذها لتحقيق الامنية وفلسفتها تلك العالقة بها توضيح نظريات شكلها جزءا مفهومها يلزم رعاية هي اخرى مجردة شكلية فالمهم روحها وجوهرها وهيكلها مثال الاولى: نظرية العبادة ومثال الحكم تصح روعيت ادائها قوانينها الشكلية القيام والقعود والسجود السياسة تتقيد بشكل معين اشكال الحكومات المهم وهي ياتي الحاكم برضى الشعب بالشورى ويحكم اساس العدالة والمساواة والحرية تكوين الحكومة الشورى لكن كيفية تحقيق فهذا متروك للمصلحة لمصلحة الامة فسواء انتخبوا الانتخابات المباشرة اخر فالمطلوب الوسيلة تحقق النقطة مهمة نتجت التفريق الامرين وطبيعة منهما –مشاكل ضخمة تطوير وبعد مهم جدا موضوعه دعوة وتعميم ومشكلات المجتمع ومعالجة المشكلات حاسمة كيف تستطيع عالم دقيق ومتشعب ومتصارع الضعف واظهار واعادة التوحيد وبحثا تطبيق لان دولة تكتمل سلطته سطوته افراد الجماعة يستوون التمسك بالاسلام الايمان ولان مهما سادت وسيطرت عقول وقلوبهم يخلوا ضعاف ومن يضيقون بقيود الاديان يقف امام الجموع والاتجاهات المنحرفة كتب مجاناً PDF اونلاين الإســلام والعدالة أعظم الأثر رفع شان ونثر المجتمعات أفضل الأعمال وأجل القربات وجاء الثناء القرآن والسنة مجموعة والدفاع فقه صحيح الإمام البخاري دعوية أول فضائل المدينة نهاية الشفعة

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
منهاج الدعوة إلى الإسلام في العصر الحديث
كتاب

منهاج الدعوة إلى الإسلام في العصر الحديث

ــ مقداد يالجن

صدر 1969م عن المطبعة المصرية
منهاج الدعوة إلى الإسلام في العصر الحديث
كتاب

منهاج الدعوة إلى الإسلام في العصر الحديث

ــ مقداد يالجن

صدر 1969م عن المطبعة المصرية
عن كتاب منهاج الدعوة إلى الإسلام في العصر الحديث:
الكتاب من الحجم المتوسط، في اخراج جميل يقع في مائة واربعين (140) صفحة بالاضافة الى ( الاهداء) و( المقدمتين) و(التمهيد ) و(المقدمة) حيث قسم المؤلف كتابه الى اربعة فصول، وزعها توزيعا منهجيا مدققا تشير الى ثقافتيه الواسعة ، وفهمه الدقيق للواقع في البلاد الاسلامية، خصوصا منها الفصل الرابع الذي ركزه على دراسة وسائل تنفيذ المنهاج الحديث للدعوة الاسلامية، واقتراحه بانشاء اكادمية اسلامية ، وضرورة تعليم الاسلام في مجال التعليم والتثقيف وقيام دولته بحماية الاسلام، ايمانا منه بان الدولة ضرورة للإسلام لا غنى عنها لحمايته من اعدائه ولتطبيقه في مجال الحياة ، ودوام تطبيقه فيها، وانه بدون حمايتها يبقى كاليتيم بين اهله وابنائه ووطنه.

اما الاهداء فقد وجهه الاستاذ مقداد الى والدته المرحومة وقد جاء فيه مخاطبا اياها باللفظ:
".. لقد غرست في نفسي حب الاسلام، والامتثال لله وحده ، لانه طريق السعادة في الدارين، ولكن كان يضايقني عدم فهمي للقرءان ، كما كان يضايقني هجوم بعض الناس على الاسلام ، والتحلل منه، والابتعاد عنه ، فكنت اضيق من ذلك ذرعا، فنشأ من هذا وذاك دافعان في نفسي:
-دافع لفهم القرءان.

-ودافع للذود عن الاسلام.

وكان الاول سببا لخروجي الى البلاد العربية، لتعلم اللغة العربية ، وكان الثاني سببا لاخراجي هذا الكتاب ، لابين فيه لماذا يخرج الناس عن تعاليم الاسلام ، ولماذا يهاجمه اولئك ، وكيف يعالج هذا وذاك.."

الحقيقة والواقع..
ولا غرابة في هذه الاشرارات الاصلاحية التي يغمرها فيض من الحماس والبحث عن الحقيقة ، لانه ما من شك في ان الاسلام هو دين الفطرة ، الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، قد اهمله ذووه، واضاعه حفظته، مكتفين بالتغني بعظمته، بعد ان داسوها ، وبحسن انظمته ، بعد ان وادوها ، فاصبح غريبا دياره في الوقت الذي تبحث فيه الامم الاخرى عن شفاء لادوائها التي تعاظمت ، وعلاج لمشكلاتها التي تفاقمت حتى طرقوا في بحثهم ابواب الاسلام، متلمسين الخلاص عن طريقه.

والاسلام-وحاله كما وصف المؤلف –اصبح في حاجة الى مناهج جديدة يلتزمه حماته، ويسير عليه دعائه، ولذلك نجد هذا الكتاب رغم صغر حجمه قد ابان لنا الطريق الواضح ، الذي يجب السير عليه في الدعوة الى الاسلام في العصر الحاضر ، وازال ما ران على ماضيه المجيد العطر، وما يجب ان يكون عليه المسلمون في حاضرهم ومستقبلهم ، والمؤلف في معالجته لهذه الاسباب قد سار على منهج خاص: لم يسبق اله، فهو بذلك يقدم منهجا حديثا وتفكيرا جديدا، في قضية الدعوة الى السلام في عصرنا، كما قدم منهجا لاظهار جوهر الاسلام وعرضه عرضا جديدا.

وقد اعطى لنا الكتاب صورة واضحة لفلسفة الاسلام : كمنهاج خالد للحياة الانسانية، واوضح مدى حاجة البشرية الى هذا المنهاج ، وهذه الفلسفة كما حاول الاستاذ مقداد طرح وسائل تنفيذ هذا المنهاج ، بعد ترجمته الى واقع الحياة.

كما ابرز لنا قيمة فلسفة منهاج الاسلام، كطريق وحيد لاسعاد البشرية بين سائر الفلسفات الاخرى التي يزعم اربابها انها مناهج تقوم باسعاد الانسان في هذه الحياة ، في حين انها لا تزيده الا تعاسة وشقاء وبؤسا، كما لم ينس الاشارة الى اهم العوامل التي شوهت روح الاسلام ومفاهيمه ، وصبغت جوهره غير صبغته ، وازالت معالم بهائه وجماله.

فكان لابد للمسلم –الغيور على دينه ان يبحث عن منهج يخلص دينه الحق من هذه العوامل واثارها..

التعريف والمسؤولية والتصوف ونظرا لاهمية تقديم المرحوم شيخ الازهر الشريف فقد رايت من المفيد الاشارة الى بعض ما جاء فيه تعريفا بالكتاب الذي نحن بصدد التعريف به حيث يقول مؤلفه في مقدمته بان " هدفه من هذا الكتاب هو تجديد التفكير الاسلامي ، واحياء روح الاسلام في نفوس المسلمين، ولتحقيق هذين الهدفين وضعت متاجا جديدا يتلائم مع عقلية العصر الحديث"

والكتاب بهذا الهدف المحدد –يقول الشيخ محمود-يضع العالم على طريق الدعوة ، ويحدد الاطار الذي يجب ان يسير فيه رجال الدعوة والهداة والمرشدون، ثم استعرض بعد ذلك الوسائل التي يراها كفيلة بتنفيذ هذا المنهج.

ومن سمات هذا الكتاب –يقول الشيخ محمود انه جلى بعبارة مشرفة عدة جوانب هامة تناولت المبادئ الاسلامية وتحررها مما شابه وشانها ، كما دافع عن بعض القضايا الاسلامية بمنطق المحامي البليغ، وبراعة المدافع التي تسلح بالحق ، وزانه بيان رائع وبرهان صادق وحجة بالغة.

اما فيما يتعلق بما كتبه السيد المؤلف عن طريق الصوفية-يقول الشيخ محمود –فان نظرتنا الى هذا الموضوع تختلف اختلافا جذريا عن نظرة الكاتب ، وذلك ان الطرق هداية الى الله ، واخذ بيد المريدين الى سبيل الله ، ومشايخ الطريق قوم خبرو المكسالك وساروا في المعارج القدسية، فهم خبراء يهدون الى الله ، وادلاء في طريق الله، وما من شك في ان الباحث المنصف المستقئ لمفاهيم الاسلام الممتبع لطريقه وطرائقه يجد ان الاسلام في اسمى صوره ، وانقى سبله ، واصفى مقاصده: هو الصوفية.. الصوفية المبرأة من كل دخيل، المنزهة عن الشوائب .

وفي الكتاب صفحات صوفية فقد تحدث المؤلف عن موقف الاسلام من الحياة الجسدية والروحية وساق من الادلة والاحاديث ما قدمته الصوفية في هذا المجال من ان الاسلام دين ودنيا، وجهاد وجلاء وسعي وكد، وابو الحسن الشاذلي رضي الله عنه، كان من اوائل الذين ذهبوا الى المنصورة في ايام الحرب التي انتصر فيها المسلمون على الفرنج في معركة المنصورة المشهورة.

طريق اسعاد البشرية...
وهكذا نستطيع ان نوضح منهج المؤلف وهو يحاول ان يبين لنا في فصوله وباسلوبه الخاص الطريق الواضح الذي يجب السير عليه في الدعوة الى الاسلام في العصر الحاضر، وازالة ما زان على ماضيه المجيد العطر، وما يجب ان يكون عليه المسلمون في حاضرهم ومستقبلهم.

ومن ثم فالكتاب في معالجته لهذه الاسباب ، قد سار على منهج خاص لم يسبق اليه على ما يبدو، فالستاذ مقداد يقدم لنا منهجا حديثا، وتفكيرا جديدا في قضية الدعوة الى الاسلام في عصرنا الحاضر ، كما قدم منهجا لاظهار جوهر الاسلام وعرضه عرضا جديدا ، ولذلك نجده يجد في ان يقدم لنا صورة واضحة لفلسفة الاسلام كمنهاج خالد للحياة الانسانية ، واوضح مدى حاجة البشرية الى هذا المنهاج وهذه الفلسفة.

ومن ذلك نجده قد قدم لنا وسائل تنفيذ هذا المنهاج، بعد ترجمته الى واقع الحياة، كما ابرز لنا قيمة فلسفة الاسلام كطريق وحيد لاسعاد البشرية، بين سائر الفلسفات الاخرى التي يزعم كاصحابها انها مناهج كفيلة باسعاد الانسان في هذه الحياة، في حين انها لا تزيده الا تعاسة وشقاء وبؤسا في نطاق التطور الفكري والعلمي، وهذا ما دفع المؤلف الى ان يبين اهم العوامل التي يرى انها شوهت روح الاسلام ومفاهيمه، وصبغت جوهره بغير صبغته ، وازالت معالم بهائه وجماله ، حتى ظهر للناس مبتذلا ، او اصبح البعض ينظر اليه نظرة الاحتقار والازدراء، وهو الواقع المر الذي لا غبار عليه اذا ما كنا نناقش الموضوع من المنطلق العلمي البحت.

وهذا ما يراه الاستاذ مقداد من اول العوامل التي تدفع بالمسلم الغيور على دينه الى ان يبحث عن منهج يخلص دينه الحق، من هذه العوامل واثارها، ثم هناك في الوقت الحاضر نجد فيه الامم الاخرى تبحث عن شفاء لادوائها التي تعاظمت، وعلاج لمشكلاتها التي تفاقمت حتى نجد اليوم اكثرهم طرقوا بحثهم ابواب الاسلام ملتمسين الخلاص عن طريقه ، واذا كان لا بد من تحديد منهجه بغية اعلاء الاسلام الى واقع حياتنا، فلا بد ان يكون هذا المنهج محددا ، وان يكون سليما منطقيا لنستطيع بذلك ان نزيل عنه الرواسب ، ونظهره في ثوب جديد، يسر الناظرين، ويجذب افئدة الشعوب للعمل به، والسير على منهجه في الحياة.

وهذا المنهج يتلخص عند المؤلف في النقط التالية:
اولا: ان تكون حاجتنا الى الاسلام كاعظم تفسير لهذا الكون، واحسن منهاج وضع لسعادة الانسان.
ثانيا: الكشف عن اهم العوامل التي شوهت روح الاسلام والتي لاتزال تؤدي في دورها في هذا حتى الوقت الحاضر.
ثالثا: الطريق التي يجب ان يتبعها المسلمون حتى يظهروا الاسلام في ثوب جديد، في صيغة حديثة تلائم عقلية العصر الحديث، وتتسع لجميع الوقائع الموجودة حاليا.
رابعا : تحديد الوسائل التي يجب اتباعها ، لتنفيذ هذا المنهاج والطرق التي رسمت له.
ومن هنا ، من هذا التحديد ، فاذا كان يلاحظ ان المؤلف قد نهج على اسلوب يرتكز على التدقيق في التعبير قد يثير بعض علمائنا المحترمين ، فان ثقافة الاستاذ مقداد وتكوينه الاسلامي يبعده عن أي ملاحظة من هذا القبيل لانه حدد طريقه عمله ومنهجه، فاوضح ان هدفه من هذا الكتاب هو تجديد التفكير الالامي ، واحياء روح الاسلام في نفوس المسلمين- وهو ايضا كما لاحظت- مما دفع الشيخ عبد الحليم محمود الى القول بان الكاتب دافع عن بعض القضايا الاسلامية بمنطق المحامي البليغ ، وبراعة المدافع الذي تسلح بالحق، وزانه بيان رائع وبرهان صادق وحجة بالغة ، وهو كذلك ما يمكن ان نصفه بالجراة العلمية ، والروح الاسلامية العالية التي ينطلق منها- الاستاذ مقداد- في بحثه العلمي هذا.

ابراز النظريات الاساسية:
ومن نفس هذا المنطلق واصل الاستاذ مقداد البحث عن ( وضع الاسلامم في اطار جديد)و(ابراز النظريات الاسلامية في كافة المجالات) حيث حاول بكل جهده الوصول الى معالجة الموضوع بدقة ووضوح محاولا ازالة ما علق بالصورة الواضحة للاسلام، ثم ما يجب ان يكون عليه المسلمون في العصر الحاضر والمستقبل ، وذلك ما نلمسه في الدعوة الى:

اولا : ان للمسلمين الحق في وضع اطار شامل لجميع محتويات عصرنا مقتبسا روحه من روح الاسلام ، لنستطيع اظهار مرونة التشريع الاسلامي ، وحيويته وصلاحيته لكل زمان ومكان، والا فستظل القوانين الاسلامية هكذا بعيدة عن مجال التطبيق، من هذا يتبين لنا مدى ضرورة وضع الاسلام في اطار جديد لانه بدا لنا ان كل محاولة لتطبيق الاطار القديم على جميع محتويات هذا العصر سوف تبوء بالفشل ، والوقائع تشهد بذلك.

وان الذي يحاول مثل هذه المحاولة غافل عن الوقائع وةالمشكلات ، قاصر النظر ، فمثله كمثل رجل فصل ثوبا للطفل الذي يريد ان يلبسه وهو قد اصبح رجلا ، واعتقد انه لا يظن احد انني –يقول المؤلف- بذلك ادعو الى تغيير الاسلام اذ لا يقول احد ان تغيير الاسلام اذ لا يقول احد ان تغيير ثوب الرجل تغيير لجسمه ، ولست اقصد ايضا الغاء الاطار القديم كلية، بل اقصد عمل اطار جديد مزيج من القديم والحديث معا. ويعالج في نفس الوقت جميع احداث وقضايا عصرنا الحديث من وجهة النظر الاسلامية باساليب تناسب عقلية هذا العصر ، ولست اقصد من تغييـــر(5) الاطار الاسلامي من تغيير المبادئ الاسلامية مثل تعدد الزوجات ، والطلاق ، وما الى ذلك، وانما اقصد تغيير الصيغ والاساليب لعرض الاسلام واستنباط قوانين من روح الاسلام تشمل لجميع مقتضيات العصر الحديث وتعالج جميع قضاياه معالجة اسلامية.

ثانيا : واذا حاولنا الوقوف على مدى فهم المسلمين – بوجه عام-النظريات الاسلامية المتعلقة بجوانب الحياة المختلفة من النظريات الاقتصادية والاجتماعية او السياسية او القضائية لوجدنا ان اكثرهم مخطئون في فهمها ، من ناحيتين وهما :

الناحية الأولى: ما يتعلق ( في العقوبات) من ( رجم الزاني )و ( قطع يد السارق). واما الناحية الثانية : صلاحيتها للتطبيق على الوقائع الحديثة التي ظهرت في العصر الحاضر ، هذا ما يعتقده كثير منهم ولا سيما اولو الامر منهم سواء اجهروا به، او اسروا فانه على اية حال يدور في خلجات انفسهم.

حقا قد يكون لهم في ذلك بعض العذر بحكم الظروف والعوامل التي ادت الى ذلك، غير انه لا عذر لمن يرى من الحقائق ثم لا يلعنها ، ويرى اسباب المشاكل ثم لا يحاول القضاء عليها، من اجل هذا بات من واجبنا الكشف عن هذه الحقائق وازالة هذه الغشاوة عن اعينهم ، وهذه الاوهام عن اذهانهم.

واول خطوة يجب اتخاذها لتحقيق هذه الامنية ، هو بيان روح النظريات الاسلامية وفلسفتها مع ازالة تلك الرواسب العالقة بها، مع توضيح ان هناك نظريات يكون شكلها جزءا منها ، من مفهومها ولا يلزم رعاية شكلها في كل زمان ، او هي بعبارة اخرى نظريات مجردة غير شكلية ، فالمهم فيها روحها وجوهرها لا شكلها وهيكلها ، مثال الاولى: نظرية العبادة، ومثال الثانية : نظرية الحكم.

وان العبادة لا تصح الا اذا روعيت في ادائها قوانينها الشكلية من القيام والقعود والسجود وما شابه ذلك.

اما نظرية الحكم او السياسة فلا تتقيد بشكل معين من اشكال الحكومات وانما المهم روحها وفلسفتها وهي ان ياتي الحاكم برضى الشعب " بالشورى " ويحكم على اساس العدالة والمساواة والحرية ، فان تكوين الحكومة يجب ان يكون على اساس الشورى ، لكن كيفية تحقيق الشورى فهذا متروك للمصلحة ، لمصلحة الامة في كل زمان ومكان فسواء انتخبوا الحكومة عن طريق الانتخابات المباشرة او غير المباشرة او بشكل اخر ، فالمطلوب هنا تحقيق الشورى لا الوسيلة التي تحقق الشورى،هذه النقطة مهمة قد نتجت عن عدم التفريق بين الامرين وطبيعة كل منهما –مشاكل ضخمة في طريق تطوير الامة الاسلامية.

وبعد ، فالكتاب مهم جدا في موضوعه ، دعوة مؤلفه الى فهم وتعميم روح الاسلام، ومشكلات المجتمع الاسلامي ، ومشكلات الانسان في هذا الكون ومعالجة الاسلام لهذه المشكلات معالجة حاسمة ثم كيف تستطيع في عالم دقيق ومتشعب ومتصارع الى ازالة اسباب الضعف ، واظهار جوهر الاسلام، واعادة روح التوحيد في نفوس المسلمين،وبحثا عن تطبيق الاسلام في مجال واقع الحياة .. ذلك لان الاسلام بدون دولة لا تكتمل سلطته على الامة ، ولا تشمل سطوته على جميع افراد الجماعة ، لان الناس لا يستوون في التمسك بالاسلام ولا الايمان به، ولان روح الاسلام مهما سادت وسيطرت على عقول الناس، وقلوبهم ، فلا يخلوا المجتمع من ضعاف الايمان ومن يضيقون بقيود الاديان ولا سيما الاسلام الذي يقف امام الجموع والاتجاهات المنحرفة.

الترتيب:

#12K

0 مشاهدة هذا اليوم

#14K

26 مشاهدة هذا الشهر

#17K

13K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 142.
المتجر أماكن الشراء
مقداد يالجن ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
المطبعة المصرية 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث