█ _ أحمد خالد توفيق 0 حصريا رواية حدث فى الخامس من مايو 2024 مايو: روايات جيب حدث مايو تأليف : توفيق لماذا أفعل ذلك؟ أنت تسأل أسئلة غريبة اليوم الأوفق أن تسأل: لماذا لا ذلك؟ لقد قرأت الكثير كتابات الفوضويين وآمَنتُ التدمير أروع بمراحل أيَّة متعة يحظى بها المرء حياته لحظة انفجار قنبلة أو انطلاق رصاصة هي الاكتمال بعينه هذه أشياء لن تفهمها يلذ لي أرى وجوه رجال الشرطة عندما يأتون للتحقيق منذ فترة صارت عندهم صورة محددة لأسباب العمليات ولن يخرج تفكيرهم عن هذا النطاق يفهموا أبدًا هناك مَن قرأ وآمن بمبادئهم دعك أنه يكره المكان فعلاً الخوف؟ أعترف بهذا وأنا أرتدي ثيابي صباح شعرت بجفاف حلقي ألفُّ الحزام حول جسدي العاري وأتأكَّد السلكين بارزان العبوة التي قضيت أيامًا أُركِّبها بالاستعانة بتعليمات الإنترنت يتركون المواقع تعمل إذا كانوا يريدون الأمان حقًا؟ أصدق الحكومة الأمريكية عاجزة منعها إغلاقها شعور غريب يلتف حولك نوع القلق التردد يمكنك أية تتراجع لكني اتخذت قراري زمن يغيره شيء البنوك! أنا أكره عمل البنوك العملاء وأكره زملائي مكتبي الجشع أعتى صوره تأمّل والتوتر وجه العميل ذاك وهو يعد ماله جميل جدًا يدوي مروِّع هنا وتتناثر الجثث مع الدماء صحيح رأسي سيكون بينها لكن قال إنني أهتم برأسي؟ لقد فقدت الحب ولم أعد أبالي بيوم آخر الحياة المزيد المستنقع تعني سوى العطن اليوم يبدو مناسبًا أحب أفجِّر نفسي يوم عادة لم أستطع التخلي عنها قطإن لطيف في مثل حسب مواقع تهتم بهذه الأمور توفي المناضل الإيرلندي "بوبي ساندز" عام 1981 بعد إضرابه شهرين الطعام السجن 1961 تُرسِل أمريكا أول رائد فضاء لها بعدما سبقها السوفييت الزعيم الهندي "الثور الجالس" يفر إلى كندا 1877 1821 يموت "بونابرت" منفاه بسانت هيلانة 1494 يصل "كريستوفر كولمبس" لجامايكا وعام 1260 يصير "قوبلاي خان" إمبراطور المغول وأموت أنا! كان "جمال" قلقًا يسرع مكتبه المصرف لقد تأخر ومدير القسم ليس مولعًا بالتسامح أستاذ "محمود" الطراز اللطيف الذي يتجاهل التأخير إنه طراز الموظفين المتحذلقين الذين يشعرون بأنهم خبرة إدارية عُظمى يتأنّق ويتحدث بألاطة شديدة وقد علق النظارة بسلسلة فضية لتتدلى صدره ويقف طيلة الوقت ليعرض كرشه الممتاز البارز صدرية البذلة "جمال" يكن نموذجًا رائعًا كذلك فهو شاب حديث التخرج يقدر ترك السهر رفاقه يقولون إن سهراته ليست بريئة يجرؤ أحد إعلان ذلك غير يمكنه يوبِّخَه أي وقت يريد ـ"أستاذ جمال أنت متأخر نصف ساعة " في حرج بنزع سترته والجلوس بالقميص وربطة العنق خلف شاشة الكمبيوتر: ـ"المواصلات يا سيدي آسف " من تحت أسنانها غمغمت "ليلى" دون تنظر لأحدهما: ـ"والإنترنت طبعًا معنا عبقري " نظر غيظ وابتلع تعليقاته الحادة راح (شريف) يداعب مفاتيح الكمبيوتر قليلاً ثم تأمَّل دفاتر بطاقات الائتمان راح يعبث الدرج حتى أخرج علبة أقراص البنادول ابتلع ثلاثة مرة واحدة ببقايا كوب الماء طلب قدحًا القهوة لاحظت (فاتن) المتدربة الشابة الجالسة جواره فقالت قلق: ـ"ثالث تشرب فيها والوقت يتجاوز العاشرة صباحًا" هذا والأسوأ هو يعرف سبب الصداع ارتفاع ضغط الدم وأنه بالقهوة يحفر قبره ببطء الناجم الضغط يعالج لكنه يبالي حقًا بشيء, ثمة الطريقة يشرب يُذكِّر (مجدي) بسكير حانة كأسه كانت معجبة بـ لكنه العالم قادرًا تحريك عواطفه ماذا؟ بالضبط الأمر يوحي بقصة حب فاشلة تُمحَى (مجدي) المحاسب الآخر يحب جاءت للمصرف أشهر العملية معقدة كما ترى أ ب وج العلاقات الشهيرة حينما تجمع مجموعة الشباب المليء بالحيوية مكان واحد كنت أراقب العمل غافلين هانئين أمسك بدفتر وأقلب صفحاته شاردًا المُسلِّي تعرف أنك تمسك يدك بمفتاح حياتهم وموتهم هم يعرفون تذكرت كنت أقف الحمام الصرصور الصغير يزحف البلاط (القيشاني) السيراميك معروفًا وقتها كله يدي سوف يهوي الشبشب عليه فتنتهي فينعم 90% الحالات أهوي بالشبشب وكثيرًا ما كانت الأقدار تتحداني فينجو بشكل الآن ينجو الصراصير رجال الحقيقة يبحثون بين ويستدعون خبير المفرقعات ولسوف فجر نفسه يهرعون لداري ويفتشون كل سامحيني أمي يضايقوك كثيرًا حال سوف يفتشون جهاز يجدون ملفًا كاملاً تخرج الصحف كلها تتساءل انتشار العنف وسوف يتكلم أكثر وخبير علم جريمة أنني أقدم للمحررين هدية عظيمة فلسوف يكتبون ويكتبون ويسودون الصفحات لمدة شهر كامل لو أنصفوا لدفعوا لأمي مكافأة لكنهم السبب مني أكتب مقالاً أشرح فيه القصة لما وجدت كلمات الموقف العبثي الحق تكلم عنه (ألبير كامو) (الغريب) لدى بطل فرصة ممتازة ليقتل الأعرابي يتركه كان الحر خانقًا والذباب والعرق يحرق عينيه لذا قتل فيما لرجال لأن شديدًا لم كلهم يفهمون عندما أفكر أشعر بالدم يتصاعد لرأسي اللعين يجب أقضي بأية طريقة مجدي يقلب صفحات دفتر يختلس النظر لـ بدأ يمسك برأسه موضة نهضت (ليلى) معلنة بصوت هامس أنها تذهب للحمام تكن تفعل يرد لأنهم مشغولين هجمة هذا الرجل البدين يصرخ بكبرياء و(ألاطة) مهددًا بأن يسبب مشاكل للجميع ابن خالة زوج عمته مذيع كبير يفضحكم برنامجه عيب كده يظهر (محمود) الخبير الإداري وحلال المشاكل نظارته يده (يحب لأنها توحي بالانهماك) ويسأل المشكلة فيرد يزلزل المصرف: ـ"ليست معي هويتي رخصة القيادة وهذا الأستاذ المتعلم يقول أستطيع السحب صبرًا سترون كلمة الكلام بلغت عمتي فلن يبقى واحدٌ منكم مكتبه" من الغريب الجعجعة ينجح اقتاد عميله ليسوي ينس (جمال):ـ"أقسم بالله علّمك قد ظلمك!" لم يستطع (جمال) الرد المدير أشار له طرف خفي يخرس لوثب وأنشب مخالبه عنق الخنزير المتغطرس العصبي توشك روحه الخروج أنفه ينم أنا لا الحمامات العامة وأشعر بالبارانويا الأماكن لابد لحظات أتأكد يرام أدخل دورة المياه وأرفع لأتأكد القنبلة مكانها طرفا السلك ينتظران ألمسهما حيث يخرجان تلك الفتحة جيبي أخشى يحدث صدفة قمت بعزل احد الطرفين صوت الصراخ يتعالى الخارج يعتقدون أننا عبيد أغبياء وأن عليهم يصرخوا أولاً قبل والمشكلة عليك تصمت دائمًا حق مدير بالمرصاد لكل يعلو صوته بيننا هل مظهري طبيعي؟ تبدو أسلاك؟ لحسن الحظ لدي كرشًا بأس به يكفي لوصفي بالقبح يخفي الكارثة المعلقة صدري جميل أنظر لساعتي الثانية عشرة ظهر 5 ينتهي تنتهي قصة حياتي وعلى الأرجح قصص حياة عدد نحن نعمل بالطريقة القديمة وليس بطريقة الـ Cubicles الغربية تكون حواجز مكتب وآخر كلنا ضيق يجعل الضرر الصداع جديد كم أحسد برغم معاناته فإن يصيبه يزول بأقراص (البانادول) أما فصداعي والأدهى طبيعة وضعي تحتم أضحك وأبتسم الصراخ لأتولى أمر يحسبنا خدمًا عنده الحادية والنصف الموعد يقترب ليت بوسعي أطلب منهم يستغفروا ربهم سيقضي المفاجأة سيكونون عداد الشهداء؟ أرجو صحيحًا فإنني لهم خدمة عظمى! * * * يبدو لكلمات مفعول السحر خرج راضيًا اصطدم بليلى وهي خارجة أصابها بالذعر فقط نظر بكراهية لجمال ووجهه يحمل سُبَّة بذيئة يقُلها ابتعد فقط تعالت الضحكات سخرية منه ومن طلبت ليلى كوبًا العامل رابع تشربه الصباح ريقي جاف تمامًا ممحاة ثبتت لساني طبيعي الأدرينالين دمي ومعنى يجف ريقي ويتسارع نبضي وتتسع حدقتاي كالنمر المُتأهِّب للوثب أريد لفافة تبغ ترتجف أشعل ونفث سحابة كثيفة أحاطت بعبارة (ممنوع التدخين) ابتسم البعض تسامح جاء رئيس لنسفه نسفًا يتصرف البداية باعتباره يضيع وقته بدلاً الجلوس الكافتيريا يمضي يتشاجر ويرحل مكتوب ومحدد ينظر لساعته بلا توقُّف يهزها ويصغي قلق لسبب مفهوم لكم حسدت يملك شجاعة التدخين علنًا أملك الشجاعة ولا متى بدأت العادة الذميمة؟ ربما الفاشلة كم الساعة الآن؟ اقترب إنهم جميعًا ألمس وهما السترة وينتهي أعرف انفجرت طار ليستقر ركن الغرفة يجب أجرد نظر دهشة سأله: ـ"هل زال الصداع؟" ـ"نعم الحمد لله" ـ"إذن عمَّ تُفتش جيوبك؟ البانادول؟" ابتسم وأخرج اللادن وألقاها المكتب وقال: ـ"ألا تحب اللادن؟ مذاق الموز" ـ"أنت رائق البال" فانتازيا عربية عالمية مجاناً PDF اونلاين الفنتازيا تناول الواقع الحياتي رؤية مألوفة يعني هنالك شكاً عالم الرواية ينتمي أم يرفضه وفي نفس معالجة ابداعية المألوف للواقع المعاش تُعد الفانتازيا نوعاً أدبياً يعتمد وغيره الأشياء الخارقة للطبيعة كعنصر أساسي للحبكة الروائية والفكرة الرئيسية وأحياناً للإطار الروائي وتدور أحداث أعمال النوع فضاءات وهمية كواكب ينتشر وتختلف بصفة عامة الخيال العلمي والرعب توقع خلوها العلم والموت التوالي كفكرة أساسية الرغم وجود قدر التداخل الثلاثة (التي أنواعاً أدبية مُتفرعة التأملي) وفي الثقافة الشعبية يسيطر الأدبي طابع العصور الوسطى وخاصة النجاح العالمي حققته سيد الخواتم للكاتب لجيه آر تولكن ومع تضم بأوسع معانيها الكتاب والفنانين والسينمائيين والموسيقيين الأساطير والخرافات الأعمال الحديثة ذات الواسعة
❞ وابتسمت ..
وتمنيت ألا يرى أحد ابتسامتي ..
لقد رأيت في حياتي أفخم القصور في ( سكوتلندا ) ، وأرقى الفنادق في ( چينيف ) ..
لكن هذا الجو المصري الحميم ما زال يثير حنينًا شديدًا في أعماقي . ❝
❞ نفس الجلسات لنفس الفنانين و نفس المقالب.. عندما أرى هذه الجلسات أشعر بأنهم يقولون لنا : ˝ هكذا يتكلم أسيادكم و هكذا يمزحون.. هذا هو الشيء الوحيد الجدير بالمشاهدة يا أولاد الفقرية . ❝
❞ أمس راقبت ذبابة سقطت في خيوط عنكبوت .. كانت في البداية تتصرف بخيلاء وثقة. كانت تعتقد أنها حرة، وأن بوسعها التملص بشىء من الجهد الصادق .. ذبابة قوية مثلها لن تعوقها خيوط من حرير لا يمكن كتابة سمكها علي الورق .. لكنها بدأت تقلق .. بدأت تتوتر عندما عرفت أن كل حركة جديدة تقيدها أكثر .. لابد أن ربع ساعة قد مرت وهي تزداد تورطاً، وفي النهاية عرفت أن عليها أن تصاب بالذعر .. بدأت ترفرف بجناحيها بقوة وتطن بصوت مسموع وعال، حاسبة أن هذه الهستيريا سوف تحقق ما عجزت عنه .. لا جدوي .. لا جدوي.. لكن كان لطنينها نتيجة واحدة أكيدة، هي أن الذبذبات وصلت إلي العنكبوت .. لقد جاء من مكان ما، ووقف علي طرف النسيج يختبره بقدم .. تأكد من أنه متين، ثم اتجه نحو الذبابة .. كأنه كابوس يمشي علي ثمان أقدام .. لهذا يصاب الناس بالأراكنوفوبيا .. هذا المخلوق جدير بأن يستأثر لنفسه بنوع كامل من الفوبيا .. بحركات رشيقة مدروسة راح يدور حولها ليحكم الكفن الحريري. دورة. دورتان.. ثلاث دورات .. الخيط يخرج ويلتف أكثر والذبابة لم تعد مرئية تقريباً ... وفي النهاية دنا منها ليحقنها بالسم .. وسرعان ما همدت وبدأت عملية الإمتصاص .. غدًا تهب الريح وتهدم جزءًا من النسيج .. لو فتحت هذا الكفن لوجدت هيكل ذبابة بعد ما امتص منها عصارة الحياة ... هيكلاً يتهشم لو نفخت فيه .. الذبابة المغرورة التي حسبت أنها تملك إرادتها .. لكن الغرور كان مفيدًا للعنكبوت .. لابد أن تجن الذبابة وتحسب نفسها حرة . ❝
❞ مهما اعتقدت في نفسك الموضوعية، وأنك أبرع وأذكى من أن يصيبك الغرور، فثمة لحظة لا شك فيها تفقد فيها تلك الدفة وتعتقد أن ما تقوم به هو الشيء الصحيح فقط. الآخرون مضللون لا يفهمون.
جربت هذا الشعور المقيت ذات مرة، عندما حضرت إحدى حفلات التكريم في مكتبة مشهورة، وكما يوضح العنوان فهو حفل تكريم، فلا مجال للمناقشة أو الانتقاد، وإنما هو حشد من ذكر المآثر والنقاط الإيجابية. ظللت جالسًا لمدة ساعة أصغي لعبارات الإطراء التي لا أستحق ربعها. صدق أو لا تصدق: شعرت بروحي تضيق وأفقي يضيق، ورأيت صورة وهمية لنفسي أكبر بمراحل من صورتي الحقيقية.
بدأت أعتقد أنني معصوم وأن من يجادلني مغيب لا يعي ما يقول. لقد ضاق صدري بأي انتقاد أو لوم مهما كان بسيطًا واهيًا، مع أنني دخلت المكان أقرب للتواضع والميل لتقليل شأن الذات. لهذا – وقد شعرت بأن نفسيتي تتغير فعلاً – بدأت أشكر الحضور ثم أتحدث عن النقاط السلبية التي لا تروق لي في شخصي وفي كتاباتي. تذكرت هنا ما يفعله بعض المتصوفين عندما يعمدون إلى تقبيل أيدي الفقراء على سبيل كسر كبرياء النفس. والنقطة الأخطر هي أن غرورًا من نوع آخر بدأ يتكون في ذاتي: الغرور لأنني متواضع ولأنني أفعل هذا كله!.
عندما عدت لبيتي خطر لي أن الأمر كان شبيهًا بالسحر.. هذا التغيير أحدثته في نفسي بعض عبارات الإطراء لمدة ساعة فقط، فأي اضطراب وتشويه يحدث لمسئول كبير عندما يتلقى المديح طيلة حياته، وهذا المديح قد يرتفع جدًا ليدنو من العبادة؟. لا شك أن لدينا – معشر المصريين والعرب عامة – استعدادًا فطريًا لإفساد كل مسئول بهذا المدح الزائد.. كل أفكاره عبقرية.. كل أعماله إنجازات.. كل خصومه مغيبون أو عملاء.. في النهاية أنت تخلق صنمًا لا يقبل النقاش ولا يعترف بالخطأ. لا شك في أن نقطة البدء الصحيحة تكمن في اعتبار الوزير أو الرئيس شخصًا عاديًا يرتكب أخطاء، ولابد من مصارحته بها.
في أعوامه العشرة الأولى كان حسني مبارك قابلاً للنقاش وكان يصغي لمعارضيه، ويعرف ما تقوله صحف المعارضة، ثم نال منه السحر المصري الشهير فلم يفلت من عقدة (كلي القدرة والحكمة) هذه . ❝
❞ إن المرأة تفهم أن يكون الرجل وقحًا، أو عصبيًّا، أو وغدًا، أو أنانيًّا، أو بخيلًا، أو كاذبًا.. لكنها لا تفهم أن يصير غير مبالٍ بها.
يعود للدار صامتًا.. يجلس أمام التلفزيون صامتًا.. يأكل صامتًا.. ينام صامتًا.. بل ويتكلم صامتًا إذا فهمتَ معنى هذا، عيناه تتجاوزان ذاتها لتريا من خلالها، بالنسبة له هي لوح زجاج.. والمرء لا ينظر للوح زجاج أبدًا، بل يخترقه ببصره إلى العالم الواسع وراءه.
لقد وضع ذلك الحائط بينهما وصار من العسير أن يزول، وبرغم هذا لم ترَ منه كراهية ولا تقصيرًا، هو يؤدي واجباته كآلة تفعل ما يُطلب منها دون حب ولا مقت.. فقط تؤديه، وكان هذا يفوق قدرتها على التحمل، كان يعود متأخرًا دون تفسير، ويسافر (لمقتضيات العمل) أسبوعًا كل شهر، ويعود لها حاملًا هدية، التعبير الرخيص عن عاطفة لا وجود لها.
وأَدْرَكَتْ أنه الملل . ❝
❞ كان أول ما قُلْتُه عمليًّأ جدًّا:
- ˝ماذا عن الأتعاب؟˝.
ابتسمت فالتمعت عيناها الزرقاوان سرورًا، وقالت:
- ˝أنت لا تترك لي فرصة للترحيب بكم يا مستر (شلدون)، إن الأمر هيِّن على كل حال، ولن نختلف˝.
- ˝أرجو ألا أضايقكِ، لكني سمعتُ هذه الكلمة من ميكانيكي سيارتي ومن السبّاك ومن الطبيب مرارًا، وفي كل مرة يتضح لي أن الأمر لم يكن هيِّنًا قط وأنني أحمق، لهذا تجدينني أصرُّ على إيضاح نقطة كهذه قبل البدء في شيء˝.
- حوار بين (هاري شيلدون) الذي احتاج أن يستعين بخدمات ساحرة الفودو (ماريانا بوجادو) . ❝
❞ كنت الآن قد قبلت بالفعل حقيقة أنني قد دفنت حياً ..
كان هناك أولاً ذلك الرعب الوحشي .. الرعب الذي يفقدك كل تعقل أو بصيرة .. الرعب الذي يدفع المرء إلى أن يهشم قبضته على الباب تهشيمًا .. ذلك الباب المعدني الذي يفصلني عن عالم الشمس .. لكنه كان موصداً بعناية .. وكان صوت القرع عليه مكتوماً .. بالطبع لأن أكواماً من التربة تسده من الخارج ..
أدق .. أدق .. حتى أفقد الرشد ساعة .. ساعتين ؟ ثلاث ؟
أصحو والضمأ يحرق حلقي .. ومن جديد أدرك أنني هنا، وأن الذعر يقتلني ..
لكنه لا يفعل ! . ❝
❞ قال علاء :
- « عندما تتفق الكلمة على أهمية المقاطعة الاقتصادية يبرز لك ألف صوت يقول إنك بهذا تهدم اقتصادنا ذاته ، وأن هذا لن يؤثر فيهم بل فينا .. إلخ .. ويكتب في الموضوع أضعاف ما كتب عن مذبحة الحرم الإبراهيمي .. لا بد من الجدل .. لا بد من ضوضاء كثيرة في الخيمة أو البازار .. لا بد من العباقرة الذين يبرهنون للمتحمسين على أنهم حمقى ، ولو برز هؤلاء العباقرة ل (غاندی) لظلت إنجلترا في الهند فترة أطول بكثير .. »
قال بارتلييه :
- « الإنجليز لم يخرجوا من الهند بسبب امتناع الهنود عن شراء الملح والصوف .. »
قال علاء :
- « أعرف .. مثلما لن تتخلى أمريكا عن إسرائـ*ـيل لأننا قاطعنا البضائع الأمريكية .. لكنها صرخة احتجاج تقول إنك لست معدوم الإرادة إلى الحد الذي يحسبونه .. تقول إنك غاضب فعلاً .. تقول إنك لست بهذا الضعف .. ثم يعود الواحد من هؤلاء المنادين ب ( ألا جدوى هنالك ) لداره شاعراً بأنه عبقري وأنه متميز فامتاز .. النتيجة : لا شيء يحدث على الإطلاق .. الفلسطينيون فقط عرفوا أنه لا جدوى من إضاعة الوقت ، وأن هناك حلاً واحداً اسمه المقاومة .. إنهم يسطرون ملحمة حقيقية ، ولو كان خصمهم غير الإسرائـ*ـيليين لكتب العالم كفاحهم على النجوم بأقلام من ذهب .. إنهم قد تفوقوا على (ستالينجراد ) و( فيتنام ) وكل ملاحم الصمود التي تعرفونها .. »
جزء من حوار د.علاء عبدالعظيم المصري و د.موريس بارتلييه . ❝
❞ منذ العام 1960 لم يستيقظ عم ( جلال ) لصلاة الفجر ..
وهذا لسبب بسيط جداً هو أنه لم ينم قط قبلها ..
في ذلك الشارع الضيق الصغير كان الضوء الوحيد ينبعث من بقالته ، وكان هو المكان الوحيد في العالم بالنسبة لسكان الشارع على الأقل الذي تستطيع أن تبتاع منه علبة سردين أو شاي أو تبغ بعد الثانية صباحاً ..
إنه مكان دافئ آمن يشبه الفنار للسفن الضالة .. هناك سوف تقترب لتجده جالساً وسط المحل بين البضائع موقد الكيروسين بدفئه الجميل وصوته العذب فى ليالى الشتاء .. والبطانية على كتفيه وصوت ( أم كلثوم ) ينبعث من ذلك المذياع العتیق المربوط بالحبال ..
سوف تقف عنده متلذذاً بذلك الشعور : ظهرك يرتجف من الصقيع ووجهك ينعم بالدفء .. شعور يبعث فيك القشعريرة مع رغبة عارمة في أن تدخل لتنام بالداخل ، لكن هذا مستحيل لأن المحل ضيق جداً .. وقد رتب هو كل شيء بحيث لا يضطر إلى النهوض أبداً ..
لكن بقالة عم ( جلال ) من المواضع النادرة في العالم التي تجعلك تشعر بأن الحياة تستحق أن نحياها .. وقد قالت زوجة من ساكنات الشارع :
- «لو صحوت يوماً فوجدت أن هذا الرجل مات لشعرت بأن العالم قد انهار ..»
الرجل نفسه عجوز باسم لم يترك مرضاً في كتب الطب إلا اتخذه لنفسه كما يقتني هواة النفائس مقتنياتهم ، وإلى حد ما كنت تشعر بأنه يفخر بأمراضه هذه .. إنه يحدثك باعتزاز عن النقرس ويحدثك بفخر عن الروماتزم ويحدثك بكبرياء عن داء السكري .. ولو كان ذا ثقافة طبية لاتخذ مرضاً غريب الاسم مثل ( التهاب الحيزوب ) أو ( الانسكاب البلوری ) ليضمه لمجموعته ..
هكذا يظل الرجل في متجره وحيداً لا تعرف فيما يفكر ولا أية ذكريات يجترها ، ثم يتعالى صوت الأذان من زاوية قريبة فينهض .. معجزة أن تراه ينهض كأنك ترى أحد ديناصورات (رای هاری هاوزن Haussen ) المتخشبة في أفلامه القديمة .. حتى توشك أن تبكي تأثراً لرؤية هذه المعجزة ..
إنه يغلق المتجر .. يمشي إلى المسجد وهو يردد الأدعية بصوت خفيض.. يؤدي الصلاة ثم ينصرف إلى داره .. إنه يعيش بلا ولد مع زوجة عجوز مثله في شقة ضيقة بذات الشارع ..
هكذا لن تراه ثانية إلا بعد صلاة الظهر..
أعترف أنني كنت أهيم حباً بهذا المتجر وهذا الرجل . ❝
❞ دائمًا ما نتصور أن هناك لحظة قادمة تكون فيها الحياة أكثر هدوءًا، ونكون في حالة تصالح مع ذواتنا والآخرين، وعندئذ سنصير رائعين وسنفعل كل شيء أجلناه حتى هذه اللحظة ..
المشكلة أن هذه اللحظة لا تأتي أبدًا ، وتظل الأشياء المعلقة معلقة .. وفي يوم تكتشف أنها صارت قديمة لا لزوم لها . ❝
❞ أنا لست صغير السن.. فيما مضى كنت أقرأ عبارة “رجل في العقد الرابع” في قصص “أجاثا كريستي” فأتخيل رجلًا مهيبًا يملأ الأرض والسماء، غامضًا كالغد، إذا فتح فاه فلكي تخرج الحكم التي تذكرها الأجيال القادمة وتستشهد بها…
الآن أنا في العقد الرابع.. وكما هي العادة يصعب أن أعترف أنني كبرت وصرت خطرًا كالآخرين.. أحتاج إلى عشرة أعوام أخرى كي أعرف هذا الشخص الذي أراه في مرآتي.. أحتاج كثير من الخبرات والعلم..
مازلت طفلًا أصفق بجنون حين يحرز لاعبو الأهلي هدفًا.. مازلت أهوى مجلة ميكي وأدبر مقالب لرفاقي.. ومازلت أنطق بسخافات لا حصر لها . ❝
❞ ˝ تاريخ البشرية هو حشد من الحماقة والمصائب، فقط يتطور العلم، وتطور العلم لا يمد يد العون للأخلاق لكنه يجعل الشر أكثر براعة وتعقيداً، لقد انحدرت البشرية الى القاع وحان الوقت كي تُمحى˝ . ❝