📘 ❞ ابن خلدون ❝ كتاب ــ محمد حافظ يعقوب اصدار 2006

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب ابن خلدون ❝ ــ محمد حافظ يعقوب 📖

█ _ محمد حافظ يعقوب 2006 حصريا كتاب ابن خلدون 2024 خلدون: خَلدون هو عبد الرحمن بن أبو زيد ولي الدين الحضرمي الإشبيلي (1332 1406م) ولد تونس وشبَّ وترعرع فيها وتخرّج من جامعة الزيتونة وليَ الكتابة والوساطة بين الملوك بلاد المغرب والأندلس ثم انتقل إلى مصر حيث قلده السلطان برقوق قضاء المالكية استقال منصبه وانقطع التدريس والتصنيف فكانت مصنفاته مصادر الفكر العالمي ومن أشهرها العبر وديوان المبتدأ والخبر معرفة أيام العرب والعجم والبربر عاصرهم ذوي الأكبر (تاريخ خلدون) ابن مؤرخ شمال أفريقيا تونسي المولد أندلسي حضرمي الأصل عاش بعد تخرجه مختلف مدن رحل بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان وفاس كما تَوَجَّه أكرمه سلطانها الظاهر ووَلِيَ وظلَّ بها ما يناهز ربع قرن (784 808 هـ) تُوُفِّيَ عام 1406 عن عمر بلغ ثلاث وسبعين عامًا ودُفِنَ قرب باب النصر بشمال القاهرة تاركاً تراثاً زال تأثيره ممتداً حتى اليوم ويعتبر ابنُ مؤسسَ علم الاجتماع الحديث علماء التاريخ والاقتصاد شيوخه درس يد العديد العلماء بينهم أحمد إدريس الإيلولي علم الاجتماع يعتبر مؤسس أو العمران البشري وقد ذكر مقدمة «وهذا غرض هذا الكتاب الأول تأليفنا» وهو مستقل بنفسه موضوعه والاجتماع ويهدف «بيان يلحقه العوارض والأحوال لذاته واحدة أخرى وهذا شأن كل العلوم وضعيا كان أم عقليا وأعلم أن الكلام الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة أعثر عليه البحث وأدى إليه الغوص [ ] وكأنه مستبط النشأة ولعمري لم أقف منحاه لأحد الخليقة » وقد اعترف عدة بابن باعتباره مؤسسا لعلم منهم المستشرق ألفرد فن كريمر وعالم روبيرت فلين ولودفيغ جومبلوفيتش ومونيه وفرانز أوبنهايمر والفيلسوف الإسباني خوسيه أورتيجا إي جاسيت بل عالما هاورد سول بيكر وهاري بارنز كتابهما «الفكر الاجتماعي التقاليد العلم» (Social Thought from Lore to Science) قالا بكونه أول طبق الأفكار العلمية الحديثة التاريخي لقد قاد المنهج العلمي الذي اتبعه للتوصل يرتكز الظواهر الاجتماعية ترتبط ببعضها البعض فكل ظاهرة لها سبب وهي ذات الوقت للظاهرة التي تليها لذلك مفهوم عنده يشمل سواء كانت سكانية ديمغرافية اجتماعية سياسية اقتصادية ثقافية فهو يقول ذلك:"فهو خبر الإنساني عمران العالم وما يعرض لطبيعة الأحوال مثل التوحش والتأنس والعصبيات وأصناف التغلبات للبشر بعضهم بعض ينشأ الكسب والعلوم والصنائع وسائر يحدث ذلك بطبيعته " يأخذ تفصيل تلك مبينا أسبابها ونتائجها مبتدئا بإيضاح الإنسان لا يستطيع العيش بمعزل أبناء جنسه حيث: "أن ضروري فالإنسان مدني بالطبع أي بد له المدنية معنى يناقش بشكل أثر البيئة البشر مايدخل حاليا الإثنولوجيا وعلم ويتطرق لأنواع تبعا لنمط حياة وأساليبهم الإنتاجية قائلا: "إن اختلاف الأجيال أحوالهم إنما باختلاف نحلتهم المعاش بالعمران البدوي أسلوب الإنتاج الأولي يرمي الكثير تحقيق للحياة: أهل البدو المنتحلون للمعاش الطبيعي وإنهم مقتصرون الضروري الأقوات والملابس والمساكن والعوائد " ثم يخصص الفصل الثالث المقدمة للدول والملك والخلافة ومراتبها وأسباب وكيفية نشوئها وسقوطها مؤكدا الدعامة الأساسية للحكم تكمن العصبية والعصبية أصبحت مقولة احتلت مكانة بارزة مقدمته اعتبرها المؤرخين خلدونية بحتة وهم محقون لأن اهتم اهتماما بالغا درجة أنه ربط الأحداث الهامة والتغييرات الجذرية تطرأ الحضري بوجود فقدان أنها رأيه المحور الأساسي الدول والممالك ويطنب شرح مقولته نزعة طبيعية مذ كانوا تتولد النسب والقرابة وتتوقف قوتها ضعفها بعده يتجاوز نطاق القرابة الضيقة المتمثلة العائلة ويبين قد تكون الولاء للقبيلة القبلية الباب والحلف إذ نصرة أحد ولائه وحلفه للألفة تلحق النفس اهتضام جارها قريبها نسيبها بوجه وجوه وذلك لأجل اللحمة الحاصلة أما إذا أصبح مجهولا غامضا ولم يعد واضحا أذهان الناس فإن تضيع وتختفي هي أيضا بمعنى خرج الوضوح انتفت النعرة تحمل هذه فلا منفعة فيه حينئذ ولا يمكن للنسب يختفي ويختلط قساوة الحياة البادية تجعل القبيلة تعيش عزلة وتوحش بحيث تطمح الأمم الاختلاط ومشاركتها طريقة عيشها النكداء وبذلك يحافظ نقاوة أنسابهم عصبيتهم الصريح يوجد للمتوحشين القفر لما اختصوا به نكد وشظف وسوء الموطن حملتهم عليها الضرورة عينت لهم القسمة فصار ألفا وعادة وربيت فيهم أجيالهم ينزع إليهم أحدا يساهم حالهم يأنس بهم فيؤمن عليهم منت اختلاط وفسادها تطورت حياتهم وأصبحوا رغد بانضمامهم الأرياف والمدن نسبهم يضيع حتما بسبب كثرة ويفقدون بذلك يقع الحواضر مع العجم وغيرهم وفسدت الانساب بالجملة ثمرتها فاطرحت تلاشت القبائل ودثرت فدثرت مدثورها وبقي وهكذا نخلص للقول الصدد بأن وتفقد العصبية والسلطة مرحلة البدوي Crystal Clear app kdict png مقالة مفصلة: عصبية (نظرية) بعد تعرض لمفهوم وجودها فقدانها موضوع حساس وهام دور ألا "الرئاسة" سيتطور (العمران الحضري) الدولة فأثناء "العمران البدوي" صراع العصبيات الرئاسة ضمن الواحدة العامة (إن حي بطن وإن عصابة لنسبهم العام ففيهم عصبيات لأنساب خاصة أشد التحاما عشير واحد بيت أخوة بني أب العم الأقربين الأبعدين فهؤلاء أقعد بنسبهم المخصوص ويشاركون سواهم العصائب والنعرة تقع إلا الخاص لقرب اللحمة) هنا ينجم التنافس الخاصة تفوز بطبيعة الحال العصبة الأقوى تحافظ تغلبها عصبة ( ولما انما بالغلب وجب النصاب (أي الخاصة) أقوى سائر ليقع الغلب وتتم لأهلها فهذا سر اشتراط ومنه تعين استمرار المخصوص) يحدد مدة وراثة القوية بأربعة أجيال العموم بحوالي 120 سنة تقديره (ذلك باني المجد عالم بما عاناه بنائه ومحافظ الخلال كونه وبقائه وبعده مباشر لأبيه سمع منه وأخذ عنه مقصر تقصير السامع بالشئ المعاين جاء حظه الاقتفاء والتقليد فقصر الثاني المقلد المجتهد الرابع قصر طريقتهم جملة وأضاع الحافظة لبناء مجدهم واحتقرها وتوهم أمر البنيان يكن بمعاناة تكلف وإنما واجب منذ بمجرد انتسابهم وليس بعصبية واعتبار الأربعة بان ومباشر ومقلد وهادم) ينهي نظريته المتعلقة بالسلطة أثناء البدوي) ويخلص نتيجة السلطة المرحلة مبنية أساسا قائمة بدونها الحضري انطلاقا السابقة بدور الوصول المجتمع واصل تحليله نفس النسق فيما يتعلق استيلائها أكثر فرض سيادتها قبائل بالقوة وعن طريق الحروب والتغلب للوصول الملك التغلب زائد والحكم بالقهر وصاحب رتبة طلب فوقها) معتمدا وبالدرجة الأولى (الغاية تجري إليها الملك) فهذه إذن تأسيس تتم خلال بالوصول يبدأ شيئا فشيئا وتصبح الجديدة تفكر تدعيم وضعها آخذة بعين الاعتبار جميع التابعة فإنها تعد تعتمد عامل عوامل وأخلاقية جديدة يسميها (الخلال) تدخل عصبيتها يتنافى عمليا وجود بداية الأمر سببا قيامها (يتراءى لنا مبدأ نفي النفي المادية الجدلية<إضافة رابط الجدلية إن وجد>) ومع نشوء يتخطى عصبيته ويعتمد تتوسع قاعدة ويصبح الحاكم أغنى وأقوى ذي قبل بفضل توسع الضرائب ناحية والأموال تدرها الصناعات الحرفية تنتعش وتزدهر لتدعيم ملكه يلجأ تعويض القوة العسكرية تقدمها العامة(القبيلة) بإنشاء جيش خارج وحتى عناصر أجنبية قومه وإلى إغراق رؤساء بالأموال وبمنح الإقطاعات كتعويض الامتيازات السياسية فقدوها تبلغ قمة مجدها تأخذ الانحدار المال النفاذ الإنفاق ملذات والترف والدعة وعلى الجيوش ومختلف الموظفين الذين يعتمد الحكم فيزيد مجحف الشئ يؤدي إضعاف المنتجين فتتراجع الزراعة وتنقص حركة التجارة وتقل وتزداد النقمة يكون دخل النهاية الهرم ستنتهي بزواله وقيام ملك جديد يمر بنفس الأطوار يجملها خمسة أطوار وحالات وأطوارها تعدو الغالب التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين العلم يتناول سير الأعلام عبر العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة ويهتم بذكر الشخصية ومواقفهم وأثرهم وتأثيرهم عموما فرعا فروع اهتم المسلمون بعلم كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم عهد الرسول صلى الله وسلم بزمن يسير حرص حماية وصيانة المصدر التشريع الإسلام النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص بالحديث أولا الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس فجعل ويقول: قال رسول يأذن لحديثه ينظر فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا مرة سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة الرجال ناقلي حال نقلة النبوية ينبني المعرفة قبول والتعبد لله تعالى رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا رجالكم فينظر السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة وكان الأهمية بمكان نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من حدث سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل كثير الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة منها تفرّدته الأمة الإسلامية باقي مصطلح العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
ابن خلدون
كتاب

ابن خلدون

ــ محمد حافظ يعقوب

صدر 2006م
ابن خلدون
كتاب

ابن خلدون

ــ محمد حافظ يعقوب

صدر 2006م
عن كتاب ابن خلدون:
ابن خَلدون. هو عبد الرحمن بن محمد ابن خَلدون أبو زيد ولي الدين الحضرمي الإشبيلي (1332 - 1406م)، ولد في تونس وشبَّ وترعرع فيها وتخرّج من جامعة الزيتونة، وليَ الكتابة والوساطة بين الملوك في بلاد المغرب والأندلس ثم انتقل إلى مصر حيث قلده السلطان برقوق قضاء المالكية. ثم استقال من منصبه وانقطع إلى التدريس والتصنيف فكانت مصنفاته من مصادر الفكر العالمي، ومن أشهرها كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر (تاريخ ابن خلدون).

ابن خلدون مؤرخ من شمال أفريقيا، تونسي المولد أندلسي حضرمي الأصل. عاش بعد تخرجه من جامعة الزيتونة في مختلف مدن شمال أفريقيا، حيث رحل إلى بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان وفاس، كما تَوَجَّه إلى مصر، حيث أكرمه سلطانها الظاهر برقوق، ووَلِيَ فيها قضاء المالكية، وظلَّ بها ما يناهز ربع قرن (784-808 هـ)، حيث تُوُفِّيَ عام 1406 عن عمر بلغ ثلاث وسبعين عامًا ودُفِنَ قرب باب النصر بشمال القاهرة تاركاً تراثاً ما زال تأثيره ممتداً حتى اليوم ويعتبر ابنُ خَلدون مؤسسَ علم الاجتماع الحديث ومن علماء التاريخ والاقتصاد

شيوخه
درس عبد الرحمن بن خلدون على يد العديد من العلماء، من بينهم أحمد بن إدريس الإيلولي.

علم الاجتماع
يعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع أو علم العمران البشري. وقد ذكر ابن خلدون في كتاب مقدمة ابن خلدون: «وهذا هو غرض هذا الكتاب الأول من تأليفنا». وهو علم مستقل بنفسه موضوعه العمران البشري والاجتماع، ويهدف إلى «بيان ما يلحقه من العوارض والأحوال لذاته واحدة بعد أخرى، وهذا شأن كل علم من العلوم وضعيا كان أم عقليا وأعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة، أعثر عليه البحث وأدى إليه الغوص. [...] وكأنه علم مستبط النشأة، ولعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة.»

وقد اعترف عدة علماء بابن خلدون باعتباره مؤسسا لعلم الاجتماع، منهم المستشرق ألفرد فن كريمر وعالم الاجتماع روبيرت فلين ولودفيغ جومبلوفيتش ومونيه وفرانز أوبنهايمر والفيلسوف الإسباني وعالم الاجتماع خوسيه أورتيجا إي جاسيت. بل أن عالما الاجتماع هاورد سول بيكر وهاري بارنز في كتابهما «الفكر الاجتماعي من التقاليد إلى العلم» (Social Thought from Lore to Science) قالا بكونه أول من طبق الأفكار العلمية الحديثة في علم الاجتماع التاريخي.

لقد قاد المنهج التاريخي العلمي الذي اتبعه ابن خلدون للتوصل إلى علم الاجتماع، وهذا المنهج يرتكز على أن كل الظواهر الاجتماعية ترتبط ببعضها البعض، فكل ظاهرة لها سبب وهي في ذات الوقت سبب للظاهرة التي تليها. لذلك كان مفهوم العمران البشري عنده يشمل كل الظواهر سواء كانت سكانية أو ديمغرافية، اجتماعية، سياسية، اقتصادية أو ثقافية. فهو يقول في ذلك:"فهو خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم وما يعرض لطبيعة هذا العمران من الأحوال مثل التوحش والتأنس والعصبيات وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن الكسب والعلوم والصنائع وسائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الأحوال." ثم يأخذ في تفصيل كل تلك الظواهر مبينا أسبابها ونتائجها، مبتدئا بإيضاح أن الإنسان لا يستطيع العيش بمعزل عن أبناء جنسه حيث: "أن الاجتماع الإنساني ضروري فالإنسان مدني بالطبع أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية. وهو معنى العمران.

يناقش ابن خلدون العمران البشري بشكل عام مبينا أثر البيئة في البشر وهو مايدخل حاليا في علم الإثنولوجيا وعلم الإنسان، ويتطرق لأنواع العمران البشري تبعا لنمط حياة البشر وأساليبهم الإنتاجية قائلا: "إن اختلاف الأجيال في أحوالهم إنما هو باختلاف نحلتهم في المعاش." مبتدئا بالعمران البدوي باعتباره أسلوب الإنتاج الأولي الذي لا يرمي إلى الكثير من تحقيق ما هو ضروري للحياة: "إن أهل البدو المنتحلون للمعاش الطبيعي. وإنهم مقتصرون على الضروري من الأقوات والملابس والمساكن وسائر الأحوال والعوائد."

ثم يخصص الفصل الثالث من المقدمة للدول والملك والخلافة ومراتبها وأسباب وكيفية نشوئها وسقوطها، مؤكدا أن الدعامة الأساسية للحكم تكمن في العصبية. والعصبية عنده أصبحت مقولة اجتماعية احتلت مكانة بارزة في مقدمته حتى اعتبرها العديد من المؤرخين مقولة خلدونية بحتة، وهم محقون في ذلك لأن ابن خلدون اهتم بها اهتماما بالغا إلى درجة أنه ربط كل الأحداث الهامة والتغييرات الجذرية التي تطرأ على العمران البدوي أو العمران الحضري بوجود أو فقدان العصبية. كما أنها في رأيه المحور الأساسي في حياة الدول والممالك. ويطنب ابن خلدون في شرح مقولته تلك، مبينا أن العصبية نزعة طبيعية في البشر مذ كانوا، ذلك أنها تتولد من النسب والقرابة وتتوقف درجة قوتها أو ضعفها على درجة قرب النسب أو بعده. ثم يتجاوز نطاق القرابة الضيقة المتمثلة في العائلة ويبين أن درجة النسب قد تكون في الولاء للقبيلة وهي العصبية القبلية . ومن هذا الباب الولاء والحلف إذ نصرة كل أحد من أحد على أهل ولائه وحلفه للألفة التي تلحق النفس في اهتضام جارها أو قريبها أو نسيبها بوجه من وجوه النسب، وذلك لأجل اللحمة الحاصلة من الولاء. أما إذا أصبح النسب مجهولا غامضا ولم يعد واضحا في أذهان الناس، فإن العصبية تضيع وتختفي هي أيضا. . بمعنى أن النسب إذا خرج عن الوضوح انتفت النعرة التي تحمل هذه العصبية، فلا منفعة فيه حينئذ. هذا ولا يمكن للنسب أن يختفي ويختلط في العمران البدوي، وذلك أن قساوة الحياة في البادية تجعل القبيلة تعيش حياة عزلة وتوحش، بحيث لا تطمح الأمم في الاختلاط بها ومشاركتها في طريقة عيشها النكداء، وبذلك يحافظ البدو على نقاوة أنسابهم، ومن ثم على عصبيتهم.

. الصريح من النسب إنما يوجد للمتوحشين في القفر. وذلك لما اختصوا به من نكد العيش وشظف الأحوال وسوء الموطن، حملتهم عليها الضرورة التي عينت لهم تلك القسمة. فصار لهم ألفا وعادة، وربيت فيهم أجيالهم. فلا ينزع إليهم أحدا من الأمم أن يساهم في حالهم، ولا يأنس بهم أحد من الأجيال. فيؤمن عليهم لأجل ذلك منت اختلاط أنسابهم وفسادها. أما إذا تطورت حياتهم وأصبحوا في رغد العيش بانضمامهم إلى الأرياف والمدن، فإن نسبهم يضيع حتما بسبب كثرة الاختلاط ويفقدون بذلك عصبيتهم. . ثم يقع الاختلاط في الحواضر مع العجم وغيرهم وفسدت الانساب بالجملة ثمرتها من العصبية فاطرحت ثم تلاشت القبائل ودثرت فدثرت العصبية مدثورها وبقي ذلك في البدو كما كان. وهكذا نخلص للقول في هذا الصدد بأن العصبية تكون في العمران البدوي وتفقد في العمران الحضري.

العصبية والسلطة في مرحلة العمران البدوي

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: عصبية (نظرية)
بعد أن تعرض ابن خلدون لمفهوم العصبية وأسباب وجودها أو فقدانها، انتقل إلى موضوع حساس وهام، مبينا دور العصبية فيه، ألا وهو موضوع "الرئاسة" الذي سيتطور في (العمران الحضري) إلى مفهوم الدولة. فأثناء مرحلة "العمران البدوي" يوجد صراع بين مختلف العصبيات على الرئاسة ضمن القبيلة الواحدة، أي ضمن العصبية العامة حيث: (إن كل حي أو بطن من القبائل، وإن كانوا عصابة واحدة لنسبهم العام، ففيهم أيضا عصبيات أخرى لأنساب خاصة هي أشد التحاما من النسب العام لهم مثل عشير واحد أو أهل بيت واحد أو أخوة بني أب واحد، لا مثل بني العم الأقربين أو الأبعدين، فهؤلاء أقعد بنسبهم المخصوص، ويشاركون من سواهم من العصائب في النسب العام، والنعرة تقع من أهل نسبهم المخصوص ومن أهل النسب العام، إلا أنها في النسب الخاص أشد لقرب اللحمة). ومن هنا ينجم التنافس بين مختلف العصبيات الخاصة على الرئاسة، تفوز فيه بطبيعة الحال العصبة الخاصة الأقوى التي تحافظ على الرئاسة إلى أن تغلبها عصبة خاصة أخرى وهكذا.(.ولما كانت الرئاسة انما تكون بالغلب، وجب أن تكون عصبة ذلك النصاب (أي أهل العصبية الخاصة) أقوى من سائر العصبيات ليقع الغلب بها وتتم الرئاسة لأهلها. فهذا هو سر اشتراط الغلب في العصبة، ومنه تعين استمرار الرئاسة في النصاب المخصوص).

يحدد ابن خلدون مدة وراثة الرئاسة ضمن العصبية القوية بأربعة أجيال على العموم، أي بحوالي 120 سنة في تقديره.(ذلك بأن باني المجد عالم بما عاناه في بنائه ومحافظ على الخلال التي هي سبب كونه وبقائه، وبعده ابن مباشر لأبيه قد سمع منه ذلك وأخذ عنه، إلا أنه مقصر في ذلك تقصير السامع بالشئ عن المعاين له ثم إذا جاء الثالث كان حظه في الاقتفاء والتقليد خاصة فقصر عن الثاني تقصير المقلد عن المجتهد ثم إذا جاء الرابع قصر عن طريقتهم جملة وأضاع الخلال الحافظة لبناء مجدهم واحتقرها وتوهم أن أمر ذلك البنيان لم يكن بمعاناة ولا تكلف، وإنما هو أمر واجب لهم منذ أول النشأة بمجرد انتسابهم وليس بعصبية. واعتبار الأربعة من الأجيال الأربعة بان ومباشر ومقلد وهادم).وبذلك ينهي ابن خلدون نظريته المتعلقة بالسلطة أثناء مرحلة (العمران البدوي) ويخلص إلى نتيجة أن السلطة في تلك المرحلة مبنية أساسا على العصبية بحيث لا يمكن أن تكون لها قائمة بدونها.

العصبية والسلطة في العمران الحضري

انطلاقا من نظريته السابقة المتعلقة بدور العصبية في الوصول إلى الرئاسة في المجتمع البدوي، واصل ابن خلدون تحليله على نفس النسق فيما يتعلق بالسلطة في المجتمع الحضري مبينا أن العصبية الخاصة بعد استيلائها على الرئاسة تطمح إلى ما هو أكثر، أي إلى فرض سيادتها على قبائل أخرى بالقوة، وعن طريق الحروب والتغلب للوصول إلى مرحلة الملك (. وهذا التغلب هو الملك، وهو أمر زائد على الرئاسة. فهو التغلب والحكم بالقهر، وصاحب العصبية إذا بلغ رتبة طلب ما فوقها). معتمدا في تحقيق ذلك أساسا وبالدرجة الأولى على العصبية حيث أن (الغاية التي تجري إليها العصبية هي الملك). فهذه إذن المرحلة الأولى في تأسيس الملك أو الدولة، وهي مرحلة لا تتم إلا من خلال العصبية.

بالوصول إلى تلك المرحلة يبدأ (العمران الحضري) شيئا فشيئا وتصبح السلطة الجديدة تفكر في تدعيم وضعها آخذة بعين الاعتبار جميع العصبيات التابعة لها، وبذلك فإنها لم تعد تعتمد على عامل النسب بل على عوامل اجتماعية وأخلاقية جديدة، يسميها ابن خلدون (الخلال). هنا تدخل الدولة في صراع مع عصبيتها، لأن وجودها أصبح يتنافى عمليا مع وجود تلك العصبية التي كانت في بداية الأمر سببا في قيامها، (يتراءى لنا مبدأ نفي النفي في المادية الجدلية<إضافة رابط المادية الجدلية إن وجد>). ومع نشوء الملك يتخطى الملك عصبيته الخاصة، ويعتمد على مختلف العصبيات. وبذلك تتوسع قاعدة الملك ويصبح الحاكم أغنى وأقوى من ذي قبل، بفضل توسع قاعدة الضرائب من ناحية، والأموال التي تدرها الصناعات الحرفية التي تنتعش وتزدهر في مرحلة (العمران الحضري) من ناحية أخرى.

لتدعيم ملكه يلجأ إلى تعويض القوة العسكرية التي كانت تقدمها له العصبية الخاصة أو العامة(القبيلة) بإنشاء جيش من خارج عصبيته، وحتى من عناصر أجنبية عن قومه، وإلى إغراق رؤساء قبائل البادية بالأموال، وبمنح الإقطاعات كتعويض عن الامتيازات السياسية التي فقدوها. وهكذا تبلغ الدولة الجديدة قمة مجدها في تلك المرحلة، ثم تأخذ في الانحدار حيث أن المال يبدأ في النفاذ شيئا فشيئا بسبب كثرة الإنفاق على ملذات الحياة والترف والدعة. وعلى الجيوش ومختلف الموظفين الذين يعتمد عليهم الحكم. فيزيد في فرض الضرائب بشكل مجحف، الشئ الذي يؤدي إلى إضعاف المنتجين، فتتراجع الزراعة وتنقص حركة التجارة، وتقل الصناعات، وتزداد النقمة وبذلك يكون الحكم قد دخل مرحلة بداية النهاية، أي مرحلة الهرم التي ستنتهي حتما بزواله وقيام ملك جديد يمر بنفس الأطوار السابقة التي يجملها ابن خلدون في خمسة أطوار. (. وحالات الدولة وأطوارها لا تعدو في الغالب خمسة أطوار.
الترتيب:

#4K

1 مشاهدة هذا اليوم

#30K

13 مشاهدة هذا الشهر

#16K

13K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 32.
المتجر أماكن الشراء
محمد حافظ يعقوب ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث