📘 ❞ رياض الصالحين (ت: الأرناؤوط، ط 1405) ❝ كتاب ــ أبو زكريا يحي بن شرف النووي اصدار 1984

كتب مسانيد الأئمة - 📖 ❞ كتاب رياض الصالحين (ت: الأرناؤوط، ط 1405) ❝ ــ أبو زكريا يحي بن شرف النووي 📖

█ _ أبو زكريا يحي بن شرف النووي 1984 حصريا كتاب رياض الصالحين (ت: الأرناؤوط ط 1405) 2024 1405): من المسانيد الأخرى والجوامع : 1405) المؤلف: محي الدين النووي سنة النشر: 1405 1985 الناشر : مؤسسة الرسالة نبذة عن الكتاب : تطريز الصالحين قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا} [آل عمران (200) ] الصبر ثلاثة أنواع: صبر طاعة وصبر محارم أقدار وقد أمر تعالى بالصبر ذلك كله وقوله {وصابروا} أي: غالبوا الكفار فلا يكونوا أشد صبرا منكم فإنهم يألمون كما تألمون وترجون ما لا يرجون {ورابطوا} أقيموا الجهاد قال صلى عليه وسلم «رباط يوم سبيل خير الدنيا وما عليها» وقال «ألا أدلكم يمحو به الخطايا ويرفع الدرجات» ؟ قالوا: بلى يا رسول قال: «إسباغ الوضوء المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد فذلكم الرباط فذالكم الرباط» باب الصبر تطريز الصالحين وقال {ولنبلونكم بشيء الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين} [البقرة (155) على البلايا والرزايا بالذكر الجميل والثواب الجزيل {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر (10) أي: مكيال ولا وزن جزاء فوق {ولمن وغفر إن لمن عزم الأمور} [الشورى (43) فلم ينتصر لنفسه وتجاوز ظالمه فإن الأمور المشكورة والأفعال الحميدة الصبر وقال {استعينوا والصلاة مع (153) ] استعينوا طلب الآخرة بحبس النفس المعاصي والصبر أداء الفرائض تنهى الفحشاء والمنكر {وإنها لكبيرة} ثقيلة {إلا الخاشعين} المؤمنين حقا حتى نعلم المجاهدين والصابرين} [محمد (31) ي: ولنختبرنكم بالتكاليف يتميز الصادق دينه الكاذب {ومن الناس يعبد حرف أصابه اطمأن وإن أصابته فتنة انقلب وجهه خسر والآخرة هو الخسران المبين} [الحج (11) الصبر عن أبي مالك الحارث عاصم الأشعري رضي عنه «الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان تملآن أو بين السماوات والأرض نور والصدقة برهان ضياء والقرآن حجة لك عليك كل يغدو فبائع نفسه فمعتقها موبقها» قوله: الإيمان» نصفه؛ لأن خصال قسمان: ظاهرة وباطنة فالطهور الخصال الظاهرة والتوحيد الباطنة «ما أحد يتوضأ فيسبغ ثم يقول: أشهد أن إله إلا وأشهد محمدا عبده ورسوله فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل شاء» قوله: «والحمد الميزان» أجرها يملأ ميزان الحامد وفي الحديث الآخر: «التسبيح نصف تملؤه ليس لها دون حجاب تصل إليه» وسبب عظم فضل هذه الكلمات: اشتملت التنزيه وتوحيده والافتقار إليه «والصلاة نور» لصاحبها القبر ويوم القيامة «والصدقة برهان» دليل واضح صحة «والصبر ضياء» وهو النور الذي يحصل فيه نوع حرارة؛ بمجاهدة «والقرآن عليك» عملت فهو وإلا «كل إنسان يسعى فمنهم يبيع بطاعته فيعتقها النار ومنهم يبيعها للشيطان والهوى فيهلكها الحسن: «يا ابن آدم إنك تغدو وتروح الأرباح فليكن همك نفسك فإنك لن تربح مثلها أبدا» سعيد سعد سنان الخدري عنهما: ناسا الأنصار سألوا فأعطاهم سألوه نفد عنده فقال لهم حين أنفق شيء بيده: يكن عندي فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه يستغن يغنه يتصبر يصبره أعطي عطاء خيرا وأوسع الصبر» في هذا الحديث: الحث الاستعفاف وأن رزقه ضيق العيش وغيره مكاره فقد أعطاه كثيرا يحيى صهيب «عجبا لأمر المؤمن أمره وليس لأحد للمؤمن: سراء شكر فكان ضراء له» الشكر السراء الضراء فمن فعل حصل الدارين لم يشكر النعمة ولم يصبر المصيبة فاته الأجر وحصل الوزر أنس لما ثقل النبي جعل يتغشاه الكرب فقالت فاطمة عنها: واكرب أبتاه فقال: «ليس أبيك كرب اليوم» فلما مات قالت: أجاب ربا دعاه! جنة الفردوس مأواه! جبريل ننعاه! دفن قالت أطابت أنفسكم تحثوا التراب؟! جواز التوجع للميت عند احتضاره وأنه النياحة ومناسبة إيراده باب الصبر: صبره سكرات الموت وشدائده ورضاه بذلك وتسكين نزل بالسيدة مشاهدة بقوله: «لا زيد أسامة حارثة مولى وحبه وابن حبه عنهما أرسلت بنت ابني قد احتضر فاشهدنا فأرسل يقرئ السلام ويقول: «إن أخذ وله أعطى وكل بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب» فأرسلت تقسم ليأتينها فقام ومعه عبادة ومعاذ جبل وأبي كعب وزيد ثابت ورجال عنهم فرفع الصبي فأقعده حجره ونفسه تقعقع ففاضت عيناه سعد: هذا؟ «هذه رحمة جعلها قلوب عباده» رواية: «في شاء عباده وإنما يرحم الرحماء» ومعنى «تقعقع» تتحرك وتضطرب استحضار أهل الفضل للمحتضر لرجاء بركتهم ودعائهم واستحباب إبرار القسم وأمر صاحب قبل وقوع ليقع مستشعر بالرضا مقاوما للحزن , وفيه: البكاء غير نوح ونحوه الصبر وعن «كان ملك فيمن كان قبلكم وكان ساحر كبر للملك: إني كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر؛ فبعث يعلمه طريقه إذا سلك راهب فقعد وسمع كلامه فأعجبه أتى الساحر مر بالراهب وقعد فإذا ضربه فشكا الراهب خشيت فقل: حبسني أهلي وإذا أهلك فبينما إذ دابة عظيمة حبست اليوم أعلم أفضل أم أفضل؟ فأخذ حجرا اللهم أحب إليك فاقتل الدابة يمضي فرماها فقتلها ومضى فأتى فأخبره الراهب: أي بني أنت مني بلغ أمرك أرى وإنك ستبتلى ابتليت تدل علي؛ الغلام يبرىء الأكمه والأبرص ويداوي سائر الأدواء فسمع جليس للملك عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال:ما ها هنا أجمع شفيتني أشفي أحدا إنما يشفي آمنت بالله دعوت فشفاك فآمن فشفاه الملك فجلس يجلس الملك: رد بصرك؟ ربي ولك رب غيري؟ وربك فأخذه يزل يعذبه دل فجيء بالغلام سحرك تبرئ وتفعل وتفعل! الراهب؛ فقيل له: ارجع دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار مفرق رأسه فشقه وقع شقاه جيء بجليس فدفعه نفر أصحابه اذهبوا كذا وكذا فاصعدوا الجبل بلغتم ذروته رجع فاطرحوه فذهبوا فصعدوا أكفنيهم بما شئت فرجف بهم فسقطوا وجاء يمشي أصحابك؟ كفانيهم فاحملوه قرقور وتوسطوا البحر فاقذفوه فانكفأت السفينة فغرقوا لست بقاتلي تفعل آمرك هو؟ تجمع صعيد واحد وتصلبني جذع خذ سهما كنانتي ضع السهم كبد القوس قل: بسم ارمني فعلت قتلتني فجمع وصلبه كنانته وضع رماه فوقع صدغه يده فمات الناس: آمنا برب فأتي أرأيت كنت تحذر والله بك حذرك آمن فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم فيها النيران وقال: يرجع فأقحموه قيل اقتحم ففعلوا جاءت امرأة ومعها صبي فتقاعست تقع الغلام: أمه اصبري الحق!» «ذروة الجبل» أعلاه وهي بكسر الذال المعجمة وضمها «القرقور» بضم القافين السفن «الصعيد» هنا: الأرض البارزة «الأخدود» الشقوق كالنهر الصغير «أضرم» أوقد «انكفأت» انقلبت «تقاعست» توقفت وجبنت القرطبي: اسم عبد ثامر وذكر عباس بنجران إثبات كرامة الأولياء نصر توكل سبحانه وانتصر وخرج حول وقواها أعمى القلب يبصر الحق بيان والثبات بامرأة تبكي قبر «اتقي واصبري» فقالت: عني؛ تصب بمصيبتي تعرفه لها: إنه فأتت تجد بوابين أعرفك «إنما الصدمة الأولى» ثواب مفاجأة بخلاف بعدها صاحبها يسلو تسلو البهائم هريرة «يقول لعبدي قبضت صفيه احتسبه الجنة» هذا الأحاديث القدسية واحتسب ثوابها جزاءه عائشة أنها سألت الطاعون فأخبرها أنه عذابا يبعثه يشاء فجعله للمؤمنين فليس يقع فيمكث بلده صابرا محتسبا يعلم يصيبه كتب مثل أجر الشهيد الأقدار والاحتساب لثوابها بعض العلماء: الصابر يأمن فتان القبر؛ لأنه نظير المرابطة صح المرابط (مسلم) سمعت عز وجل عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما يريد عينيه القدسي: بصره أجره عوضه مسانيد الأئمة مجاناً PDF اونلاين المسائيد: جمع مستد بفتح النون عدة إطلاقات فيطلق المستد ويراد يأتي أولا: اتصل للتدد ظاهرا راويه منتهاد فيدخل المرفوع والموقوف والمقطوع الحاكم خاصا بالمرفوع لذلك أطلق الإمام البخاري كتابة الصحيح مصنف الأبواب الفقهية بأنه حيث سماه: (الجامع المسند المختصر أمور وسننه وأيامه) فوصفه مستد؛ التي مسندة قائلها الأول اشتهر الدارمي الفقه بمسند انتقد تسميته بالمستد ولكن وصفه ملند مستدة وكذلك سمى محمد ناصر المروزي كتابه أيضا الي ثانيا: يطلق الإسناد فيكون مصدرا ك (مسند الشهاب) و(مسند الفردوس) ثالثا: مرويات صحابي حدة بغض النظر موضوع فأرى حديثا موضوعه بجوار حديث الحج الطلاق وبغض درجة الصحة الحين الضعف كمسند أحمد حنبل النوع المصنفات والمراد الإطلاق الثالث الحافظ الكتاني يتحدث السنة: "ومنها ليست ولكنها الكتب موضوعها صحيذا حسنا ضعيفا مرتين حروف الهجاء أسماء الصحابة فعله أسهل تناوله القبائل السابقة الإسلام ذلك" يقتصر بعضها أحاديث بكر الصديق جماعة منهم الأربعة الخلفاء الراشدين العثورة المبشرين بالجنة طائفة مخصوصة جمعها وصف الفاين ومسند نزلوا مصر والمسانيد جدا منها مسند أعلاها المراد أريد غيره ذكر عددا المسانيد: "قالوا: أول صنف مسئذا داود سليمان الجارود الطيالسي البصري الثقة ولد لسنة إحدى وثلاثين ومائة وتوفي بالبصرة ثلاث أربع ومائتين اثنتين وسبعين قيل: وزد بأن صحيح لو الجامع لتقدمه لكن حفاظ خراسان رواد يونس حبيب خاصة تدخل قدرد أكثر وقيل: يحفظ أربعين ألف قال الذهبي رحمه الطيالسي: "الحافظ الكبير سمع مجالس مفرقة فهي النا" الذهبي: "قال الخطيب: لنا نعيم: مسعود الرازي ليونس ويونس بشر العجلي مولاهم الأصبهاني الذهي: "المحدث الحجة روى مجلدكبير" حاتم: "كتبت حبيب" ثقة توفي السنة للبيع وستين ومائتين" والأولى يضبط بالبلد فيقال: ببلد فلان فأول مسندا بمكة المكرمة الزبير الحميدي القرشي المكي لشيخ البخاری المتوفى تسع عشرة عنه: "الإمام الفقيه شيخ الحرم المسند" وأول منذا بمصر أسد موسی إبراهيم الوليد الأموي المصري المعروف بأسد اثنتي بالكوفة عبيد موسى المختار بادام العباسي الكوفي الحاكم: "أول تراجم الرجال العبسي وأبو عدي: "يقال: الحميد الحمائي ثمان وعشرين قسداد مسجد مسرهد ماربل الأسدي مجلد لطيف آخر قذرة مرات وفيه كثير الموقوفات والمقطوع" وقال الدارقطني: "إنه مستذ" "وقد أكبر منه سنا وأقدم سماعا فيحتمل يكون نعيم لسبقه حدائتة" الغرض التأليف طريق تجريد غيرد قام أصحاب بجمع مجرذا الآثار الموقوفة التابعين يعلقوا نادرا فيجمعون سبق وبالتالي خلت وتراجم طريقة ترتيب داخل المسانيد: رتب الحسانيد مسنده حسب أسبقيتهم فقدم العشرة وسيأتي الكلام مفصلا وسار الطريقة ملندم فبدأ بمسانيد ترتيبهم بقية يذكر مستدا لطلحة يخرج أصلا مسنده ثم سار نظام ويبدو راعي الأسبقية الترتيب عشر جزغا وعدد خرج مائة وثمانون صحابيا والكثير واحدا وثلاثمائة الستار الب المؤلفين مسندم الهجائي الأسماء وهؤلاء قليلون اقلب المصنفين مسندد نفس الوقت منهم: الرحمن بقي مخلد الأندلسي القرطي ست مصنف: رتبه ومصنف رتب صحابى ورتب بحسب روايتهم كثرة وقلة بالمكثرين المكثرين ترتينا تنازليا وصل رووا عليهم الؤخذان حزم: "مسند لقي روي ونيف الرتبة قبله ثقته وضبطه وإتقانه الرواية فقط خاص ومسانيد التقلين جعل الصحابي الواحد بهذا للإمام الطبراني جانب العشائر يتسبب إليها الأمطار عاشوا كمسانيد المدنيين البصريين الشاميين) واحدة حجر: "بعض التقى فأخرج أصح وجد حديثه روينا إسحاق راهويه وجده ألا يجد المتن تلك الطريق فإنه يخرجه ونحي نحو صنع البزار قريتا صرح ببعض مواضع فتخرج مقال ويذكر علته ويعتذر تخريجه يعرفه الوجه وأما المديني جزءا كبيرا أدلة تقتضي التقي أخرجه الضعفاء المتابعات ينازع لكنه يشك منصف أنقى وأتقن رجالا ومن أشهر المسانيد: • 241هـ • (أبي عبدالله الحميدي) 219هـ الطيالسي) 204هـ يعلي المصولي (أحمد علي المثنى الموصلي) 307هـ حميد 249هـ المصنفات: هي رتبها أصحابها واشتملت المرفوعة والموقوفة والمقطوعة[8] تقتصر النبوية بل ذكرت أقوال وفتاوى أتباع أحياناً ومن المصنفات: • المصنف لأبي عبدالرزاق همام الصنعاني 211هـ شيبة 235هـ لبقي القرطبي 276هـ سفيان وكيع الجراح 196هـ سلمة حماد 167هـ الفرق الأنواع إجمالاً: مما تقدم تعاريف الحديثية فإن: • الجوامع تشتمل جميع مقتصرة السنن: مرتبة فجمعوا مكان المصنفات: وتشتمل وأقوال وتابعيهم هذا الركن يحمل أُلف الجانب يتعلق بها

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
رياض الصالحين (ت: الأرناؤوط، ط 1405)
كتاب

رياض الصالحين (ت: الأرناؤوط، ط 1405)

ــ أبو زكريا يحي بن شرف النووي

صدر 1984م
رياض الصالحين (ت: الأرناؤوط، ط 1405)
كتاب

رياض الصالحين (ت: الأرناؤوط، ط 1405)

ــ أبو زكريا يحي بن شرف النووي

صدر 1984م
عن كتاب رياض الصالحين (ت: الأرناؤوط، ط 1405):
رياض الصالحين (ت: الأرناؤوط، ط 1405) من المسانيد الأخرى والجوامع

: رياض الصالحين (ت: الأرناؤوط، ط 1405)
المؤلف: محي الدين النووي
سنة النشر: 1405 - 1985

الناشر : مؤسسة الرسالة

نبذة عن الكتاب :



تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا} [آل عمران (200) ] .
----------------
الصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على أقدار الله. وقد أمر الله تعالى بالصبر على ذلك كله. وقوله تعالى: {وصابروا} أي: غالبوا الكفار بالصبر فلا يكونوا أشد صبرا منكم، فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون. وقوله تعالى: {ورابطوا} أي: أقيموا على الجهاد. قال - صلى الله عليه وسلم -: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها» . وقال - صلى الله عليه وسلم -: ... «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات» ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. فذلكم الرباط، فذالكم الرباط» .

باب الصبر تطريز رياض الصالحين
وقال تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين} [البقرة (155) ] ،
----------------
على البلايا والرزايا بالذكر الجميل والثواب الجزيل.

باب الصبر تطريز رياض الصالحين
وقال تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر (10) ] .
----------------
أي: بغير مكيال، ولا وزن، فلا جزاء فوق جزاء الصبر.

باب الصبر تطريز رياض الصالحين
وقال تعالى: {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} [الشورى (43) ] .
----------------
أي: من صبر فلم ينتصر لنفسه وتجاوز عن ظالمه، فإن ذلك من الأمور المشكورة، والأفعال الحميدة.

باب الصبر
وقال تعالى: {استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} [البقرة (153) ]
----------------
أي: استعينوا على طلب الآخرة بحبس النفس عن المعاصي، والصبر على أداء الفرائض، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر {وإنها لكبيرة} أي: ثقيلة {إلا على الخاشعين} أي: المؤمنين حقا.

باب الصبر
وقال تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} ... [محمد (31) ]
----------------
ي: ولنختبرنكم بالتكاليف حتى يتميز الصادق في دينه من الكاذب. قال تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين} [الحج (11) ] .

باب الصبر
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال ... رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك. كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها» .
----------------
قوله: «الطهور شطر الإيمان» ، أي: نصفه؛ لأن خصال الإيمان قسمان: ظاهرة، وباطنة، فالطهور من الخصال الظاهرة، والتوحيد من الخصال الباطنة. قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل في أيها شاء» . قوله: «والحمد لله تملأ الميزان» أي: أجرها يملأ ميزان الحامد لله تعالى. وفي الحديث الآخر: «التسبيح نصف الميزان، والحمد لله تملؤه، ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه» . وسبب عظم فضل هذه الكلمات: ما اشتملت عليه من التنزيه لله تعالى، وتوحيده، والافتقار إليه. قوله: «والصلاة نور» أي: لصاحبها في الدنيا، وفي القبر، ويوم القيامة. «والصدقة برهان» أي: دليل واضح على صحة الإيمان. ... «والصبر ضياء» ، وهو النور الذي يحصل فيه نوع حرارة؛ لأن الصبر لا يحصل إلا بمجاهدة النفس.«والقرآن حجة لك أو عليك» أي: إن عملت به فهو حجة لك، وإلا فهو حجة عليك. قوله: «كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها» أي: كل إنسان يسعى، فمنهم من يبيع نفسه لله بطاعته فيعتقها من النار، ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى فيهلكها. قال الحسن: «يا ابن آدم إنك تغدو وتروح في طلب الأرباح، فليكن همك نفسك، فإنك لن تربح مثلها أبدا» .

باب الصبر
عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنهما: أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده: «ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله. وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر» .
----------------
في هذا الحديث: الحث على الاستعفاف، وأن من رزقه الله الصبر على ضيق العيش وغيره من مكاره الدنيا، فقد أعطاه خيرا كثيرا.

باب الصبر
عن أبي يحيى صهيب بن سنان - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» .
----------------
في هذا الحديث: فضل الشكر على السراء والصبر على الضراء، فمن فعل ذلك حصل له خير الدارين، ومن لم يشكر على النعمة، ولم يصبر على المصيبة، فاته الأجر، وحصل له الوزر.

باب الصبر
عن أنس - رضي الله عنه - قال: لما ثقل النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل يتغشاه الكرب، فقالت فاطمة رضي الله عنها: واكرب أبتاه. فقال: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم» فلما مات، قالت: يا أبتاه، أجاب ربا دعاه! يا أبتاه، جنة الفردوس مأواه! يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه! فلما دفن قالت فاطمة رضي الله عنها: أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التراب؟!
----------------
في هذا الحديث: جواز التوجع للميت عند احتضاره، وأنه ليس من النياحة. ومناسبة إيراده في باب الصبر: صبره - صلى الله عليه وسلم - على ما هو فيه من سكرات الموت، وشدائده، ورضاه بذلك، وتسكين ما نزل بالسيدة فاطمة من مشاهدة ذلك بقوله: «لا كرب على أبيك بعد اليوم» .

باب الصبر
عن أبي زيد أسامة بن زيد بن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحبه وابن حبه رضي الله عنهما، قال: أرسلت بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - إن ابني قد احتضر فاشهدنا، فأرسل يقرئ السلام، ويقول: «إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب» فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها. فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ورجال - رضي الله عنهم -، فرفع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... الصبي، فأقعده في حجره ونفسه تقعقع، ففاضت عيناه فقال سعد: يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: «هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب عباده» وفي رواية: «في قلوب من شاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء» .
----------------
ومعنى «تقعقع» : تتحرك وتضطرب. في هذا الحديث: جواز استحضار أهل الفضل للمحتضر لرجاء بركتهم ودعائهم، واستحباب إبرار القسم، وأمر صاحب المصيبة بالصبر قبل وقوع الموت ليقع وهو مستشعر بالرضا مقاوما للحزن بالصبر , وفيه: جواز البكاء من غير نوح ونحوه.

باب الصبر
وعن صهيب - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر؛ فبعث إليه غلاما يعلمه، وكان في طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، وكان إذا أتى الساحر، مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحر، فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك، فقل: حبسني الساحر. فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا، فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره. فقال له الراهب: أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي؛ وكان الغلام يبرىء الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء. فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال:ما ها هنا لك أجمع إن أنت شفيتني، فقال: إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك، فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي، قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بني، قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل! فقال: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب؛ فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه، ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم أكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه. فذهبوا به، فقال: اللهم أكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: بسم الله رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع في صدغه، فوضع يده في صدغه فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، فأتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك. قد آمن الناس. فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم فيها النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها، أو قيل له: اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أمه اصبري فإنك على الحق!» .
----------------
«ذروة الجبل» : أعلاه، وهي - بكسر الذال المعجمة وضمها - و «القرقور» : بضم القافين نوع من السفن و «الصعيد» هنا: الأرض البارزة و «الأخدود» الشقوق في الأرض كالنهر الصغير، و «أضرم» : أوقد، و «انكفأت» أي: انقلبت، و «تقاعست» : توقفت وجبنت. قال القرطبي: اسم الغلام عبد الله بن ثامر. وذكر عن ابن عباس أن الملك كان بنجران. وفي هذا الحديث: إثبات كرامة الأولياء. وفيه: نصر من توكل على الله سبحانه، وانتصر وخرج عن حول نفسه وقواها. وفيه: أن أعمى القلب لا يبصر الحق. وفيه: بيان شرف الصبر والثبات على الدين.

باب الصبر
عن أنس - رضي الله عنه - قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر، فقال: «اتقي الله واصبري» فقالت: إليك عني؛ فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتت باب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: «إنما الصبر عند الصدمة ... الأولى» .
----------------
في هذا الحديث: أن ثواب الصبر إنما يحصل عند مفاجأة المصيبة، بخلاف ما بعدها، فإن صاحبها يسلو كما تسلو البهائم.

باب الصبر
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة» .
----------------
هذا من الأحاديث القدسية، وفيه: أن من صبر على المصيبة واحتسب ثوابها عند الله تعالى، فإن جزاءه الجنة.

باب الصبر
عن عائشة رضي الله عنها: أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الطاعون، فأخبرها أنه كان عذابا يبعثه الله تعالى على من يشاء، فجعله الله تعالى رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد.
----------------
في هذا الحديث: فضل الصبر على الأقدار والاحتساب لثوابها. قال بعض العلماء: إن الصابر في الطاعون يأمن من فتان القبر؛ لأنه نظير المرابطة في سبيل الله. وقد صح ذلك في المرابط كما في (مسلم) وغيره.

باب الصبر
عن أنس - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن الله - عز وجل -، قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة» يريد عينيه،
----------------
في هذا الحديث القدسي: أن من صبر على فقد بصره واحتسب أجره عند الله تعالى: عوضه عن ذلك الجنة.
الترتيب:

#5K

1 مشاهدة هذا اليوم

#12K

45 مشاهدة هذا الشهر

#16K

13K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 728.
المتجر أماكن الشراء
أبو زكريا يحي بن شرف النووي ✍️ المؤلف
🎙️ المراجعات الصوتية و الآداء الصوتي
مناقشات ومراجعات
QR Code
مراجعات صوتية لـ ❞ رياض الصالحين (ت: الأرناؤوط، ط 1405) ❝: كل المراجعات

أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث