📘 ❞ فقه العادات والتقاليد بين المباح والمحرم ❝ كتاب ــ حذيفة بن حسين القحطاني اصدار 2025

عن كتاب فقه العادات والتقاليد بين المباح والمحرم:
إن العادات والتقاليد جزء لا يتجزأ من المجتمعات البشرية، تتشكل منها أنماط الحياة وأساليب المعاش، ويُعرف بها الأفراد والجماعات. وقد تباينت العادات بين الأمم، واختلفت التقاليد بين الشعوب، فمنها ما ينسجم مع مقاصد الشريعة وأحكامها، ومنها ما يتعارض معها في أصولها أو فروعها. ومن هنا كان لزامًا على المسلم أن يُميز بين العادة الحسنة التي تُقرها الشريعة وتدعو إليها، والعادة السيئة التي تحيد عن النهج القويم، فتقع في المحظور أو تناقض المقاصد الشرعية الكبرى.
وإن من عظمة الإسلام أنه وضع القواعد والضوابط التي تُعين المسلم على التمييز بين الحلال والحرام في هذه العادات والتقاليد، فلم يُلغِ العرف الصالح بل أقره ووجهه، ولم يترك المسلم في حيرة بين المباحات والمحرمات، بل جعل له منهاجًا واضحًا يستهدي به في حياته.
ولما كان هذا الموضوع على غاية من الأهمية، خاصة في هذا العصر الذي تشابكت فيه الثقافات وتداخلت فيه الأعراف، كان هذا الكتاب الذي بين أيدينا محاولة علمية لتأصيل فقه العادات والتقاليد، وبيان موقف الإسلام منها على ضوء الأدلة الشرعية والقواعد الفقهية، مستعرضًا أهم الضوابط التي تُفرق بين العادات المباحة والعادات المحرمة.
وقد اشتمل الكتاب على أبواب وفصول تعالج هذه المسألة من جوانبها المتعددة، مبتدئًا بتعريف العادات والتقاليد وعلاقتها بالعرف، ثم بيان ضوابط قبول العادات في ميزان الشريعة، مع أمثلة تطبيقية تبرز هذه الضوابط، وخاتمًا ببيان أثر العادات المباحة في بناء المجتمعات الإسلامية، وخطر العادات المحرمة في إفساد الأفراد والجماعات.
وأسأل الله تعالى أن يُبارك في هذا الجهد المتواضع، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، نافعًا لمن قرأه أو رجع إليه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.