█ _ هيفاء بيطار 2008 حصريا قصة ❞ مطر جاف ❝ عن الدار العربية للعلوم ناشرون 2024 جاف: مجموعة قصص قصيرة للكاتبة السورية صدرت عربية مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
❞ لم أنهر، ولم أذرف دمعة، ولم أعلّق بكلمة، كنت أستمع لك كما لو أن الأمر لا يخصني، ولم أتساءل كيف سأستأنف حياتي بعد أن تمضي، لم أحاول استبقاءك ولا الدفاع عن حبنا، شعرت أن أفضل شيء اقوم به ألا افهم شيئاً، وألا أحاول فهم شيء! . ❝
❞ رشفا القهوة دون أن يتبادلا الكلام، انما شعرا معاً أن القلب يتحدث الى القلب، و الروح تتحدث للروح، كانا يفكران معاً و دون أن يعرف أي منهما أن الآخر يماثله في فكرته العميقة . ❝
❞ انها تحتاج لاستراحة من عواطفها, من كل أنواع العواطف الجياشة المتوثبة, المهتاجة,الحنونة,الكئيبة,تحتاج للغياب و النسيان , وربما الضياع . ❝
❞ ومها التجأ بخطواته المتعثرة، ومشيته المخلّعة إلى حضن أمه، رمى نفسه في حضنها وهو يرتعش خوفاً كجرو صغير أفلت لتوه من انقضاض وحش مفترس عليه.
كان يبكي ويهمهم بأصوات مخنوقة مبهمة أشبه بالخوار، واللعاب يسيل بغزارة من فمه، ضمته إلى صدرها، رشفت دموعه بشفتيها، مسحت لعابه بكم فستانها، هدهدته حتى غفا . ❝
❞ ذات يوم سالت دموعه من شدة تحديقه إلى وجهها، وحين كانت تبتعد كان يُصدر أصواتاً متألمة تضطرها للعودة إليه. وحدها كانت دنياه، دنياه الغنية بالحب والتي لم يستطع ذوو العقول المحدودة المتباهون بصحتهم العقلية أن يدركوا كنه حب المجانين للعالم . ❝
❞ ركنَ المجنون الصغير بين ذراعي أمه، لكنه أخذ يصدر همهمات وحركات عشوائية لا إرادية من أطرافه، فيما أمه تدفن وجهها في شعره الأسود الكثيف هاربة من حصار النظرات.
لم يخطر لها يوماً أن تكون أماً لطفل مشوهٍ، متخلف ومجنون كما شخص له الأطباء. اللعنة على الأطباء. كم تكرههم، ما ابنها إلا ضحية لأخطائهم وللظروف، هذا ماتؤمن به . ❝