█ _ محمد لبيب البتنوني 1901 حصريا كتاب رحلة الصيف اوروبا عن كتب تراث 2024 اوروبا: جاء الكتاب كسرد ادبي وثراء فكري مثير للاهتمام لأحد جولات والتي كانت بلاد أوروبا مع نهايات القرن التاسع عشر علم الجغرافيا الثقافية مجاناً PDF اونلاين أو جغرافية حضارية إحدى أفرع البشرية هي دراسة للمنتجات والأعراف واختلافاتها وعلاقاتها بالنسبة للمناطق والأماكن حيث تركز وصف وتحليل طرق اختلاف اللغة والدين والاقتصاد والحكومات والظواهر الأخرى بقائها ثابتة من مكان إلى آخر وعلى شرح كيفية تعامل البشر حسب المكان
يصف لنا الكاتب محمد لبيب البتنونى في هذا الكتاب رحلته الى الأقطار الأوروبية كأحد افراد الحاشية لحاكم مصر عباس حلمي الثاني في أواخر صيف القرن التاسع عشر، ويستفيض بكلمات آثره وتشبيهات ثرية في إيضاح مدي التقدم والتطور الأوروبي أنذاك ومن ناحية اخري يُسهب في رسم الجمال الطبيعي والمناظر التي ابدع الله خلقها في تلك الأقطار.
وفي هذا الكتاب جمع محمد البتنوني ما بين رسائله التي أرسلها حول تلك الرحلة وتم نشرها في جريدة الموسوعات وما سَعي شخصياً للبحث عنه حول تلك المعاني التي ارتقت بهؤلاء القوم الى مراتبهم القُصوي مما استنبطه من خلال احوالهم وعوائدهم وطبائعهم وأعمالهم مع مقارنة ما لديهم من كمال وما لدينا من نقص إنذاك مراعيا في ذلك التدقيق والتحقيق هادفاً الى النزوع للطريقة المثلى للنهوض بالبلاد واسترجاع العظمة لها.
❞ ثم ترى بقاعة أخري تمثالاً يشبه أبا الهول المصري ( الذي هو رأس انسان على جسد أسد رابض) إلا أن الأول رأس إنسان على جسد حصان يجري.
فأستلفت نظري هذا الشكل الغريب وهنالك قارنت بين الرمزين فرأيت أن الأول وقف بل قعد مرتكنا على ما كان لأبائه من سابق المجد والعظمة، أما الثاني فإنما يجري الى الامام لا شيء يرده ولا مانع يحول بينه وبين غرضه، كما لا غاية أمامه يقف عندها لان كل غاية يسعى اليها ليست الا عبارة عن مبدأ لغاية أخرى يجدّ في الوصول الى نهايته لينتقل منها الى غيرها . ❝
❞ مدينة تريستا وهي أكبر مينا نمساوية وامامها على الشمال الغربي مدينة فينيسيا الإيطالية المشهورة بشوارعها التي هي عبارة عن ترع دخلت اليها مياه البحر وتخللت المدينة في جميع أجزائها ونواحيها ومركبات القوم فيها الفلايك لا غيرها وبينها وبين تريستا 66 ميلا . ❝
❞ وماذا عساني أصف لك منظراً قد جمع كل قوى احساسي في حاسة بصري وجذبها إليه بحسن روائه وبديع رونقه، حتى اذا ما نظرت اليه ارتسمت صورته في خيالي وغطت على كل ما به من الصور الكامنة فيه، حتى كأني انتقلت بجسمي وروحي الى عالم غير الذي رُبيت في كنفه تاركاً بهذا محفوظاتي ومعلوماتي القديمة . ❝
❞ وكنت أرجو لو كان لي أجنحة أطير بها حتى أسبق المركب إليها ببعض دقائق لأمتع النظر بجمالها وأروي من روائها صدى هذه النفس العطشى إلى مثل هذه المناظر البهيجة . ❝
❞ ارتكنا على قوانا العقلية والمادية ففرطنا فيما تنمو به فكان من وراء ذلك هذا التأخر بل التقهقر. وبعد أن كانوا يأخذون عنا علومنا وصنائعنا أصبحنا نأخذها عنهم بأموالنا مع الكد والعناء. وقد عرفوا منا موضع الضعف فقصدوه بيد العداء حيث لا قوة ولا حول. لانا تحاسدنا فتباغضنا وتنازعنا فتقاطعنا وأصبحنا وليس لنا ثقة بأنفسنا وأفرطنا في وضع ثقتنا بالاجنبي ولولا حسن ظننا بأولئك الذين غدرونا كما تقول لما كانوا وصلوا الى الايقاع بنا. وهذا و لا شك غاية في البلادة والجبن وضعف في العزيمة . ❝