📘 ❞ الفردوس المفقود ❝ رواية ــ مني نجيب اصدار 2023

❞ إياك حد يقرب منها فصفعها رؤفين على وجهها فهجم محمد عليه فأسرع الجنديان وأمسكا به فنظر رؤفين لمحمد وقال :
أمامك خيار من الاتنين إما تنفذ أوامرنا أو... وصمت ونظر لزوجته وقال:
راح تشوف بعيونك زوجتك وهي تغتصب . ❝

❞ _تخيل نفسك مشهورًا صاحب مال واسم لامع! تخيل أنك حققت كل أحلامك وعشت بأمريكا وتزوجت وانجبت أطفالًا.. فلعب الضابط الإسرائيلي على نفسيته التي لطالما تاقت لما عرضه لينتهي حديثه بعرضٍ صريح بأن يتعاون معهم وأن يكون عميلًا . ❝

قراءة المزيد .. ❞ _ احتلال!! لا هذا حق مو احتلال.. الأرض هاي أرضنا وأنتو شوية حشرات رح نقضي عليها عن قريب...
_ محمد ساخراً: فعلاً عن قريب ما راح هيكون إلكم وجود‌ على أراضينا وهذا وعد مني...
_ فرمقه الضابط الإسرائيلي بنظرة حادة وقال: حلو والثقة هاي من وين؟!
_ محمد بثقةٍ وثباتٍ: هذا وعد ربي.
_ فابتسم الضابط الإسرائيلي وقال: محمد تعال نحكي بصراحة أكتر أنتو شعب أعزل ما بتملكوا إشي ومن رأيي الشخصي إنكو قربتوا تنقرضوا. ليش تقاوم في أشي أكبر من قدراتك وفي النهاية أنت الخسران...
_ محمد وهو يبتسم بسخرية: أولاً احنا مو شعب أعزل، احنا بنملك أقوى سلاح بالعالم كله... فنظر إليه الضابط الإسرائيلي بنظرة تساؤل وقال بنبرة استهزاء:
_ أقوى سلاح بالعالم كله وشو هو سلاحكم هذا... الحجر!!
_ فرمقه محمد بنظرة تحدٍ وقال: لا سلاحنا هو القرآن، أما الحجر فهو مسخر من ربي...
فابتسم الضابط الإسرائيلي ولاذَ بالصمت، فاستكمل محمد حديثه وقال:
_ أما بالنسبة للانقراض فهو مصيركم أنتو وفي يوم رح تطلعوا من أراضينا حفاة عراة مثل ما جيتو أول مرة... ثم خبط محمد على رأسه وقال:
آه آسف واضح إنكو نسيتوا كيف دخلتوا فلسطين، شو رأيك تحب أذكرك كيف كانت أشكالكم أول مرة رجلكم داست أراضينا؟
فرمقه الضابط الإسرائيلي بغضب، ثم قام بالنداء على الجنديين فأسرعوا بالدخول وأمسكوا بمحمدٍ، فاستدار الضابط الإسرائيلي وقال وهو مازال مستديراً عنه: راح تظلك عايش بالظلمة لحد ما تموت وعد ما تشوف عيونك الضوء مرة تانية . ❝

❞ _نحن ألفنا الدموع والآلام والجراح والدماء حتى صرنا نشاهدها كل يوم، ولكننا قررنا الانتقام... فتصلب مكانه يراقبه في صمت، ثم أكمل حديثه قائلاً:
وحتى آخر نبض في عروقي سأقاوم . ❝

قراءة المزيد .. ❞ __ لم أعد انسانًا__

بعد أن انهت المذيعة حديثها مع مراسل القناة أرسلت رسالة إلي العالم أجمع قائلة:
˝نشهد مأساة إنسانية تتكرر في غزة؛ حيث يعاني الأبرياء من الآثار المدمرة للحرب. دعونا نتوقف ونعكس على الواقع الأليم الذي يعيشه الأطفال والعائلات. لا تكون الحروب إلا مصدرًا للألم والفقدان. ندعو إلى وقف فوري للعنف ففي عيون الأطفال تنعكس حالة الألم كظلال من الخوف والاستغراب. صراخهم يحمل وجعًا لا يمكن تصويره، كل نبضة منه تروي قصة البراءة المفقودة تحت ضجيج القصف، حيث تهتز أرواحهم في صمت يؤرق القلوب ويجعلنا ندرك ضرورة وقف هذا العذاب الذي لا يليق بطفولتهم . ❝

❞ تنهد الصحفي ثم اقترب من تلك الفتاة موجهًا رسالته للعالم قائلاً:
وأنا هنا في قلب الحدث، لنقل الأحداث التي تتكشف أمام عيوننا في هذا المكان المنكوب. الأمل يتناوب مع الحزن، والروح البشرية تظهر في لحظات الصعاب. سأعمل جاهدًا لتسليط الضوء على قصص البقاء والتضحية، لنفهم سويًا حجم التحديات التي تواجهها هذه المنطقة المضطربة.
في كل لحظة هناك توتر واستعداد للتصدي للظروف الصعبة. يسود الصمت المتوتر، وفي الوقت نفسه تتجلى قوة الروح البشرية في وجوه الذين يواجهون التحديات بشجاعة. سأواصل تسليط الضوء على قصص الصمود والأمل في وسط هذا السياق المعقد، لتقديم نافذة حية لتجارب الناس في هذا الزمان الصعب . ❝

❞ ˝حروف خرساء˝
_ نحن تحكمنا ضوابط شرعية لا يجب أن نتخطاها. ولابد لك مراعاة من سيقرأ لك خصوصًا أن القراء في وقتنا الحاضر أصبح من الشباب الصغير لا نريد إثارة الغرائز ونفتنهم في دينهم ...فكل حرف ستحاسب عليه يا صديقي . ❝

❞ إلى كل من أدرك معنى الرجولة:
فالرجولة كما قيل عنها هي ثقافة النظرة وسط جهل العيون، وهي حضارة الكلمة وسط الصمت، وهي الذراع الذي تمتد لتحمي، والعقل الذي يفكر ليصون والقلب الذي ينبض ليغفر. ياأيها المتهور كن حذرًا فرفقًا بالنساء فهن يحملن عاطفة قوية تنفجر مع قولك المعسول.ألم تعلم أنك حين تكتب لها (حبيبتي) تداعب عاطفتها. رحماكم بها ورفقًا فهي قارورة قد تسقط فتنكسر ولن يجبر كسرها أبد الدهر . ❝

قراءة المزيد .. ❞ -نظر إليها نظرة حانية ثم قال: أود أن أشكرك على ما بذلتيه لإنقاذ عمي، وأيضًا أريد الاطمئنان على حالته.
-فقالت له وهي تشير على المقعد المقابل لمكتبها: تفضل بالجلوس، هذا واجبي وطبيعة عملي تحتم عليّ فعل هذا،
أما بخصوص حالة عمك فهو إن شاء الله خلال الساعات القادمة سيتحسن ثم أردفت قائلة: ولكنني لم أتشرف بمعرفتك بعد!
-صمت أمجد ولا يدري ماذا يقول.
هل يقول اسمه!! متسائلًا هل لو صارحتها باسمي ستتذكرني!
ظل شاردًا وبداخله حزن ووجع، فما زال بداخله صرخة مكتومة، وكان من الصعب عليه أن يحتمل فكرة اللقاء بها من جديد.
كم أرعبه تَخَيُل تلك الحظة! كم يتمنى مصارحتها بكل الأشياء التي حدثت بالماضي! وكأن لسان حاله يقول: حبيبتي، افترقنا ليس رغبة منا في الفراق، بل لأن حكم القدر كان السبب!
فأغمض عيناه بقوة ثم تنهد وفتحها مرة أخرى ونظر إليها وهي تراقب صمته وتتفحص وجهه بدهشة، ثم نهض من أمامها يمد يده لمصافحتها وهو يقول: كرم... كرم يوسف.
-مدت يدها وبمجرد أن وضعت يدها بيده اشتعل قلبه نارًا ورغبة، وارتبك جسده وتعرقت جبهته.
استعاد كف يده المرتعشة وقال:
معذرة أخشى أن أكون قد أزعجتك، اسمحي لي بالانصراف.
-انصرف مرتبكا وتركها وهي لا تدري ما هذا الإحساس الذي تركه بداخلها! فنبضات قلبها لم تنبض هكذا من قبل، ولم تسمع دقات قلبها إلا عندما وقعت عيناها على عينيه.
عاد أمجد لتفقد ابن عمه ˝رضوان˝ الذي وجده ينتظر بتوتر وحين رآه تحدث إليه بصوت مرتفع وعصبية:
أريد أن أفهم أين ذهبت كل هذا الوقت؟
-أمجد بلا مبالاة: اهدأ إننا في مستشفى، وهناك مرضى حولنا.
-حدق به ˝رضوان˝ بغضب شديد ثم قال: أيمكن أن أعرف أين كنت؟! هل تعرف تلك الطبيبة؟! . ❝

❞ انصرفت ˝شجن˝ إلى غرفتها، وأغلقت الباب ثم تسمرت في مكانها قليلًا، ثم ارتمت على فراشها، ويتصارع بداخلها كلمات ˝عمر˝، فرفعت هاتفها أمام عينها، وأوشكت على الاتصال به، لكن ارتجفت أصابعها، وحالت دون مقدرتها على الضغط على أزراره، ثم أغمضت عينيها . ❝