📘 ❞ الدين سبيل السعادة في الحياتين ❝ كتاب ــ إبراهيم الجبالي اصدار 2021

فكر إسلامي - 📖 كتاب ❞ الدين سبيل السعادة في الحياتين ❝ ــ إبراهيم الجبالي 📖

█ _ إبراهيم الجبالي 2021 حصريا كتاب ❞ الدين سبيل السعادة الحياتين ❝ عن الأزهر الشريف 2025 الحياتين: ما أعجب شأنك أيها الإنسان؟ الضعيف الجبار العاني العاجز الخطير الحقير الصغير الكبير: إن من تأمل هذا المخلوق (النوع الإنساني) رأى العجب العجاب أشد المخلوقات احتياجاً وأكثرها مطالب وأعجزها أن يستوفي لوازمه بمفرده وأجزعها إذا فاته شيء مما يطلب وأحرصها التمسك بما نالته يده ولو لم تدع إليه حاجته الحاضرة:[إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا الخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا المُصَلِّينَ] {المعارج:22} تنظر إلى أنواع فتجدها كلها ذات حاجات محدودة يكفل كل فرد منها مصالح نفسه بنفسه وإذا احتاج الانضمام غيره جنسه فإلى حد محدود بمقدار يتعاون دفع عدو كبعض القردة أو ينظم إنتاجه الذي هيء له بحسب خلقته كالنحل يشاكل هذين الغرضين المصالح التي ليست بضرورية لحياة الفرد النوع أما فأضعف يستغني وجوده فهو الاحتياج بل الاضطرار يستخدم مصالحه واستكمال حياته القوى لا يدخل تحت حصر وكلما استكمل حاجة حاجاته بدت أخرى وهكذا: نروح ونغدو لحاجاتنا=وحاجات عاش تنقضي تموت مع المرء حاجاته=وتبقى بقي وإن الحاجة الواحدة لتستدعي المتعاونة مالا يعرف عدده إلا بالتأمل وطول التفكير انظر ثوبه يلبسه ولابد منه ليقي عوادي الجو قبل بها وهو وحده بين الشديدُ الضعف عمل حوادث افرضه ثوباً بسيطاً قطن مثلاً وادرس تاريخ حياة الثوب يوم حرث الأرض ولا تنس المحراث وما ركب فيه حديد وخشب وحبال ومواش يتطلبه واحد هذه الأشياء معدِّنين يستخرجون المعدن منجمه وصناع يصفونه ويصقلونه ويصوغونه ومثله الأجزاء الأخرى ثم وضع البذور يستتبعه عملية زراعية سابقة وانظر السقي آلات متنوعة وكم الأيدي اشتغلت فيها فإذا تم نباته وبدا صلاحه فما هي أعمال جمعة وإعداده للنسيج الزراع ويد الناسج وسيط صناعي وتجاري؟ النسيج وماذا تستتبع طريق رده يد المشتري المستهلك وكيف يرده خائطه أدوات الخياطة نحتاج ؟ سلسلة تحتاج نشرحها لك وإنما نذكر شيئاً ندعوك به التأمل حلقة تلك السلسلة الطويل كيف تجر وراءها أطول وتستخدم أيادي عاملة أكثر وهي محتاجة أيد كثيرة جداً تخدمها لتوفر لها قوتها تستعين خدمتها فهل فكرت يوماً الجيش الجرار يخدمك ثوبك القطن البسيط وأنك بدونه تستطيع تعيش؟ وهل ضعفك المتناهي شديدة أبسط أمورك خدم يقومون أودك ويؤدون إليك منافع أنت إليها جد مضطر؟ شك قدمناه الإنسان حرصاً عساه يحتاج احتمال ضعيف كنوز شحيح تسمح بالتجاوز عما أحرزت يحتج إليه؟ هو كالسباع متى شبعت تركت فضل فريستها كالدجاج اكتفى ترك الحب ومضى؟ كالبهائم ترعى حتى تشبع تعرض تأكل تجوع فتعود قدر حاجتها؟ كلا ذلك مسه الخير منوع فلا تطيب نفس امرئ يناله مقابلة يعادله وعلى تجد نفسك مضطراً ـ لكي تنال خدمة تخدم تعادل نلته وهنا ألفتك كلمة فمن ذا يحكم عليك بأن عدل ذاك فلم تظلم ولم تظلم؟ أيضاً باب أبواب يجر وراءه السلاسل الحكم والقضاء والتنفيذ قوة مهيمنة جميعها جيش يسندها أرأيت وأي ضعف ترى محتاجاً معيشتك البسيطة وأن جيشاً؟ وكلما ارتقت الحضارة وانغمس النعيم كثرت واشتد احتياجه والنعيم نُشدته دائماً حال ينشد وأسبابه ويجره جراً فالنعيم والترف محبوبان وهما أقوى عوامل أشبه يقول الشاعر: أحبه وهلاكي محبته=كعابد النار يهواها وتحرقه المترفين أضعف وأوهى احتمالاً وأشد جزعاً لفقد حاجاتهم لنقص لذة كمالية تعودوه بالرفه وأصبح قرين حياتهم غنى لهم عنه فكر إسلامي مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل اسلامي

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الدين سبيل السعادة في الحياتين
كتاب

الدين سبيل السعادة في الحياتين

ــ إبراهيم الجبالي

صدر 2021م عن الأزهر الشريف
الدين سبيل السعادة في الحياتين
كتاب

الدين سبيل السعادة في الحياتين

ــ إبراهيم الجبالي

صدر 2021م عن الأزهر الشريف
مجاني للتحميل
حول
قراءة أونلاين 📱 PDF تحميل مجاناً
إبراهيم الجبالي ✍️ المؤلف
الأزهر الشريف 🏛 الناشر
مناقشات ومراجعات
QR Code
عن كتاب الدين سبيل السعادة في الحياتين:
ما أعجب شأنك أيها الإنسان؟ أيها الضعيف الجبار، أيها العاني العاجز، أيها الخطير الحقير، أيها الصغير الكبير: إن من تأمل في هذا المخلوق (النوع الإنساني)، رأى العجب العجاب، رأى أشد المخلوقات احتياجاً، وأكثرها مطالب، وأعجزها عن أن يستوفي لوازمه بمفرده، وأجزعها إذا فاته شيء مما يطلب، وأحرصها على التمسك بما نالته يده ولو لم تدع إليه حاجته الحاضرة:[إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا المُصَلِّينَ] ﴿المعارج:22﴾.



تنظر إلى أنواع المخلوقات فتجدها كلها ذات حاجات محدودة يكفل كل فرد منها مصالح نفسه بنفسه، وإذا احتاج إلى الانضمام إلى غيره من جنسه فإلى حد محدود بمقدار ما يتعاون على دفع عدو كبعض أنواع القردة، أو بمقدار ما ينظم إنتاجه الذي هيء له بحسب خلقته كالنحل، أو ما يشاكل هذين الغرضين من المصالح التي ليست بضرورية لحياة الفرد أو النوع، أما هذا المخلوق فأضعف المخلوقات عن أن يستغني في وجوده عن غيره فهو في أشد الاحتياج بل الاضطرار إلى أن يستخدم في مصالحه واستكمال حياته من القوى ما لا يدخل تحت حصر، وكلما استكمل حاجة من حاجاته بدت له حاجة أخرى أشد منها، وهكذا:

نروح ونغدو لحاجاتنا=وحاجات من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجاته=وتبقى له حاجة ما بقي

وإن الحاجة الواحدة لتستدعي من القوى المتعاونة مالا يعرف عدده إلا بالتأمل وطول التفكير، انظر إلى ثوبه الذي يلبسه، ولابد له منه ليقي نفسه عوادي الجو التي لا قبل له بها وهو وحده من بين المخلوقات الشديدُ الضعف عن عمل حوادث الجو، انظر إلى ثوبه و افرضه ثوباً بسيطاً من قطن مثلاً وادرس تاريخ حياة هذا الثوب من يوم حرث الأرض، ولا تنس المحراث، وما ركب فيه من حديد وخشب وحبال ومواش وما يتطلبه كل واحد من هذه الأشياء من معدِّنين يستخرجون المعدن من منجمه وصناع يصفونه ويصقلونه ويصوغونه ومثله الأجزاء الأخرى، ثم انظر إلى وضع البذور وما يستتبعه من عملية زراعية سابقة، وانظر إلى السقي وما يطلب من آلات متنوعة وكم من الأيدي اشتغلت فيها، فإذا تم نباته وبدا صلاحه فما هي أعمال جمعة وإعداده للنسيج، وكم بين بين الزراع ويد الناسج من وسيط صناعي وتجاري؟ ثم ما هي أعمال النسيج وماذا تستتبع، وما طريق رده من يد الناسج إلى يد المشتري المستهلك، وكيف يرده إلى خائطه، وما هي أدوات الخياطة، وما نحتاج إليه ؟ إن هذه سلسلة لا تحتاج إلى أن نشرحها لك، وإنما نذكر لك شيئاً منها ندعوك به إلى التأمل في كل حلقة من تلك السلسلة الطويل كيف تجر وراءها سلسلة أطول وتستخدم أيادي عاملة أكثر، وما من يد عاملة إلا وهي محتاجة إلى أيد كثيرة جداً تخدمها لتوفر لها قوتها التي تستعين بها على خدمتها لك.

فهل فكرت يوماً في هذا الجيش الجرار الذي يخدمك في ثوبك القطن البسيط، وأنك بدونه لا تستطيع أن تعيش؟ وهل فكرت يوماً في ضعفك المتناهي وأنك في حاجة شديدة في أبسط أمورك إلى خدم يقومون أودك، ويؤدون إليك منافع أنت إليها جد مضطر؟ وهل أنت في شك مما قدمناه إليك من أن هذا الإنسان أشد المخلوقات حرصاً على ما نالته يده مما عساه يحتاج إليه ولو على احتمال ضعيف فهو كنوز شحيح لا تسمح نفسه بالتجاوز عما أحرزت يده بل ولو لم يحتج إليه؟ هل هو كالسباع التي متى شبعت تركت فضل فريستها، وهل هو كالدجاج الذي متى اكتفى ترك الحب ومضى؟ وهل هو كالبهائم التي ترعى حتى تشبع ثم تعرض عما تأكل حتى تجوع فتعود على قدر حاجتها؟ كلا ما هو من ذلك في شيء، فهو إذا مسه الخير منوع فلا تطيب نفس امرئ عن شيء يناله إلا في مقابلة شيء يعادله، وعلى ذلك تجد نفسك مضطراً ـ لكي تنال خدمة هذا الجيش الجرار ـ أن تخدم هذا الجيش الجرار خدمة تعادل ما نلته منه وهنا ألفتك إلى كلمة ـ تعادل ما نلته منه ـ فمن ذا الذي يحكم لك أو عليك بأن هذا عدل ذاك فلم تظلم ولم تظلم؟ إن هذا أيضاً باب من أبواب الاحتياج يجر وراءه سلسلة من أطول السلاسل هي سلسلة الحكم والقضاء والتنفيذ وما إلى ذلك من قوة مهيمنة على جميعها ثم جيش يسندها، أرأيت هذا الضعف ؟ وأي ضعف أشد من أن ترى نفسك محتاجاً في معيشتك البسيطة إلى أن يخدمك جيش وأن تخدم جيشاً؟

وكلما ارتقت حياة المرء في الحضارة وانغمس في النعيم كثرت حاجاته واشتد إليها احتياجه، والنعيم نُشدته دائماً فهو في كل حال ينشد الضعف وأسبابه ويجره إلى نفسه جراً، فالنعيم والترف محبوبان وهما من أقوى عوامل الضعف، فما أشبه حال الإنسان في ذلك يقول الشاعر:

أحبه وهلاكي في محبته=كعابد النار يهواها وتحرقه

ولا تنس أن المترفين أضعف منه وأوهى احتمالاً وأشد جزعاً لفقد حاجة من حاجاتهم بل لنقص لذة كمالية مما تعودوه بالرفه وأصبح قرين حياتهم ولا غنى لهم عنه.
الترتيب:

#3K

0 مشاهدة هذا اليوم

#91K

5 مشاهدة هذا الشهر

#121K

369 إجمالي المشاهدات