█ _ سوسن حمدي محفوظ 2022 حصريا قصة الانتقام زمن الكورونا عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع 2024 : كتب الروايات والقصص مجاناً PDF اونلاين الرواية هي سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية وأحداثاً شكل متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً القرن الثامن عشر والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه وصف وحوار وصراع بين وما ينطوي عليه ذلك تأزم وجدل وتغذيه كتب قصص اطفال روايات متنوعه وروايات بوليسية عالمية ادب ساخر ساخره لاعظم الكتاب مضحكه واقعيه قصائد وخواطر طويلة قصيرة قصيره
مجموعة قصصيه متنوعة تتحدث عن فيروس كورونا وأثره على الافراد حول العالم، والعديد من القصص الأخرى
صدر حديثا عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع، المجموعة القصصية "الانتقام في زمن الكورونا" للكاتبة والقاصة سوسن محفوظ، وتعد المجموعة الثالثة في رصيدها الإبداعي .
عن أجواء وعوالم "الانتقام في زمن الكورونا" قالت سوسن محفوظ لـ"الدستور": “تدور أغلب قصص المجموعة حول فيروس كورونا وتداعيات تأثيره على الأشخاص حول العالم، وما خلف ذلك من خسائر اقتصادية وبشرية، وهناك قصص أخرى بعيدة عن هذا موضوع الفيروس، تخاطب الإنسان في حالات متعددة ومشاعر مختلفة”.
وتشير الكاتبة إلى أن هذا الفيروس الذي اجتاح العالم، كان له تأثيرات على جميع الأصعدة من ضمنها الجانب الأدبي والإبداعي، وكان لابد من التأريخ ثقافيا وإبداعيا لتلك المرحلة الفارقة في حياتنا.
من أجواء المجموعة
من قصة حواديت الجدران " بدأت كافة المعروضات تنزع نفسها من تلك القوائم الحديدية التي تحتجزها في تلك الجدران القاتمة ليجتمعوا سويا في أرضية المتحف ويسيرون بمرح وهم يتبادولون أحاديث مختلفة فيما بينهم ، وحين بدأ عزف الاّلاّت الموسيقية مفتتحة بالنشيد الوطني للمملكة العربية المتحدة , وقف الجميع انتباه حتى انتهى العزف , والذى أتبعه برقصة فالس طالما تردد أصداءها في ردهات القصر الملكي في الحفلات الرسمية .
تراشق كل اثنان من المعروضات المتشابهة وبدأ يتمايلان على أنغام الموسيقى الحالمة ...!!
كان سيف العدل والتتويج يقف وحيدًا في بهاء حقيقي وألقٍ ينبعث من وميض أحجاره السحرية العديدة ، ليمنحه بريقا يجعل من الصعب الاقتراب منه .. غير أن سيفا أخر من الذهب المطعم بالألماس اقترب منه في دلال يدعوه لمشاركته الرقصة , فنظر إليه سيف العدل باستعلاء قائلا :
- من أنت كي أشاركك الرقص ؟
زاد اقتراب السيف الأخر وقال بصوت بدا خشنا قليلا :
- أنا مثلك لا أنتمى لتلك الأرض رغم العقود الطويلة التي مكثناها هنا .. أنا من سلالة الدم الأزرق الإنجليزي يا صاحب الدم الروسي البارد .. لم لا نلهو قليلا في تلك الليلة فقد مللت البقاء هناك معلقا.
ظل سيف العدل صامتا ليقترب منه السيف الأخر قائلا :
- أتعلم حين أتيت تلك البلاد كهدية زفاف الملك فاروق على الملكة فريدة تلقاني الملك فاروق باحترام واندهاش حتى أنه وضعني في غرفة نومه ونسى أن يخرجني من هناك ، وكنت موجودا ليلة زفاف الملك .. ثم غمز بعينه قائلا :
- أتدرى ما حدث هناك في تلك الليلة ..؟!
وقهقه عاليا ليلفت انتباه الجميع إليه لكن سيف العدل رمقه بنظره حقيرة أتبعه بالقول :
- وقح ..
ابتعد السيف الأخر وهو يقهقه عاليا ويستكمل :
- لن أخبرك ، سأحتفظ بالتفاصيل لنفسي ..
ثم استدعى خنجرا صغيرا مكتوب عليه ( كلنا من أجل المانيا ) وبدءا في الرقص معا .
❞ هل دار بخاطرك أن أحدهم قد نصب لك فخ وعشته أنت بكل ما فيه من خوف ورعب والمفترض أن يكون هذا الشخص هو الأقرب إلى قلبك. وقت أن تكتشف تلك هي الحقيقه ماذا يمكنك ان تفعل؟! . ❝
❞ هذا الكون ملئ بإلاسرار العظيمة التى نجهل معظمها .. والتى لايعلمها الكثير من الناس . على الرغم أن بعضها موجود فى الكتب ، والتى يجب أن تعلمها لو أرادت الوصول حقا إلى الفضاء ،
هكذا كانت تحدث نفسها بعد أن أغلقت الكتاب وعيناها مجهدة من طول السهر ..
نظرت من النافذة فرأ ت السهول أمامها تمتد وتمتد ، والسماء بثوبها المخملى الأسود تكسو الكون بالمزيد من الغموض والاثارة، والقمر فى استدارته بضحكة الطفلة بداخله يبعث فى نفسها مزيد من البهاء والشجن.
فكرت فى الاشخاص الذين يسافرون إلى الفضاء ..هؤلاء الأشخاص أردو أن يعيشوا الأثارة، أن ينفذوا بسهولة الى روح العالم ، وأن يتحدوا المستحيل الكامن فى مغادرتهم لكوكب الأرض ومكوثهم على سطح المريخ أيام وليال طويلة .
هل كانوا يفكرون فى لحظة نهايتهم ..هل تخوفوا أن تأتيهم وهم هناك بعيدا عن الوطن والأحبة ؟
كلا .. لا تعتقد أن تفكيرهم سار على هذا النحو .. لقد أرادو عيش الحاضر ببساطة وبكل ما فيه ، لأنهم يرونه غنيا بالمفاجاّت ، ويحتم عليهم أن يكونوا متيقظين لأمور كثيرة .
إنها هى بالذات تعتبر نفسها إحدى المستحيلات وهى تحلم بالوصول إلى الفضاء على الرغم أن قدماها لم تطأ الأرض ..إنها تتحدث مع الله كثيرا ، تخاطبه بلغة لا يفهمها سواها ، تستطيع بسهولة أن ترى الأشارات التى يرسلها إليها لينير لها الطريق ويدلها على الأتجاهات الصحيحة ، ولقد كان لقاءها الأخيرمع مصطفى أحد هذه الاشارات .
لقد أخبرها أنها سيساعدها على فهم ما تعسر لها وسيجلب لها المزيد من الكتب والمجلات العلمية المتخصصة فى علوم الفضاء ..
إنها تحاول منذ البداية فهم هذا العالم ، تحاول أن تفهم اللغة التى يتكلم بها، والتى تستطيع كل كائنات الأرض أن تفهمها فى أعماقها.
وهو ما يسمى الحب ، أنه شئ ما أكثر قدما من البشر ومن الحياة ذاتها ، ومع ذلك يتكرر انبثاقه بالقوة ذاتها وفى كل مكان ، كلما تعانقت نظرتان مثلما حدث الأمس مع مصطفى وكانت هذه بمثابة إشارة لها ، الأشارة التى انتظرتها طويلا ، دون أن تدرى أنها ستأتى إليها سريعا هكذا . ❝
❞ عادت لارين إلى لوحاتها من جديد .. في الحقيقة كانت ترسم لتخرج أنفاسها الحارة على الورق، ولتسكب دمعها بمائة لون حتى لا يتعرف إليه أحد ، هى تشتاق لوالدها حدّ البكاء، تخاف على أخيها للحد الذى ترغب بأن تذهب إليه كل يوم للأطمئنان عليه .
وجود مصطفى ورغدة وعمتها هوّن عليها كثيرا .. أنهم الان أقرب ما يكونوا إليها .. بل أن رغدة أبدت رغبتها فى تعلّم الرسم كما تفعل لارين .
وقدبدأت بالفعل فى تعليمها .
فى حين كان مصطفى يتأمل الفتاتان عن بعد , فيشعر بدبيب قلبه حين تقع عيناه على لارين , إنه يقرأ فى نظراتها رسائل تأبى البوح بها , ويسمع فى صمتها الأف الكلمات , يعجبه تصميمها وإرادتها فى حلمها ..
أنها تحاول الوصول إليه بكل وسيلة لكنها تنسى أن الوصول إلى الفضاء طريقه يبدأ أولا من الأرض .
تناول أخر بحث لها عن تربة كوكب المريخ وخصائصه .. أبهره أسلوبها العلمى الدقيق , وترتيب أفكارها .
أنها مشروع رائدة فضاء ولا شك . ❝
❞ مقتبس من قصة (الشاعر)
كان الطفل يرى أنه اذا خير بين ألعابا كثيرة وأمه فسيختار حتما أمه .
وفجاة تنامى إلى سمع الطفل أن معلمته اختارته لمسابقة القاء الشعر لالقاء القصائد أمام أعضاء لجنة التحكيم ..
كان الطفل يهوى القاء القصائد لكنه لم يكن يعرف كيف يصوغها ويرتبها ..
ذهب لأمه يخبرها بالأمر ويدعوها لحضور الحفل ورؤيته وهو يلقي الشعر .. كان الطفل سعيدا وهو يخبرها بالأمر لكنها حزنت وبدا وجهها ممتعضا وهى تخبره بعدم مقدرتها على الحضور ..
ظل الطفل يلّح في طلبه علها تستجيب له لكنها أصرت على عدم الحضور ، كان الطفل يتلقى تدريباته في المدرسة على القاء القصائد وذهنه مشغول بعدم حضور والدته .. فكر أن يخبر المعلمة فمن الممكن أن تساعده في الأمر ، لكن المعلمة اندهشت للفكرة وأخبرته بعدم أهمية حضورها .
اقترب موعد المسابقة وهويتابع تدريباته بغير حماس ..
ذهب في اليوم الأول وقد تناول افطارا شهيا من صنع والدته التي ودعته على الباب وأخذت تدعو له .
انطلق في المسابقة يتلو بحنجرته روائع الكلمات وقد كسا صوته حزن شفيف ، استمع المنظمون للمسابقة لصوته وهم منبهرون به وأخبروه بضرورة الحضور غدا للتصفيات ..
حمل أوراقه وعاد لوالدته .. أخبرها بسعادة لجنة الحكام بصوته و طريقة القاءه القصائد وأخبرها بضرورة الحضور غداً .
أطرقت الام براسها فى حيرة وهى تسأله :
- كيف أ ستطيع الحضور ..؟؟
أجابها : - سأخذك معى ولن تمانع المعلمة في حضورك معنا .
أجابت الأم : - سأحاول .
فرح الطفل وأخذ يلهو قليلا بلعبه ثم راح في نوم عميق ولما أفاق لم يجد السيدة التي كانت معه بالأمس .. فتش عنها في أنحاء الغرفة فلم يجدها، ظل يناديها طويلا لكن ما من مجيب
ظل جالسا طوال اليوم في غرفته ينتظر ظهور المرأة من جديد .. لكن الخواء الذي صار يملأ المكان لم يتغير .
ظل الطفل يبكي طوال الليل ويتحسس مكانها وعيناه تذرفان دما من الحزن، وفي الصباح حمل قصائده وذهب إلى المسابقة .
استقبلته المعلمة عند باب اللجنة وهى تسأله عن عدم حضوره، وسبب احمرار عينيه ووجنتيه؟
أجهش الطفل بالبكاء ثانية وهو يقول لها :
- لقد رحلت أمى من جديد .
نظرت إليه بعطف وهي تقول :- ألا يرضيك أن أكون مثل والدتك ، سأحضر معك المسابقة وأصفق لك .
وبحركة لا شعورية منه ارتمى في أحضانها بينما هي أخذت تربت على ظهره ورأسه .
كان أداءه للقصائد مبهرا و حزينا حد البكاء .. تلتمع عيناه بالغيوم التى تنذر بالامطار .. يعلو صوته وينخفض كما علمته المعلمة التي صارت تنظر إليه وتشجعه .
حتى إذا انتهى وصفق له الحاضرون أحس بانكسار قلبه وانزوى في ركن مظلم .
ذهبت إليه المعلمة تخبره بفوزه بالجائزة الأولى وأن أعضاء لجنة التحكيم معجبون به بشدة وغدا سيعطونه الجائزة الكبرى .
رفع رأسه وهو يقول لها :
- وهل ستتمكن أمي من الحضور غدا؟؟
أجابت المعلمة : - إنها تشعر بك، وتفرح لتفوقك وسعادتك، ومن الممكن أن تأتي إليك ثانية كما جاءت إليك سابقا . ❝
❞ ليس للحب ضمان بوجود السعادة معه وليس للسعادة ارتباط بشخص معين .. ربما نحن من نعلق سعادتنا على شخص بعينه ونشعر أن الدنيا ستحلو به وأن الربيع سيزهر بقدومه وأن العصافير التى فى السماء فى انتظاره كى تبدأ بعزف نشيد السعادة الأبدى .
أدركت حينها أن خذلان الأحبة صعب ومؤلم واِن انكسارات القلب التى تأتى بعدها من الصعب ترميمها وأننا على استعداد لتحمل الحسرة التى تأتى من البشر كلهم باستثناء من وهبناهم مشاعرنا وأسكناهم سويداء القلب ونصبنهاهم عليه ملوكا وحكاما . ❝