█ _ فاطمه المهدى 2019 حصريا كتاب كبسولات تربوية ا ب تربية جنسية عن دار كيان للنشر والتوزيع 2024 : الأسئلة التي يطرحها الأطفال وستكون إجابتك "لا" أو "عندما تكبر ستعرف" حتى "من أخبرك بذلك؟!" أسئلة حول الحب والجنس يمكنك الإجابة عليها ببساطة وأمان تلك الأشياء الغامضة للأطفال وكيفية معاملتهم مثل هذا العالم المفتوح كيف يمكنهم فهمك فهم بينما لا يفهمون أنفسهم أجسادهم الأسرة والمجتمع مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
❞ «خصوصية جسدي منتهكة بسبب أمي»:
دخلتُ غرفة خلع الملابس في أحد النوادي الرياضية، وهي الغرفة التي يذهب إليها الأهل لتحميم أبنائهم بعد استخدام حمام السباحة، هذه الغرفة للأسف كانت تجمع الجنسين حتى سن ثماني سنوات.
كان ذلك مؤسفًا لأن السن حتى وإن كان صغيرًا، فمن الأفضل أن يتم الفصل في هذه الأماكن؛ لأن ثماني سنوات لا يُعَدُّ صغيرًا ...
نعم هو ما يزال طفلًا، لكنه يميز جيدًا، وقد تحدث بعض المشكلات بسبب ذلك.
كان المكان مزدحمًا وفي الممر صُدِمت ..
رأيت ما سبَّب لي ألمًا.
طفل عمره نحو ستة أو سبعة أعوام، يقف في الممر عاريًا تمامًا.
نعم كما قرأت .. لا يرتدي أي شيء من ملابسه.
يقف خجلًا منزويًا على نفسه، يطوي نصف جسده الأعلى على نصف جسده الأسفل، واضعًا يده أمامه ليخبئ بها عورته، يقف منزعجًا لكنه لا يعرف ماذا يفعل.
نظرت حوله لأجد أن أمه هي التي أخرجته هكذا، حتى تنتهي من تحميم أخته، كنت في غاية الاندهاش من هذه الأم.
كيف تفعل ذلك بولدها؟
هل كانت تظن أنه لصغر سنه لن يخجل أو يستحيي من أن تظهر عورته أمام جموع الناس؟
كان الممر يعج بالآباء والأمهات والأطفال من الجنسين. ناشدتها فقط أن تعطيه منشفة ليغطي بها جسده من الأسفل، لكنها أخبرتني أنها ستنتهي حالًا من تحميم أخته، وكأن ولدها لا يعاني أو كأنها لا تراه.
هكذا هم الأطفال ..
يولدون بفطرة سليمة فيشوهِّها بعض الآباء بعدم وعيهم.
ثم نعود ونشتكي منهم في عمر المراهقة؛ أنهم لا يستحيون، وأننا نعاني من جرأتهم وسوء أخلاقهم.
جاء تصرف الأم هنا بناءً على عدم وعيها بتلك المرحلة، ولا حتى وعيها أن لكل منا جسدًا يجب أن نحافظ عليه بحمايته وستره.
وأول من يجب أن يحافظ على جسد الطفل هُما الأم والأب.
الحل في تلك القصة:
- يجب أن تعلم جيدًا أن ما تعلِّمه لطفلك في هذه المرحلة يترسخ في ذهنه،
ليصطحبه معه حتى يكبر.
عندما تتعرض الأم لهذا الموقف يجب أن تفعل الآتي:
1- ألا تحمِّم الولد والبنت سويًّا في نفس المكان.
2- تنتهي من تحميم الأول، ثم تغطيه أو تعطيه ملابسه ليرتديها، ولا تخرجه أبدًا بدون أن تتاكد أن جسده مغطًى، على الأقل الجزء الأسفل منه، ولو حتى بمنشفة.
3- إذا تصرفت بشكل خاطئ، ووجدت ولدها يخجل ويستحيي هكذا، يجب ألا توبِّخه، وتنتبه للموقف الذي وضعته فيه.
أعلم أن الضغوط حولنا كثيرة ..وفى بعض الأحيان نتصرف بسرعة وبدون تفكير مسبق حتى ننتهى من بعض المهام التى فرضت علينا..لكننا يجب أن ننتبه لأبنائنا ونفسياتهم فى تلك الأوقات ..حتى لا نعرضهم للاذى دون أن نشعر . ❝
❞ «أحب زميلي»
وجدت الأم حوارًا بين ابنتها وصديقها على هاتفها الذي نسيته مفتوحًا، وتركته كي تحضر كوب العصير الخاص بها،
صُدمت من الحوار الذي رأته حيث كان كالتالي:
- أحبك!
- وأنا أيضًا.
- متى سأقابلك؟
- لا أعلم، فأمي بالبيت الآن.
- حسنًا سوف أراك في النادي بعد غدٍ.
- لا أعلم كيف سأنتظر كل ذلك.
- ولا أنا.
- سأذهب لأحضر كوب عصير المانجو من المطبخ، هل أجلب لك بعضًا منه؟
- لا، أنا لا أريد مانجو، بل أريدك أنت.
- سأفتقدك في هذه الدقيقة.
- لا تتأخري.
كانت الأم تقرأ الكلمات وهي مصدومة.
ابنتي ذات الأحد عشر عامًا تتحدث مع فتًى!
كيف؟!
وكيف يتحدثان هكذا؟!
ما هذا الكلام؟!
كانت الكلمات تدور أمامها مثل صاعقة برق أوشكت أن تودي بقلبها.
حدث كل ذلك في غضون ثوانٍ معدودة، وما إن استدارت لتنادي عليها حتى وجدتها تقف أمامها.
ارتبكت الفتاة، ولم تجد ما يواسيها سوى دمعتها التي تحجرت في مقلتيها.
بادرتها أمها في غضب عارم وصوت اهتزت له أركان الغرفة:
- ما هذا؟! هل تتحدثين إلى شاب؟!
- هل جننت؟
ثم تحدثت يدها، لتلقي بصفعتها على وجه ابنتها التي وجدت نفسها ملقاة على الأرض.
ثم انهالت عليها بكلمات لم تعيها من أثر الصدمة:
- هل هذا ما ربيتك عليه؟
- وكيف تفعلين ذلك وأنت تصلين وتحفظين عدة أجزاء من القرآن؟
- ماذا سيفعل أبوك إن علم الآن؟ ماذا سأقول له؟
بالطبع لن أخبره؛ لأنه سيثور ويصب جام غضبه عليَّ ..لا لا سأخبره .. نعم سأخبره كي يتصرف معك.
بالتأكيد حدث هذا في النادي .. إذن لا تدريب بعد ذلك، ستمكثين في البيت حتى تتعلمي الأدب.
ولا هاتف أيضًا.. سآخذه منك .. لا .. بل سأبيعه، ولن تخرجي من المنزل إطلاقًا، هل فهمت ما أقول؟ .. لن تري الشارع مطلقًا بعد الآن.
ما الخطأ في الموقف:
قامت الأم هنا بردة فعل قوية جدًّا، بداية من قراءتها للحوار وصدمتها، إلى أن وصلت للذروة. فقامت بتوقيع عدة عقوبات على ابنتها:
- التعامل بقسوة، والإيذاء الجسدي عن طريق الضرب، والإيذاء النفسي عن طريق إهانتها بالكلام.
- حرمانها من هاتفها الجوال.
- حرمانها من الخروج إلى الشارع.
- تهديدها أنها ستخبر والدها.
خمن الكبسولة الصحيحة
.................................................................................................
.................................................................................................
............................
*تعديل:
بعد ما نزلنا البوست بدون الحل واستقبلنا تعليقاتكوا... هننزل الحل فى السطور التالية.
.............................................................
.................................................................................................
الحل:
يجب أن تعي الأم أن هذا تطور طبيعي لنمو ابنتها.
أن الحب شيء مهم في هذه المرحلة.
أن تراجع علاقتها بابنتها، فربما تفتقد الحب بين ذراعي، أبيها وأمها، وتبحث عنه مع شخص آخر.
تتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءه شاب يستأذنه في الزنا:
عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال:
«إن فتى شابًّا أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا! فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مَهْ مَهْ! فقال: أدنِهِ، فدنا منه قريبًا، قال: فجلس، قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله، يا رسول الله جعلني اللَه فداك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله، جعلني اللّه فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال أفتحبه لخالتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه وقال: اللهمَّ اغفر ذنبه وطهِّر قلبه، وحَصِّنْ فرْجَه. فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء».
رواه أحمد.
من هذا الحديث نستنتج ما يلي:
- أن هذا الشاب جاء ليستأذن رسول الله في الزنا، وليس فقط في أن يصاحب فتاة، مثلما وجدت الأم ابنتها، ورغم ذلك تعامل معه بحكمة ورَوِيَّة.
- هنا لم نجد النبي يستنكر، ولم يغضب، ولم يعبس في وجهه، حتى ولم يثُر، رغم أن ما يطلبه هو الحرام بعينه، لكنه صلى الله عليه وسلم قدَّر تماما رغبة هذا الشاب؛ لأنه يعلم أن لديه رغبة جسدية ونفسية، ويعلم أيضًا أن النفس تنفر من القسوة والغلظة.
- أدناه منه أولًا (لغة الجسد) مهمة جدًّا في التعامل في هذه المواقف؛ لأنه أشعره أنه يحبه ويتقبله، رغم الطلب الذي طلبه.
- أخذ يسأله وهو يجيب، وكان من الممكن أن يقول له إن ما يطلبه حرام، إلا أنه كان يسأله ليسمع منه، ويجعله هو الذي يختار الإجابة وليس أحد غيره، لينفذ عن اقتناع وليس عن فرض سيطرة، حتى وإن كان يتحدث عن الحلال والحرام.
من رأيي هنا أن سؤال النبى صلى الله عليه وسلم، ينمي التفكير النقدي عند هذا الشاب؛ لأنك عندما تسأل تجعله يفكر بنفسه ولا يفرض عليه إجابة بعينها.
- جعله يضع نفسه مكان الناس؛ لأنك عندما تجعله يأخذ موضع الآخر، فإن الأمر يختلف؛ لأنه لا يريد أن يتأذى.
- في النهاية وضع النبى يده على صدره ودعا له.
عندما تقرأ هذا الحديث والطريقة التي عالج بها النبي الموقف، ستجد نفسك تهدأ شيئًا فشيئًا؛ لأن ذلك معناه أن الموقف الذي تمر به أنت الآن ليس وليد اللحظة، وإنما هو شيء من آلاف السنوات، هذا الشيء يكون بدافع الرغبة الجسدية، وهو احتياج لا بد ألا نُغفِلَه.
في هذه الكبسولة هذه الفتاة لديها احتياج نفسي قوي، وهو الحاجة للحب، حتى وإن كان الأهل قريبين منها، هي تحتاج لأن تشعر أن هناك شاب يعجب بها ويهتم لأمرها مثلها مثل بقية الفتيات في عمرها.
إذا تذكرت أن هذا احتياج، فستتعامل معه بشكل مختلف، خاصة وأنك مررت بنفس المرحلة من قبل، أما إذا نظرت على أن ابنتك مجرمة، وأنك يجب أن تردعها، فستجد نفسك متجهًا إلى استخدام العنف والقسوة.
الكبسولة التربوية تقول:
بعد أن تكتشف الأم وتراها ابنتها وهي ممسكة بهاتفها، ترى الخوف في عيني ابنتها، فتشفق عليها، تمسكها من يدها وتُجلِسها بجوارها واضعة يدها على كتفها قائلة لها:
- لماذا أرى الخوف في عينيك؟
- لأني أعلم أنك ستغضبين.
- ولماذا سأغضب؟
- لأنني أتحدث مع صديقي.
- تتحدثين معه فقط؟
- لا بل ... ثم تصمت خجلًا ..
- هل أنت خائفة؟
- نعم يا أمي.
- ممَّ؟
- منكِ.
- لماذا يا حبيبتي؟
- لأنك رأيت هذا الحوار بيني وبين صديقي.
- حبيبتي أنا لا أريدك أن تخافي مني، فأنا أمُّك والأقرب إليك، أي شيء تشعرين به تعالي إليَّ في أي وقت، وقلبي مفتوح لك، حتى وإن كان شيء خاطئ، فاعلمي تمامًا، أنني سأقدره وأتناقش معك كما نفعل الآن.
- لكنني أخشى أن تغضبي أو أن تخبري أبي.
- حبيبتي أريد أن أخبرك بشيء.
- أي شيء تخافين من أن يطَّلِع عليه أحد، وتخجلين من أن يراه الناس، فاعلمي أنك تقومين بشيء خاطئ.
أنا وأبوك لن نراقبك طوال العمر. يجب أن تختاري أنت ما تقومين بفعله بدون وجودنا، وبدون أن تخجلي مما تفعلين؛ لأن الله تعالى فقط هو الرقيب عليك ولست أنا وأباك.
- لكن يا أمي أنا أحبه.
تحتضنها الأم حضنًا عميقًا دافئًا وتخبرها:
- أعلم يا حبيبتي أن لديك مشاعر رقيقة، وأقدر ذلك؛ فقد كنت في مثل عمرك، ولأن لديك هذه المشاعر يجب أن تحافظي عليها.
- ماذا تقصدين؟
- ليس عيبًا ولا حرامًا أن نحب، لكن يجب أن نعرف متى نعبِّر عن تلك المشاعر.
- لا أفهم.
- أي إنه من الوارد أن تعجبي بزميل لك، لكن ليس معنى ذلك أن تذهبي وتتحدثي إليه وتصارحيه بذلك؛ لأن تلك المشاعر يجب أن نحافظ عليها جميلة رقيقة، حتى يأتي الوقت المناسب لذلك.
- وما هو الوقت المناسب؟
تبتسم لها ابتسامة حانية .. تنظر في عينيها قائلة:
- أخبريني أنت.
تطأطئ ابنتها رأسها خجلًا وتقول:
- تقصدين وقت الزواج؟
- بالطبع يا حبيبتي، هذا هو الوقت المناسب.
عندما يأتي وقت الزواج تستطيعين أن تعبري لزوجك عن مشاعرك الجميلة، وسيبادلك أيضًا نفس المشاعر.
- هو يريد أن يتزوجني يا أمي.
- إذن إن كان يحبك حقًّا فيجب أن يحافظ عليك حتى ذلك الحين.
تصمت وكأنها مقتنعة.
- حسنًا .. ابنتي الحبيبة ماذا ستفعل الآن؟
- سوف أنتظر لكن هذا وقت طويل للغاية.
- نعم أعلم ذلك، لكنك فتاة واعية، وأعلم جيدًا أنك ستحافظين على نفسك.
- هل تعديني؟
- نعم أعدك يا أمي.
ثم ترتمي في حضن أمها، وكأنها كانت تحتاج للشعور بالراحة والطمأنينة، فلم تجد في العالم أفضل من هذا المكان . ❝
❞ الإيذاءات الجنسية:
تلك التي يقوم بها بعض الأهل تجاه أبنائهم ولا يعلمون مدى خطورتها..
دعونا أولًا نلقي الضوء على الإيذاءات التي يتعرض لها الأطفال، والتي تنقسم إلى ثلاثة أنواع من الإيذاءات:
-إيذاءات نفسية:
مثل الإهانة أو السب أو الشتم، أو الرسائل السلبية المتكررة له، أو تعريضه لتجربة سيئة تترك لديه أثرًا نفسيًّا سلبيًّا يؤثر على حياته فيما بعد.
-إيذاءات جسدية:
مثل الضرب أو الإيذاء البدني بكل أنواعه.
-إيذاءات جنسية: مثل التحرش الجنسي – الاغتصاب.
هناك بعض الإيذاءات الجنسية غير الصريحة وغير الواضحة، ومنها تلك التي يقوم بها بعض الآباء دون قصد، فتسبب أذى نفسيًّا وجنسيًّا لأبنائهم.
هذه الإيذاءات لا يلقي الأهل لها بالًا ولا يعتبرونها إيذاءً بالطبع.
وذلك أعتبره أخطر من الإيذاءات الصريحة التي يتعرض لها الطفل؛ لأن الإيذاء الصريح يكون واضح المعالم، مثل الطفل الذي يتعرض للتحرش، يعلم الأهل جيدًا أن هناك مشكلة يجب أن يعالجوها مع طفلهم، وأن هناك معتدٍ يجب أن يتصدوا له.
لكن الإيذاءات التي يقومون هم بها تكمن خطورتها في أنهم لا يدركون أنها تشكل خطرًا على الطفل، وأنهم يقومون بها تلقائيًّا دون أن يشعروا.
وبالطبع هنا لا يوجد جانٍ بالنسبة لهم.
هذه الإيذاءات تكمن في تعريض الطفل لبعض المشاهد أو الصور أو الأفعال التي تكبر سنه، وتجعله إما يتساءل عن ماهية ذلك، وإما أن يقوم بممارسة ما شاهده، وإما الاثنين معًا.
مثال على ذلك:
-الآباء أو الإخوة الكبار الذين يشاهدون مواقع إباحية تقع في يد الطفل عن طريق الخطأ.
-الطفل الذي يشاهد والديه يمارسان العلاقة الخاصة وهما لا يدركان.
-الطفل الذي يجلس كثيرًا بين النساء، ويشاهدهن وهن يرتدين ملابس كاشفة لأجسادهن.
-الطفل الذي عوَّدته أمه على الاستحمام معها.
-الطفل الذي اعتاد على الاستحمام مع إخوته من البنات أو البنين.
-أو الطفل الذي تتخفَّف أمه دومًا من ملابسها بصورة فجَّة.
كل تلك الأمثلة السابقة تعرض الطفل لنوعين من الإيذاء:
إيذاء جنسي.
وإيذاء نفسي.
ويسمى إيذاءً لأن ذلك يؤثر في نفسية الطفل بالسلب؛ مما يرسخ في ذهنه بعض المفاهيم الخاطئة عن الزواج – الجنس الآخر – العلاقة الخاصة.
لأن الطفل الذي يشاهد موقعًا إباحيًّا في تلك السن يتعرض لصدمة كبيرة، خاصة وأنه لا يعلم الصواب من الخطأ، ولا الحلال من الحرام.
هو فقط يشاهد صورًا كثيرة تتحرك أمامه، فيرتبط ذلك في مخيلته بشكل العلاقة بالرجل والمرأة، وقد يتخيل أن هذا ما يحدث في العلاقة الحميمة بين الزوجين، أو يحصر معنى الزواج في هذه العلاقة فقط.
وذلك يفسر اتجاه بعض الشباب لهذه الممارسات الخاطئة بعد الزواج، إما لأنه شاهد ذلك ومارسه في فترة مراهقته، أو أنه عُرِض عليه وهو طفل ولا يعلم مدى خطورته . ❝
❞ أسئلة تتوارد على أذهان الأبناء وتكون إجابة البعض كالتالى :
عيب .... عندما تكبر سوف أخبرك أو تنتهى بفتح تحقيق حول من أخبرك بهذا.
تساؤلات حول الحب والجنس وتكون ردود الأفعال دروسا ومواعظ دون أن نفهم طبيعة المرحلة.
أحكام وتُهم يلقى بها بعض الأهل على أبنائهم بأنهم قد انحرفوا .
الحديث حول التطورات الجسدية..الرغبات..الجنس الآخر..
تلك الأشياء الغامضة بالنسبة للأبناء كيف تتصرف حيالها فى ظل عالم منفتح .
كيف تريده أن يفهمك ويفهم العالم من حوله وهو لا يزال يجهل نفسه وطبيعة جسده؟
إجابات على بعض الأسئلة التى تسبب لك حرجا مع أبنائك .
سيأخذك هذا الكتاب فى رحلة شيقة نتعلم فيها سويا كيف تتفهم ولدك ..تنصت إليه..تتقبله..
حتى يتسنى لك تجديد العلاقة معه لتصبح صديقًا ومرجعا له بدلا من أن يتخذ الإنترنت أو صديق السوء مرجعًا له . ❝
❞ من أخطر ما يقوم به الزوجان هو ˝التخمين˝...تخمين احتياج الشريك دون التأكد من أنه احتياج حقيقى..
ومن أخطر ما تقوم به مع نفسك هو أن تفترض أنه ˝يفهم˝ أو يعرف احتياجك أو ما تشعر به...
يجب أن تعبر عن مشاعرك...
أن تطلب احتياجك بطريقة مناسبة...
وأن الخجل فى هذه الأمور قد يجعل الأمر يتفاقم مما يؤدى إلى مشاكل مزمنة لا نستطيع علاجها لاحقا.
إذن كيف يتم ذلك؟
-إسأل عن احتياجات شريكك:
هذا الجزء هام للغاية وقد يجده البعض فى غاية الصعوبة رغم بساطة تنفيذه...تستطيع أن تسأله بكلمات بسيطة أو بالتنويه أو التلميح بلغة الجسد أو مباشرة بصوت ذى دلالة معينة.
*أطلب احتياجك:
-أنا أطلب منه ذلك؟مستحيل
-حسنا لا تطلبيه..ولكن لمّحى له
-لا .ولا حتى التلميح
-لم؟
-يجب أن يفهم هو من نفسه
-وإن لم يفهم؟
-حسنا أنا أيضا لن أطلب
-هل يطلب هو منك أم يتركك لتفهمى؟
-هو لا ينتظر حتى أفكر أو أفهم..عندما يريد يأت بسرعة..فلا يترك لى أى فرصة
-وماذا لو تركك فترة كبيرة ووجدت أن لديك احتياجا ملحا؟
كما أن الرجل يحب أن يكون مطلوبا أيضا فى بعض الأوقات:
تحب السيدات أن تكن مطلوبات..يطلبها الرجل..يهفو إليها..يشتاق لها..ويطرق بابها فى كل مرة..
لكن ما لا تعلمه بعض السيدات أن الرجل يحب ذلك أيضا..
يحب أن يراك مشتاقة إليه..
تطلبيه..
تطلبى العلاقة معه..
تبدين اهتمامك به..
وأنك تحتاجين ذلك أيضا..
فلا تبتعدى كثيرا..
وان ابتعد قليلا رغم عدم انشغاله فلربما يريد أن يرى منك˝مبادرة˝ تبعث له برسالة أنى ˝أحبك˝ . ❝
❞ الأمان عند المرأة:
ينقسم الأمان لدى المرأة إلى:
أمان مادى
أمان معنوى
وسنتحدث اليوم عن الأمان المادي:
الزوج الذي لا يقوم بالإنفاق على زوجته، الذي يتملص من مسئولياته المادية إما بعدم إعطائها حقوقها المادية، أو لعب لعبة تبادل الأدوار.
مشكلة تبادل الأدوار:
وهي أن تقوم المرأة بالعمل والإنفاق على المنزل نيابة عن زوجها، ويجلس هو مستريحًا لا يبحث عن عمل أو يكتفي بعمل بسيط لا يدر عليهما مالًا كافيًا فتضطر هي القيام بالدورين، في حين أن دورها في الحياة أن تكون زوجة صالحة وأمًّا صالحة لأبنائها وفقط، لكن الأسس والمفاهيم قد تغيرت لدى مجتمعاتنا، وخرجت المرأة للعمل مرغمة في بعض الأحيان.
قد يسمى تبادل أدوار؛ لأنها أخذت دوره وهو قد أخذ دورها في رعاية الأبناء، وهو ما يحدث في الغرب في بعض الأوقات، فقد يتفق الرجل مع زوجته أن تخرج هي للعمل، ويظل هو بالبيت يرعى الأبناء ويكون عن اتفاق مسبق بينهما ..
أنا أرى أن ذلك ضد طبيعة البشر، ضد الفطرة التي خلقنا الله عليها، عندما نخرج من الفطرة سننتكس حتمًا؛ لأنك تعمل عكس طبيعة الأشياء أو البشر، فطبيعة المرأة أنها خُلقت ضعيفة، هي التي تحتاجه لمن يرعاها ويقف خلفها وبجوارها؛ كي يساندها ضد مصاعب الحياة لا أن تخرج للعمل تناطح هذا وذاك، وتتعرض للمشكلات واللغط، التي لم تخلق لأجلها لا أقول هنا إن المرأة يجب أن تمكث في البيت بلا عمل ودون أن تحقق ما تريده من طموحات، لكن لا تكون مضطرة لذلك أو مرغمة على فعل ذلك في أي وقت تذهب للعمل، وفي أي وقت تتركه إن إرادت، تبادل الأدوار هنا يحدث في المجتمع الغربى بالاتفاق بين الطرفين، لكن في مجتمعنا العربي لا يحدث ذلك … كم رجل يتفق مع زوجته صراحة باتفاقات واضحة أنها ستخرج للعمل، وهو يقوم برعاية الأبناء من المذاكرة لهم وتنظيف المنزل وإعداد الطعام وغسل الصحون ..
هل هذا يحدث في مجتمعنا العربي؟
أم أن المرأة تقوم بلعب الدورين معًا؟
دور الرجل الذي يسعى ويضرب في الأرض، ودور المرأة التي يجب أن تربي أبناءها وترعاهم وتتابعهم في كل شيء، وبالطبع يجب أن تعتني بالمنزل ومسئولياته من تنظيف وطبخ وغيره، ودور الزوجة أو الأنثى التي يجب أن تكون ناعمة تدلل زوجها وتتزين له ومتفرغة له مساءً في أي وقت يطلب.
في تلك الحالة لن تشعر المرأة بالأمان المادي؛ لأنها هي من يقوم بالإنفاق على المنزل، ولا تجد زوجها يساعدها بالشكل الكافي فينهار لديها أيضًا الأمان المعنوي، كما تشعر أنها مهددة في أي وقت إن تركت العمل، يجب أن تظل في عملها حتى لو تعرضت لضغوط كبيرة، أو مضايقات من الرجال فيجب أن تكمل في عملها؛ لأنها لو ترتكته ستنهار الأسرة ماديًّا، وهو جالس لا يتحرك ولا يسعى للبحث عن عمل بديل، ويتركها هي في مهب الريح تعصف بها كيفما تشاء، حتى دون دعم معنوي من تشجيع أو تحفيز وكأنه واجب مفروض عليها.
لذا يجب ا ن يتفق الزوجان على بعض القواعد التى تسير الحياة المادية بينهما وألا يكون الحمل الأكبر فيها على الزوجة..
كل ميسر لما خلق له..
والمسؤلية المادية هى فى المقام الأول مسؤلية الرجل وليست المرأة وغذا قامت بها المرأة مساعدة لزوجها بسبب ضغوط الحياة الاقتصادية فإن ذلك يعتبر تفضلا منها وليس فرضا عليها ..
كل شئ فى الحياة الزوجية يكون بالاتفاق والتراضى بين الزوجين..
فإن تم ذلك منذ البداية وتم الاتفاق على بعض القواعد التى تحكم الامور المادية فان ذلك سيغنينا عن الكثير من المشكلات التى قد تحدث مستقبلا..
يجب ان يعلم الرجل ان ˝القوامة˝ ليست تشريفا بل انها تكليفا له وهذا التكليف يتأتى بممارسته مسؤلياته الاساسية التى خلقه الله من أجلها..
وإن حدث خلل فى تلك المسؤليات أحست المرأة بعدم الاستقرار فى العلافة مما يفقدها الأمان الحقيقى و يجعلها تنفر من العلاقة كلها أو أنها ستتلبس لباسا غير اللباس الأنثوى فتصبح صورة للأنثى فقط من الخارج بسلوكيات ذكورية . ❝
❞ مبدأ البقاء للأقوى:
هذا المبدأ الخاطئ يرتكز على أن يخرج أحد الطرفين منتصرًا …
في العلاقة الزوجية لا يكون هناك طرف يكسب وطرف يخسر
لا يوجد طرف قوي وطرف ضعيف
طرف منتصر وطرف مهزوم
إذا انتهج أحد الزوجين هذا المبدأ مع شريكه وأنه يجب أن يخرج من كل نقاش أو موقف منتصرًا؛ لأنه الأقوى …
الأقوى جسديًّا … ماليًّا … أو أنه الأقوى؛ لأنه الرجل …
سيخرج الطرفان بخسارة كبيرة
في الزواج المكسب يجب أن يكون للعلاقة … لصالح الطرفين … نتحدث ونصل لحل … نتراضى … يفهم بعضنا الآخر … نتحاور لنصل إلى قرار.
أما إن كان هدف أحدهما هو الخروج منتصرًا على الآخر بفرض رأيه أو بشجار وعصبية وغضب، فإن ذلك لن يوصل الطرفين إلى أي شيء بل بالعكس بعد فترة ستخسر شريكك، وربما تخسر العلاقة كلها.
ستخسره حتى ولو استمر معك … وبعد فترة قد لا يكمل في تلك العلاقة التي تسبب له ألمًا وتجعل الآخر دومًا يفرض رأيه عليه.
مبدأ البقاء للأقوى = خسارة
مبدأ البقاء للأصلح = خسارة
مبدأ البقاء للعلاقة = البقاء لنا معًا . ❝
❞ هل احتياج الأمان أهم من احتياج الحب؟
سؤال هام..نجيب عنه بسؤال آخر:
هل من الممكن أن تعيش المرأة مع زوج لا تحبه لكنه يشعرها بالأمان؟
في بعض الحالات «نعم» يمكن ذلك؛ لأنها قد تكتفي بشعورها أن هذا الرجل هو سندها وحمايتها في هذا العالم.
هل من الممكن أن تعيش مع رجل يحبها لكنه لا يشعرها بالأمان؟
لا.
من الممكن أن يهيم بها عشقًا ليل نهار، لكنه لا يوفر لها الدعم المعنوي أو المادي المناسب لها في الحياة، وهو من أبجديات العيش، ويجعلها تعمل وتقوم بالإنفاق على المنزل بدلًا منه، وقد يُقسِم أنه يحبها وسيقوم بعمل أي شيء لأجل عينيها، لكنه سرعان ما يسقط صريعًا أمام رِداءٍ نسائي مَرَّ من أمامه، ولا يكف عن مغازلة السيدات، أو نجد له علاقات نسائية متعددة، رغم أنه يحبها حقًّا ولا يستطيع العيش دونها.
كذلك الخيانة والعلاقات المتعددة، وإدمان المواقع الإباحية تفقد الزوجة الثقة، ويُهدم عامل الأمان المعنوي بينهما رغم أنه يحبها؛ لذلك …
قد تتحمل بعض النساء زوجًا لا يحبها، لكنه يشعرها بالأمان المعنوي والمادي، لكنها لا تتحمل رجلًا يحبها لكنه يفقدها الثقة في نفسها وفيه؛ لأن الأمان المعنوي والمادي قد تهالكَا . ❝
❞ في بعض الأحيان نسمع تلك الجملة:
لقد تغيرت
ويصاحبها هذا التعبير الذي يوحي بالأسف والندم.
لماذا؟
لماذا يستاء الناس من التغيير؟
لماذا يرونه سيئًا؟
حتى وإن كان للأفضل
وإن رأوا أنه سيئ
لكنه في حقيقة الأمر تغيير نحو الأفضل
إذ إن تلك التجربة وهذا الألم إذا خرجتَ منه خالي الوفاض فهناك شيء ما يستدعي التوقف
أي إنك تقريبًا لم تتعلم منه أي شيء
وأنا شخصيًّا لا أؤمن بذلك
أي مشاعر سلبية- كما يطلق عليها البعض -وبالمناسبة أنا لا أحب أن أطلق عليها هذا اللفظ- تلك المشاعر التي تسمى
ألم
حزن
إحباط
فشل
غضب
وهكذا
تلك المشاعر هي التي ستعلمك
المشاعر الأخرى
مثل السعادة ..والرضا.. وغيرها، ستتعلم منها أيضًا لكن ليس بتلك الصورة التي يغيرك فيها النوع الأول من المشاعر
مَن مِنَّا لم يتعرض لألم أو فشل في حياته
مَن مِنَّا لم يواجه تحديات أو صعوبات في طريقه
حتى وإن كانت أشياء بسيطة بالنسبة للبعض
إلا أنها جعلتك تتألم في النهاية
هذه المشاعر وتلك التجارب نخرج منها بعد مرور الأزمة وكأننا ولدنا من جديد
أو نخرج أقوى.
البعض لا يخرج يظل عالقًا
لأسباب كثيرة
منها الظروف القاسية التي ما زالت تحاصره أو قدرته على تقبل الواقع المؤلم كانت ضئيلة
أو أن مقاومته كانت ضعيفة
المهم أنه مؤكد خرج من التجربة بشيء ما تعلمه عن نفسه أو عن الآخرين ..حتى وإن كان ما زال عالقًا لم يتجاوز الأزمة بعد
لذلك عندما نقول كلمة تغيير لا يجب أن نخاف أو نهرب أو نلوم أنفسنا
طبيعي أن نبحث عن ذواتنا القديمة التي افتقدناها.
لكن تخيل معي
وأنت هنا في مكانتك العلمية والعملية والاجتماعية كم مرة اشتقت لأيام طفولتك؟
كم مرة اشتقت لمدرستك الثانوية أو الإعدادية وتمنيت أن يعود بك الزمن مرة أخرى إلى هناك
حسنا فلتتخيل أنك ركبت آلة الزمن وذهبت إلى هناك الآن،
فما شعورك؟
سعيد
نعم أنت سعيد للغاية؛ لأنك ذهبت إلى طفولتك
حيث أصدقائك في الصف
والدتك تهتم بك وتحضر لك الطعام
تحتضنك قبل أن تغادر البيت للمدرسة
تمكث هناك يومًا أو اثنين أو حتى شهر
أنت هناك الآن لكن بنفس عمرك الحالي ..بنفس تفكيرك..مشاعرك واحتياجاتك الآن
هل تشعر بالسعادة حقًّا
هل تستمتع؟
من الممكن أن تستمتع لفترة قصيرة
لكن هل تستطيع أن تظل هناك بقية عمرك؟
أشك
لماذا؟
لأن تلك المرحلة كانت في زمان ومكان محددين
كانت ضرورية في وقت معين
لكنها الآن أصبحت ذكرى
ذكرى جميلة تعلمت منها وبدونها لم تكن لتصل إلى المرحلة التي أنت فيها الآن
كذلك عملية التغيير
تكون في مرحلة معينة تتعرض لمواقف قد تكون مؤلمة ومحبطة تتخطاها وتدخل في مرحلة أخرى
بعد أن تتخطاها تتعلم منها شيئًا عن نفسك أو عن الآخر أو عن الحياة عمومًا
تنظر إلى الحياة بمنظور مختلف
وقد تتغير نظرتك لأمور كثيرة
قد تنزع عنك معتقدات بأكملها
وتعتنق معتقدات غيرها
لدرجة أن بعض التجارب قد تجعلك تغير أفكارك بل تنسفها نسفًا
لذلك ليس كل تغيير هو أمر سيئ
لماذا يرتبط في أذهاننا أن الشخص الفلاني قد تغير أي إنه بذلك أصبح سيئًا
ماذا لو تغير للأفضل
وليس بالضرورة أن يكون هذا الأفضل هو أفضل لك
يكفي أن يكون أفضل بالنسبة له
-وماذا عنك أنت؟
- تغيرت؟
- نعم تغيرت للأسوأ
- من قال لك أنه أسوأ
- لا أعلم لكنني لم أعد كما كنت
أبحث عن روحي القديمة ولا أجدها
- حسنًا ألا ترى ذلك أمرًا طبيعيًّا؟
أنت في مرحلة أخرى في حياتك
لو مرت عليك سنة أو عدة أشهر ولم تتغير مطلقًا يجب أن تعيد التفكير في نفسك مرة أخرى
كيف يمر عام من عمرك اثنتا عشر شهرًا ولا يضيف لك ذلك أي شيء على شخصيتك ولم تتعلم فيه أي شيء
تلك الأشياء الصغيرة
تلك الحجارة الصغيرة التي تتجمع لتبني الجبل وتلك الحجارة التي تجمعت لبناء الهرم مؤكد أن لها مهمة كبيرة وإلا لما كان الهرم وما كان الجبل
هذه الأشياء الصغيرة التي تحدث لك كل يوم
المواقف التي تمر بها في العمل
في الشارع
في المنزل
مع أبنائك
مع شريكك
كل موقف منهم يوضع في الذاكرة ولا ينفك عنها ما حييت
وعندما يأتي الوقت المناسب لاستخراجه تتصرف على طبيعتك
لأن كل تلك المواقف هي التي قامت ببنائك
هي التي كونت شخصيتك
تلك المواقف هي أنت ببساطة
فلماذا تهرب منها؟
ولماذا تشعر بالعار حيالها؟
يجب أن تشعر بالفخر تجاه كل تلك الإنجازات
فأنت والد ناجح
موظف أو مدير شركة ناجح
شخص صالح وربما مُصلح لمن حوله في المجتمع
لذلك يجب أن تفخر بنفسك
وفخرك بذاتك حتى لو كانت إنجازاتك بسيطة في وجهة نظرك، فتذكر أنها مثل الحجر الصغير الذي هو وحدة أساس الجبل وبدونه لن يكون الجبل
احترم المرحلة التي تعيش فيها الآن
احترم التغيرات التي طرأت عليك
وقدِّر التغيير الذي حدث لك
كن ممتنًا لكل موقف حدث تعلمت منه
كن ممتنًا لله أن وضعك في ذلك كي تتعلم منه يومًا بعد يوم، وأنه لولا تلك المحنة لما تعلمت هذا أو ذاك، وأنه منحك القوة لتتخطى كل ذلك بمفردك ربما
كن ممتنًا لنفسك وافخر بها أن تخطت كل ذلك رغم أنه لو عاد بك الزمن مرة أخرى وسألك أحدهم ماذا ستفعل إن تعرضت لمثل تلك المواقف، كدت تقسم أنك لا تستطيع أن تتحمل مثل تلك الصدمات
لكنك ويا للعجب
مررت بها
بل وخرجت منها وأنت ما زلت على قدمك
نعم أسمع البعض يخبرني: أنا لست على قدمي
لقد خرجت منها أعرجًا
أو كسرت ساقي
هل هذا أمر جيد؟
بالطبع ليس بالأمر الجيد
لأنك تألمت كثيرًا خلال رحلتك للتعافي والتعود على شكل ساقك فى وضعها الجديد أو التعود على عدم وجودها
لكن ماذا حدث لك بعد التجربة؟
بلا قدم أو قدم عرجاء
لكن هل حدث تغيير في شخصيتك
في نظر للأمور
في نظرتك للحياة
هل ازداد وعيك
هل أصبح نضجك أعلى
هل تعلمت شيئًا من تلك التجربة الأليمة
أم أنك ما زلت كما أنت؟
إذا وجدت ذلك فلابد أن تجلس بعض الوقت بمفردك لتتفكر في ذلك
ماذا تعلمت من ألمى
ماذا تعلمت من الفشل والسقوط
هل تركت نفسي هكذا أذهب وأجيئ مع الريح وأن تقذف بي في أي مكان؟
أم أنني كنت أصارعها
حتى وإن كانت قوتها أعلى؟
أم أنني أخفضت رأسي لها حتى تمر في سلام، وفي هذا الانخفاض ألم وتعلم في وقت واحد
يجب أن تجلس بمفردك بورقة وقلم لتراجع ما حدث لك
وما الذي تعلمته
بعيدًا عما تريد أن تقوم به وعن مخططاتك في الحياة، فذاك أمر حتمي لا بد وأن تقوم به حتى ولو كنت مضطرًا؛ لأن الواقع الخارجي يفرض عليك السعي والاستمرار فيه، لكن مراجعة أفكارك لن يقوم بها غيرك، ولن يدفعك دفعًا لها إلا أنت . ❝
❞ كانت تعانى يوميا من عدم ترتيب غرفته..كان المنظر يؤذيها...بعدما تتفق معه على كل شئ يضرب بكلامها عرض الحائط ولا ينفذ أى شئ.. علمت أن طريقتها غير مجدية ..وانها يجب ان تلتزم معه بشئ واحد او اثنين على الاكثر...
فقررت أن تختار ترتيب السرير فقط ﻷنه اكثر ما يؤذيها..لأنها اكتشفت ان الخلل كان لديها حيث انها كانت تضع القاعده ولا تتابعها.. أوكلت له المهمة ..صارت تتابعها كل يوم..وبعدها بيومين فقط كتبت له رسالة ورقية ووضعتها على سريره :
تسلم ايدك يا حبيبى على السرير عاد من مدرسته طار فرحا برسالتها.. استمر فى المواظبة على الترتيب..وفى احد الايام استيقظ متأخرا عن ميعاد المدرسه فترك السرير حتى لا يتأخر... كانت قد تعلمت ان القاعدة يجب ان تكون مرنة..
قررت ان تتغاضى فقط فى هذا اليوم لأن التأخير لم يكن بإرادته...
دخلت غرفته...وضعت الغطاء فوق السرير ..وضعت ملابسه فى مكانها ثم انصرفت إلى عملها..
عادت من العمل لتجد رسالة مكتوبة فى غرفتها:
تسلم إيدك يا أحلى أم على السرير..بحبك يا أجمل أم♡
التربية بالقدوة أفضل ألف مرة من كلمات قد لا تجد صداها داخل قلوب أطفالنا..
ضع قاعدتك ..تابعها..حفز...ثم راقب النتيحة . ❝
❞ صراع المنطق والمشاعر
المشهد الأول:
(1)
- مال وشِك مقلوب ع المسا؟!
- مفيش.
- هو إيه اللى مفيش! ده إنتى بوزك هيقلب قطر الصعيد.
- أبدًا يا سيدى، جارتنا أم نيازى ليها دقات مش ولا بد كده.
- طب وفيها إيه؟! سيبك منها، ولا تستاهل.
(2)
- يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم! مالك ع الصبح بتعيطى ليه؟
- العيال غلبونى.
- بقى شوية عيال يعملوا فيكى كده؟! يا شيخة خضيتينى، اصبرى عليهم شوية، قدرنا ولازم نستحمله.
(3)
- مالك يا حبيبى؟
- قرفان.
- مش أكتر منى يا خويا.
- يوووه بقى! ولا عمرك هتفهمينى.
- طب ما أنا قلت لك سيب الشغل اللى قارفك وشوف غيره، وإنت اللى منشف دماغك.
المشهد الثانى:
(1)
- ماما.. الكابتن قالى مالك ضعيف كده زى البنات.. استرجل.
- وفيها إيه يعنى أما يقولك كده؟ هو عاوز يعلِّمك عشان تنشف وتبقى راجل.
(2)
- بابا.. صاحبتى الأنتيم سابتنى وراحت صاحبت واحدة تانية.
- إيه المشكلة؟ كبرى دماغك.. يعنى من قلة الصحاب؟
فى الحوار مع الشريك لا تريد سوى تعاطف واحتواء، ولا شيء سوى ذلك، لا تريد حتى فى بعض الأوقات سماع أى حلول عملية، فقط تريد من يواسيك ويفهم قلبك ويبادلك لغة المشاعر بلغة مشاعر أخرى.
وعندما يشتكى ولدك من شيء ما ليس شرطًا أن تقدم له حلولاً عملية، هو فقط يريد منك أن تبادله نفس لغته.
لغة المشاعر وليس لغة المنطق.
لغة المنطق تعنى حلولاً عملية.
أما لغة المشاعر فتعنى احتواء، تعاطفًا، مواساة.
أن تخبره فقط أنك تشعر به.
وأنك إلى جواره.
أنك تُقدِّر مشاعره.
استبدال لغة المشاعر بلغة المنطق الجافة قد تبعد عنك ولدك وتجعله لا يخبرك بشيء بعد ذلك . ❝
❞ كيف أعاقب ولدى؟
˝ذلك السؤال الأكثر تكرارًا، فى كل مرة يأتى إلى الأب أو الأم أو كليهما وقد فاض به وضاق ذرعًا من تصرفات ولده قائلاً:
لقد قمت بتجربة كل شيء، عاقبته بالضرب، أضربه بكل شيء أو أى شيء أمامى.. الحزام، العصا، حذاء.
أحرمه من المصروف، الخروج، الأصدقاء، النادى، هاتفه المحمول.. ولا فائدة إطلاقًا.
لدرجة أن إحدى الأمهات أخبرتنى أنها تقوم بعضِّ ولدها!
وهنا أجيبهم بسؤال واحد:
هل جربت أن تشجعه أو تحفزه بدلاً من عقابه؟
لماذا فكرة العقاب هى المُسيطرة علينا دومًا؟
لماذا نلجأ إليه عند أول عقبة تقابلنا فى التربية وكأننا فى معتقل جوانتانامو؟
لِمَ يتحتَّم عليك فى كل مرة تخويفه وإرهابه؟
هل نحن آباء وأمهات أم أننا فى حرب شوارع لا تنتهى؟
من فضلك.. أرجوك..
قبل أن تسأل كيف تعاقبه اسأل أولاً كيف تحبه.
سؤال وجودى:
- هل تحب أبناءك؟
- وهل هذا طرح محتمل؟ بالطبع نعم.
دعنى أخبرك أنى أعلم إجابتك قبل أن تنطق بها، فلا يوجد أب أو أم لا يحبان أبناءهما، وذلك ببساطة شديدة لأن حب الآباء للأبناء هو حب فطرى، لذلك لم يأمر الله سبحانه وتعالى الآباء ببر الأبناء، لأنه يعلم أنهم لا يحتاجون لذلك، بل طلب من الأبناء بر الآباء لأن حبهم مكتسب وليس غريزيًا.
لذلك من واجبك أن تعلمهم الحب، ولا تفترض أنهم سيحبونك حتى لو قمت بإهانتهم وتقريعهم وتوبيخهم طوال الوقت، لا تنتظر منهم أن يعطوك حبًا وأنت تمطرهم بلغة سلبية طوال الوقت، وتضع العدسة على سلبياتهم دون إيجابياتهم.
يجب أن تعلمهم كيف يحبونك، ولكى يتعلموا ذلك يجب أن تريهم هذا الحب فعلاً وقولاً ولمسًا.
حب غير مشروط بنجاح دراسى أو ميدالية رياضية . ❝
❞ ˝كيف أعلم إبنى تحمل المسؤلية˝
(الجزء الأول):
أمهات كثيرات وآباء كثيرون يأتون إلىَّ، لتكون شكواهم من أبنائهم كالتالى:
عنده لا مبالاة رهيبة.
إحساس فظيع بعدم المسؤولية.
مش بيعمل حاجة فى البيت.
مش عاوز يساعد فى أى حاجة.
أنا اللى بعمل كل حاجة، حتى الدروس بتاعته أنا اللى بفكره بيها.
ده إيه الجيل ده؟! أنا خلاص زهقت ومش عارفة أعمل إيه!
ولدىَّ هنا سؤال مهم:
هذا المراهق تربى على يد من؟
هذا الناتج الذى نراه أمام أعيننا، من الذى علمه ورباه؟
إذًا ماذا يحدث؟
فلنتابع معًا تلك المواقف لنضع أيدينا على السبب..
:(1)
- متنزلش من غير ما توضب فراشك.
- حاضر يا ماما.
* ذهب إلى المدرسة، دلفت إلى غرفته فوجدت الغرفة كما هى لم ينفذ شيئًا مما قلتِه، فتُقِيمى أنتِ بالتالى تلقائيًا حوارًا داخليًا مع النفس أو خارجيًا:
˝أانا زهقت خلاص، لازم أنا اللى أعمل كل حاجة فى البيت ده!˝.
ثم ترتبين غرفته نيابة عنه.
(2)
- انزل يا حبيبى هات العيش عشان السندوتشات الصبح.
- معلش يا ماما مش قادر بقى، خلِّى بابا يجيب وهو راجع.
- آلو.. ممكن يا حسن تجيب لنا عيش وإنت راجع؟
- العيش مش فى طريقى وهرجع متأخر أوى هيكونوا قفلوا خلاص.
- طب ما تحاول تيجى بدرى شوية يا حسن، وبعدين هو لازم يكون فى طريقك يعنى؟!
- وليه البيه اللى عندك مينزلش؟
- بيذاكر.
(3)
- حبيبى أنا رايحة لدكتور الباطنى النهارده، أعمل حسابك تيجى معايا عشان بتكسف وأنا لوحدى؟
- معلش يا ماما، خارج مع أصحابى.
هذه المواقف الثلاثة تحدث فى بيوتنا، لماذا تفعل الأم ذلك؟
لماذا ترتب الغرفة؟
لماذا تكذب على والده؟
لماذا تذهب إلى الطبيب بمفردها وقد أنجبت رجلاً مكتمل الرجولة؟
إذًا ما الحل؟
الحل أن يبدأ ولدك فى تحمُّل المسؤولية منذ الصغر.
أوكلى له مهامًا صغيرة تناسب عمره كما أسلفنا سابقًا.
يتعلم أن يكون مسؤولاً عن نفسه وأشيائه، ومسؤولاً كذلك عنك وعن إخوته، ويعرف أنه جزء من هذا المنزل. كما له حقوق يطالِب بها فإن عليه واجبات يجب أن ينفذها، حتى يتعلم أن السعادة ليست فى الأخذ فقط بل فى العطاء أيضًا . ❝
❞ ˝القهر الأبوى˝:
إذا غضب ابنك على الطعام ورفض أن يكمله من قبيل العند والتحدى وليس من قبيل عدم حبه لنوع الطعام..كل ما عليك فعله هو تركه كما يريد ..لاداعى للدخول فى شجار لن يؤتى ثماره فقط قل له :
-ماشى يا حبيبى براحتك
ولا تستخدم جملا مثل:
-لا هتاكل يعنى هتاكل
-هتسمع الكلام والا هضربك
-إياك تقوم من ع الأكل
-لو الأكل اتشال مفيش أكل تانى
مقابلة مشاعر الغضب بمشاعر غضب أخرى ستشعل الموقف ..كل ما عليك فعله هو التجاهل وتركه قليلا حتى يهدأ.
لا تقهر ولدك على تناول طعام او على اختيار نوع طعام دون اخر
او على نوع ملابس
او حتى على اختيار دراسة دون أخرى
إجعله يتخير ما يحلو له طالما أنه لن يضر نفسه أو يضر أى أحد.
مثال على القهر الأبوى:
(القهر الرياضى):
- كبسولة تربوية (1):
وقفَت أمامى فى طابور شباك التذاكر لدفع اشتراك تدريبه الرياضى..وقف الى جوارها شاب يفوقها طولا نظر اليها فجأة باستياء ثم أخذا يتعاركان:
-والله العظيم لو دفعتى لى مش هلعب كاراتيه تانى
-لا هتلعب
-بقولك مش لاعب حتى لو دفعتى
-مش ممكن تضيع كل المجهود ده والفلوس اللى اتصرفت دى كلها!!!
..تركها وحيدة فى الصف..وقد اصرت ايضا على دفع الاشتراك ليكمل التدريب الذى يكرهه.
خمن الكبسولة الصحيحة:
الخطأ في الموقف :
أجبرت الام ولدها على ممارسة رياضة ما بحجة انهم قد بذلوا مجهودا كبيرا وقد انفقوا أموالا كثيرة في هذه الرياضة.
الحل:
انا مش هلعب اللعبة دى تانى يا ماما ..متدفعيش الاشتراك لو سمحتى
ليه يا حبيبى احنا بقالنا فترة فيها وانت بتنجز فيها كويس ماشاء الله واخدت فيها كذا ميدالية
مبقيتش احبها يا ماما
طب عاوز تلعب ايه بدالها؟
كونغ فو
بس كده مش هتبذل مجهود كبير عشان توصل للمستوى اللى انت فيه دلوقتى ؟
مش مشكله ..وبعدين انا مش هلعب عشان ميدالية ولا بطولات انا هلعب عشان بحبها .
كبسولة تربوية (2):
كان آخر عهد لى بحمام السباحه منذ عدة سنوات حيث اعتزلت مهنة التوصيل والانتظار طويلا فى حر الصيف و اصطحاب اولادى للاستحمام ثم وجبة الغذاء او العشاء...يليها الذهاب بسرعة إلى كى يناموا فى موعدهم حتى لا يتأخروا فى اليوم التالى عن المدرسة...إعتزلت كل ذلك بنفس راضية حيث عدلت هدفى مسائلة نفسى :
الرياضة من أجل البطوله ام الرياضه من أجل بناء جسد قوى؟.
فاخترت الثانية برضا تام..وتركت ابنائى ليختاروا ما يشاءوا من العاب تناسب اجسادهم وعقولهم وقلوبهم .. جربوا الكثير حتى استقروا فى النهاية بفضل الله..ومنذ ذلك الحين لا أذهب إلى مكان المسبح إلا للتنزه ..وفى يوم من أيام نزهتى رأيت المشهد التالى :
-هتنزل يعنى هتنزل
الطفل باكيا:
-لا مش عاوز يا ماما ..وجسده الصغير الذى لم يتجاوز الخامسة من عمره يرتعد خوفا ويرتعش من البرودة وتصطك اسنانه حتى اكاد اسمعها..لم تشفع له توسلاته بل زادتها اصرارا قائلة :
دول شوية مية هتنزل تلعب فيهم ..هو انت بتعمل حاجه ..وعندما أصر على عدم النزول..أصرت هى الأخرى فضربته وأنزلته قسرا.
ما الخطا في الموقف:
أجبرت الام طفلها الصغير على النزول الى المسبح رغم انه كان يرتجف خوفا من المياه.
خمن الكبسولة الصحيحة:
.......................................................................................
......................................................................................
.........................................................................................
الحل:
كان الأولى بالام ان تقوم بضم ولدها الى صدرها تحتويه وتحتضه لتطمئنه ثم تبدا في إقناعه:
انت مش عاوز تلعب مع اصحابك في الميه
لا
طيب تاخد الكورة تلعب بيها معاهم؟
لا
مش انت بتحب الكابتن
ايوه بحبه بس مش عاوز
اذا وجدت الام إصرارا من الطفل يجب ان تنصاع لمشاعره وان تتوقف فورا ولا تجبره وتحاول ان تبحث له عن رياضة أخرى تتناسب مع ميوله .
هذه المشاهد قد تراها يوميا..مشاهد قهر الاباء للابناء لا تنحصر فى الارغام على الطعام والشراب ونوع التعليم فقط..بل قهر حتى فى ممارسة الرياضة..تلك الرياضة التى يجب ان يمارسونها بحب يكرهونهم عليها بل يجبرونهم على العاب لا يفضلونها.. يمقتونها..
ايها الاب الواعى..
ايتها الام الواعيه..
إسال نفسك اولا لماذا سيمارس ابنى الرياضة قبل ان تجنى عليه وعلى نفسك . ❝
❞ كيف أعالج الكذب عند الطفل ؟
س:هل يصح أن يتناول مريض الضغط دواءً للصداع لعلاج الضغط ؟
ج: لا
س:لماذا ؟
لأننا بذلك سنكون قد عالجنا العَرض وليس المرض الرئيسى
لماذا نسأل هذا السؤال؟
لأننا لا نستطيع ان نعالج سلوكا ظاهريا مثل الكذب أو السرقة بدون أن نعرف مسبباته أو دوافعه عند الطفل .
سلوك الكذب يعتبر ˝عرضا˝ وليس ˝مرضا
أى أن ولدك البالغ من العمر خمس سنوات عندما تجده يكذب عليك فاعلم أن هناك شيئا ما وراء ذلك..هو لو يولد هكذا
واسال نفسك:
-هل يكذب لأنه يخاف من العقاب؟
-هل يكذب لأن اخته الصغرى سحبت البساط من تحت قدميه ولم يعد هناك من يهتم به كما كان سابقا ؟
-هل هناك احتياج معين غير مشبع مثل الحب مثلا ويريد إشباعه لكنه لا يستطيع أن يعبر عنه فيقوم بالكذب ليلفت الانتباه له ؟˝
تعرف أولا على سبب السلوك حتى تستطيع أن تعالجه بطريقة صحيحة ...لأنك لو حاولت معالجة السلوك الظاهرى فقط بدون أن تعالج الدافع فان السلوك لن يخبو سوى وقت قصير ثم يعود إليك مرة أخرى أقوى من ذي قبل .
فلو أنك ركزت على الكذب وظللت توبخه وتعنفه وتنعته بالكاذب فان ذلك لن يخفف من كذبه ولن يغير سلوكه بل قد يعاند ويزداد كذبا ...لكنك ان أشبعته حبا وحنانا ..أشعرته بأهميته رغم وجود أخيه الأصغر..أحسسته بالأمان وأنك لن تعاقبه مهما فعل فإن ذلك سيجعل السلوك يختفى تدريجيا حتى وان استلزم ذلك وقتا طويلا.
معالجة ˝السلوك˝ :
قد تعطيك نتيجة فورية في التو واللحظة لكن السلوك سرعان ما سيعود مرة أخرى وأقوى من ذي قبل.
معالجة ˝الدافع˝:
قد تستلزم منك وقتا كبيرا وجهدا طويلا وصبرا جميلا لكنك في النهاية تكون قد وصلت إلى مبتغاك . ❝
❞ بالتأكيد لن تجد كتابًا يدعو للطلاق!
أن تترك المرأة زوجها وبيتها وأبناءها، أو أن يترك الزوج زوجته وأبناءه دون سبب واضح …
هدفنا في مجال العلاقات هو السعي للإصلاح بكل ما أوتينا من قوة، والأصل في الشرع هو الإصلاح والسعي إليه من كلا الطرفين:
﴿إِن يُرِيدَآ إِصۡلَٰحٗا يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيۡنَهُمَآۗ﴾ [النساء: 35].
لكن هناك، في نقطة ما، في توقيت ما …
شخصان لا يستطيعان التواصل معًا بشكل صحي، وتستحيل العشرة بينهما، فيكون القرار الذي لا مفر منه!
هذا الكتاب موجَّه (لك)، نعم لك أنت.
بعد الذي حدث، سواء تمنيته أم لا، ماذا ستفعل؟
بم تشعر؟
فيم تفكر؟
كيف ستستقبل حياتك بعد ذلك؟
كيف ستتخطى مصاعبها؟
كيف ستتعامل مع المجتمع من حولك؟
بل كيف ستتعامل مع صراعاتك الداخلية؟
إن كنت ما زلت تتهم نفسك بأنَّك السبب فيما حدث …
وإن كنت ترى أنك أقل من أن ترتبط بشخص يحبك ويقدرك …
إن كنت ما زلت مُحمَّلًا بالغضب، والألم، والحيرة، وجلد الذات …
وإن كنت قد تخطيت ذلك لكن الوخز في صدرك لم يتوقف بعد …
إن كنت تعاني من بعض الأحلام أو الكوابيس، قلق في نومك أو أرق …
إن كان لديك أمل في الرجوع على الرغم من انعدام الأسباب …
أو ما زلت تخشى الرجوع، أو أقسمت على عدم العودة إليه مرة أخرى لكن وجدت نفسك ممسكًا بالهاتف محاولًا الحديث معه …
إن كنت تترقب مكالمته أو رسالته، تشعر بالحنين الجارف أو الغضب العارم …
أو تتمنى أن تضربه بشيء على رأسه وأن ترتمي
في أحضانه في الوقت نفسه …
إن كنت تدَّعي أنك سامحته لكن ما زالت مشاعر الرغبة في الثأر تحتل جزءًا لا بأس به من قلبك …
أو ربما مللت العيش بمفردك وتريد أن تبدأ علاقة جديدة ولا تريد أن تكون مأسورًا للماضي الواهم أو السراب …
أو كنت تريد أن تكمل حياتك بمفردك وعزَفت تمامًا عن الزواج وترى أن حياة العزوبية هي أفضل لك بكثير-على الأقل في الوقت الراهن- وإن كنت تريد أن تبدأ حياتك من جديد بسعادة ورضا وهدوء وراحة بالٍ دون أي شريك …
إن كنت جميع ذلك أو بعضه، فسطور هذا الكتاب مهداة إليك.
لكن …
انتبه!
فهذا الكتاب ليس عصا موسى، لن تتحول حياتك إلى جنة بين ليلة وضحاها، ما تعانيه الآن بعض الآلام التي ستحاول التعافي منها، لكن ذلك لن يحدث في غمضة عين، يجب أن تساعد نفسك وأن تتخلص من بعض المعتقدات والأفكار اللعينة التي تربيت عليها، سواء في أسرتك الصغيرة أو في المجتمع الكبير.
لذا استعد كي تغوص بداخل نفسك، أن تنبش في العمق وترى ماذا بداخلها، كيف تشعر، كيف تتنفس، كيف تعيش، ما الأشياء التي تحركك للأمام وما الذي يعطلك؟
فهل أنت مستعد الآن؟
هيا لتقلع الطائرة، وكالعادة
استرخِ في مكان هادئ، ولا تنسَ كوب الشاي بالحليب أو فنجان قهوتك حتى تكتمل بهجتك . ❝
❞ بلغني أيها الملك السعيد
ذو الرأي الرشيد
أن مشاعرها بعد الطلاق صارت متناقضة
مرة متزنة ومرة متمردة
ساعة تنظر إلى المرآة وتضحك
تبتسم تصفق أو ترقص
وساعة يجعلها الألم تصرخ وترفص
ساعة تقفز طائرة من الفرح
وساعة أخرى تأكل نوى البلح
يومان تمتنع عن الطعام
ويوم تلتهم الثلاجة والناس نيام
مرة تأكل الخبز والثريد
ومرة تنزل الجيم وتحمل الحديد
كل يوم هي بحال
وما زالت تطرح نفس السؤال
هل أصابني مس من الجنون؟
أم أنني يجب أن أعود إلى طليقي المصون؟ . ❝
❞ عندما تمسك بالورقة والقلم لتتحدث عن أي موضوع يخصُّ الأسرة مثل الزواج والتربية، فإن قلمك ينساب ليخطَّ أجمل العبارات وأسماها.
قد تكون مُصيبًا أو مخطئًا في وجهة نظرك، أيًّا كان فإنها جميعًا اجتهادات وتجارب مررت بها أو عاصرتها أو شاهدتها في عملك أو في حياتك الشخصية، وبما أننا بشر فإن مساحة الخطأ واردة، وشيئًا فشيئًا تتقبل هذا الزلل من بشريَّتك.
لكن مشاعرك تختلف تمامًا عندما تكتب عن الطلاق.
تشعر برجفة في قلبك، في أصابع يديك، تكتب ثم تمحو، ثم تكتب وتمحو، وقد لا تكتب كلمة واحدة لمدة أشهر، وها هي دار النشر تنتظرك حتى تنهي كتابك في الوقت المحدد.
وتظل في صراع هكذا:
أكتب ماذا؟
ماذا سأكتب في الطلاق؟
ولماذا أكتب فيه؟
يا الله!
ما كل هذا الألم؟ كيف ستخطُّ يدي كل هذا الوجع؟
كيف سأتحدث عن كسرة القلب؟
عن الحزن؟
عن الأرق؟
عن الأذى؟
عن الاختلاف الذي يؤدي إلى خلاف أو صراع؟ وربما قد يؤدي بالبعض إلى المحاكم.
هذان القلبان اللذان التقيا وأحبَّا بعضهما، امتزجَا حتى ظنَّا أنه لا فراق يومًا،
ها هما الآن يخطان بيديهما أو بيد أحدهما نهاية علاقة سامية!
ثم تعود لتسأل نفسك من جديد أسئلة وجودية لا تجد لها إجابة شافية:
بالله لمَ يحدث ذلك؟
لماذا لا يتفاهم الطرفان بسهولة؟
لم لا يجلسان جلسة هادئة ويحكيان صراعاتهما، أفكارهما، مشاعر كلٍّ منهما للآخر؟
لم لا يتحدث كل طرف عن احتياجاته؟
ولم لا ينفذ كل طرف واجباته تجاه الآخر؟
ما كل هذه التعقيدات؟ ولماذا كل هذا الكبر والعند؟
تساؤلات لا حصر لها تنتابك، لا تجد لها أي إجابة منطقية، أو على الأقل إجابة تشفع لهذا الحب حتى يعيش وينمو ويزدهر بدلًا من أن يختنق أو يغرق.
وفجأة!
يهديك الله إلى إجابة ترضيك.
بل عدة إجابات:
من قال إن الطلاق شرٌّ في جميع الأحوال أو في مجمله؟
أليس الله قد شرعه حتى يكون انفراجة بعد ضيق؟
ويسر من بعد عسر؟
وتنفس بعد اختناق؟
ورحمة بعد ألم وقسوة وعذاب؟
لماذا نراه شرًّا؟!
بالطبع لا أحد يريد أن يخسر، ولا أن يفقد عزيزًا، ولا أن ينفصل عمَّن يحب.
لكن هذه هي الدنيا، نحن نتغير، تتغير أفكارنا، نظرتنا إلى الأمور، مشاعرنا.
نحتاج من وقت لآخر إلى توكيد الحب، إلى عمل عملية تغيير كبيرة في علاقتنا حتى لا يقتلها الملل.
نحتاج أن نختار الطريقة التي نعيش بها، دون ألم، نعيش في راحة، لا نبتغي السعادة الدائمة المستمرة كل يوم لأننا لسنا في الجنة، بل نطلب فقط أن نرتاح ولو قليلًا، أن نشعر بسلام وسكينة.
في ظل هذه الدوامة الحياتية التي لا تنتهي تحتاج إلى من تستند برأسك على كتفه وأنت مطمئن.
وإن لم يكن هذا الشخص هو القلب وهو الاحتواء والسند، هو الذي تهرع إليه وقت الشدة كما هرع نبينا الكريم إلى خديجة -رضي الله عنها- قائلًا: «دثِّروني زمِّلوني»، فما كان منها إلا أن احتضنته وضمته بين ذراعيها على الرغم من أنها لم تكن تعلم أي شيء بعد عن رسالته.
ماذا إن لم يكن ذاك الشخص سندًا لك؟
بل ماذا إن كان العكس تمامًا؟
صار يؤذي أكثر مما يريح، صارت مواقف الألم معه أكثر من مواقف السعادة والراحة، صرت تجد راحتك بعيدًا عنه وتتمنى أن يأتي اليوم الذي تعلن فيه خلاصك منه …
فلمَ الاستمرار في حياة مؤلمة؟!
لم الاستمرار في شيء ماسخ لا طعم له؟
لم نردد دومًا أننا مضطرون في حين أننا غير مضطرين؟!
ماذا لو كان الاضطرار في بعض الأوقات ليس اضطرارًا؟
ماذا إن كان برغبة منا؟
رغبة خفية ما زالت تداعبنا، ربما خوفًا من التغيير، من نظرة المجتمع، من ألم قد لا نحتمله، أو ربما خوفًا من الوحدة أو خوفًا من المجهول. كل ذلك يؤخِّر اتخاذ القرار يومًا بعد يوم، ومع تأخر القرار تزداد الحيرة ويزداد معها الألم.
إذن لم كل هذا العذاب؟ لِم نضيِّق واسعًا وقد وسَّعه الله علينا؟ سبحانه الذي خلقنا يعلم طاقتنا، يعلم قدرتنا على التحمل؛ لذا شرَّع الله لنا الطلاق . ❝