📘 ❞ خير نساء العالمين ❝ كتاب ــ مجدي فتحي السيد اصدار 1995

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب خير نساء العالمين ❝ ــ مجدي فتحي السيد 📖

█ _ مجدي فتحي السيد 1995 حصريا كتاب خير نساء العالمين عن دار الصحابة للتراث بطنطا 2024 العالمين: نبذة الكتاب : خير العالمين 1 الحديث الأصل: حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر شعبة عمرو مرة الجملي الهمداني أبي موسى الأشعري النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كمُلَ مِن الرجال كثيرٌ ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضلُ عائشةَ كفضل الثَّريدِ سائر الطعام))[1] 2 تخريج الحديث: الحديث أخرجه البخاريُّ الصحيح طريق شعبةَ به[1] كما أيضًا وكيع به[2] مرفوعًا بنفس اللفظ مع تقديم آسية والحديث مسلم بلفظ: ((كمل غير )) [3] 3 أحاديث السياق نفسه: أخرج أحمدُ عقبة كريب ابن عباس رضي عنهما قال رسول وسلم: ((أفضلُ أهل الجنة خديجةُ خويلد وفاطمة ومريم ابنة فرعون))[4] وفي حديث آخر مَعْمَر قتادة أنس مالك عنه ((حسبُك العالَمين أربعٌ: وخديجة محمد))[5] ومن خلال مقارنة الأحاديثِ السالفة الذكر يتبيَّن أن ثمة اختلافًا عددِ المذكورات؛ حيث إن عند البخاريِّ ومسلم جاء فيه ذكر اسمينِ اثنين فقط حين قد ورد الصحيحين بذكرِ أسماء أربعِ نساءٍ متَّصِفات بالكمال مَن اتَّصفن لم يُعاصِرْن زمن النبوَّة خلافًا لِما فقد أُضِيفت زوجة النبيِّ وابنتُه وقد صحيحٍ أحاديثَ أخرى ما يقتضي أفضليَّتهما غيرهما 4 دلالات الأحاديث: لقد الكرمانيُّ بيان معنى الكمال أنه يُقالُ لتمام الشيء وتناهيه بابه فالمراد بكمال بلوغُ النهاية جميع الفضائل التي للنساء[6] فمريم هي المُحْصَنة الطاهرة اصطفاها بين واختارها كلِّ الأرض ليجعل لها آيةً فهي المرأة اشتُهِرت بإيمانِها وتقواها حتى جعل مخرجًا ضيقها فأنطق وَليدَها وكانت قبلُ كربٍ شديد جرَّاء لحق بها أذى قومها واتصافُها يظهرُ وجه قوله تعالى: ﴿ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ﴾ [المائدة: 75]؛ إذ تكن نبيَّةً؛ بل كانت صدِّيقة وصفها تعالى فاستحقَّت بذلك تنالَ مرتبة الولاية وهي أقلُّ درجةً وهناك فائدةٌ نفيسة وتوجُّهٌ جديد تفسيرِ دلالة النبويِّ تم خلاله قياسُ كمال مريمَ الأمر الذي ذهب إليه ابنُ شيبة مصنَّفه؛ "وقد دلَّ القرآن الكريم هذا المعنى أي: حقِّ السيدة فقال يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ [آل عمران: 43] يَقُلْ: الراكعات ومنه عز وجل سورة التحريم: وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ [التحريم: 12] فذكرها بصفة لا النساء"[7] أما بدورها امرأةً صالحة ووليَّة تقيَّةً عاصرت أكبرَ الطغاة فضرَب مثلًا للإيمان والتقوى والوَرَع؛ زهدت ملك فعوَّضها ربُّها خيرًا ذلك كله وجعلها سيدات الصدد يقول القاضي أبو بكر العربي: "وهذا يَستدِلُّ به بنبوَّة ونبوَّة والجمهور أنهما ليستا نبيَّتينِ؛ هما صِدِّيقتانِ ووليَّتان أولياء والقولُ بنبوَّتهما غريبٌ ضعيف والإجماع عدمها والله أعلم"[8] فضل عائشة عنها هذه الأمَّة ويبقى الإشكالُ المطروح هنا هو قضية المفاضلة وعائشة عنهن يقول وفضل الثريد الطعام)) فالحديثُ ذكرُ فضلِ لكن يُستَثنى منهن الأربع المذكورات[9] فلولا ذكرُهن لصحَّ تكون أفضل أعلم؛ للحديثِ وصفُ والكمال نظري أكثرُ الفضيلة؛ بلغ الفضيلة ذِروتَها أما خديجة فهما ممن كمُلن الصفات الحميدة أيضًا؛ خديجةَ أوَّل صِدِّيقة آمَنَت بالدعوة المحمَّدية وجاهَدت بمالِها وبذلت الغاليَ والنَّفِيس سبيل نصرة الإسلام فكانت سندًا للنبيِّ وعونًا له الصبر تحمُّل مشقَّة الدعوة وبهذا تفرَّدت بالعديد تحظَ أيُّ قطُّ؛ ممَّا جعلها ترقَى إلى لفظ وأما فاطمةُ بشَّرها الصلاة والسلام بأنها سيِّدة وتلك مرتبةٌ لن تنالَها إلّا اتَّصَفت بمكارم الأخلاق وخصال البرِّ وذُكرِت أفضليةُ صحيحةٍ أخرى؛ خيرُ العالَمين؛ الصحيح: ((وخير نسائها خويلد))[10] ثم الوارد تفضيل فاطمة ((يا ألا ترضين تكوني سيِّدةَ المؤمنين أو سيدة الأمَّة))[11] فهذا صريحٌ لبسَ ولا يَحتمِل التأويل وفيه التنصيص الأمة شاركت أمَّها التفضيل تشبيهُ بفضل الطعام ومعلوم الثريدَ الأطباق العرب؛ يحظى بمكانةٍ مرموقة نفوسهم ولعل حفاوة استقبالِ الضيف العرب إكرامَه بطبقٍ ثريد؛ لِمَا قيمة غذائية عالية؛ يجمع الخبز واللحم والمرق وهذا وعليه يقاس أم واللفظ ((وفضل لفظٌ يستلزم الأفضليةَ المطلقة؛ حجر رحمه الله: "وليس تصريحٌ بأفضلية غيرها؛ لأن غيره إنما تيسير المؤنة وسهولة الإساغة وكان أجلَّ أطعمتِهم يومئذٍ وكل الخصال تستلزم ثبوت الأفضلية كل جهة يكون مفضولًا بالنسبة لغيره جهات أخرى"[12] والحاصلُ دالٌّ أفضليةِ تبقى الأفضليَّة مقيَّدةً بما وبما ويمثل أهمية خاصة لدى باحثي التراجم والأعلام؛ يندرج ضمن نطاق مؤلفات وما يرتبط فروع الفكر الاجتماعي والثقافة والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم العلم يتناول سير حياة الأعلام الناس عبر العصور المختلفة وهو دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد الذين تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم بعد عهد الرسول بزمن يسير حرص العلماء حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما يتعلق بالحديث أولا ومن الآثار المروية والتابعين وباقي خصوصا والناس روى صحيحه مجاهد «جاء بشير العدوي فجعل يحدث ويقول: يأذن لحديثه ينظر فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا كنا إذا سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة معرفة ناقلي بسبب حال نقلة النبوية وذلك لما ينبني المعرفة قبول والتعبد فيها لله رد تلك والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من منهم حدث سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف كان ذاك وكم منه الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل كثير الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب منها تفرّدته الإسلامية باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
خير نساء العالمين
كتاب

خير نساء العالمين

ــ مجدي فتحي السيد

صدر 1995م عن دار الصحابة للتراث بطنطا
خير نساء العالمين
كتاب

خير نساء العالمين

ــ مجدي فتحي السيد

صدر 1995م عن دار الصحابة للتراث بطنطا
عن كتاب خير نساء العالمين:
نبذة عن الكتاب :

خير نساء العالمين


1- الحديث الأصل:

حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة الجملي، عن مرة الهمداني، عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((كمُلَ مِن الرجال كثيرٌ، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضلُ عائشةَ على النساء كفضل الثَّريدِ على سائر الطعام))[1].



2- تخريج الحديث:

الحديث أخرجه البخاريُّ في الصحيح من طريق شعبةَ به[1]، كما أخرجه أيضًا من طريق وكيع به[2]، مرفوعًا بنفس اللفظ، مع تقديم آسية على مريم.

والحديث أخرجه مسلم من طريق وكيع عن شعبة بلفظ: ((كمل من الرجال كثيرٌ، ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون...)) [3].



3- أحاديث في السياق نفسه:

أخرج أحمدُ من طريق موسى بن عقبة، عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضلُ نساء أهل الجنة خديجةُ بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون))[4].

وفي حديث آخر عن مَعْمَر عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((حسبُك مِن نساء العالَمين أربعٌ: مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد))[5].



ومن خلال مقارنة الأحاديثِ السالفة الذكر يتبيَّن أن ثمة اختلافًا في عددِ النساء المذكورات؛ حيث إن اللفظ الصحيح عند البخاريِّ ومسلم جاء فيه ذكر اسمينِ اثنين فقط، في حين أن الحديث قد ورد في غير الصحيحين بذكرِ أسماء أربعِ نساءٍ متَّصِفات بالكمال، كما أن مَن اتَّصفن بالكمال في حديث البخاريِّ ومسلم لم يُعاصِرْن زمن النبوَّة، خلافًا لِما جاء في غير الصحيحين، فقد أُضِيفت زوجة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وابنتُه رضي الله عنهما، وقد ورد مِن طريق صحيحٍ في أحاديثَ أخرى ما يقتضي أفضليَّتهما رضي الله عنهما على غيرهما.



4- دلالات الأحاديث:

لقد ذكر الكرمانيُّ في بيان معنى الكمال أنه يُقالُ لتمام الشيء وتناهيه في بابه، فالمراد بكمال النساء بلوغُ النهاية في جميع الفضائل التي للنساء[6]، فمريم بنت عمران هي المُحْصَنة الطاهرة التي اصطفاها الله من بين نساء العالَمين، واختارها على كلِّ نساء الأرض ليجعل لها آيةً، فهي المرأة التي اشتُهِرت بإيمانِها وتقواها، حتى جعل الله لها مخرجًا من ضيقها فأنطق وَليدَها، وكانت من قبلُ في كربٍ شديد جرَّاء ما لحق بها من أذى قومها، واتصافُها بالكمال يظهرُ مِن وجه قوله تعالى: ﴿ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ﴾ [المائدة: 75]؛ إذ إن مريم بنت عمران لم تكن نبيَّةً؛ بل كانت صدِّيقة كما وصفها الله تعالى، فاستحقَّت بذلك أن تنالَ مرتبة الولاية، وهي أقلُّ درجةً من مرتبة النبوَّة.



وهناك فائدةٌ نفيسة وتوجُّهٌ جديد في تفسيرِ دلالة الكمال في اللفظ النبويِّ، تم من خلاله قياسُ كمال مريمَ على كمال الرجال، الأمر الذي ذهب إليه ابنُ أبي شيبة في مصنَّفه؛ حيث قال: "وقد دلَّ القرآن الكريم على هذا المعنى - أي: معنى الكمال - في حقِّ السيدة مريم، فقال تعالى: ﴿ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [آل عمران: 43]، ولم يَقُلْ: مع الراكعات، ومنه قوله عز وجل في آخر سورة التحريم: ﴿ وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴾ [التحريم: 12]، فذكرها بصفة الرجال لا النساء"[7]



أما آسية، فقد كانت بدورها امرأةً صالحة، ووليَّة تقيَّةً عاصرت أكبرَ الطغاة، فضرَب الله بها مثلًا للإيمان والتقوى والوَرَع؛ حيث زهدت في ملك فرعون، فعوَّضها ربُّها خيرًا مِن ذلك كله، وجعلها من سيدات أهل الجنة.



وفي هذا الصدد يقول القاضي أبو بكر بن العربي:

"وهذا الحديث يَستدِلُّ به مَن يقول بنبوَّة النساء، ونبوَّة آسية ومريم، والجمهور على أنهما ليستا نبيَّتينِ؛ بل هما صِدِّيقتانِ ووليَّتان من أولياء الله تعالى، والقولُ بنبوَّتهما غريبٌ ضعيف، والإجماع على عدمها، والله أعلم"[8].

وفي الحديث أيضًا ذكر فضل عائشة رضي الله عنها على نساء هذه الأمَّة، ويبقى الإشكالُ المطروح هنا، هو قضية المفاضلة بين مريم وآسية وخديجة وفاطمة وعائشة رضي الله عنهن.



يقول صلى الله عليه وسلم: ((كمُلَ مِن الرجال كثيرٌ، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).

فالحديثُ جاء فيه ذكرُ فضلِ عائشة على نساء العالَمين، لكن يُستَثنى منهن الأربع المذكورات[9]، فلولا ذكرُهن لصحَّ أن تكون عائشة رضي الله عنها أفضل منهن، والله أعلم؛ حيث جاء في اللفظ الصحيح للحديثِ وصفُ مريم وآسية بالكمال، والكمال في نظري أكثرُ درجةً من الفضيلة؛ إذ إن الكمال بلغ من الفضيلة ذِروتَها.



أما خديجة وفاطمة رضي الله عنهما، فهما ممن كمُلن من النساء في الصفات الحميدة أيضًا؛ إذ إن خديجةَ رضي الله عنها أوَّل صِدِّيقة آمَنَت بالدعوة المحمَّدية، وجاهَدت بمالِها، وبذلت الغاليَ والنَّفِيس في سبيل نصرة الإسلام، فكانت سندًا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعونًا له على الصبر في تحمُّل مشقَّة الدعوة، وبهذا تفرَّدت بالعديد من الصفات التي لم تحظَ بها أيُّ امرأة قطُّ؛ ممَّا جعلها ترقَى إلى مرتبة الكمال الذي دلَّ عليه لفظ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.



وأما فاطمةُ بنت النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقد بشَّرها عليه الصلاة والسلام بأنها سيِّدة أهل الجنة، وتلك مرتبةٌ لن تنالَها إلّا مَن اتَّصَفت بمكارم الأخلاق وخصال البرِّ والتقوى.

وذُكرِت أفضليةُ خديجةَ وفاطمة رضي الله عنهما في أحاديثَ صحيحةٍ أخرى؛ حيث إن خديجة رضي الله عنها خيرُ نساء العالَمين؛ كما جاء في الحديث الصحيح: ((وخير نسائها خديجةُ بنت خويلد))[10]، ثم إن اللفظ الصحيح الوارد في تفضيل فاطمة رضي الله عنها جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: ((يا فاطمةُ، ألا ترضين أن تكوني سيِّدةَ نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمَّة))[11]، فهذا الحديث صريحٌ في بابه، لا لبسَ فيه ولا يَحتمِل التأويل، وفيه التنصيص على أن فاطمة سيدة نساء الأمة، وقد شاركت أمَّها في التفضيل على سائر نساء العالَمين.



وفي الحديث تشبيهُ فضل عائشة رضي الله عنها على النساء بفضل الثريد على سائر الطعام، ومعلوم أن الثريدَ مِن أفضل الأطباق عند العرب؛ حيث يحظى بمكانةٍ مرموقة في نفوسهم، ولعل من حفاوة استقبالِ الضيف عند العرب إكرامَه بطبقٍ مِن ثريد؛ لِمَا له من قيمة غذائية عالية؛ حيث يجمع بين الخبز واللحم والمرق، وهذا وجه فضل الثريد على سائر الطعام، وعليه يقاس فضل أم المؤمنين عائشة.



واللفظ الوارد في تفضيل عائشة رضي الله عنها في قوله صلى الله عليه وسلم: ((وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام))، هو لفظٌ لا يستلزم الأفضليةَ المطلقة؛ كما يقول ابن حجر رحمه الله: "وليس فيه تصريحٌ بأفضلية عائشة رضي الله عنها على غيرها؛ لأن فضل الثريد على غيره من الطعام إنما هو لِما فيه من تيسير المؤنة وسهولة الإساغة، وكان أجلَّ أطعمتِهم يومئذٍ، وكل هذه الخصال لا تستلزم ثبوت الأفضلية له من كل جهة، فقد يكون مفضولًا بالنسبة لغيره من جهات أخرى"[12].

والحاصلُ أن الحديث دالٌّ على أفضليةِ عائشة رضي الله عنه، لكن تبقى هذه الأفضليَّة مقيَّدةً بما ورد في خديجة وفاطمة رضي الله عنهما من جهة، وبما ورد في آسية ومريم من جهة أخرى.

ويمثل كتاب خير نساء العالمين أهمية خاصة لدى باحثي التراجم والأعلام؛ حيث يندرج كتاب خير نساء العالمين ضمن نطاق مؤلفات التراجم وما يرتبط بها من فروع الفكر الاجتماعي والثقافة.
الترتيب:

#11K

0 مشاهدة هذا اليوم

#78K

8 مشاهدة هذا الشهر

#99K

981 إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 36.
المتجر أماكن الشراء
مجدي فتحي السيد ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار الصحابة للتراث بطنطا 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث