📘 ❞ قصة نبى الله موسى والخضر ❝ قصة ــ على الاحسائى

قصص الأنبياء للأطفال - 📖 قصة ❞ قصة نبى الله موسى والخضر ❝ ــ على الاحسائى 📖

█ _ الاحسائى 0 حصريا قصة ❞ نبى الله موسى والخضر ❝ عن دار المحجة البيضاء 2024 والخضر: وقف عليه السلام أحد الأيام خطيباً بني إسرائيل فسـألوه أعلم أهل الأرض فأخبرهم بأنّه هو من الأرض؛ فعاتبه تعالى لِأنّه لم يُرجع الفضل إليه وأخبره بوجود رجل صالح منه مجمع البحرين؛ فسأل ربّه كيفية الوصول لهذا الرجل فأمره بالخروج وأن يأخذ معه حوتاً ويجعله بمكتل* وفي المكان الذي يَفقد فيه الحوت يكون الصالح؛ فانطلق آخذاً فتاه يوشع بن نون والحوت ولمّا وصلا إلى الصخرة غلبهما النعاس وناما؛ فخرج المكتل وهرب البحر بعد أن شرب عين ماء موجودة يُقال لها الحياة إذ رُدَّت له الروح فهرب لقول رسول صلّى وسلّم : (وفي أصْلِ الصَّخْرَةِ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا: الحَيَاةُ لا يُصِيبُ مِن مَائِهَا شيءٌ إلَّا حَيِيَ فأصَابَ الحُوتَ مَاءِ تِلكَ العَيْنِ قالَ: فَتَحَرَّكَ وانْسَلَّ مِنَ المِكْتَلِ) وقد منع جريان الماء هرب خلاله حتى يُمحَى أثره وعندما استيقظ تابع مسيره دون يتفقد قال (وَإِذ قالَ لِفَتاهُ أَبرَحُ حَتّى أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ أَو أَمضِيَ حُقُبًا * فَلَمّا بَلَغا بَينِهِما نَسِيا حوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبيلَهُ فِي البَحرِ سَرَبًا) [٣] وبعدما تعدّى أمره يصل شعر بالتعب والجوع فطلب الأكل؛ فتذكّر حينئذ يخبره بأمر هروب عندما كانا عند وما كان نسيانه لذلك إلّا الشيطان (فَلَمّا جاوَزا آتِنا غَداءَنا لَقَد لَقينا سَفَرِنا هـذا نَصَبًا أَرَأَيتَ إِذ أَوَينا إِلَى الصَّخرَةِ فَإِنّي نَسيتُ الحوتَ وَما أَنسانيهُ إِلَّا الشَّيطانُ أَن أَذكُرَهُ وَاتَّخَذَ عَجَبًا)؛[٤] فعادا فقدا فوجدا العبد الصالح هناك (قالَ ذلِكَ ما كُنّا نَبغِ فَارتَدّا عَلى آثارِهِما قَصَصًا فَوَجَدا عَبدًا عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً عِندِنا وَعَلَّمناهُ لَدُنّا عِلمًا) [٥][٢] وعرّف نفسه قد أتاه لِيُعلّمه؛ فعرفه وهو الخضر بأنّ أطلَع كلّ منهما علم يعلمه الآخر فما كانت حكمته معلومة لِأحدهما لن تكون كذلك للآخر لَهُ هَل أَتَّبِعُكَ تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشدًا إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا وَكَيفَ تَصبِرُ لَم تُحِط بِهِ خُبرًا) [٦] أنّ أصرّعلى صحبته يُخالف أمره؛ فوافق بشرط ألّا يسئله شيء يُبيّن يُنكره سَتَجِدُني إِن شاءَ اللَّـهُ صابِرًا وَلا أَعصي لَكَ أَمرًا فَإِنِ اتَّبَعتَني فَلا تَسأَلني عَن شَيءٍ أُحدِثَ مِنهُ ذِكرًا)؛[٧] فبدأ المسير ساحل فمرّت بهما سفينة وكان مَن فيها عرفوا الخضر؛ فأخذوا معهم أجرة [٢] تفاجأ باقتلاع ألواح السفينة بالقدّوم*؛ فأنكر فعله يُناسب الإحسان قدّمه لهما (فَانطَلَقا إِذا رَكِبا السَّفينَةِ خَرَقَها أَخَرَقتَها لِتُغرِقَ أَهلَها جِئتَ شَيئًا إِمرًا)؛[٨] ذكّره بشرطه فاعتذر مُبينا ذلك نسياناً أَلَم أَقُل تُؤاخِذني بِما تُرهِقني أَمري عُسرًا) [٩] وحينها عصفور طرف وأراد يشرب فنقر نقرة؛ فشبّه مقدار لديهما العلم مقارنة بعلم كمقدار شربه العصفور فقد (وجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ علَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ البَحْرِ نَقْرَةً فَقالَ الخَضِرُ: عِلْمِي وعِلْمُكَ عِلْمِ اللَّهِ مِثْلُ نَقَصَ هذا العُصْفُورُ البَحْرِ) [١٠][٢] ونزلا ومشيا الساحل حتّى شاهد غلاماً يلعب مع رفاقه فأمسك برأسه واقتلعها فقتله (فَانْطَلَقَا فَإِذَا غُلَامٌ يَلْعَبُ الغِلْمَانِ فأخَذَ الخَضِرُ برَأْسِهِ أعْلَاهُ فَاقْتَلَعَ رَأْسَهُ بيَدِهِ)؛[١١] فسارع بإنكار ليس الحقّ قتل النفس أَقَتَلتَ نَفسًا زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفسٍ نُكرًا)؛[١٢] مرّة ثانية واعتذر إن اعترض بشيء مرة أخرى يتركه ولا يُصاحبه سَأَلتُكَ بَعدَها تُصاحِبني قَد بَلَغتَ لَدُنّي عُذرًا) [١٣][٢] وتابعا قرية رفض أهلها ضيافتيهما فرأى جداراً مائلاً يوشك السقوط؛ فعدّل ميله لو أنّه أخذ أجراً لَتمكّنا الحصول الطعام القرية تقديمه أَتَيا أَهلَ قَريَةٍ استَطعَما فَأَبَوا يُضَيِّفوهُما جِدارًا يُريدُ يَنقَضَّ فَأَقامَهُ لَو شِئتَ لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجرًا)؛[١٤] أخبره لحظة فراقهما حانت وسيُوضّح الحكمة جميع الأفعال التي أنكرها فِراقُ بَيني وَبَينِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأويلِ تَستَطِع صَبرًا) [١٥] فأمّا والضرر ألحقه بها للتخلّص ظلم ملكٍ كل صالحة عَنوة؛ فأراد يجعل عيباً ليغضّ الملك عنها وإن حصل سارع لِإصلاحها والانتفاع (أَمَّا السَّفينَةُ فَكانَت لِمَساكينَ يَعمَلونَ فَأَرَدتُ أَعيبَها وَكانَ وَراءَهُم مَلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفينَةٍ غَصبًا) [١٦][٢] وقتله للغلام لأنّه جاحداً بالله أبواه مؤمنين فيُخشى يتّبعاه دينه حبّاً به وحاجة إليه؛ يرزقهما بمَن خير ديناً وبرّاً (وَأَمَّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ فَخَشينا يُرهِقَهُما طُغيانًا وَكُفرًا فَأَرَدنا يُبدِلَهُما رَبُّهُما خَيرًا زَكاةً وَأَقرَبَ رُحمًا) [١٧] وأمّا الجدار عدّل فكان تحته كنز لِيتيمَين يعيشان المدينة وهذا الكنز ذهباً كما عكرمة رضي عنه وقال ابن عبّاس عِلماً أبو ذر مكتوب لوح ذهب يحفظه يبلغا وذلك بسبب الصلاح أبوهما دلالة يتكفّل بحفظ ذريّة ختم حديثه يكن عزّ وجلّ الجِدارُ لِغُلامَينِ يَتيمَينِ المَدينَةِ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما أَبوهُما صالِحًا فَأَرادَ رَبُّكَ يَبلُغا أَشُدَّهُما وَيَستَخرِجا كَنزَهُما رَبِّكَ فَعَلتُهُ تَأويلُ تَسطِع قصص الأنبياء للأطفال مجاناً PDF اونلاين ذكر كتابه العزيز المقصد قص القصص القرآنية نبي محمد الصلاة والسلام تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) فتثبيت فؤاد النبي عاشور زيادة يقينه بموعود وتسلية قلبه مما يلقاه التكذيب قومه المطلع كتاب يجد المواعظ النافعة البالغة والقصص والمشاهد المؤثرة أعظم عبرة وعظة من خلال النظر الواقع المؤلم يتبين لنا مدى أهمية التربية كعامل أساسيٍّ تنشئة جيل يعمل لخدمة الأمة ويدفعها نحو العزة والرفعة ويسمو القمة نتأمل جيداً وننظر بشفافية أكثر؛ يتضح البذور إذا عُني خرج الزرع طيبا فكذلك الطفولة جيلاً صالحاً يجب أساليب مستفادة الوحي العظيم الكتاب والسنة فهذه الشريعة جاءت بكل يصلح البشر شؤونهم ومن تلك الأساليب المستقاة منها تربية الأبناء بل المجتمع بالقصة فالتربية وتوصيل المعنى بالإحساس وتحقيق الهدف بالمثال أفضل وأكثرها نجاحاً وأنجعها نتيجة شاء فنحن نجد بأن الموعظة مؤثرة وبليغة نفس الطفل وكلما القاصْ ذا أسلوب متميز جذاب؛ استطاع شد انتباه والتأثير فيه؛ لما للقصة أثر قارئها أو سامعها ولما تتميز البشرية ميل تتبع المواقف والأحداث رغبة معرفة النهاية تختم أي شوق ولهفة فممّا شكّ القصة المحكمة الدقيقة تطرق السامع بشغف وتنفذ بسهولة ويسر ولذا الأسلوب القصصي أجدى نفعاً وأكثر فائدة؛ فالقصة أمر محبب للناس وتترك أثرها النفوس والمعهود حياة يميلَ سماع الحكاية ويصغي رواية

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
قصة نبى الله موسى والخضر
قصة

قصة نبى الله موسى والخضر

ــ على الاحسائى

عن دار المحجة البيضاء
قصة نبى الله موسى والخضر
قصة

قصة نبى الله موسى والخضر

ــ على الاحسائى

عن دار المحجة البيضاء
حول
على الاحسائى ✍️ المؤلف
المتجر أماكن الشراء
دار المحجة البيضاء 🏛 الناشر
مناقشات ومراجعات
QR Code
عن قصة قصة نبى الله موسى والخضر:
وقف موسى -عليه السلام- في أحد الأيام خطيباً في بني إسرائيل فسـألوه عن أعلم أهل الأرض فأخبرهم بأنّه هو أعلم من في الأرض؛ فعاتبه الله -تعالى- لِأنّه لم يُرجع الفضل إليه، وأخبره بوجود رجل صالح هو أعلم منه في مجمع البحرين؛ فسأل موسى -عليه السلام- ربّه عن كيفية الوصول لهذا الرجل، فأمره بالخروج وأن يأخذ معه حوتاً ويجعله بمكتل* وفي المكان الذي يَفقد فيه الحوت يكون الرجل الصالح؛ فانطلق موسى -عليه السلام- آخذاً معه فتاه يوشع بن نون والحوت، ولمّا وصلا إلى الصخرة غلبهما النعاس وناما؛ فخرج الحوت من المكتل وهرب إلى البحر بعد أن شرب من عين ماء موجودة في الصخرة يُقال لها عين الحياة، إذ رُدَّت له الروح فهرب لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وفي أصْلِ الصَّخْرَةِ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا: الحَيَاةُ لا يُصِيبُ مِن مَائِهَا شيءٌ إلَّا حَيِيَ، فأصَابَ الحُوتَ مِن مَاءِ تِلكَ العَيْنِ - قالَ: فَتَحَرَّكَ وانْسَلَّ مِنَ المِكْتَلِ).وقد منع الله -تعالى- جريان الماء في المكان الذي هرب الحوت من خلاله حتى لا يُمحَى أثره، وعندما استيقظ موسى -عليه السلام- تابع مسيره دون أن يتفقد الحوت قال -تعالى-: (وَإِذ قالَ موسى لِفَتاهُ لا أَبرَحُ حَتّى أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ أَو أَمضِيَ حُقُبًا * فَلَمّا بَلَغا مَجمَعَ بَينِهِما نَسِيا حوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبيلَهُ فِي البَحرِ سَرَبًا)،[٣] وبعدما تعدّى المكان الذي أمره الله -تعالى- أن يصل إليه شعر بالتعب والجوع فطلب من فتاه الأكل؛ فتذكّر فتاه حينئذ أن يخبره بأمر هروب الحوت عندما كانا عند الصخرة وما كان نسيانه لذلك إلّا من الشيطان قال -تعالى-: (فَلَمّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَد لَقينا مِن سَفَرِنا هـذا نَصَبًا * قالَ أَرَأَيتَ إِذ أَوَينا إِلَى الصَّخرَةِ فَإِنّي نَسيتُ الحوتَ وَما أَنسانيهُ إِلَّا الشَّيطانُ أَن أَذكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبيلَهُ فِي البَحرِ عَجَبًا)؛[٤] فعادا إلى المكان الذي فقدا فيه الحوت فوجدا العبد الصالح هناك قال -تعالى-: (قالَ ذلِكَ ما كُنّا نَبغِ فَارتَدّا عَلى آثارِهِما قَصَصًا * فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا).[٥][٢] وسلّم موسى -عليه السلام- عليه وعرّف عن نفسه وأخبره بأنّه قد أتاه لِيُعلّمه؛ فعرفه العبد الصالح وهو الخضر وأخبره بأنّ الله -تعالى- قد أطلَع كلّ منهما على علم لا يعلمه الآخر فما كانت حكمته معلومة لِأحدهما لن تكون كذلك للآخر قال -تعالى-: (قالَ لَهُ موسى هَل أَتَّبِعُكَ عَلى أَن تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشدًا * قالَ إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا * وَكَيفَ تَصبِرُ عَلى ما لَم تُحِط بِهِ خُبرًا)،[٦] إلّا أنّ موسى -عليه السلام- أصرّعلى صحبته وأخبره بأنّه لن يُخالف أمره؛ فوافق الخضر بشرط ألّا يسئله موسى -عليه السلام- عن شيء حتى يُبيّن له هو ما قد يُنكره عليه، قال -تعالى-: (قالَ سَتَجِدُني إِن شاءَ اللَّـهُ صابِرًا وَلا أَعصي لَكَ أَمرًا * قالَ فَإِنِ اتَّبَعتَني فَلا تَسأَلني عَن شَيءٍ حَتّى أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكرًا)؛[٧] فبدأ المسير على ساحل البحر فمرّت بهما سفينة وكان مَن فيها قد عرفوا الخضر؛ فأخذوا موسى والخضر معهم دون أجرة.[٢] وقد تفاجأ موسى -عليه السلام- باقتلاع الخضر أحد ألواح السفينة بالقدّوم*؛ فأنكر فعله الذي لا يُناسب الإحسان الذي قدّمه أهل السفينة لهما، قال -تعالى-: (فَانطَلَقا حَتّى إِذا رَكِبا فِي السَّفينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقتَها لِتُغرِقَ أَهلَها لَقَد جِئتَ شَيئًا إِمرًا)؛[٨] فما كان من الخضر إلّا أن ذكّره بشرطه فاعتذر إليه موسى -عليه السلام- مُبينا أنّ ذلك ما كان إلّا نسياناً منه، قال -تعالى-: (قالَ أَلَم أَقُل إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا * قالَ لا تُؤاخِذني بِما نَسيتُ وَلا تُرهِقني مِن أَمري عُسرًا)،[٩] وحينها وقف عصفور على طرف السفينة وأراد أن يشرب من ماء البحر فنقر فيه نقرة؛ فشبّه الخضر مقدار ما لديهما من العلم مقارنة بعلم الله -تعالى- كمقدار الماء الذي شربه العصفور من البحر فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ علَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ في البَحْرِ نَقْرَةً، فَقالَ له الخَضِرُ: ما عِلْمِي وعِلْمُكَ مِن عِلْمِ اللَّهِ إلَّا مِثْلُ ما نَقَصَ هذا العُصْفُورُ مِن هذا البَحْرِ).[١٠][٢] ونزلا من السفينة ومشيا على الساحل حتّى شاهد الخضر غلاماً يلعب مع رفاقه فأمسك برأسه واقتلعها فقتله، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (فَانْطَلَقَا، فَإِذَا غُلَامٌ يَلْعَبُ مع الغِلْمَانِ، فأخَذَ الخَضِرُ برَأْسِهِ مِن أعْلَاهُ فَاقْتَلَعَ رَأْسَهُ بيَدِهِ)؛[١١] فسارع موسى -عليه السلام- بإنكار فعله إذ ليس له الحقّ في قتل النفس، قال -تعالى-: (قالَ أَقَتَلتَ نَفسًا زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئًا نُكرًا)؛[١٢] فما كان من الخضر إلّا أن ذكّره بشرطه مرّة ثانية، واعتذر إليه موسى -عليه السلام- وأخبره بأنّه إن اعترض عليه بشيء مرة أخرى أن يتركه ولا يُصاحبه، قال -تعالى-: (قالَ أَلَم أَقُل لَكَ إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا * قالَ إِن سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ بَعدَها فَلا تُصاحِبني قَد بَلَغتَ مِن لَدُنّي عُذرًا).[١٣][٢] وتابعا المسير حتّى وصلا إلى قرية رفض أهلها ضيافتيهما، فرأى الخضر فيها جداراً مائلاً يوشك على السقوط؛ فعدّل ميله وأخبره موسى -عليه السلام- لو أنّه أخذ أجراً على فعله لَتمكّنا من الحصول على الطعام الذي رفض أهل القرية تقديمه لهما، قال الله -تعالى-: (فَانطَلَقا حَتّى إِذا أَتَيا أَهلَ قَريَةٍ استَطعَما أَهلَها فَأَبَوا أَن يُضَيِّفوهُما فَوَجَدا فيها جِدارًا يُريدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَو شِئتَ لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجرًا)؛[١٤] فما كان من الخضر إلّا أن أخبره بأنّ لحظة فراقهما قد حانت وسيُوضّح الحكمة في جميع الأفعال التي أنكرها عليه، قال -تعالى-: (قالَ هـذا فِراقُ بَيني وَبَينِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأويلِ ما لَم تَستَطِع عَلَيهِ صَبرًا)،[١٥] فأمّا السفينة والضرر الذي ألحقه بها فما كان ذلك إلّا للتخلّص من ظلم ملكٍ كان يأخذ كل سفينة صالحة من أهلها عَنوة؛ فأراد أن يجعل فيها عيباً ليغضّ طرف هذا الملك عنها، وإن حصل ذلك سارع أهل السفينة لِإصلاحها والانتفاع بها، قال -تعالى-: (أَمَّا السَّفينَةُ فَكانَت لِمَساكينَ يَعمَلونَ فِي البَحرِ فَأَرَدتُ أَن أَعيبَها وَكانَ وَراءَهُم مَلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفينَةٍ غَصبًا).[١٦][٢] وقتله للغلام كان لأنّه كان جاحداً بالله وكان أبواه مؤمنين فيُخشى أن يتّبعاه في دينه حبّاً به وحاجة إليه؛ فأراد الله -تعالى- أن يرزقهما بمَن هو خير منه ديناً وبرّاً، قال -تعالى-: (وَأَمَّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ فَخَشينا أَن يُرهِقَهُما طُغيانًا وَكُفرًا * فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبُّهُما خَيرًا مِنهُ زَكاةً وَأَقرَبَ رُحمًا)،[١٧] وأمّا الجدار الذي عدّل ميله فكان تحته كنز لِيتيمَين يعيشان في المدينة، وهذا الكنز كان ذهباً كما قال عكرمة -رضي الله عنه-، وقال ابن عبّاس -رضي الله عنه- الكنز كان عِلماً، وقال أبو ذر -رضي الله عنه- كان عِلماً مكتوب على لوح من ذهب، وأراد الله -تعالى- أن يحفظه لهما حتى يبلغا وذلك بسبب الصلاح الذي كان عليه أبوهما، وفي ذلك دلالة على أنّ الله -تعالى- يتكفّل بحفظ ذريّة العبد الصالح، وقد ختم الخضر حديثه مع موسى -عليه السلام- بأنّ كل ما فعله لم يكن إلّا بأمر الله -تعالى-، قال -عزّ وجلّ-: (وَأَمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتيمَينِ فِي المَدينَةِ وَكانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَكانَ أَبوهُما صالِحًا فَأَرادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغا أَشُدَّهُما وَيَستَخرِجا كَنزَهُما رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري ذلِكَ تَأويلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبرًا).
الترتيب:

#2K

0 مشاهدة هذا اليوم

#10K

38 مشاهدة هذا الشهر

#47K

6K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 81.