📘 ❞ الإمام مالك إمام دار الهجرة الجزء الثاني ❝ كتاب اصدار 1980

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب الإمام مالك إمام دار الهجرة الجزء الثاني ❝ ــ مجموعة من المؤلفين 📖

█ _ مجموعة من المؤلفين 1980 حصريا كتاب الإمام مالك إمام دار الهجرة الجزء الثاني عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغرب 2024 الثاني: أبو عبد الله بن أنس أبي عامر الأصبحي الحميري المدني (93 179هـ 711 795م) فقيه ومحدِّث مسلم وثاني الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة وصاحب المذهب المالكي الفقه الإسلامي اشتُهر بعلمه الغزير وقوة حفظه للحديث النبوي وتثبُّته فيه وكان معروفاً بالصبر والذكاء والهيبة والوقار والأخلاق الحسنة وقد أثنى عليه كثيرٌ العلماء منهم الشافعي بقوله: «إذا ذُكر فمالك النجم ومالك حجة خلقه بعد التابعين» ويُعدُّ كتابه "الموطأ" أوائل كتب الحديث وأشهرها وأصحِّها حتى قال الشافعي: «ما تعالى كتابٌ أكثرُ صواباً موطأ مالك» اعتمد فتواه عدة مصادر تشريعية هي: القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع وعمل المدينة والقياس والمصالح المرسلة والاستحسان والعرف والعادات وسد الذرائع والاستصحاب وُلد بالمدينة المنورة سنة 93هـ ونشأ بيت كان مشتغلاً بعلم واستطلاع الآثار وأخبار الصحابة وفتاويهم فحفظ صدر حياته ثم اتجه إلى حفظ وتعلُّمِ فلازم ابن هرمز سبع سنين يتعلم عنده كما أخذ كثير غيره مثل نافع مولى عمر وابن شهاب الزهري وبعد أن اكتملت دراسته للآثار والفُتيا شهد له سبعون شيخاً العلم أنه موضع لذلك اتخذ مجلساً المسجد للدرس والإفتاء عُرف درسُه بالسكينة واحترام الأحاديث وإجلالها وكان يتحرزُ يُخطئ إفتائه ويُكثرُ قول «لا أدري» يقول: «إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا رأيي فكل ما وافق الكتاب فخذوا به وما لم يوافق فاتركوه» وفي مرض اثنين وعشرين يوماً مات وصلى أميرُ محمد إبراهيم دُفن البقيع مولده: اختلف العلماءُ التي وُلد فيها فقيل إنه 90هـ وقيل 94هـ 95هـ 96هـ 98هـ ولكن الأكثرين خلافة الوليد الملك ولقد رُوي مالكاً قال: «وُلدت ثلاث وتسعين» بذي المروة وهي قرية تقع بوادي القرى بين تيماء وخيبر نشأ اشتغل الأثر بيئةٍ كلُّها للأثر والحديث أما بيته فقد فجده كبار التابعين وعلمائهم روى أبوه فلم يكن اشتغاله بالحديث كثيراً إذ يُنسب أبيه إلا خبراً واحداً يُشك نسبته إليه أنسٌ إذا المشتغلين بالعلم ومهما حالُ ففي أعمامه وجَدِّه غناء ويكفي مقامهم لتكون الأسرة الأسر المشهورة أخو وهو النضر ملازماً للعلماء يتلقى عليهم ويأخذ عنهم حفظ هو الشأن أكثر يتربى أبناؤها تربية دينية واتجه فوجد بيئته محرضاً ومن موعظاً ومشجعاً ولذلك اقترح أهله يذهب مجالس ليكتب ويدرسه فذكر لأمه يريد فيكتب فألبسته أحسن الثياب وعممته قالت: «اذهب فاكتب الآن» وكانت تقول: ربيعة فتعلم أدبه قبل علمه» ويظهر لهذا التحريض أمه جلس الرأي أول مرة فأخذ عنه فقه حدث صغير قدر طاقته حريصاً منذ صباه استحفاظ يكتب سماع الدرس وكتابته يتبع ظلال الأشجار يستعيد تلقى رأته أخته كذلك فذكرته لأبيها فقال لها: «يا بنية يحفظ أحاديث رسول » بعد دراسة هذا المقام بيان حاله عندما نزعت نفسه والإفتاء: «ليس كل أحب يجلس والفتيا يشاوِر أهلَ الصلاح والفضل والجهة فإن رأوه أهلاً جلست لي أني لذلك» جلوس للإفتاء اكتمل عقله ونضج فكره حياة بعض شيوخه الذين عاشوا نضج واكتمل ولم تُبين المصادر السنَّ بالتعيين الذي لا شك جلس يُفتي ويروي لطلاب مجلسُه المكان الخطاب للشورى والحكم والقضاء باختياره ذلك المجلس يتأثر جلوسه تأثره فتاويه وأقضيته يوضع فراش النبي اعتكف وجاء طبقات سعد: «كان مجلس مسجد صلى وسلم تجاه خوخة القبر والمنبر» وكذلك فعل مسكنه يسكن مسعود ليقتفي بذلك أثر صفة درسه كان درس الأمر صار بسبب مرضه يعلنه مصاباً بسلس البول يخبر يوم وفاته مالك: «لولا آخر أخبرتكم مرضي سلس بول كرهت آتي بغير وضوء وكرهت أذكر علتي فأشكو ربي» وقد التزم الإمامُ درسه الوقارَ والسكينةَ والابتعادَ لغو القول يَحسن بمثله يرى لازماً لطالب يُروى نصح أولاد أخيه فقال: «تعلّم علمته السكينة والحلم والوقار» «حق طلب يكون وقار وسكينة وخشية متبعاً لآثار مضى وينبغي لأهل يخلوا أنفسهم المزاح وبخاصة ذكروا العلم» «من آداب العالم ألا يضحك تبسماً» الواقدي درسه: مجلسه وعلم رجلاً مهيباً نبيلاً ليس شيء المراء واللغط ولا رفع صوت وإذا سُئل فأجاب سائله يقل أين هذا» موطن انتشر الحجاز وغلب انتشاراً واسعاً إفريقية مصر الأندلس زال باستثناء مذهب وبقي قليل داود الظاهري يقول القاضي عياض: «غلب والبصرة ومصر والاها بلاد والأندلس وصقلية والمغرب الأقصى أسلم السودان وقتنا وظهر ببغداد ظهوراً وضعف بها أربعمئة بنيسابور وبغيرها أئمة ومدرسون» ولا قد غلب حولها وأما مكة فكان يغلب عليها لأن كانت تزال تسير فقهها رأي عباس إن خمل دهراً تولى قضاءها فرحون فأظهره بالبصرة ضعف القرن الخامس الهجري ظهر التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم يتناول سير الأعلام الناس عبر العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم عهد الرسول بزمن يسير حيث حرص حماية وصيانة المصدر التشريع الإسلام حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما يتعلق أولا المروية والتابعين وباقي خصوصا والناس روى صحيحه مجاهد «جاء بشير العدوي فجعل يحدث ويقول: يأذن لحديثه ينظر يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا كنا سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل هذه القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي حال نقلة وذلك لما ينبني المعرفة قبول والتعبد بما لله أو رد تلك والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ (من سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) مدة ملازمته لكلّ شيخ وكيف ذاك وكم منه والآثار ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ هي الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب منها تفرّدته الأمة باقي الأمم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية أسهب التأليف الأبواب يكاد باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الإمام مالك إمام دار الهجرة الجزء الثاني
كتاب

الإمام مالك إمام دار الهجرة الجزء الثاني

ــ مجموعة من المؤلفين

صدر 1980م عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب
الإمام مالك إمام دار الهجرة الجزء الثاني
كتاب

الإمام مالك إمام دار الهجرة الجزء الثاني

صدر 1980م عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب
عن كتاب الإمام مالك إمام دار الهجرة الجزء الثاني:


أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري المدني (93-179هـ / 711-795م) فقيه ومحدِّث مسلم، وثاني الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب المالكي في الفقه الإسلامي. اشتُهر بعلمه الغزير وقوة حفظه للحديث النبوي وتثبُّته فيه،

وكان معروفاً بالصبر والذكاء والهيبة والوقار والأخلاق الحسنة، وقد أثنى عليه كثيرٌ من العلماء منهم الإمام الشافعي بقوله: «إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، ومالك حجة الله على خلقه بعد التابعين». ويُعدُّ كتابه "الموطأ" من أوائل كتب الحديث النبوي وأشهرها وأصحِّها، حتى قال فيه الإمام الشافعي: «ما بعد كتاب الله تعالى كتابٌ أكثرُ صواباً من موطأ مالك». وقد اعتمد الإمام مالك في فتواه على عدة مصادر تشريعية هي: القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع، وعمل أهل المدينة، والقياس، والمصالح المرسلة، والاستحسان، والعرف والعادات، وسد الذرائع، والاستصحاب.

وُلد الإمام مالك بالمدينة المنورة سنة 93هـ، ونشأ في بيت كان مشتغلاً بعلم الحديث واستطلاع الآثار وأخبار الصحابة وفتاويهم، فحفظ القرآن الكريم في صدر حياته، ثم اتجه إلى حفظ الحديث النبوي وتعلُّمِ الفقه الإسلامي، فلازم فقيه المدينة المنورة ابن هرمز سبع سنين يتعلم عنده، كما أخذ عن كثير من غيره من العلماء مثل نافع مولى ابن عمر وابن شهاب الزهري،

وبعد أن اكتملت دراسته للآثار والفُتيا، وبعد أن شهد له سبعون شيخاً من أهل العلم أنه موضع لذلك، اتخذ له مجلساً في المسجد النبوي للدرس والإفتاء، وقد عُرف درسُه بالسكينة والوقار واحترام الأحاديث النبوية وإجلالها، وكان يتحرزُ أن يُخطئ في إفتائه ويُكثرُ من قول «لا أدري»، وكان يقول: «إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به، وما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه». وفي سنة 179هـ مرض الإمام مالك اثنين وعشرين يوماً ثم مات، وصلى عليه أميرُ المدينة عبد الله بن محمد بن إبراهيم، ثم دُفن في البقيع.

مولده:
اختلف العلماءُ في السنة التي وُلد فيها الإمام مالك، فقيل إنه وُلد سنة 90هـ، وقيل 93هـ، وقيل 94هـ، وقيل 95هـ، وقيل 96هـ، وقيل 98هـ، ولكن الأكثرين على أنه وُلد سنة 93هـ في خلافة الوليد بن عبد الملك، ولقد رُوي أن مالكاً قال: «وُلدت سنة ثلاث وتسعين». وقد وُلد مالك بالمدينة المنورة، وقيل إنه وُلد بذي المروة، وهي قرية تقع بوادي القرى بين تيماء وخيبر.

نشأ الإمام مالك في بيت اشتغل بعلم الأثر، وفي بيئةٍ كلُّها للأثر والحديث، أما بيته فقد كان مشتغلاً بعلم الحديث واستطلاع الآثار وأخبار الصحابة وفتاويهم، فجده مالك بن أبي عامر كان من كبار التابعين وعلمائهم، وقد روى عن مجموعة من الصحابة، أما أبوه أنس فلم يكن اشتغاله بالحديث كثيراً، إذ لم يُنسب إلى مالك أنه روى عن أبيه إلا خبراً واحداً يُشك في نسبته إليه، فلم يكن أنسٌ إذا من المشتغلين بالعلم والحديث. ومهما كان حالُ أبيه من العلم ففي أعمامه وجَدِّه غناء، ويكفي مقامهم في العلم لتكون الأسرة من الأسر المشهورة بالعلم، كما كان أخو مالك وهو النضر بن أنس ملازماً للعلماء يتلقى عليهم ويأخذ عنهم.

حفظ الإمام مالك القرآن الكريم في صدر حياته، كما هو الشأن في أكثر الأسر الإسلامية التي يتربى أبناؤها تربية دينية، واتجه بعد حفظ القرآن الكريم إلى حفظ الحديث، فوجد من بيئته محرضاً، ومن المدينة موعظاً ومشجعاً، ولذلك اقترح على أهله أن يذهب إلى مجالس العلماء ليكتب العلم ويدرسه، فذكر لأمه أنه يريد أن يذهب فيكتب العلم، فألبسته أحسن الثياب وعممته، ثم قالت: «اذهب فاكتب الآن»، وكانت تقول: «اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه».

ويظهر أنه لهذا التحريض من أمه جلس إلى ربيعة الرأي أول مرة، فأخذ عنه فقه الرأي وهو حدث صغير على قدر طاقته، وكان حريصاً منذ صباه على استحفاظ ما يكتب، حتى أنه بعد سماع الدرس وكتابته يتبع ظلال الأشجار يستعيد ما تلقى، ولقد رأته أخته كذلك فذكرته لأبيها فقال لها: «يا بنية، إنه يحفظ أحاديث رسول الله ».

بعد أن اكتملت دراسة مالك للآثار والفُتيا، اتخذ له مجلساً في المسجد النبوي للدرس والإفتاء، ولقد قال في هذا المقام وفي بيان حاله عندما نزعت نفسه إلى الدرس والإفتاء: «ليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للحديث والفتيا جلس، حتى يشاوِر فيه أهلَ الصلاح والفضل والجهة من المسجد، فإن رأوه لذلك أهلاً جلس، وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخاً من أهل العلم أني موضع لذلك». وقد كان جلوس مالك للإفتاء في المسجد النبوي بعد أن اكتمل عقله ونضج فكره، وفي حياة بعض شيوخه الذين عاشوا بعد أن نضج واكتمل، ولم تُبين المصادر السنَّ التي جلس فيها مالك للإفتاء بالتعيين الذي لا شك فيه.

جلس مالك في المسجد النبوي يُفتي ويروي الحديث النبوي لطلاب الحديث، وكان مجلسُه في المسجد النبوي في المكان الذي كان عمر بن الخطاب يجلس فيه للشورى والحكم والقضاء، وكان مالك باختياره ذلك المجلس يتأثر عمر بن الخطاب في جلوسه كما تأثره في فتاويه وأقضيته، وهو المكان الذي كان يوضع فيه فراش النبي محمد إذا اعتكف، وجاء في طبقات ابن سعد: «كان مجلس مالك في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تجاه خوخة عمر بين القبر والمنبر». وكذلك فعل مالك في مسكنه، فقد كان يسكن في دار عبد الله بن مسعود، ليقتفي بذلك أثر عبد الله بن مسعود.

صفة درسه
كان درس الإمام مالك أول الأمر في المسجد، ثم صار درسُه في بيته بسبب مرضه الذي لم يكن يعلنه، فقد كان مصاباً بسلس البول، ولم يخبر بذلك إلا يوم وفاته، قال الإمام مالك: «لولا أني في آخر يوم ما أخبرتكم، مرضي سلس بول، كرهت أن آتي مسجد رسول الله بغير وضوء، وكرهت أن أذكر علتي فأشكو ربي».

وقد التزم الإمامُ مالك في درسه الوقارَ والسكينةَ، والابتعادَ عن لغو القول وما لا يَحسن بمثله، وكان يرى ذلك لازماً لطالب العلم، يُروى أنه نصح بعض أولاد أخيه فقال: «تعلّم لذلك العلم الذي علمته السكينة والحلم والوقار»، وكان يقول: «حق على من طلب العلم أن يكون فيه وقار وسكينة وخشية، أن يكون متبعاً لآثار من مضى، وينبغي لأهل العلم أن يخلوا أنفسهم من المزاح، وبخاصة إذا ذكروا العلم»، وكان يقول: «من آداب العالم ألا يضحك إلا تبسماً». وقد قال الواقدي في مجلس درسه: «كان مجلسه مجلس وقار وعلم، وكان رجلاً مهيباً نبيلاً، ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع صوت، وإذا سُئل عن شيء فأجاب سائله لم يقل له من أين هذا».

نشأ المذهب المالكي بالمدينة المنورة موطن الإمام مالك، ثم انتشر في الحجاز وغلب عليه، ثم انتشر انتشاراً واسعاً في إفريقية من مصر إلى المغرب ثم الأندلس، وما زال المغرب باستثناء مصر ليس له من مذهب إلا المذهب المالكي، وبقي قليل من مذهب داود الظاهري في الأندلس، يقول القاضي عياض: «غلب مذهب مالك على الحجاز والبصرة ومصر وما والاها من بلاد إفريقية، والأندلس وصقلية والمغرب الأقصى إلى بلاد من أسلم من السودان إلى وقتنا هذا، وظهر ببغداد ظهوراً كثيراً، وضعف بها بعد أربعمئة سنة، وظهر بنيسابور، وكان بها وبغيرها أئمة ومدرسون».

ولا شك ان المذهب المالكي قد غلب على المدينة المنورة وما حولها، وأما مكة فكان فيها ولم يغلب عليها، لأن مكة كانت ما تزال تسير في فقهها على رأي ابن عباس، حتى إن المدينة المنورة خمل فيها المذهب المالكي دهراً حتى تولى قضاءها ابن فرحون فأظهره، وظهر بالبصرة ثم ضعف بعد القرن الخامس الهجري، وأما مصر فقد ظهر المذهب فيها في حياة الإمام مالك.
الترتيب:

#13K

0 مشاهدة هذا اليوم

#40K

17 مشاهدة هذا الشهر

#92K

1K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 398.
المتجر أماكن الشراء
مناقشات ومراجعات
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية