📘 ❞ الإمام الطبري (سيرته – عقيدته - مؤلفاته) ❝ كتاب ــ علي بن عبد العزيز الشبل اصدار 2004

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب الإمام الطبري (سيرته – عقيدته - مؤلفاته) ❝ ــ علي بن عبد العزيز الشبل 📖

█ _ علي بن عبد العزيز الشبل 2004 حصريا كتاب الإمام الطبري (سيرته – عقيدته مؤلفاته) عن مكتبة الرشد 2024 مؤلفاته): إن من العلماء الذين شهد لهم بالعلم النافع والعمل الصالح والتفاني الدعوة إلى الله وتبليغ علمه والجهاد ذلك إمام الأئمة وشيخ المفسرين والمحدثين والفقهاء والنحويين والمؤرخين الشيخ أبو جعفر محمد جرير يزيد محمد كثير غالب الشهير بالإمام (224 هـ 310 839 923م) مفسّر ومؤرّخ وفقيه ولُقِّبَ بإمام ولد بآمُل عاصمة إقليم طبرستان ارتحل الري وبغداد والكوفة والبصرة وذهب مصر فسار الفسطاط سنة 253 وأخذ علمائها علوم مالك والشافعي وابن وهب ورجع واستوطن بغداد قال الخطيب البغدادي: «كان حافظًا لكتاب عارفًا بالقراءات بصيرًا بالمعاني فقيهًا أحكام القرآن عالمًا بالسنن وطرقها وصحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم الخالفين الأحكام ومسائل الحلال والحرام عارفُا بأيام الناس وأخبارهم» عُرِضَ عليه القضاء فامتنع والمظالم فأبى له العديد التصانيف يقول ياقوت الحموي: «وجدنا ميراثه كتبه أكثر ثمانين جزءًا بخطه الدقيق» ومنها: اختلاف علماء الأمصار وهو أول ألفه وكان عنه: «لي كتابان لا يستغني عنهما فقيه: الاختلاف واللطيف» وألف جامع البيان تأويل المعروف بتفسير وتاريخ الأمم والملوك بتاريخ وتهذيب الآثار وذيل المذيل ولطيف القول شرائع الإسلام بسيط وكتاب القراءات وصريح السنة والتبصير معالم الدين وتوفي شهر شوال ودفن ببغداد نسبه ومولده ونشأته: أبو وُلِد طبَرِستان مدينة آمل وهناك مدينتين تحمل اسم خلاف حول أي المدينتين التي ينتمي لها ويرجح بعض الباحثين أن المقصودة تركمانستان عام 224 ونسبه قبيلة الأزد اليمنية والتي أستوطن قسم منها المشرق الإسلامي الأرجح ينأى بنفسه الخوض الأنساب وزعم المستشرق بروكلمان أنه عنصر أعجمي نشأ بآمل وتربى أحضان والده وغمره برعايته وتفرس فيه النباهة والذكاء والرغبة العلم فتولى العناية به ووجَّهه منذ الطفولة حفظ الكريم كما هي عادة المسلمين مناهج التربية الإسلامية وخاصةً رأى رؤيا تفاءل بها خيرًا عند تأويلها فقد أبوه منامه ابنه واقف بين يدي الرسول ومعه مخلاة مملوءة بالأحجار يرمي رسول وقصَّ الأب مُعَبِّرٍ رؤياه فقال له: "إن ابنك إن كبر نصح دينه وذبَّ شريعة ربه" ويظهر الوالد أخبر ولده بهذه الرؤيا وقصها عدة مرات؛ فكانت حافزًا طلب والجد والاجتهاد والاستزادة معينه والانكباب تحصيله ثم العمل والتأليف فيه؛ ليدافع الحق والدين وظهرت طفولته سمات النبوغ الفكري وبدت مخايل التفتح الحاد الخارق والعقل المتقد والملكات الممتازة وأدرك فعمل تنميتها وحرص الإفادة والاستفادة منها؛ فوجَّهه ومعاهد الدراسة وساعده استغلال كل هذه الطاقات دون يشغله بشيء شؤون الحياة ومطالبها وخصص المال للإنفاق والتعلم وسرعان ما حقق أحلام وزاد آماله وطموحه وقد حرص إعانته صباه ودفعه فما كاد الصبي الصغير يبلغ السن تؤهله للتعليم حتى قدمه وشاهدته دروب المدينة ذاهبًا آيبًا يتأبط دواته وقرطاسه تفتح عقله نفسه: "حفظت ولي سبع سنين وصليت بالناس وأنا ابن ثماني وكتبت الحديث التاسعة" النبوغ والذكاء كان موهوب الغرائز وقد كان ذو ذكاء خارق وعقل متقد وذهن حاد وحافظة نادرة وهذا لاحظه فحرص توجيهه صبي صغير موارد أرضه لينفقها دراسته وسفره وتفرغه للعلم ومما يدل هذا الذكاء وصلى وكتب تسع حفظ الطبري كان يتمتع بحافظة ويجمع ويحفظ موضوعاتها وأدلتها وشواهدها وإن كُتُبه وصلتنا لأكبر دليل عنه الحسن سري المغلس: "والله إني لأظن أبا قد نسي مما مات حفظه فلان طول عمره ورع وزهده كان جانبٍ كبير الورع والزهد والحذر الحرام والبُعد مواطن الشُّبَه واجتناب محارم تعالى والخوف منه والاقتصار المعيشة يَرِدُهُ ريع وبستانه الذي خلَّفه كثير: "وكان العبادة والزهادة والورع والقيام تأخذه لومة لائم كبار الصالحين" زاهدًا الدنيا غير مكترث بمتاعها ومفاتنها يكتفي بقليل القليل أثناء طلبه وبما يقوم أوده ويمتنع قبول عطايا الملوك والحكام والأمراء عفة وإباؤه كان عفيف اللسان يحفظه إيذاء متوقفًا الأخلاق تليق بأهل ولا يؤثرها ولما يناظر مرة داود الظاهري مسألة فوقف الكلام فشق أصحابه فقام رجل منهم وتكلم بكلمة مَضَّة وموجعة لأبي فأعرض ولم يرد وترفَّع جوابه وقام المجلس وصنَّف كتابًا المسألة والمناظرة النفس فهو مع زهده يسأل أحدًا مهما ضاقت النوائب ويعفُّ أموال ويترفع العطايا تواضع وعفوه كان شديد التواضع لأصحابه وزواره وطلابه يتكبر بمكانته أو يتعالى بعلمه يتعاظم غيره فكان يُدعى فيمضي إليها ويُسأل الوليمة فيجيب يحمل الحقد والضغينة لأحد وله نفس راضية يتجاوز عمن أخطأ حقه ويعفو أساء إليه اتهم بالأباطيل وشنَّع بالرد عليه؛ لأن ناظر وفنَّد حججه وردَّ آراءه فلما التقى تجاوز وأثنى علم أبيه وقف الولد الحد وإشاعة التهم ومع وسماحة والعفو والصفح يسكت باطل يمالئ حق يساوم عقيدة مبدأ؛ ثابت الجنان شجاع القلب جريئًا إعلان الصواب لحق أذى الجهال ومضايقة الحساد وتخرصات الحاقدين التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين هو يتناول سير حياة الأعلام عبر العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والقادة والعلماء شتى المجالات والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت بهذا عندهم بعد عهد صلى وسلم بزمن يسير حيث حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما يتعلق بالحديث أولا المروية وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: يأذن لحديثه ينظر فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا كنا إذا سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا ركب الصعب والذلول لم نأخذ إلا نعرف » واستمر القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي بسبب حال نقلة النبوية وذلك لما ينبني المعرفة والتعبد بما فيها لله رد تلك اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر أهل فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من حدث سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) وما مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق كثيرة متعلّقة الباب تفرّدته الأمة باقي وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الإمام الطبري (سيرته – عقيدته - مؤلفاته)
كتاب

الإمام الطبري (سيرته – عقيدته - مؤلفاته)

ــ علي بن عبد العزيز الشبل

صدر 2004م عن مكتبة الرشد
الإمام الطبري (سيرته – عقيدته - مؤلفاته)
كتاب

الإمام الطبري (سيرته – عقيدته - مؤلفاته)

ــ علي بن عبد العزيز الشبل

صدر 2004م عن مكتبة الرشد
عن كتاب الإمام الطبري (سيرته – عقيدته - مؤلفاته):


إن من العلماء الذين شهد لهم بالعلم النافع، والعمل الصالح، والتفاني في الدعوة إلى الله، وتبليغ علمه، والجهاد في ذلك... إمام الأئمة، وشيخ المفسرين والمحدثين والفقهاء والنحويين والمؤرخين الشيخ أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري.

محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الشهير بالإمام أبو جعفر الطبري، (224 هـ - 310 هـ - 839 - 923م)، مفسّر ومؤرّخ وفقيه، ولُقِّبَ بإمام المفسرين، ولد بآمُل عاصمة إقليم طبرستان، ارتحل إلى الري وبغداد والكوفة والبصرة، وذهب إلى مصر فسار إلى الفسطاط في سنة 253 هـ وأخذ على علمائها علوم مالك والشافعي وابن وهب، ورجع واستوطن بغداد،

قال الخطيب البغدادي: «كان حافظًا لكتاب الله، عارفًا بالقراءات، بصيرًا بالمعاني، فقيهًا في أحكام القرآن، عالمًا بالسنن وطرقها، وصحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفًا بأقوال الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الخالفين في الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفُا بأيام الناس وأخبارهم»، عُرِضَ عليه القضاء فامتنع، والمظالم فأبى، له العديد من التصانيف، يقول ياقوت الحموي: «وجدنا في ميراثه من كتبه أكثر من ثمانين جزءًا بخطه الدقيق»، ومنها: اختلاف علماء الأمصار، وهو أول كتاب ألفه الطبري، وكان يقول عنه: «لي كتابان لا يستغني عنهما فقيه: الاختلاف واللطيف»،


وألف جامع البيان في تأويل القرآن، المعروف بتفسير الطبري وتاريخ الأمم والملوك، المعروف بتاريخ الطبري وتهذيب الآثار، وذيل المذيل، ولطيف القول في أحكام شرائع الإسلام، بسيط القول في أحكام شرائع الإسلام، وكتاب القراءات، وصريح السنة، والتبصير في معالم الدين، وتوفي في شهر شوال سنة 310 هـ، ودفن ببغداد.

نسبه ومولده ونشأته:
أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، وُلِد في طبَرِستان في مدينة آمل، وهناك مدينتين تحمل اسم آمل وهناك خلاف حول أي المدينتين التي ينتمي لها الطبري ويرجح بعض الباحثين أن المقصودة التي في تركمانستان، عام 224 هـ، ونسبه بعض العلماء إلى قبيلة الأزد اليمنية والتي أستوطن قسم منها في المشرق الإسلامي وهو الأرجح، وكان ينأى بنفسه عن الخوض في الأنساب، وزعم المستشرق بروكلمان أنه من عنصر أعجمي ، نشأ الطبري بآمل، وتربى في أحضان والده وغمره برعايته، وتفرس فيه النباهة والذكاء والرغبة في العلم فتولى العناية به ووجَّهه منذ الطفولة إلى حفظ القرآن الكريم، كما هي عادة المسلمين في مناهج التربية الإسلامية، وخاصةً أن والده رأى رؤيا تفاءل بها خيرًا عند تأويلها.

فقد رأى أبوه رؤيا في منامه أن ابنه واقف بين يدي الرسول ومعه مخلاة مملوءة بالأحجار، وهو يرمي بين يدي رسول الله، وقصَّ الأب على مُعَبِّرٍ رؤياه فقال له: "إن ابنك إن كبر نصح في دينه، وذبَّ عن شريعة ربه".

ويظهر أن الوالد أخبر ولده بهذه الرؤيا وقصها عليه عدة مرات؛ فكانت حافزًا له على طلب العلم والجد والاجتهاد فيه والاستزادة من معينه، والانكباب على تحصيله ثم العمل به، والتأليف فيه؛ ليدافع عن الحق والدين. وظهرت على الطبري في طفولته سمات النبوغ الفكري، وبدت عليه مخايل التفتح الحاد والذكاء الخارق والعقل المتقد، والملكات الممتازة، وأدرك والده ذلك فعمل على تنميتها وحرص على الإفادة والاستفادة منها؛ فوجَّهه إلى العلماء ومعاهد الدراسة، وساعده على استغلال كل هذه الطاقات دون أن يشغله بشيء من شؤون الحياة ومطالبها، وخصص له المال للإنفاق على العلم والتعلم، وسرعان ما حقق الطبري أحلام والده، وزاد له في آماله وطموحه.

وقد حرص والده على إعانته على طلب العلم منذ صباه، ودفعه إلى تحصيله، فما كاد الصبي الصغير يبلغ السن التي تؤهله للتعليم، حتى قدمه والده إلى علماء آمل، وشاهدته دروب المدينة ذاهبًا آيبًا يتأبط دواته وقرطاسه. وسرعان ما تفتح عقله، وبدت عليه مخايل النبوغ والاجتهاد، حتى قال عن نفسه: "حفظت القرآن ولي سبع سنين، وصليت بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبت الحديث وأنا في التاسعة".

النبوغ والذكاء
كان الطبري موهوب الغرائز، وقد كان ذو ذكاء خارق، وعقل متقد، وذهن حاد، وحافظة نادرة، وهذا ما لاحظه فيه والده، فحرص على توجيهه إلى طلب العلم وهو صبي صغير، وخصص له موارد أرضه لينفقها على دراسته وسفره وتفرغه للعلم. ومما يدل على هذا الذكاء أنه حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وصلى بالناس وهو ابن ثماني سنين، وكتب الحديث وهو ابن تسع سنين.

حفظ الطبري
كان الطبري يتمتع بحافظة نادرة، ويجمع عدة علوم، ويحفظ موضوعاتها وأدلتها وشواهدها، وإن كُتُبه التي وصلتنا لأكبر دليل على ذلك، حتى قال عنه أبو الحسن سري بن المغلس: "والله إني لأظن أبا جعفر الطبري قد نسي مما حفظ إلى أن مات ما حفظه فلان طول عمره.

ورع الطبري وزهده
كان الطبري على جانبٍ كبير من الورع والزهد والحذر من الحرام، والبُعد عن مواطن الشُّبَه، واجتناب محارم الله تعالى، والخوف منه، والاقتصار في المعيشة على ما يَرِدُهُ من ريع أرضه وبستانه الذي خلَّفه له والده. قال ابن كثير: "وكان من العبادة والزهادة والورع والقيام في الحق لا تأخذه في ذلك لومة لائم، ... وكان من كبار الصالحين". وكان الطبري زاهدًا في الدنيا، غير مكترث بمتاعها ومفاتنها، وكان يكتفي بقليل القليل أثناء طلبه للعلم، وبما يقوم به أوده، ويمتنع عن قبول عطايا الملوك والحكام والأمراء.

عفة الطبري وإباؤه
كان الطبري عفيف اللسان، يحفظه عن كل إيذاء، وكان متوقفًا عن الأخلاق التي لا تليق بأهل العلم ولا يؤثرها إلى أن مات، ولما كان يناظر مرة داود بن علي الظاهري في مسألة، فوقف الكلام على داود، فشق ذلك على أصحابه، فقام رجل منهم، وتكلم بكلمة مَضَّة وموجعة لأبي جعفر، فأعرض عنه، ولم يرد عليه، وترفَّع عن جوابه، وقام من المجلس، وصنَّف كتابًا في هذه المسألة والمناظرة. وكان الطبري عفيف النفس أكثر من ذلك، فهو مع زهده لا يسأل أحدًا، مهما ضاقت به النوائب، ويعفُّ عن أموال الناس، ويترفع عن العطايا.

تواضع الطبري وعفوه
كان الطبري شديد التواضع لأصحابه وزواره وطلابه، دون أن يتكبر بمكانته، أو يتعالى بعلمه، أو يتعاظم على غيره، فكان يُدعى إلى الدعوة فيمضي إليها، ويُسأل في الوليمة فيجيب إليها. وكان لا يحمل الحقد والضغينة لأحد، وله نفس راضية، يتجاوز عمن أخطأ في حقه، ويعفو عمن أساء إليه. وكان محمد بن داود الظاهري قد اتهم الطبري بالأباطيل، وشنَّع عليه، وأخذ بالرد عليه؛ لأن الطبري ناظر والده، وفنَّد حججه، وردَّ آراءه، فلما التقى الطبري مع محمد بن داود تجاوز عن كل ذلك، وأثنى على علم أبيه، حتى وقف الولد عن تجاوز الحد، وإشاعة التهم على الطبري. ومع كل هذا التواضع، وسماحة النفس، والعفو والصفح، كان الطبري لا يسكت على باطل، ولا يمالئ في حق، ولا يساوم في عقيدة أو مبدأ؛ فكان يقول الحق، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ثابت الجنان، شجاع القلب، جريئًا في إعلان الصواب مهما لحق به من أذى الجهال، ومضايقة الحساد، وتخرصات الحاقدين.
الترتيب:

#3K

0 مشاهدة هذا اليوم

#48K

15 مشاهدة هذا الشهر

#99K

972 إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 134.
المتجر أماكن الشراء
علي بن عبد العزيز الشبل ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
مكتبة الرشد 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية