📘 ❞ أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام ❝ كتاب ــ عبد الكريم زيدان اصدار 1982

كتب السياسة الشرعية - 📖 كتاب ❞ أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام ❝ ــ عبد الكريم زيدان 📖

█ _ عبد الكريم زيدان 1982 حصريا كتاب ❞ أحكام الذميين والمستأمنين دار الإسلام ❝ 2025 الإسلام: أهل الذمة هو مصطلح فقهي إسلامي يقصد به كلا من النصارى واليهود الكتاب وأصحاب الديانات الأخرى الذين يعيشون تحت الحكم الإسلامي أو البلاد ذات الأغلبية المسلمة والمقصود بأنهم "أهل ذمة" كونهم الحماية الإسلامية ومسؤولية الدولة ولا تقصر الشريعة تلك المسؤولية فقط ولكن تصرفها أيضا المواطن المسلم فلا يجوز للمسلم الاعتداء الإساءة لأحد عذر أنه غير المؤمنين بالقرآن برسول محمد بن الله وإنما أوضحت أن مسألة الإيمان يحاسب عليها وحده يوم القيامة قال رسول الله: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها لتوجد مسيرة أربعين عاما" ومن المواقف التاريخية التي تؤكد تحكيم المسلمين لتلك النصوص وعدم التغاضي عنها موقف ابن تيمية عندما فاوض المغول أسرى المدنيين قد أسروهم هجماتهم المدن سوريا وقد حاولوا تسليم الأسرى دون والاحتفاظ بهم كعبيد فقال لهم المفاوض: (يقصد الكتاب) قبل الملة المسلمين) أي يطلب المسيحيين قبلت مدرستان أصل أربع مدارس للشريعة وهي الحنفية والمالكية يكون المشركون العرب مؤهلين للحصول وضع سياسة الجزية الجزية جزى يجزي إذا كافأ عما أسدى إليه مال يدفعه ومن يلحق إلى مقابل حق خدمة واجب يقوم الطرف الأخر فرضت المسلمون بحمايتهم حيث يكن مسموحا لأهل بالانتظام بالجيش وذلك لأن هم جزء كنفها ويستمتعون بخيراتها والدولة تكفل والأمن وسبل المعيشة الكريمة كذلك فإنه القتال والجهاد دفاعا عن بينما الذمي له الأمن والحماية فالجزية جزاء حمايتهم وكفايتهم فهم يكفون مؤنة مع فالدولة لها حدود وثغور وتحتاج مقاتلين يدافعون ويحافظون حدودها ويؤمنون أهلها والذي بهذا الدور إنما لأنهم يؤمنون بمبدأ دولتهم ويعلمون الجهاد فرض عليهم ما للجهاد فضل يزيد أجر صائم النهار وقائم الليل يجاهدون عقيدة وليس ثمة شيء هذا لدى لذا لا يجبرهم يقاتلوا وكيف يجبر أناسا يحملوا أرواحهم أكفهم سبيل دين وبمبادئ يعتنقونها ؟ ثم خفف عنهم عبء بأنفسهم فبقى المقابل يقدموا شيئا أموالهم حماية وظلالها وفي الحاضر أتيحت الفرصة فسقطت الجزية لأنها شرعت الدفاع فبقيامهم بواجب أنفسهم الكبرى ظلالها فإن تسقط وإذا كان قليلا المال يؤخذ باسم تبعات أكثر وأوسع من يُعفى الجزية أعفى أداء النساء والصبيان والمساكين والرهبان وذوي العاهات تجبى امرأة فتاة صبي فقير شيخ أعمى أعرج راهب مختل عقله بل زاد فتكفل بالإنفاق شاخ وعجز وكتب عمر العزيز عدي أرطاة عامله البصرة: «أما بعد سبحانه أمر تؤخذ ممن رغب واختار الكفر عتيا وخسرانا مبينا فضع أطاق حملها وخل بينهم وبين عمارة الأرض ذلك صلاحا لمعاش وقوة عدوهم وانظر قبلك كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب فأجر عليه بيت يصلحه فلو رجلا مملوك الحق يقوته حتى يفرق بينهما موت عتق بلغني أمير الخطاب مر بشيخ يسأل أبواب الناس فقال: "ما أنصفناك إن كنا أخذنا منك شبابك ضيعناك كبرك" أجرى يصلحه» كما أسلم وتُفرض الزكاة كسائر ارتباطها بالدفاع الكتاب ترتبط بتأمين ولذلك يجب رد لأهلها عند عدم تحقيق ويمكن مدى اعتراف الصريح الشرط الحادثة وقعت حكم الخليفة لما حشد الإمبراطور هرقل جيشا ضخما لصد قوات لزاما نتيجة حدث يركزوا كل نشاطهم المعركة أحدقت فلما علم بذلك أبو عبيدة قائد جيش كتب عمال المفتوحة الشام يأمرهم بأن يردوا جبي هذه يقول: «إنما رددنا عليكم أموالكم؛ لأنه بلغنا جمع لنا الجموع وإنكم اشترطتم علينا نمنعكم وإنا نقدر منكم ونحن لكم وما كتبنا بيننا وبينكم نصرنا » وبذلك ردت مبالغ طائلة فدعا المسيحيون بالبركة لرؤساء وقالوا: "ردكم ونصركم (أي الروم) كانوا وأخذوا بقي لنا" الجزية عبر التاريخ لم يستحدث سبقهم يونان أثينا فرضوها سكان سواحل آسيا الصغرى حوالي القرن الخامس الميلاد هجمات الفينيقين وفينيقية يومئذ أعمال الفرس فهان السواحل دفع الرؤوس كما فرضها الرومان الأمم اخضعوها وكانت بكثير مما وضعه بعدئذ فتحوا (فرنسا) وضعوا واحد جزية يختلف مقدارها بين 9 جنيهات و15 جنيها السنة نحو سبعة أضعاف كانت الأشراف وعن عبيدهم وخدمهم وكان يجبون رعاياهم وقد ورد العهد القديم الذي يؤمن اليهود والنصارى نبي داود: «وقهر الموآبيين وجعلهم يرقدون صفوف متراصة وقاسهم بالحبل فكان يقتل صفين ويستبقي صفا فأصبح عبيدا لداود يدفعون الجزية» كما النبي سليمان:«فكانت الممالك تقدم "سليمان" وتخضع أيام حياته »» أول عهد ذمة المسلمين أول استعمل فيه كلمة (الذمة) نصارى نجران فقد لهم: «ولنجران وحاشيتها جوار وذمة وأنفسهم وأرضهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم وكل أيديهم قليل كثير يغير أسقف أسقفيته رهبانيته كاهن كهانته يطأ أرضهم سأل منهم حقا فبينهم النصف ظالمين مظلومين » ونجد مثل النص خالد الوليد الحيرة أقره واعتبره الفقهاء بتعبير الإمام القاضي أبي يوسف صاحب حنيفة نافذا أنفذه فالذمة هي ورسوله وليست أحد بقاؤها لضمان الحقوق إهدارها ولاحترام الدين المخالف للإسلام لإهانته ولإقرار الأديان أديانهم ونظمها لحملهم الزهد فيها الرجوع ومع فهي عقد رسالة دكتوراة السياسة الشرعية مجاناً PDF اونلاين باب العلم والفقه وفي قيادة الأمة وتحقيق مصالحها الدينية الدنيوية جليل القدر عظيم النفع أفرده جماعة العلماء بالتصنيف والحديث وانتشرت مباحثه مسائلة بطون التفسير والتاريخ وشروح الحديث وهذا الباب خطره ينتج الغلط الفهم شر مستطير والخطأ التفريط كالخطأ الإفراط؛ إذ كلاهما يقود نتائج مرذولة مقبولة وضح القيم 'وهذا موضع مزلة أقدام ومضلة أفهام وهو مقام ضنك ومعترك صعب فرط طائفة فعطلوا الحدود وضيعوا وجرءوا الفجور الفساد وجعلوا قاصرة تقوم بمصالح العباد محتاجة غيرها وسدوا نفوسهم طرقًا صحيحة طرق معرفة والتنفيذ وعطلوها وأفرطت أخرى قابلت الطائفة فسوغت ينافي وكلتا الطائفتين أتيت تقصيرها بعث رسوله وأنزل كتابه' وإدراكًا منَّا لأهمية وموقعه وحاجة رأينا نجعل زاوية دورية المجلة؛ سائلين تعالى يتحقق المقصود منها وأن بالدور المراد الوجه يحب ربنا ويرضى وراء القصد ـ اللغة: لفظ 'السياسة' لغة محمل الدلالات والإرشادات والمضامين إصلاح واستصلاح بوسائل متعددة الإرشاد والتوجيه والتأديب والتهذيب والأمر والنهي تنطلق خلال قدرة تعتمد الولاية الرئاسة جاء معاجم اللغة يدل تاج العروس مادة سوس: 'سست الرعية سياسة' أمرتها ونهيتها والسياسة القيام الشيء بما يصلحه' لسان المادة نفسها: 'السوس: الرياسة رأسوه قيل سوسوه وأساسوه وسوس بني فلان: كلف سياستهم وسُوِّس الرجل يسم فاعله: ملك أمرهم وساس الأمر سياسة: قام والسياسة: والسياسة: فعل السائس يقال: يسوس الدواب وراضها والوالي رعتيه' والإصلاح ليس مجرد هدف غاية تسعى حركتها لتحقيقه نفسها وحقيقتها فقدته فقدت الشرعي: لم يرد لفظ مادته وتعالى الصلاح والإصلاح والحكم وغير المعاني اشتمل وإما قوله صلى وسلم: 'كادت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك خلفه ' وقوله 'تسوسهم الأنبياء'؛ أي: تتولى أمورهم يفعل الأمراء والولاة بالرعية' ويتبين استخدمت بمعناها اللغوي تعني: القيام شأن قِبَل ولاتهم يصلحهم والإرشاد يحتاج تنظيمات ترتيبات إدارية تؤدي مصالح بجلب المنافع الأمور الملائمة ودفع المضار والشرور المنافية وهذا التعريف يبرز الجانب العملي للسياسة فالسياسة هنا إجراءات وأعمال وتصرفات للإصلاح وعلى سياسة تتطلب القدرة القيادة الحكيمة تتمكن طريق إتقان التدبير وحسن التأتي يراد فعله تركه بدوره تامة تتطلبه والرئاسة خبرة وحنكة وقدرة استعمال واستغلال الإمكانات المتاحة الأمثل المطلوب وقد كلام لذلك فمن ذلك: قال جرير الطبري ـ رحمه بيان السبب أجله جعل رضي الخلافة الستة اختارهم: 'لم المنزلة والهجرة والسابقة والعقل والعلم والمعرفة بالسياسة؛ للستة شورى بينهم' وقال حجر ـ: 'والذي يظهر سيرة أمرائه يؤمرهم يراعي الأفضل يضم مزيد المعرفة بالسياسة اجتناب يخالف الشرع منها' ومما أيضًا شرح قول 'يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم بكفر لنقضت الكعبة فجعلت بابين؛ يدخل وباب يخرجون' ترجم البخاري صحيحه بقوله: ترك بعض الاختيار مخالفة يقصر فيقعوا أشد منه' حجر: 'ويستفاد منه رعيته إصلاحهم ولو مفضولاً محرمًا' والسياسة فيما مجالها رحب فسيح ليست مقصورة محجوزة شيء؛ 'القيام يحمله العموم والشمول فيعمل بنا ولاية تدبير ولايته وهذا الركن يتضمن الكتب تتحدث الموضوع شتى جوانبه

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام
كتاب

أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام

ــ عبد الكريم زيدان

صدر 1982م
أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام
كتاب

أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام

ــ عبد الكريم زيدان

صدر 1982م
حول
عبد الكريم زيدان ✍️ المؤلف
المتجر أماكن الشراء
مناقشات ومراجعات
QR Code
عن كتاب أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام:
أهل الذمة هو مصطلح فقهي إسلامي يقصد به كلا من النصارى واليهود أهل الكتاب وأصحاب الديانات الأخرى الذين يعيشون تحت الحكم الإسلامي أو في البلاد ذات الأغلبية المسلمة.

والمقصود بأنهم "أهل ذمة" هو كونهم تحت الحماية الإسلامية ومسؤولية الدولة. ولا تقصر الشريعة الإسلامية تلك المسؤولية على الدولة فقط ولكن تصرفها أيضا على المواطن المسلم فلا يجوز للمسلم الاعتداء أو الإساءة لأحد من أهل الذمة تحت عذر أنه من غير المؤمنين بالقرآن أو برسول الإسلام محمد بن عبد الله وإنما أوضحت الشريعة أن مسألة الإيمان يحاسب عليها الله وحده يوم القيامة.

قال رسول الله: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عاما"

ومن المواقف التاريخية التي تؤكد تحكيم المسلمين لتلك النصوص وعدم التغاضي عنها موقف ابن تيمية عندما فاوض المغول على أسرى من المدنيين قد أسروهم في هجماتهم على المدن في سوريا. وقد حاولوا تسليم الأسرى المسلمين فقط دون أهل الكتاب والاحتفاظ بهم كعبيد فقال لهم المفاوض: أهل الذمة (يقصد أهل الكتاب) قبل أهل الملة (يقصد المسلمين) أي أنه يطلب تسليم المسيحيين واليهود قبل المسلمين. قبلت مدرستان من أصل أربع مدارس للشريعة الإسلامية، وهي الحنفية والمالكية، أن يكون المشركون من غير العرب مؤهلين للحصول على وضع أهل الذمة.

سياسة الجزية
الجزية من جزى يجزي، إذا كافأ عما أسدى إليه، وهي مال يدفعه أهل الكتاب، ومن يلحق بهم، إلى المسلمين مقابل حق أو خدمة أو واجب يقوم به الطرف الأخر، وقد فرضت في مقابل أن يقوم المسلمون بحمايتهم، حيث لم يكن مسموحا لأهل الكتاب بالانتظام بالجيش. وذلك لأن أهل الكتاب هم جزء من الدولة الإسلامية، يعيشون في كنفها، ويستمتعون بخيراتها، والدولة الإسلامية عليها أن تكفل لهم الحماية والأمن وسبل المعيشة الكريمة.

كذلك فإنه واجب على المسلم القتال والجهاد دفاعا عن البلاد بينما الذمي له الأمن والحماية، فالجزية جزاء حمايتهم وكفايتهم، فهم يكفون مؤنة القتال مع المسلم، فالدولة الإسلامية لها حدود وثغور، وتحتاج إلى مقاتلين يدافعون عنها ويحافظون على حدودها، ويؤمنون أهلها، والذي يقوم بهذا الدور إنما هم المسلمون، لأنهم يؤمنون بمبدأ دولتهم ويعلمون أن الجهاد فرض عليهم، ويعلمون ما للجهاد من فضل يزيد عن أجر صائم النهار وقائم الليل، فهم يجاهدون عن عقيدة، وليس ثمة شيء من هذا لدى أهل الكتاب، لذا لا يجبرهم الإسلام على أن يقاتلوا مع المسلمين، وكيف يجبر الإسلام أناسا على أن يحملوا أرواحهم على أكفهم في سبيل دين لا يؤمنون به، وبمبادئ لا يعتنقونها ؟ ومن ثم خفف عنهم عبء القتال بأنفسهم، فبقى المقابل أن يقدموا شيئا من أموالهم في سبيل حماية الدولة التي يعيشون في كنفها وظلالها.

وفي الحاضر أتيحت الفرصة لأهل الكتاب أن يقاتلوا مع المسلمين، فسقطت عنهم الجزية، لأنها شرعت في مقابل الدفاع عنهم، فبقيامهم بواجب الدفاع عن أنفسهم مع الدولة الإسلامية الكبرى التي يعيشون في ظلالها، فإن الجزية تسقط عنهم. وإذا كان الإسلام قد فرض جزء قليلا من المال على أهل الكتاب يؤخذ باسم الجزية، فإنه قد فرض على المسلمين تبعات أكثر وأوسع.

من يُعفى من الجزية
أعفى الإسلام من أداء الجزية النساء والصبيان والمساكين والرهبان وذوي العاهات، فلا تجبى الجزية من امرأة ولا فتاة، ولا صبي، ولا فقير، ولا شيخ، ولا أعمى، ولا أعرج، ولا راهب، ولا مختل في عقله. بل زاد الإسلام فتكفل بالإنفاق على من شاخ وعجز من أهل الذمة. وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة عامله على البصرة:

«أما بعد، فإن الله سبحانه إنما أمر أن تؤخذ الجزية ممن رغب عن الإسلام، واختار الكفر عتيا وخسرانا مبينا، فضع الجزية على من أطاق حملها، وخل بينهم وبين عمارة الأرض، فإن في ذلك صلاحا لمعاش المسلمين، وقوة على عدوهم. وانظر من قبلك من أهل الذمة، من قد كبرت سنه وضعفت قوته، وولت عنه المكاسب، فأجر عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه. فلو أن رجلا من المسلمين كان له مملوك كبرت سنه، وضعفت قوته، وولت عنه المكاسب، كان من الحق عليه أن يقوته حتى يفرق بينهما موت أو عتق، وذلك أنه بلغني أن أمير المؤمنين عمر - يقصد عمر بن الخطاب مر بشيخ من أهل الذمة، يسأل على أبواب الناس، فقال: "ما أنصفناك، إن كنا أخذنا منك الجزية في شبابك، ثم ضيعناك في كبرك". ثم أجرى عليه من بيت المال ما يصلحه»
كما تسقط الجزية عن الذمي إذا أسلم، وتُفرض عليه الزكاة كسائر المسلمين.

ارتباطها بالدفاع عن أهل الكتاب
ترتبط الجزية بتأمين أهل الكتاب، ولذلك يجب رد الجزية لأهلها عند عدم تحقيق الأمن. ويمكن الحكم على مدى اعتراف المسلمين الصريح بهذا الشرط من تلك الحادثة التي وقعت في حكم الخليفة عمر. لما حشد الإمبراطور هرقل جيشا ضخما لصد قوات المسلمين، كان لزاما على المسلمين نتيجة لما حدث، أن يركزوا كل نشاطهم في المعركة التي أحدقت بهم. فلما علم بذلك أبو عبيدة قائد جيش المسلمين، كتب إلى عمال المدن المفتوحة في الشام يأمرهم بأن يردوا عليهم ما جبي من الجزية من هذه المدن، وكتب إلى الناس يقول: «إنما رددنا عليكم أموالكم؛ لأنه بلغنا ما جمع لنا من الجموع وإنكم قد اشترطتم علينا أن نمنعكم وإنا لا نقدر على ذلك، وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم ونحن لكم على الشرط، وما كتبنا بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليكم.» وبذلك ردت مبالغ طائلة من مال الدولة، فدعا المسيحيون بالبركة لرؤساء المسلمين، وقالوا: "ردكم الله علينا ونصركم عليهم (أي على الروم)، فلو كانوا هم لم يردوا علينا شيء وأخذوا كل شيء بقي لنا".

الجزية عبر التاريخ
لم يستحدث المسلمون الجزية بل سبقهم لها يونان أثينا الذين فرضوها على سكان سواحل آسيا الصغرى حوالي القرن الخامس قبل الميلاد، مقابل حمايتهم من هجمات الفينيقين، وفينيقية يومئذ من أعمال الفرس، فهان على سكان تلك السواحل دفع المال في مقابل حماية الرؤوس.

كما فرضها الرومان على الأمم التي اخضعوها، وكانت أكثر بكثير مما وضعه المسلمون بعدئذ، فإن الرومان لما فتحوا (فرنسا) وضعوا على كل واحد من أهلها جزية يختلف مقدارها ما بين 9 جنيهات، و15 جنيها في السنة، أو نحو سبعة أضعاف جزية المسلمين.و كانت تؤخذ من الأشراف، عنهم وعن عبيدهم وخدمهم. وكان الفرس أيضا يجبون الجزية من رعاياهم.

وقد ورد في العهد القديم الذي يؤمن به اليهود والنصارى عن نبي الله داود: «وقهر أيضا الموآبيين وجعلهم يرقدون على الأرض في صفوف متراصة، وقاسهم بالحبل. فكان يقتل صفين ويستبقي صفا. فأصبح الموآبيين عبيدا لداود يدفعون له الجزية»،» كما ورد أيضا عن النبي سليمان:«فكانت هذه الممالك تقدم له "سليمان" الجزية وتخضع له كل أيام حياته.»»

أول عهد ذمة مع المسلمين
أول عهد استعمل فيه المسلمون كلمة (الذمة) هو عهد رسول الله إلى نصارى أهل نجران، فقد كتب لهم:

«ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله، على أموالهم وأنفسهم وأرضهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم، وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير، لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا كاهن من كهانته، ولا يطأ أرضهم جيش، ومن سأل منهم حقا فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين.»
ونجد مثل ذلك النص في كتاب خالد بن الوليد إلى أهل الحيرة وقد أقره الخليفة عمر بن الخطاب، واعتبره الفقهاء - بتعبير الإمام القاضي أبي يوسف صاحب أبي حنيفة - نافذا على ما أنفذه عمر إلى يوم القيامة.

فالذمة هي ذمة الله ورسوله، وليست ذمة أحد من الناس. بقاؤها لضمان الحقوق لا إهدارها، ولاحترام الدين المخالف للإسلام لا لإهانته، ولإقرار أهل الأديان على أديانهم ونظمها لا لحملهم على الزهد فيها أو الرجوع عنها. ومع ذلك فهي عقد لا وضع.

أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراة. أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام من السياسة الشرعية
الترتيب:

#44K

14 مشاهدة هذا اليوم

#32K

9 مشاهدة هذا الشهر

#15K

14K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 703.