📘 ❞ دلائل النبوة ( أكثر من 1400 ) دلالة من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم المجلد الرابع ❝ كتاب ــ سعيد بن عبدالقادر باشنفر اصدار 1997

محمد صلى الله عليه وسلم - 📖 كتاب ❞ دلائل النبوة ( أكثر من 1400 ) دلالة من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم المجلد الرابع ❝ ــ سعيد بن عبدالقادر باشنفر 📖

█ _ سعيد بن عبدالقادر باشنفر 1997 حصريا كتاب ❞ دلائل النبوة ( أكثر من 1400 ) دلالة نبوته صلى الله عليه وسلم المجلد الرابع ❝ عن دار الخراز للنشر التوزيع 2025 الرابع: القرآن الكريم [1] إن أعظم القرآنُ الذي أعجز الأولين والآخرين يقول رسول وسلم: ((ما الأنبياء نبي إلا قد أُعطي الآيات ما مثلٌه آمن البشر وإنما كان أُوتيتُ وحياً أَوحى اللهُ إليّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة)) [2] قال ابن حجر معنى قوله: ((إنما أوتيتُ )): "أي معجزتي التي تَحدّيتُ بها الوحيُ أُنزِل عليّ وهو القرآن" ثم لفت رحمه النظر إلى أنه ليس المراد الحديث حصرَ معجزاته معجزة فقال: "بل المعجزة العظمى اختصّ دون غيره وسلم" [3] وقال كثير الحديث: " معناه كل انقرضت بموته وهذا حجة باقية الآباد لا تنقضي عجائبه ولا يخلَق كثرة الرد يشبع منه العلماء هو الفصل بالهزل تركه جبار قصمه ومن ابتغى الهدى أضله الله" [4] وقال القيم سياق حديثه معجزات الأنبياء: "وأعظمها معجزةً كتابٌ باقٍ غضٌ طريّ لم يتغيّر, ولم يتبدّل شيء بل كأنه منزّل الآن العظيم وما أخبر به يقع وقتٍ الوجه به" [5] هذه العظيمة تحدى ودعاهم للإتيان بمثله حين زعموا كلامه فقال تعالى: ]أم يقولون تقَوَّله يؤمنون * فليأتوا بحديثٍ مثله إن كانوا صاٰدقين[ )الطور: 33 34) فلما المشركين يأتوا تحداهم بعشر سور مفتريات عندهم قال افتراه قل فأتوا سورٍ مفترياتٍ وادعوا استطعتم كنتم صـادقين[ (هود: 13) قال كثير: "بين تعالى إعجاز وأنه يستطيع أحدٌ يأتي بسورة مثله؛ لأن كلام الرب يشبه المخلوقين كما صفاته تشبه صفات المحدثات وذاته يشبهها [6] فلما عجزوا الإتيان واحدة ]وإن ريبٍ مما نزلنا عبدنا بسورةٍ شهداءكم (البقرة: 23) الطبري: محمدٍ صدقه وبرهانه حقيقة وأن جاء عندي [أي عند الله] ؛ عجز جميعكم وجميع تستعينون أعوانكم وأنصاركم تأتوا وإذا عجزتم ذلك ـ وأنتم أهل البراعة الفصاحة والبلاغة فقد علمتم غيركم عما عنه أعجز" [7] ويبلغ التحدي القرآني غايته يخبر محاكاة والإتيان دائم انقطاع له فيقول: ]فإن تفعلوا ولن تفعلوا[ 24) القرطبي: ] [ إثارةٌ لهممهم وتحريكٌ لنفوسهم؛ ليكون عجزهم بعد أبدع الغيوب قبل وقوعها" [8] وحين أراد مسيلمة معارضة فضحه وأخزاه فكان قوله محلاً لسخرية العقلاء وإعراض البلغاء قال: "يا ضفدع نقي تنقين الماء تدركين الشراب تمنعين" وقال أيضاً معارضاً القرآن: ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى أخرج بطنها نسمة تسعى بين شراشيف وحشى وأما النضر الحارث فصيح قريش وبليغها فأتى بالمضحك القول "والزارعات زرعاً والحاصدات حصداً والطاحنات طحناً والعاجنات عجناً والخابزات خبزاً [9] وعندما الأديب المقفع وعجز وقال: أشهد هذا يعارض ومثله صنع يحيى الغزال بليغ الأندلس وفصيحها وصدق العظيم: ]قل لئن اجتمعت الإنس والجن بمثل هـذا يأتون ولو بعضهم لبعضٍ ظهيراً[ (الإسراء: 88) سعدي: "وكيف يقدر المخلوق تراب يكون ككلام رب الأرباب؟ الإمكان قدرة الإنسان وكل أدنى ذوقٍ ومعرفةٍ بأنواع الكلام إذا وزن بغيره ظهر الفرق العظيم" [10] لقد اعترف أعداء بعظمة وذلت رقابهم لما سمعوه محكم آياته فهاهو الوليد المغيرة سيد يسمع النبي يقرأ ]إن يأمر بالعدل والإحسان وإيتآء ذي القربى وينهى الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون[ (النحل:90) فيقول قولته المشهورة: "والله إنَّ لقولِه يقولُ لحلاوة وإنّ لطلاوة وإنه لمثمرٌ أعلاه مغدِقٌ أسفلُه ليعلو يُعلا ليَحطِم تحته" [11] ولما عتبة ربيعة وسلم؛ قرأ أوائل سورة فصلت فرجع قائلاً: إني واللهِ سمعت قولاً سمعتُ بمثلِه قط والله بالشعر السحر الكهانة يا معشر قريش: أطيعوني واجعلوها بي خلّوا الرجل وبينَ فيه فوالله ليكونن لقوله نبأ" [12] وفي العصر شهد المنصفون المستشرقين وسجلت كلماتُهم بحقه المزيدَ الإعجاب والدَهش ومنه قول المستشرق فون هامر مقدَمة ترجمته للقرآن "القرآن دستورَ الإسلام فحسب ذِروة البيانِ العربي وأسلوبُ المدهش يشهد القرآنَ وحيٌ محمداً نشر سلطانَه بإعجاز الخطاب فالكلمةُ القرآنُ] يكن الممكن تكونَ ثمرةَ قريحةٍ بشرية" [13] ويقول فيليب حتي كتابه "الإسلام منهج حياة": "إن الأسلوب مختلف إنه يقبل المقارنة بأسلوب آخر يمكن يقلد أساسه فمن جميع المعجزات الكبرى" جورج حنا فيقول "قصة الإنسان": "إذا المسلمون يعتبرون صوابية هي نتيجة محتومة لكون منزلاً يحتمل التخطئة فالمسيحيون يعترفون بهذه الصوابية بقطع كونه أو موضوعاً ويرجعون إليه للاستشهاد بلغته الصحيحة كلما استعصى عليهم أمر أمور اللغة" ويقول الفيلسوف الفرنسي هنري سيرويا "فلسفة الفكر الإسلامي" : سام ورفيع يدانيه أسلوب البشر" بلاشير فلم يألُ جهداً الطعن ومعاداته الكريم" لكن الحقيقة غلبته بمحتواه وتعليمه فقط يمكنه أي تحفة أدبية رائعة تسمو أقرته الإنسانية وبجلته التحف" وبهرت جزالة وروعة أساليبه غوته فسجل ديوانه "الديوان الشرقي للشاعر الغربي" هذه الشهادة للقرآن: فإذا أنكرنا فمعناه أننا اعتبرنا الإله وتحدث بعض الانقلاب أحدثه الاجتماعية والأخلاقية للعرب وكيف منهم الأمم الأخرى دخلت أمة الحضارة والريادة طوال قرون المفكر مارسيل بوازار "إنسانية الإسلام": يُقدّر لإصلاح أخلاق عرب الجاهلية العكس يحمل الشريعة الخالدة والكاملة والمطابقة للحقائق البشرية والحاجات الأزمنة" ويقول ولد يورانت الحضارة" "وقد أكبر الفضل رفع مستوى المسلمين الأخلاقي والثقافي أقام فيهم قواعد النظام الاجتماعي والوحدة وحرضهم اتباع القواعد وحرر وبعث نفوس الأذلاء الكرامة والعزة وأوجد درجة الاعتدال والبعد الشهوات يوجد لها نظير أية بقعة بقاع العالم يسكنها الأبيض" وتقول المستشرقة الإيطالية لورافيشيا فاغليري كتابها "دفاع انتشار السريع يتم طريق القوة بجهود المبشرين الموصولة أدى الانتشار كون الكتاب قدمه للشعوب المغلوبة مع تخييرها قبوله ورفضه كلمة الحق ميسور محمد يقدمها المترددين الأرض" [14] ومما أذهل العلمي حواه معارف توصلت إليها قريباً بفضل التقنية العلمية الحديثة هؤلاء شهادات منصفة بحق ونبدأ بالبروفسور يوشيودي كوزان مدير مرصد طوكيو إذ يقول: يصف الكون أعلى نقطة الوجود فكل أمامه مكشوف يرى فليس هناك خفي مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
دلائل النبوة ( أكثر من 1400 ) دلالة من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم المجلد الرابع
كتاب

دلائل النبوة ( أكثر من 1400 ) دلالة من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم المجلد الرابع

ــ سعيد بن عبدالقادر باشنفر

صدر 1997م عن دار الخراز للنشر و التوزيع
دلائل النبوة ( أكثر من 1400 ) دلالة من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم المجلد الرابع
كتاب

دلائل النبوة ( أكثر من 1400 ) دلالة من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم المجلد الرابع

ــ سعيد بن عبدالقادر باشنفر

صدر 1997م عن دار الخراز للنشر و التوزيع
حول
سعيد بن عبدالقادر باشنفر ✍️ المؤلف
المتجر أماكن الشراء
دار الخراز للنشر و التوزيع 🏛 الناشر
مناقشات ومراجعات
QR Code
عن كتاب دلائل النبوة ( أكثر من 1400 ) دلالة من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم المجلد الرابع:
دلالة القرآن الكريم على نبوته صلى الله عليه وسلم [1]

إن أعظم دلائل النبوة القرآنُ الكريم، كتاب الله الذي أعجز الأولين والآخرين.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من الأنبياء من نبي، إلا قد أُعطي من الآيات، ما مثلٌه آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أُوتيتُ وحياً أَوحى اللهُ إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة)). [2]
قال ابن حجر في معنى قوله: ((إنما كان الذي أوتيتُ وحياً )): "أي أن معجزتي التي تَحدّيتُ بها، الوحيُ الذي أُنزِل عليّ، وهو القرآن".
ثم لفت - رحمه الله - النظر إلى أنه ليس المراد من الحديث حصرَ معجزاته صلى الله عليه وسلم في معجزة القرآن الكريم فقال: "بل المراد أنه المعجزة العظمى التي اختصّ بها دون غيره صلى الله عليه وسلم". [3]
وقال ابن كثير في معنى الحديث: " معناه أن معجزة كل نبي انقرضت بموته، وهذا القرآن حجة باقية على الآباد، لا تنقضي عجائبه، ولا يخلَق عن كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله".[4]
وقال ابن القيم في سياق حديثه عن معجزات الأنبياء: "وأعظمها معجزةً كتابٌ باقٍ غضٌ طريّ لم يتغيّر, ولم يتبدّل منه شيء، بل كأنه منزّل الآن، وهو القرآن العظيم، وما أخبر به يقع كل وقتٍ على الوجه الذي أخبر به". [5]
هذه المعجزة العظيمة تحدى الله بها الأولين والآخرين، ودعاهم للإتيان بمثله حين زعموا أن القرآن من كلامه صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: ]أم يقولون تقَوَّله بل لا يؤمنون * فليأتوا بحديثٍ مثله إن كانوا صاٰدقين[ )الطور: 33-34).
فلما أعجز المشركين أن يأتوا بمثله، تحداهم القرآن أن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات من عندهم، قال تعالى: ]أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سورٍ مثله مفترياتٍ وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صـادقين[ (هود: 13).
قال ابن كثير: "بين تعالى إعجاز القرآن، وأنه لا يستطيع أحدٌ أن يأتي بمثله، ولا بعشر سور من مثله، ولا بسورة من مثله؛ لأن كلام الرب تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، كما أن صفاته لا تشبه صفات المحدثات، وذاته لا يشبهها شيء ".[6]
فلما عجزوا عن الإتيان بعشر سور تحداهم القرآن أن يأتوا بسورة واحدة، قال تعالى: ]وإن كنتم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صـادقين[ (البقرة: 23).
قال الطبري: " ومن حجة محمدٍ صلى الله عليه وسلم على صدقه، وبرهانه على حقيقة نبوته، وأن ما جاء به من عندي [أي من عند الله] ؛ عجز جميعكم وجميع من تستعينون به من أعوانكم وأنصاركم، عن أن تأتوا بسورة من مثله. وإذا عجزتم عن ذلك ـ وأنتم أهل البراعة في الفصاحة والبلاغة ـ فقد علمتم أن غيركم عما عجزتم عنه من ذلك أعجز".[7]
ويبلغ التحدي القرآني غايته حين يخبر القرآن أن عجز المشركين عن محاكاة القرآن والإتيان بمثله عجز دائم لا انقطاع له، فيقول: ]فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا[ (البقرة: 24).
قال القرطبي: " قوله: ] ولن تفعلوا [ إثارةٌ لهممهم، وتحريكٌ لنفوسهم؛ ليكون عجزهم بعد ذلك أبدع، وهذا من الغيوب التي أخبر بها القرآن قبل وقوعها".[8]
وحين أراد مسيلمة معارضة القرآن فضحه الله وأخزاه، فكان قوله محلاً لسخرية العقلاء وإعراض البلغاء، فقد قال: "يا ضفدع، نقي كما تنقين ، لا الماء تدركين ، ولا الشراب تمنعين".
وقال أيضاً معارضاً القرآن: " ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى، أخرج من بطنها نسمة تسعى ، من بين شراشيف وحشى ".
وأما النضر بن الحارث فصيح قريش وبليغها، فأتى بالمضحك من القول حين قال: "والزارعات زرعاً. والحاصدات حصداً. والطاحنات طحناً. والعاجنات عجناً. والخابزات خبزاً ....".[9]
وعندما أراد الأديب ابن المقفع معارضة القرآن كل وعجز، وقال: أشهد أن هذا لا يعارض، وما هو من كلام البشر.
ومثله صنع يحيى الغزال بليغ الأندلس وفصيحها.
وصدق الله العظيم: ]قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هـذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً[ (الإسراء: 88).
قال ابن سعدي: "وكيف يقدر المخلوق من تراب، أن يكون كلامه ككلام رب الأرباب؟ .. هذا ليس في الإمكان، ولا في قدرة الإنسان، وكل من له أدنى ذوقٍ ومعرفةٍ بأنواع الكلام، إذا وزن هذا القرآن العظيم بغيره من كلام البلغاء، ظهر له الفرق العظيم".[10]
لقد اعترف أعداء القرآن بعظمة القرآن، وذلت رقابهم لما سمعوه من محكم آياته، فهاهو الوليد بن المغيرة سيد قريش، يسمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ قوله تعالى: ]إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون[ (النحل:90).
فيقول قولته المشهورة: "والله إنَّ لقولِه الذي يقولُ لحلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإنه لمثمرٌ أعلاه، مغدِقٌ أسفلُه، وإنه ليعلو وما يُعلا، وإنه ليَحطِم ما تحته".[11]
ولما جاء عتبة بن ربيعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم أوائل سورة فصلت، فرجع إلى قريش قائلاً: إني واللهِ قد سمعت قولاً ما سمعتُ بمثلِه قط، والله ما هو بالشعر ولا السحر ولا الكهانة، يا معشر قريش: أطيعوني واجعلوها بي، خلّوا بين هذا الرجل وبينَ ما هو فيه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعتُ نبأ".[12]
وفي العصر الحديث أيضاً شهد المنصفون من المستشرقين بعظمة القرآن، وسجلت كلماتُهم بحقه المزيدَ من الإعجاب والدَهش.
ومنه قول المستشرق فون هامر في مقدَمة ترجمته للقرآن، فقد قال: "القرآن ليس دستورَ الإسلام فحسب، وإنما هو ذِروة البيانِ العربي، وأسلوبُ القرآن المدهش يشهد على أن القرآنَ هو وحيٌ من الله، وأن محمداً قد نشر سلطانَه بإعجاز الخطاب، فالكلمةُ [أي القرآنُ] لم يكن من الممكن أن تكونَ ثمرةَ قريحةٍ بشرية".[13]
ويقول فيليب حتي في كتابه "الإسلام منهج حياة": "إن الأسلوب القرآني مختلف عن غيره، إنه لا يقبل المقارنة بأسلوب آخر، ولا يمكن أن يقلد، وهذا في أساسه هو إعجاز القرآن .. فمن جميع المعجزات كان القرآن المعجزة الكبرى".
وأما جورج حنا فيقول في كتابه "قصة الإنسان": "إذا كان المسلمون يعتبرون أن صوابية القرآن هي نتيجة محتومة لكون القرآن منزلاً ولا يحتمل التخطئة، فالمسيحيون يعترفون أيضاً بهذه الصوابية، بقطع النظر عن كونه منزلاً أو موضوعاً، ويرجعون إليه للاستشهاد بلغته الصحيحة كلما استعصى عليهم أمر من أمور اللغة".
ويقول الفيلسوف الفرنسي هنري سيرويا في كتابه "فلسفة الفكر الإسلامي" : "القرآن من الله بأسلوب سام ورفيع لا يدانيه أسلوب البشر".
وأما المستشرق بلاشير فلم يألُ جهداً في الطعن في القرآن ومعاداته في كتابه "القرآن الكريم"، لكن الحقيقة غلبته، فقال: "إن القرآن ليس معجزة بمحتواه وتعليمه فقط، إنه أيضاً يمكنه أن يكون قبل أي شيء آخر تحفة أدبية رائعة ؛ تسمو على جميع ما أقرته الإنسانية وبجلته من التحف".
وبهرت جزالة القرآن وروعة أساليبه المستشرق الأديب غوته، فسجل في ديوانه "الديوان الشرقي للشاعر الغربي" هذه الشهادة للقرآن: "القرآن ليس كلام البشر، فإذا أنكرنا كونه من الله، فمعناه أننا اعتبرنا محمداً هو الإله ".
وتحدث بعض المستشرقين عن الانقلاب العظيم الذي أحدثه القرآن في القيم الاجتماعية والأخلاقية للعرب، وكيف صنع منهم ومن الأمم الأخرى التي دخلت في الإسلام أمة الحضارة والريادة طوال قرون، فيقول المفكر الفرنسي مارسيل بوازار في كتابه "إنسانية الإسلام": "إن القرآن لم يُقدّر قط لإصلاح أخلاق عرب الجاهلية، إنه على العكس يحمل الشريعة الخالدة والكاملة والمطابقة للحقائق البشرية والحاجات الاجتماعية في كل الأزمنة".
ويقول ولد يورانت في "قصة الحضارة" عن القرآن: "وقد كان له أكبر الفضل في رفع مستوى المسلمين الأخلاقي والثقافي، وهو الذي أقام فيهم قواعد النظام الاجتماعي والوحدة الاجتماعية، وحرضهم على اتباع القواعد الصحيحة، وحرر وبعث في نفوس الأذلاء الكرامة والعزة، وأوجد بين المسلمين درجة من الاعتدال والبعد عن الشهوات لم يوجد لها نظير في أية بقعة من بقاع العالم يسكنها الرجل الأبيض".
وتقول المستشرقة الإيطالية لورافيشيا فاغليري في كتابها "دفاع عن الإسلام": "إن انتشار الإسلام السريع لم يتم لا عن طريق القوة ولا بجهود المبشرين الموصولة، إن الذي أدى إلى ذلك الانتشار كون الكتاب الذي قدمه المسلمون للشعوب المغلوبة - مع تخييرها بين قبوله ورفضه - كتاب الله، كلمة الحق، أعظم معجزة كان في ميسور محمد أن يقدمها إلى المترددين في هذه الأرض".[14]
ومما أذهل العلماء إعجاز القرآن العلمي، وما حواه من معارف توصلت إليها البشرية قريباً بفضل التقنية العلمية الحديثة، فسجل هؤلاء العلماء شهادات منصفة بحق القرآن العظيم.
ونبدأ بالبروفسور يوشيودي كوزان مدير مرصد طوكيو، إذ يقول: " إن هذا القرآن يصف الكون من أعلى نقطة في الوجود، فكل شيء أمامه مكشوف، إن الذي قال هذا القرآن، [أي الله] يرى كل شيء في هذا الكون، فليس هناك شيء قد خفي عليه ".
الترتيب:

#7K

0 مشاهدة هذا اليوم

#27K

22 مشاهدة هذا الشهر

#73K

4K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 128.