📘 ❞ طبقات الشافعية ❝ كتاب ــ إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب طبقات الشافعية ❝ ــ إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي 📖

█ _ إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي 0 حصريا كتاب طبقات الشافعية عن دار المدار الإسلامي 2024 الشافعية: تطابقت دلالة الكتاب والسنة شرف العلم وفضله ومدح حامليه وأهله والتنبيه ما خصوا به من التقديم ومعاملتهم بالإكرام والتعظيم كما قال تعالى فِي محكم كتابه الكريم: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18] فقرن شهادتهم بشهادته وشهادة الملائكة المقربين وهذه مزية عظيمة اختصوا بها العالمين ولما كان الشافعي رضي الله عنه أعظمهم قدرا وأجلهم خطرا وأغزرهم علما وأكثرهم حلما أحببت أن أذكر شيئا أحواله وأن أنبه مكارمه وصالح أعماله وأترجم بعد ذلك أصحابه ومتبعيه إلى زماننا هذا وبالله المستعان فهو الإمام العالم أحد أئمة الإسلام وفقهاء الأنام أبو عبد محمد إدريس العباس عثمان شافع السائب عبيد يزيد هاشم المطلب مناف قصي كلاب مرة كعب لؤي غالب فهر مالك النضر كنانة خزيمة مدركة إلياس مضر نزار معد عدنان المطلبي يجتمع مع رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هكذا نَسَبَهُ الربيع سليمان وغيره قال: وهو ابن عم ممن تحرم عليه الصدقة ذوي القربى الذين لهم سهم مفروض الخمس وهم بنو وبنو قال الحافظ بكر الخطيب: سمعت القاضي أبا الطيب طاهر الطبري يقول: الذي ينسب إليه قد لقي النبي صلى وسلم مترعرع وأسلم أبوه يوم بدر فإنه صاحب راية بني فأسر وفدى نفسه ثُمَّ أسلم فقيل له: لِمَ لَمْ تسلم قبل تؤدي فداك؟ فقال: كنت أحرم المؤمنين طعما لهم الطيب: بعض أهل بالنسب: وابن عمته؛ لأن والشفا بنت الأرقم أم هي أخت وأم أزدية وفي الحديث: الأزد جرثومة العرب وقد روى الخطيب البغدادي بسنده الحكم لما حملت رأت كأن المشترى خرج فرجها حتى انقض بمصر وقع كل بلد منه شظية فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج عالم يخص علمه مصر يتفرق سائر البلدان [فصل ذكر مولده ومنشئه وهمته العلية حال صغره وصباه ] قال أخبرنا أحمد رزق ثنا علي الحسن شيظم الفامي قدم للحج أنا نصر مكي ببلخ لي ولدت بغزة سنة خمسين يعني: ومائة وحملت مكة وأنا سنتين وأخبرني غيره لم يكن مال فكنت أطلب الحداثة أذهب الديوان أستوهب منهم الظهور وأكتب فيها وقال الرحمن أبي حاتم الرازي جمعه آداب عمرو ابن سواد عنه: بعسقلان فلما أتى سنتان حملتني أمي وكانت نهمتي شيئين الرمي وطلب فنلت أصيب العشرة عشرة وسكت فقلت أنت والله أكثر منك وقال حاتم: وهب أخي باليمن فخافت الضيعة وقالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم فإني أخاف يغلب نسبك فجهزتني فقدمتها عشر أو شبهها فصرت نسيب وجعلت فيقول لي: تعجل بهذا وأقبل ينفعك فجعلت لذتي وطلبه شيخنا الذهبي: قوله: غلط إلا يريد القبيلة وهذا محتمل لكن خلاف الظاهر قلت: فهذه ثلاث روايات والمشهور ولد ويحتمل أنها التي قريب غزة ثم حمل صغيرا انتقلت أمه اليمن ترعرع وقرأ القرآن بعثت قبيلته فطلب الفقه أعلم وأما زمان ففي بلا نزاع العام توفي فيه حنيفة رحمه قيل: اليوم ولا يكاد يصح ويتعسر ثبوته جدا وما يذكره الجهلة المشغبين مكث حملا بطن أربع سنين وجد فكلام سخيف وليس بصحيح الناس تعظيما لأبي عنهما ورحمهما حدثني بشر حماد الدولابي طريق وراق الحميدي يتيما حجر ولم معها تعطي المعلم وكان أخلفه إذا قام ختمت دخلت المسجد وكنت أجالس العلماء فأحفظ الحديث المسألة منزلنا بمكة شعب الخيف أنظر العظم فأكتب لنا جرة امتلأ طرحته الجرة حدثنا روح الزبير يذكر طلبت الأمر خفة ذات اليد وأتحفظ اشتهيت أدون بقرب آخذ العظام والأكتاف دارنا حباب قلت: عادة الكتابة العسب واللخاف ورقاع الأدم وغير لقلة القرطاس عندهم ولهذا كتب زيد ثابت أمر الصديق عامته هذه الأشياء الخضر المعدل سعيد إبراهيم الطائي الأقطع يحيى المزني حفظت سبع وحفظت الموطأ أقمت بطون عشرين أشعارها ولغاتها فما علمت مر بي حرف المعنى والمراد خلا حرفين أحدهما دساها والآخر نسيه الراوي همة عالية يحفظ الكتاب والسنة وله العمر فرضي ويقال: إن الذين ضوى إليهم هذيل أفصح الحاكم النيسابوري: الوليد حسان الفقيه محمود داود الأصبهاني مصعب الزبيري قرأ أشعار حفظا تخبر فإنهم يحتملون مصعب: يسمر أول الليل الصباح ينامان ابتداء أمره يطلب الشعر وأيام والأدب أخذ سبب أخذه أنه كان يسير يوما دابة له وخلفه كاتب فتمثل بيت شعر فقرعه بسوطه مثلك يذهب بمروءته مثل أين الفقه؟ فهزه فقصد لمجالسة الزنجي خالد مفتي علينا فلزم أنس المرادي مسلم شيخ يقول للشافعي عنهما: أفت يا فقد آن لك تفتي خمس فيما إلي الجارودي عمى كلهم ثماني سنة: وهكذا وجه آخر الربيع: دون هو الصواب والأول ليس بمستقيم يصغر إدراك تلك السن هذا جمع مؤلفه تراجم أعلام المذهب حسب طبقاتهم اشتمل مقدمة طويلة تحدث المؤلف فضل إله وأركان الخمسة وفضل الصلاة رسول ومكانة قريش وفضلها ومناقب وقول أما الخطبة واشتملت المقدمة أيضًا نتف مما أنشد بين يدي سيدنا الأشعار والأراجيز وذكر خروج السلطان الأعظم قسم بادئًا بالطبقة الأولى فالثانية طبقة اسم ونسبه وروايته ودرجته وشيئًا مآثره وبدأ الطبقة بالترجمة لأحمد الخلال جعفر العسكري وانتهى السابعة حيث ترجم لمن السبعمائة التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم يتناول سير حياة الأعلام عبر العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية عهد الرسول بزمن حرص حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص يتعلق بالحديث أولا ومن الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى صحيحه مجاهد «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: يأذن لحديثه ينظر مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي بسبب نقلة النبوية وذلك ينبني المعرفة قبول والتعبد بما لله رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا رجالكم فينظر السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من حدث سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) مدة ملازمته لكلّ شيوخه وكيف ذاك وكم الأحاديث والآثار ذلك؛ وهل كثير الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ الأوهام والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب منها تفرّدته الأمة الإسلامية باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
طبقات الشافعية
كتاب

طبقات الشافعية

ــ إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي

عن دار المدار الإسلامي
طبقات الشافعية
كتاب

طبقات الشافعية

ــ إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي

عن دار المدار الإسلامي
عن كتاب طبقات الشافعية:
تطابقت دلالة الكتاب والسنة على شرف العلم وفضله ومدح حامليه وأهله، والتنبيه على ما خصوا به من التقديم ومعاملتهم بالإكرام والتعظيم كما قال تعالى فِي محكم كتابه الكريم: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18] ، فقرن شهادتهم بشهادته وشهادة الملائكة المقربين، وهذه مزية عظيمة اختصوا بها فِي العالمين.

ولما كان الشافعي، رضي الله عنه، من أعظمهم قدرا وأجلهم خطرا، وأغزرهم علما، وأكثرهم حلما، أحببت أن أذكر شيئا من أحواله، وأن أنبه على مكارمه، وصالح أعماله، وأترجم بعد ذلك أصحابه ومتبعيه إلى زماننا هذا، وبالله المستعان.

فهو الإمام العالم أحد أئمة الإسلام وفقهاء الأنام أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشي المطلبي، يجتمع مع رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي عبد مناف بن قصي، هكذا نَسَبَهُ الربيع بن سليمان وغيره، قال: وهو ابن عم رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو ممن تحرم عليه الصدقة من ذوي القربى الذين

لهم سهم مفروض فِي الخمس وهم بنو هاشم وبنو المطلب.

قال الحافظ أبو بكر الخطيب: سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، يقول: شافع بن السائب الذي ينسب إليه الشافعي، رضي الله عنه، قد لقي النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو مترعرع، وأسلم أبوه السائب يوم بدر، فإنه كان صاحب راية بني هاشم، فأسر وفدى نفسه ثُمَّ أسلم، فقيل له: لِمَ لَمْ تسلم قبل أن تؤدي فداك؟ فقال: ما كنت أحرم المؤمنين طعما لهم.

قال القاضي أبو الطيب: قال بعض أهل العلم بالنسب: الشافعي ابن عم رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وابن عمته؛ لأن المطلب عم رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والشفا بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف أم السائب بن يزيد هي أخت عبد المطلب بن هاشم وأم الشافعي، رضي الله عنه، أزدية، وفي الحديث: الأزد جرثومة العرب، وقد روى الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي بسنده، عن ابن عبد الحكم، قال: لما حملت أم الشافعي، رضي الله عنه، به رأت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر، ثُمَّ وقع فِي كل بلد منه شظية، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج

عالم يخص علمه أهل مصر، ثُمَّ يتفرق فِي سائر البلدان.

[فصل ذكر مولده، ومنشئه وهمته العلية في حال صغره وصباه.]

قال الحافظ أبو بكر الخطيب: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، ثنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن شيظم الفامي قدم للحج، أنا نصر بن مكي ببلخ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: قال لي محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه، ولدت بغزة سنة خمسين، يعني: ومائة، وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين، قال: وأخبرني غيره عن الشافعي، رضي الله عنه، قال: لم يكن لي مال فكنت أطلب العلم في الحداثة، أذهب إلى الديوان أستوهب منهم الظهور، وأكتب فيها، وقال الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتاب جمعه في آداب الشافعي، رضي الله عنه، ثنا أبي، قال: سمعت عمرو ابن

سواد قال: قال لي الشافعي، رضي الله عنه: ولدت بعسقلان فلما أتى على سنتان حملتني أمي إلى مكة وكانت نهمتي في شيئين، في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من العشرة عشرة وسكت عن العلم، فقلت له: أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي.

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: أنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ابن أخي عبد الله بن وهب، قال: سمعت محمد بن إدريس، يقول: ولدت باليمن فخافت أمي علي الضيعة، وقالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإني أخاف أن يغلب على نسبك، فجهزتني إلى مكة، فقدمتها وأنا ابن عشر، أو شبهها، فصرت إلى نسيب لي، وجعلت أطلب العلم، فيقول لي: لا تعجل بهذا وأقبل على ما ينفعك، فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزق الله منه ما رزق.

قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي: قوله: باليمن غلط إلا أن يريد به القبيلة وهذا محتمل لكن خلاف الظاهر.

قلت: فهذه ثلاث روايات في بلد مولده، والمشهور أنه ولد بغزة ويحتمل أنها بعسقلان التي هي قريب من غزة ثم حمل إلى مكة صغيرا، ثم انتقلت به أمه إلى اليمن، فلما ترعرع، وقرأ القرآن بعثت به إلى بلد قبيلته مكة فطلب بها الفقه، والله أعلم.

وأما زمان مولده ففي سنة خمسين ومائة بلا نزاع وهو العام الذي توفي فيه الإمام أبو حنيفة، رحمه الله، ثم قيل: ولد في اليوم الذي توفي فيه أبو حنيفة، ولا يكاد يصح هذا ويتعسر ثبوته جدا، وما يذكره بعض الجهلة من المشغبين من أن الشافعي، رضي الله عنه، مكث حملا في بطن أمه أربع سنين حتى توفي أبو حنيفة، رحمه الله، أو أنه يوم وجد الشافعي توفي أبو حنيفة، فكلام سخيف وليس بصحيح، وقد كان الشافعي، رضي الله عنه، من أكثر الناس تعظيما لأبي حنيفة، رضي الله عنهما ورحمهما.

قال ابن أبي حاتم: حدثني أبو بشر أحمد بن حماد الدولابي في طريق مصر، حدثني أبو بكر بن إدريس وراق الحميدي، عن الشافعي، رضي الله عنه، قال: كنت يتيما في حجر أمي ولم يكن معها ما تعطي المعلم، وكان المعلم قد رضي من أمي أن أخلفه إذا قام، فلما ختمت القرآن دخلت المسجد، وكنت أجالس العلماء فأحفظ الحديث، أو المسألة، وكان منزلنا بمكة في شعب الخيف فكنت أنظر إلى العظم فأكتب فيه الحديث، أو المسألة، وكانت لنا جرة عظيمة إذا امتلأ العظم طرحته في الجرة، حدثنا محمد بن روح، قال: سمعت الزبير بن سليمان القرشي يذكر عن الشافعي، رضي الله عنه، قال: طلبت هذا الأمر عن خفة

ذات اليد كنت أجالس الناس وأتحفظ ثم اشتهيت أن أدون، وكان منزلنا بمكة بقرب شعب الخيف فكنت آخذ العظام والأكتاف فأكتب فيها حتى امتلأ في دارنا من ذلك حباب، قلت: وكان من عادة العرب الكتابة في العظام العسب واللخاف ورقاع الأدم وغير ذلك لقلة القرطاس عندهم، ولهذا لما كتب زيد بن ثابت، رضي الله عنه، القرآن عن أمر الصديق، رضي الله عنه، كتب عامته من هذه الأشياء.

وقال أبو بكر الخطيب: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله الطبري، ثنا أحمد بن عبد الله بن الخضر المعدل، ثنا علي بن محمد بن سعيد، ثنا أحمد بن إبراهيم الطائي الأقطع، ثنا إسماعيل بن يحيى المزني، قال: سمعت الشافعي، رضي الله عنه، يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين، ثم روى الخطيب عن الشافعي، رضي الله عنه، أنه قال: أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن، فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد، ما خلا حرفين أحدهما دساها والآخر نسيه الراوي عنه، قلت: فهذه همة عالية ممن يحفظ الكتاب

والسنة وله من العمر عشر سنين، فرضي الله عنه.

ويقال: إن القبيلة الذين ضوى إليهم الشافعي، رضي الله عنه، هذيل وهم أفصح العرب، قال الحاكم النيسابوري: ثنا أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه، ثنا إبراهيم بن محمود، حدثني أبو سليمان، يعني: داود الأصبهاني، حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: قرأ علي الشافعي، رضي الله عنه، أشعار هذيل حفظا، ثم قال: لا تخبر بهذا أهل الحديث فإنهم لا يحتملون هذا، قال مصعب: وكان الشافعي، رضي الله عنه، يسمر مع أبي من أول الليل حتى الصباح ولا ينامان، قال: وكان الشافعي، رضي الله عنه، في ابتداء أمره يطلب الشعر، وأيام الناس، والأدب، ثم أخذ في الفقه بعد، قال: وكان سبب أخذه أنه

كان يسير يوما على دابة له وخلفه كاتب لأبي، فتمثل الشافعي، رضي الله عنه، بيت شعر فقرعه كاتب أبي بسوطه ثم قال له: مثلك يذهب بمروءته في مثل هذا، أين أنت من الفقه؟ فهزه ذلك فقصد لمجالسة الزنجي بن خالد مفتي مكة، ثم قدم علينا فلزم مالك بن أنس، رحمه الله، وقال ابن أبي حاتم، ثنا الربيع ابن سليمان المرادي، قال: سمعت الحميدي، يقول: سمعت الزنجي بن خالد، يعني: مسلم ابن خالد الزنجي شيخ الشافعي، رضي الله عنه، يقول للشافعي، رضي الله عنهما: أفت يا أبا عبد الله، فقد والله آن لك أن تفتي، وهو ابن خمس عشرة سنة.

وقال ابن أبي حاتم: وأخبرني أبو محمد ابن بنت الشافعي فيما كتب إلي، قال: سمعت أبا الوليد، يعني: الجارودي، أو عمى، أو أبي، أو كلهم، عن مسلم بن خالد، أنه قال للشافعي، رضي الله عنه، وهو ابن ثماني عشرة سنة: أفت يا أبا عبد الله فقد آن لك أن تفتي، وهكذا روى الخطيب من وجه آخر عن الربيع: سمعت الحميدي يقول: قال مسلم بن خالد الزنجي للشافعي، رضي الله عنه: يا أبا عبد الله أفت الناس، آن لك والله أن تفتي، وهو ابن دون عشرين سنة، قال الخطيب: وهذا هو الصواب، والأول ليس بمستقيم لأن الحميدي يصغر عن إدراك الشافعي، رضي الله عنه، وله تلك السن خمس عشرة سنة.



هذا كتاب جمع فيه مؤلفه تراجم أعلام المذهب الشافعي حسب طبقاتهم، وقد اشتمل الكتاب على مقدمة طويلة، تحدث فيها المؤلف عن فضل لا إله إلا الله، وأركان الإسلام الخمسة، وفضل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومكانة قريش وفضلها، ومناقب الإمام الشافعي، وقول أما بعد في الخطبة، واشتملت المقدمة أيضًا على نتف مما أنشد بين يدي سيدنا رسول الله من الأشعار والأراجيز، وذكر خروج السلطان الأعظم، ثم قسم المؤلف الكتاب إلى سبع طبقات، بادئًا بالطبقة الأولى، فالثانية، وهكذا، يذكر في كل طبقة اسم الفقيه ونسبه، وروايته ودرجته بين أهل العلم وشيئًا من مآثره، وبدأ الطبقة الأولى بالترجمة لأحمد بن خالد الخلال أبو جعفر البغدادي العسكري، وانتهى بالطبقة السابعة حيث ترجم فيها لمن توفي بعد السبعمائة.
الترتيب:

#2K

2 مشاهدة هذا اليوم

#77K

10 مشاهدة هذا الشهر

#10K

18K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 962.
المتجر أماكن الشراء
إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار المدار الإسلامي 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية