📘 ❞ صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس ❝ كتاب ــ علي محمد الصلابي اصدار 2008

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس ❝ ــ علي محمد الصلابي 📖

█ _ علي محمد الصلابي 2008 حصريا كتاب صلاح الدين الأيوبي وجهوده القضاء الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس عن دار المعرفة للطباعة والنشر 2024 المقدس: الملك الناصر أبو المظفر والدنيا يوسف بن أيوب شاذي مروان يعقوب الدُويني التكريتي (532 589 هـ 1138 1193 م) المشهور بلقب قائد عسكري أسس الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن ظل الراية العباسية بعد أن قضى الخلافة استمرت 262 سنة قاد عدّة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين سبيل استعادة الأراضي المقدسة كان الصليبيون قد استولوا عليها أواخر القرن الحادي عشر وقد تمكن نهاية المطاف معظم أراضي فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس هزم جيش هزيمة منكرة معركة حطين كان يقول بمذهب أهل السنة والجماعة وروي عبد القادر الجيلاني دعا له عندما رآه بالبركة فيه خلال «زيارة خفية» لنجم وأسرته ببغداد 533 1138م وهذا يفسر أتباعه الطريقة القادرية فيما وبعض العلماء كالمقريزي المؤرخين المتأخرين قالوا: إنه أشعريًا وإنه يصحب علماء الصوفية الأشاعرة لأخذ الرأي والمشورة وأظهر العقيدة الأشعرية يشتهر بتسامحه ومعاملته الإنسانية لأعدائه لذا فهو أكثر الأشخاص تقديرًا واحترامًا العالمين الشرقي الإسلامي والأوروبي المسيحي حيث كتب المؤرخون بسالته عدد المواقف أبرزها عند حصاره لقلعة الكرك مؤاب وكنتيجة لهذا حظي باحترام خصومه لا سيما ملك إنجلترا ريتشارد الأول «قلب الأسد» وبدلاً يتحول لشخص مكروه أوروبا الغربية استحال رمزًا رموز الفروسية والشجاعة وورد ذكره القصص والأشعار الإنجليزية والفرنسية العائدة لتلك الحقبة ولد تكريت العراق عام 532 ليلة مغادرة والده نجم قلعة حينما واليًا ويرجع نسب الأيوبيين إلى دوين أرمينيا اختلف العائلة أورد ابن الأثير تاريخه يرجع الأكراد الروادية وهم فخذ الهذبانية ويذكر أحمد خلكان ما نصه: «قال لي رجل فقيه عارف وهو إن باب قرية يُقال لها «أجدانقان» وجميع أهلها أكراد روادية وكان أخذ ولديه أسد شيركوه ونجم وخرج بهما بغداد ومن هناك نزلوا ومات بها وعلى قبره قبة داخل البلد» يؤكده سعيد الفتاح عاشور وجمال الشيال وعبد المنعم ماجد بينما يرفض بعض ملوك هذا النسب وقالوا: «إنما نحن عرب نزلنا وتزوجنا منهم» » الأيوبيون نفسهم اختلفوا نسبهم فالملك المعز إسماعيل صاحب اليمن أرجع بني أمية وحين بلغ ذلك العادل سيف أبي بكر قال: «كذب أصلاً» أما دمشق فقد أثبتوا مرة عوف بطون غطفان أحضر المعظم عيسى وأسمعه ابنه داود وقد شرح الحسن داوود كتابه «الفوائد الجلية الفرائد الناصرية» قيل أجداده وقطع أنهم ليسوا أكرادًا بل عندهم فنسبوا إليهم وقال: «ولم أرَ أحداً ممن أدركتُه مشايخ بيتنا يعترف بهذا النسب» كما رجَّح صحة شجرة وضعها غريب والتي نسبة عنترة العزيز هُدْبة الحُصَين الحارث سنان عمرو مُرَّة أسامة بيهس حارثة نَشبَة غيظ لؤي غالب فهر مالك قريش وكان والد انتقل بعلبك أصبح مدة سبع سنوات وانتقل وقضى طفولته أمضى فترة شبابه بلاط نور محمود زنكي أمير المصادر حول حياة هذه الفترة قليلة ومبعثرة لكن المعروف أنه عشق عشقًا شديدًا وتلقى علومه وبرع دراساته حتى قال عنه معاصريه عالمًا بالهندسة الإقليدية والرياضيات المجسطية وعلوم الحساب والشريعة الإسلامية وتنص شغفًا بالعلوم الدينية والفقه العلوم العسكرية أيام دراسته وبالإضافة ملمًا بعلم الأنساب والسير الذاتية وتاريخ العرب والشعر فحفظ ديوان الحماسة لأبي تمام ظهر قلب أيضًا أحب الخيول العربية المطهمة وعرف أنقى سلالاتها دمًا بدايته كانت تجزأت دويلات بحلول الوقت الذي أواسط الثاني فكان الفاطميون يحكمون ويدعون لخلفائهم منابر المساجد ولا يعترفون بخلافة يحتلون الشاطئ للبحر المتوسط آسيا الصغرى شبه جزيرة سيناء والأتابكة يسيطرون شمال وسوريا الداخلية خط سير الشام ومعاركه مع الفاطميين والصليبيين لمع سماء المعارك والقيادة أقبل الوزير الفاطمي شاور مجير السعدي فارًا وهربًا ضرغام عامر سوار المنذري اللخمي الملقب فارس المسلمين لما استولى المصرية وقهره وأخذ مكانه الوزارة وقتل ولده الأكبر طيء مستغيثًا بالملك وذلك شهر رمضان 558 ودخل 23 ذي القعدة نفسها فوجه معه جماعة عسكره الستة والعشرين ربيعًا جملتهم خدمة عمه وخدمة كاره للسفر معهم لنور إرسال الجيش هدفان؛ قضاء حق لكونه قصده وأنه أراد استعلام أحوال فإنه يبلغه أنها ضعيفة جهة الجند وأحوالها غاية الاختلال فقصد الكشف حقيقة كثير الاعتماد لشجاعته ومعرفته وأمانته فانتدبه لذلك وجعل أخيه مقدم وشاور فخرجوا رأس جمادى الأولى 559 ودخلوا وسيطروا واستولوا الأمر رجب لم يلعب دورًا كبيرًا الحملة اقتصر دوره مهمات ثانوية ولمّا وصل الديار وقتلوا وحصل لشاور مقصوده وعاد منصبه وتمهدت قواعده واستمرت أموره غدر بأسد واستنجد بالفرنجة عليه فحاصروه بلبيس ثلاثة أشهر شاهد البلاد أحوالها ولكن تحت ضغط هجمات مملكة الصليبية والحملات المتتالية بالإضافة قلة الجنود الشامية أجبر الانسحاب وبلغ علم وكذلك مكاتبة للفرنجة وما تقرر بينهم فخافا يملكوها ويملكوا بطريقها جميع فتجهز قيادة وأنفذ العساكر وصلاح وصول مقارنًا لوصول إليها فاتفقوا فاشتبكوا أوّل كبيرة صحراء الجيزة وفي تلك المعركة لعب والفرنجة يفوق عددًا فرأى يجعل القلب لاعتقاده بأن سيحملون ظنًا منهم سيكون وتولّى الميمنة شجعان جيشه وسُلّمت الميسرة جمع القادة الكرد بداية حمل الذين تقهقروا بانتظام أمام الهجوم ليطوّقهم وجنوده صورة صور تكتيك الكماشة يرى الغربيين وعورة الأرض وكثافة الرمال وثقل الجياد الأوروبية والجنود المدرعين أسهمت جعل الآية تنقلب عليهم فهزمهم واستطاع أسر أحد قادة الصليبي هاجم جناحه قيسارية معركة الإسكندرية بعد الانتصار توجه المعروفة بكرهها وفتحت أبوابها سرعان أعاد عموري ترتيب الرغم الخسائر الكبيرة لحقت يزال جيشهما وضربوا حصارًا قاسيًا بدأت ملامح المجاعة تلوح الأفق فقرر التسلل حامية خارج واستخلف متوجهًا العليا أملاً تلحق به جيوش إلا أشار بأهمية ليستمر الحصار ترى تسلل ساءت الأمور أرسل التفاوض يخرج كلا الجيشين ألا يعاقب أهالي للدعم قدموه أهم أسباب موافقة الصفقة إغارة إمارة طرابلس مما أدى خوف أراضيه حين افترق مباشرة الدخول وراح يغير صعيد اشتد تحرك نحوها فلقفه الصلح ووافق جيشا ليخرج 29 شوال 562 الموافق 18 أغسطس 1167م عاد ثالثة سبب الإفرنج جمعوا فارسهم وراجلهم وخرجوا يريدون نظرًا لتخلف دفع الإتاوة الحامية الموجودة إضافة وجود شائعات تفيد الكامل تقدم للزواج أخت فلما ونور يسعهما الصبر فسارعا فبالمال والجيش ولم يمكنه المسير بنفسه للتصدي لأي محاولة قبل وأما فبنفسه وماله وإخوته وأهله ورجاله وسار أحس بخروج سيّر يستصرخه ويستنجده فخرج مسرعًا وصوله ربيع 564 ولما بوصول قرر مباغتته السويس أدرك فاتجه نحو الجنوب متجاوزًا فما الجلاء أرض 2 يناير 1169م ليدخل القاهرة 7 الآخر 8 وأقام يتردد إليه الأحيان وعدهم بمال مقابل خسروه النفقة فلم يوصل شيئا وعلم تارة وبالإفرنج أخرى وتحقق الاستيلاء بقاء فأجمع رأيه القبض إذا خرج 17 ألقي وأصدر الخليفة العاضد لدين الله أمرًا بقتله وعيّن كوزير تأسيس مصر كانت قدوم مقر يكن للخليفة سوى الدعاء المنابر وكانت كلها بيد الوزراء وزير هو والنهي الرجل ودام الحال يُباشر مقررًا لمكان كفايته ودرايته وحسن وسياسته طيلة شهرين الزمن توفي أسند لصلاح يذكر مقدمتهم عماد الأصفهاني وفاة وانقضاء الحداد طالب الزنكيون أمراء طالبوا ضغطوا وزيرًا المنافسة الحادة كانت الدويلات تشهدها للسيطرة لشدة ضعف وقوّة الزنكيين وشعبيتهم وشعبية نفسه بين الناس وأمراء أظهره حسن القيادة والتدبير التأييد يمرّ تولّي وزارة بسلام تعرّض بضعة توليه لمحاولة اغتيال والأمراء وتبيّن المحرّض الرئيسي مؤتمن خصيًا بقصر الخصي يتطلع الحكم والتقدم يحويه فقُبض وأُعدم فحاك أرباب المصالح مؤامرة ملأوا صدور 50,000 جندي فوج الزنوج بالحقد والكره وثاروا حميّةً الجديد لكنه استطاع يقمعهم ويكسر شوكتهم آخر انتفاضة تقع المدينة بعد سقوط أيدي بعث رسله لإرسال حملة صليبية جديدة شارحًا خطورة والتغير ميزان القوى المنطقة فاستجاب البابا إسكندر الثالث وبعث رسائل لكنها تجد أذنًا صاغية نجح الرسول المرسل القسطنطينية بسبب إدراك الإمبراطور عمانوئيل كومنينوس اختلال توازن فعرض تعاون الأسطول الإمبراطوري وجد الفرصة مناسبة انشغال مشاكله وتعيين خلفًا والذي يراه شخصًا غير محنك حصار دمياط والبيزنطي استعد بشكل جيد التخلص حرس قصر واستبداله بحرس موالين لتأخر ثلاث منذ انطلاقها 13 10 يوليو عدم حماسة الأمراء والبارونات للمعركة الأخيرة هُزموا استهل حملتهم بحصار 1 صفر 565 25 أكتوبر فأرسل قواته بقيادة شهاب وابن تقي عمر وأرسل يشكو هم المخافة ويقول: «إن تأخرت ملكها وإن سرت خلفني المصريون بالشر طاعتي وساروا أثري والفرنج أمامي؛ فلا يبقى لنا باقية» وقال ذلك: «إني لأستحي أبتسم والمسلمون محاصرون بالفرنج» فسار الإمارات بلاد وقام بشن الغارات حصون ليخفف الضغط وقامت بدور أساسي الدفاع وألقت سلسلة ضخمة عبر النهر منعت سفن الروم وهطلت أمطار غزيرة حولت المعسكر مستنقع فتهيؤوا للعودة وغادروا حصار دام خمسين يومًا أحرقوا أدوات وعندما أبحر البيزنطي هبت عاصفة عنيفة يتمكن البحارة كادوا يهلكوا جوعًا السيطرة سفنهم فغرق معظمهم لاحق وجيشه فلول المنسحب شمالاً اشتبك دير البلح 1170م وحاميته فرسان الهيكل غزة لقتال الأخير تفادي وحوّل مسيرته دمّر البلدة بناها أسوار الوثائق قام بفتح إيلات صغيرة خليج العقبة 566 تمثل تهديدًا للبحرية فرسانها كانوا يتعرضون للسفن والقوارب التجارية الصغيرة ثبّت أقدامهم وأصبح الواضح تلفظ أنفاسها طالبًا إياه بإيقاف والدعاء العباسي مساجد يرغب الامتثال خوفًا النفوذ الشيعي يراوغ تأخير هدد بالحضور شخصيًا فاتخذ الإجراءات الشرطية اللازمة يتجرأ القيام بذلك جاء شيخ سني الموصل زائرا المسجد الأزهر وخطب المستضيء بأمر أول جمعة 567 سبتمبر 1171م لتحذو حذوه فراش الموت مريضًا يلبث طويلاً فارق الحياة فأصبح الحاكم الفعلي ليس لأحدٍ كلمة سواه ونقل أسرته ووالده ليكونوا أعوانًا مخلصين وبهذا زالت تمامًا سلطان مصر الجامع أسسه كمدرسة لنشر الدعوة الإسماعيلية وحوله مدرسة للسنّة وقضاءه والنفوذ أخذ يقوّي مركزه زوال ويسعى أجل الاستقلال فعمل كسب محبة المصريين وأسند مناصب أنصاره وأقربائه وعزل قضاة الشيعة واستبدلهم بقضاة شافعيين وألغى مجالس وأزال أصول المذهب الإسماعيلي ثم أبطل الأذان بحي خير العمل وعلي البشر وأمر يوم الجمعة العاشر الحجة الموافقة خطبة الخلفاء الراشدون جميعًا: الصديق وعمر الخطاب وعثمان عفان كما مدرستين كبيرتين الفسطاط هما المدرسة الناصرية والمدرسة الكاملية يُثبّت مذهب هاتان المدرستان تُلقنان علوم الشريعة وفق المذهبين المالكي والشافعي وتخوّف تزايد قوة تابعه العلاقة بينهما فتور أصلاً تولّى بدأ التوتر يظهر تأخر الخطبة هدده بالمسير وظهر يطلب يرسل إخوته يجبه «أخاف يخالف عليك فتفسد البلاد» وازداد الخلاف 1172م وحشةً اتفقا قلعتيّ ومدينة الشوبك الأردن ورجع يلتقي بنور يعزله وأن تؤدي القلعتين فتح الطريق فانسحب متذرعًا بالأوضاع الخطيرة فعظم مقربيه وشاورهم بالأمر فمنهم نصح بمقاتلة وخاله منعوه وطالبه بإرسال الاعتذار والتبرير يقتنع بأي التبريرات وعزم تسيير لخلع أقرب فرصة متاحة وفي صيف وردت أنباء جيشًا النوبيين ترافقه عناصر أرمنيّة حدود ويُحضّر لحصار أسوان فطلب أميرها المعونة تعزيزات شقيقه توران شاه أرغمت عاد النوبي 1173م رُدّ أعقابه المرة تعقبه النوبة وفتح بلدة إبريم يتخذ أي خطوة عسكرية تجاه طالبه بإعادة مبلغ 200,000 دينار خصصه لتمويل نجحت والقضاء والفاطمي فدفع 60,000 وأرفقها بحمل أفضل البضائع الجواهر لحصان عربي أصيل وفيل واعتبر وفاءً للدين استغل مروره لتوصيل الأموال والهدايا وأغار معاقل البدو الصحراء ليحرم الاستعانة بمقتفي الأثر أو أدلاء محليين يرشدونهم حال قرروا مهاجمة المجاورة لهم وجرى بينه وبين وقعات أثناء أصيب بحادث امتطائه جواده وتوفي 27 568 1174م 569 رجلاً باليمن وملك حصونها يسمى النبي مهدي ولمّا تبيّن قوّة وكثرة جنوده أخاه شمس فقتل منه عندئذ أعلنت الحجاز انضمامها أخذ يجمع ضخمًا يبدو رسلاً وديار والجزيرة الفراتية يحثون الرجال ويدعونهم للجهاد يُكتب تتم إذ وقع أوائل مايو بالذبحة الصدرية وبقي المرض يوما ليتوفى 11 15 التاسعة والخمسين عمره وبوفاة سيد الأوحد فعليّ استقل كل تبعية سياسية ويُقال أقسم آنذاك يُصبح سيفًا مسلولاً أعدائه وأعداء الإسلام أقوى سلالة حاكمة إسلامية العهد هي السلالة جرت عادة تسمية المناطق خضعت لسلطانه وسلطان تابعيه بالدولة من المواضيع يناقشها الكتاب المشاريع الثلاثة المتصارعة عهد المشروع تتزعمه الكنيسة أوربان الثاني, الرافضي العبيدية مصر,والثالث السني لوائه الكتب التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين العلم يتناول الأعلام العصور المختلفة دقيق يبحث الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون اهتماما كبيرا العناية صلى وسلم بزمن يسير حرص حماية وصيانة المصدر مصادر التشريع الحديث النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث رسول يأذن لحديثه ينظر فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر القاعدة ضرورة معرفة ناقلي نقلة النبوية ينبني قبول والتعبد لله تعالى رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا رجالكم فينظر فيؤخذ حديثهم وينظر البدع يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ الشيوخ عنهم (من حدث سماعاً دلس شيئاً عنه) ملازمته لكلّ شيوخه وكيف ذاك وكم الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال الحاضرين عنده؟ الأوهام والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق كثيرة متعلّقة الباب منها تفرّدته الأمة باقي الأمم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بفنّ بشخص الترجمة أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا وصنّفت عشرات وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس
كتاب

صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس

ــ علي محمد الصلابي

صدر 2008م عن دار المعرفة للطباعة والنشر
صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس
كتاب

صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس

ــ علي محمد الصلابي

صدر 2008م عن دار المعرفة للطباعة والنشر
عن كتاب صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس:
الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي (532 - 589 هـ / 1138 - 1193 م)، المشهور بلقب صلاح الدين الأيوبي قائد عسكري أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 سنة. قاد صلاح الدين عدّة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر، وقد تمكن في نهاية المطاف من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس، بعد أن هزم جيش بيت المقدس هزيمة منكرة في معركة حطين.

كان صلاح الدين يقول بمذهب أهل السنة والجماعة، وروي أن عبد القادر الجيلاني دعا له عندما رآه بالبركة فيه، خلال «زيارة خفية» لنجم الدين أيوب وأسرته ببغداد سنة 533 هـ/1138م، وهذا يفسر أتباعه الطريقة القادرية فيما بعد وبعض العلماء كالمقريزي، وبعض المؤرخين المتأخرين قالوا: إنه كان أشعريًا، وإنه كان يصحب علماء الصوفية الأشاعرة لأخذ الرأي والمشورة، وأظهر العقيدة الأشعرية. يشتهر صلاح الدين بتسامحه ومعاملته الإنسانية لأعدائه، لذا فهو من أكثر الأشخاص تقديرًا واحترامًا في العالمين الشرقي الإسلامي والأوروبي المسيحي، حيث كتب المؤرخون الصليبيون عن بسالته في عدد من المواقف، أبرزها عند حصاره لقلعة الكرك في مؤاب، وكنتيجة لهذا حظي صلاح الدين باحترام خصومه لا سيما ملك إنجلترا ريتشارد الأول «قلب الأسد»، وبدلاً من أن يتحول لشخص مكروه في أوروبا الغربية، استحال رمزًا من رموز الفروسية والشجاعة، وورد ذكره في عدد من القصص والأشعار الإنجليزية والفرنسية العائدة لتلك الحقبة.


ولد صلاح الدين في تكريت في العراق عام 532 هـ/1138م في ليلة مغادرة والده نجم الدين أيوب قلعة تكريت حينما كان واليًا عليها، ويرجع نسب الأيوبيين إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل مدينة دوين في أرمينيا، وقد اختلف المؤرخون في نسب العائلة الأيوبية حيث أورد ابن الأثير في تاريخه أن أيوب بن شاذي بن مروان يرجع إلى الأكراد الروادية وهم فخذ من الهذبانية، ويذكر أحمد بن خلكان ما نصه: «قال لي رجل فقيه عارف بما يقول، وهو من أهل دوين، إن على باب دوين قرية يُقال لها «أجدانقان» وجميع أهلها أكراد روادية، وكان شاذي قد أخذ ولديه أسد الدين شيركوه ونجم الدين أيوب وخرج بهما إلى بغداد ومن هناك نزلوا تكريت، ومات شاذي بها وعلى قبره قبة داخل البلد»،، وهو ما يؤكده سعيد عبد الفتاح عاشور وجمال الدين الشيال وعبد المنعم ماجد، بينما يرفض بعض ملوك الأيوبيين هذا النسب وقالوا: «إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم».» الأيوبيون نفسهم اختلفوا في نسبهم فالملك المعز إسماعيل الأيوبي صاحب اليمن أرجع نسب بني أيوب إلى بني أمية وحين بلغ ذلك الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب قال: «كذب إسماعيل ما نحن من بني أمية أصلاً»، أما الأيوبيون ملوك دمشق فقد أثبتوا نسبهم إلى بني مرة بن عوف من بطون غطفان وقد أحضر هذا النسب على المعظم عيسى بن أحمد صاحب دمشق وأسمعه ابنه الملك الناصر صلاح الدين داود.

وقد شرح الحسن بن داوود الأيوبي في كتابه «الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية» ما قيل عن نسب أجداده وقطع أنهم ليسوا أكرادًا، بل نزلوا عندهم فنسبوا إليهم. وقال: «ولم أرَ أحداً ممن أدركتُه من مشايخ بيتنا يعترف بهذا النسب».

كما أن الحسن بن داوود قد رجَّح في كتابه صحة شجرة النسب التي وضعها الحسن بن غريب، والتي فيها نسبة العائلة إلى أيوب بن شاذي بن مروان بن أبي علي محمد بن عنترة بن الحسن بن علي بن أحمد بن أبي علي بن عبد العزيز بن هُدْبة بن الحُصَين بن الحارث بن سنان بن عمرو بن مُرَّة بن عوف بن أسامة بن بيهس بن الحارث بن عوف بن أبي حارثة بن مرة بن نَشبَة بن غيظ بن مرة بن عوف بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش.

وكان نجم الدين والد صلاح الدين قد انتقل إلى بعلبك حيث أصبح واليًا عليها مدة سبع سنوات وانتقل إلى دمشق، وقضى صلاح الدين طفولته في دمشق حيث أمضى فترة شبابه في بلاط الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي أمير دمشق. إن المصادر حول حياة صلاح الدين خلال هذه الفترة قليلة ومبعثرة، لكن من المعروف أنه عشق دمشق عشقًا شديدًا، وتلقى علومه فيها، وبرع في دراساته، حتى قال عنه بعض معاصريه أنه كان عالمًا بالهندسة الإقليدية والرياضيات المجسطية وعلوم الحساب والشريعة الإسلامية، وتنص بعض المصادر أن صلاح الدين كان أكثر شغفًا بالعلوم الدينية والفقه الإسلامي من العلوم العسكرية خلال أيام دراسته. وبالإضافة إلى ذلك، كان صلاح الدين ملمًا بعلم الأنساب والسير الذاتية وتاريخ العرب والشعر، فحفظ ديوان الحماسة لأبي تمام عن ظهر قلب، أيضًا أحب الخيول العربية المطهمة، وعرف أنقى سلالاتها دمًا.

بدايته
كانت الدولة العباسية قد تجزأت إلى عدّة دويلات بحلول الوقت الذي ظهر فيه صلاح الدين، في أواسط القرن الثاني عشر، فكان الفاطميون يحكمون مصر ويدعون لخلفائهم على منابر المساجد ولا يعترفون بخلافة بغداد، وكان الصليبيون يحتلون الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط من آسيا الصغرى إلى شبه جزيرة سيناء، والأتابكة يسيطرون على شمال العراق وسوريا الداخلية.


خط سير جيش الشام من دمشق إلى مصر ومعاركه مع الفاطميين والصليبيين.
لمع نجم صلاح الدين في سماء المعارك والقيادة العسكرية عندما أقبل الوزير الفاطمي شاور بن مجير السعدي إلى الشام فارًا من مصر، وهربًا من الوزير ضرغام بن عامر بن سوار المنذري اللخمي الملقب فارس المسلمين لما استولى على الدولة المصرية وقهره وأخذ مكانه في الوزارة وقتل ولده الأكبر طيء بن شاور، مستغيثًا بالملك نور الدين زنكي في دمشق وذلك في شهر رمضان سنة 558 هـ ودخل دمشق في 23 من ذي القعدة من السنة نفسها، فوجه نور الدين معه أسد الدين شيركوه بن شاذي في جماعة من عسكره كان صلاح الدين، ابن الستة والعشرين ربيعًا، في جملتهم في خدمة عمه وخدمة جيش الشام وهو كاره للسفر معهم، وكان لنور الدين في إرسال هذا الجيش هدفان؛ قضاء حق شاور لكونه قصده، وأنه أراد استعلام أحوال مصر فإنه كان يبلغه أنها ضعيفة من جهة الجند وأحوالها في غاية الاختلال فقصد الكشف عن حقيقة ذلك. وكان نور الدين كثير الاعتماد على شيركوه لشجاعته ومعرفته وأمانته فانتدبه لذلك، وجعل أسد الدين شيركوه ابن أخيه صلاح الدين مقدم عسكره وشاور معهم فخرجوا من دمشق على رأس الجيش في جمادى الأولى سنة 559 هـ ودخلوا مصر وسيطروا عليها واستولوا على الأمر في رجب من السنة نفسها، ومن المعروف أن صلاح الدين لم يلعب دورًا كبيرًا خلال هذه الحملة الأولى، بل اقتصر دوره على مهمات ثانوية.

ولمّا وصل أسد الدين وشاور إلى الديار المصرية واستولوا عليها وقتلوا الوزير ضرغام وحصل لشاور مقصوده وعاد إلى منصبه وتمهدت قواعده واستمرت أموره، غدر بأسد الدين شيركوه واستنجد بالفرنجة عليه فحاصروه في بلبيس ثلاثة أشهر، وكان أسد الدين قد شاهد البلاد وعرف أحوالها، ولكن تحت ضغط من هجمات مملكة القدس الصليبية والحملات المتتالية على مصر بالإضافة إلى قلة عدد الجنود الشامية أجبر على الانسحاب من البلاد. وبلغ إلى علم نور الدين في دمشق وكذلك أسد الدين مكاتبة الوزير شاور للفرنجة وما تقرر بينهم فخافا على مصر أن يملكوها ويملكوا بطريقها جميع البلاد هناك فتجهز أسد الدين في قيادة الجيش وخرج من دمشق وأنفذ معه نور الدين العساكر وصلاح الدين في خدمة عمه أسد الدين، وكان وصول أسد الدين إلى البلاد مقارنًا لوصول الفرنجة إليها، فاتفقوا مع الفاطميين عليه، فاشتبكوا في أوّل معركة كبيرة في صحراء الجيزة، وفي تلك المعركة لعب صلاح الدين دورًا كبيرًا، حيث كان جيش الفاطميين والفرنجة يفوق جيش الشام عددًا، فرأى شيركوه أن يجعل صلاح الدين على القلب لاعتقاده بأن الفرنجة سيحملون على القلب ظنًا منهم أن شيركوه سيكون في القلب، وتولّى شيركوه قيادة الميمنة مع شجعان من جيشه، وسُلّمت قيادة الميسرة إلى جمع من القادة الكرد. عند بداية المعركة، حمل الصليبيون على القلب، الذين تقهقروا بانتظام أمام هذا الهجوم، ليطوّقهم بعد ذلك شيركوه وجنوده في صورة من صور تكتيك الكماشة. يرى بعض المؤرخين الغربيين أن وعورة الأرض وكثافة الرمال وثقل الجياد الأوروبية والجنود الفرنجة المدرعين، أسهمت في جعل الآية تنقلب عليهم، فهزمهم جيش الشام، واستطاع صلاح الدين أسر أحد قادة الجيش الصليبي عندما هاجم جناحه، وهو صاحب قيسارية.


معركة الإسكندرية.
بعد هذا الانتصار، توجه أسد الدين إلى مدينة الإسكندرية المعروفة بكرهها لشاور، وفتحت له أبوابها. سرعان ما أعاد عموري الأول ملك بيت المقدس، وشاور ترتيب الجيش، وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بهما فكان لا يزال جيشهما أكثر عددًا من جيش أسد الدين، وضربوا حصارًا قاسيًا على الإسكندرية. بدأت ملامح المجاعة تلوح في الأفق فقرر أسد الدين التسلل مع حامية إلى خارج الإسكندرية واستخلف صلاح الدين عليها، متوجهًا إلى مصر العليا أملاً بأن تلحق به جيوش عموري إلا أن شاور أشار بأهمية الإسكندرية، ليستمر الحصار عليها. ترى المصادر الصليبية أن أسد الدين تسلل من الإسكندرية لما ساءت الأمور فيها، وأنه أرسل في التفاوض على أن يخرج كلا الجيشين من مصر، وعلى ألا يعاقب أهالي الإسكندرية للدعم الذي قدموه. كان من أهم أسباب موافقة عموري على هذه الصفقة إغارة نور الدين زنكي على إمارة طرابلس، مما أدى إلى خوف عموري الأول على أراضيه في الشام. في حين ترى المصادر العربية أن أسد الدين افترق عن صلاح الدين مباشرة بعد الدخول إلى الإسكندرية، وراح يغير على صعيد مصر. حين اشتد الحصار على الإسكندرية تحرك نحوها، فلقفه الصليبيون في الصلح ووافق على ذلك على أن يخرج جيشا الفرنجة والشام من مصر. ليخرج جيش الشام من مصر في 29 شوال سنة 562 هـ، الموافق فيه 18 أغسطس سنة 1167م.

عاد أسد الدين من دمشق إلى مصر مرة ثالثة، وكان سبب ذلك أن الإفرنج جمعوا فارسهم وراجلهم وخرجوا يريدون مصر نظرًا لتخلف شاور عن دفع الإتاوة إلى الحامية الصليبية الموجودة في مصر، إضافة إلى وجود شائعات تفيد بأن الكامل بن شاور تقدم للزواج من أخت صلاح الدين. فلما بلغ ذلك أسد الدين ونور الدين في الشام لم يسعهما الصبر فسارعا إلى مصر، أما نور الدين فبالمال والجيش ولم يمكنه المسير بنفسه للتصدي لأي محاولة من قبل الإفرنج، وأما أسد الدين فبنفسه وماله وإخوته وأهله ورجاله، وسار الجيش. وكان شاور لما أحس بخروج الإفرنج إلى مصر، سيّر إلى أسد الدين في دمشق يستصرخه ويستنجده فخرج مسرعًا وكان وصوله إلى مصر في شهر ربيع الأول سنة 564 هـ، ولما علم الملك عموري الأول بوصول أسد الدين على رأس الجيش من دمشق إلى مصر قرر مباغتته عند السويس، لكن أسد الدين أدرك ذلك فاتجه نحو الجنوب متجاوزًا الصليبيين. فما كان من عموري إلا الجلاء عن أرض مصر في 2 يناير سنة 1169م، ليدخل أسد الدين القاهرة في 7 ربيع الآخر سنة 564 هـ، الموافق فيه 8 يناير سنة 1169م، وأقام أسد الدين بها يتردد إليه شاور في الأحيان وكان وعدهم بمال في مقابل ما خسروه من النفقة فلم يوصل إليهم شيئا، وعلم أسد الدين أن شاور يلعب به تارة وبالإفرنج أخرى، وتحقق أنه لا سبيل إلى الاستيلاء على البلاد مع بقاء شاور فأجمع رأيه على القبض عليه إذا خرج إليه، وفي 17 ربيع الآخر، الموافق فيه 18 يناير، ألقي القبض على شاور وأصدر الخليفة الفاطمي، العاضد لدين الله، أمرًا بقتله وعيّن أسد الدين كوزير.

تأسيس الدولة في مصر
كانت مصر قبل قدوم صلاح الدين مقر الدولة الفاطمية، ولم يكن للخليفة الفاطمي بحلول ذلك الوقت سوى الدعاء على المنابر، وكانت الأمور كلها بيد الوزراء، وكان وزير الدولة هو صاحب الأمر والنهي، لذا أصبح أسد الدين شيركوه هو الرجل الأول في البلاد، ودام على هذا الحال وصلاح الدين يُباشر الأمور مقررًا لها لمكان كفايته ودرايته وحسن رأيه وسياسته طيلة شهرين من الزمن، عندما توفي أسد الدين، أسند الخليفة الفاطمي الوزارة لصلاح الدين. يذكر المؤرخون، وفي مقدمتهم عماد الدين الأصفهاني، أنه بعد وفاة شيركوه وانقضاء مدة الحداد، طالب الزنكيون، أمراء دمشق، طالبوا الخليفة الفاطمي بل ضغطوا عليه حتى يجعل صلاح الدين وزيرًا له، وقد قبل الخليفة ذلك على الرغم من المنافسة الحادة التي كانت الدويلات الإسلامية تشهدها في تلك الفترة من الزمن، للسيطرة على الأراضي العربية، لشدة ضعف الدولة الفاطمية وقوّة الزنكيين وشعبيتهم، وشعبية صلاح الدين نفسه بين الناس وأمراء الشام، بعد ما أظهره من حسن القيادة والتدبير في المعارك. على الرغم من هذا التأييد، لم يمرّ تولّي صلاح الدين وزارة مصر بسلام، فقد تعرّض بعد بضعة أشهر من توليه لمحاولة اغتيال من قبل بعض الجنود والأمراء الفاطميين، وتبيّن أن المحرّض الرئيسي على هذا كان مؤتمن الخليفة الفاطمي وكان خصيًا بقصر العاضد لدين الله، وكان هذا الخصي يتطلع إلى الحكم فيه والتقدم على من يحويه فقُبض عليه وأُعدم، فحاك أرباب المصالح مؤامرة أخرى، حيث ملأوا صدور 50,000 جندي من فوج الزنوج بالحقد والكره، وثاروا حميّةً على الوزير الجديد في القاهرة، لكنه استطاع أن يقمعهم ويكسر شوكتهم، وكانت تلك آخر انتفاضة ضد صلاح الدين تقع في المدينة.

بعد سقوط مصر في أيدي الزنكيين، بعث الملك عموري رسله لإرسال حملة صليبية جديدة شارحًا خطورة الأمر والتغير في ميزان القوى في المنطقة، فاستجاب البابا إسكندر الثالث وبعث رسائل إلى ملوك أوروبا، لكنها لم تجد أذنًا صاغية. في حين نجح الرسول المرسل إلى القسطنطينية بسبب إدراك الإمبراطور عمانوئيل كومنينوس اختلال توازن القوى في المنطقة. فعرض تعاون الأسطول الإمبراطوري مع حملة عموري الأول، الذي وجد الفرصة مناسبة بسبب انشغال الملك نور الدين زنكي في مشاكله الداخلية، إضافة إلى وفاة أسد الدين شيركوه وتعيين صلاح الدين خلفًا له والذي كان الملك عموري يراه شخصًا غير محنك.


حصار دمياط من قبل الأسطول الصليبي والبيزنطي.
استعد صلاح الدين بشكل جيد، فقد استطاع التخلص من حرس قصر الخليفة الفاطمي العاضد لدين الله واستبداله بحرس موالين له. وكان ذلك لتأخر الحملة الصليبية ثلاث أشهر منذ انطلاقها في 13 شوال سنة 564 هـ، الموافق فيه 10 يوليو سنة 1169م، بسبب عدم حماسة الأمراء والبارونات الصليبيين للمعركة بعد المعارك الأخيرة التي هُزموا فيها، استهل الصليبيون حملتهم بحصار مدينة دمياط في 1 صفر سنة 565 هـ، الموافق فيه 25 أكتوبر سنة 1169م، فأرسل صلاح الدين قواته بقيادة شهاب الدين محمود وابن أخيه تقي الدين عمر، وأرسل إلى نور الدين زنكي يشكو ما هم فيه من المخافة ويقول: «إن تأخرت عن دمياط ملكها الإفرنج، وإن سرت إليها خلفني المصريون في أهلها بالشر، وخرجوا من طاعتي، وساروا في أثري، والفرنج أمامي؛ فلا يبقى لنا باقية»، وقال نور الدين في ذلك: «إني لأستحي من الله أن أبتسم والمسلمون محاصرون بالفرنج». فسار نور الدين إلى الإمارات الصليبية في بلاد الشام وقام بشن الغارات على حصون الصليبيين ليخفف الضغط عن مصر. وقامت حامية دمياط بدور أساسي في الدفاع عن المدينة وألقت سلسلة ضخمة عبر النهر، منعت وصول سفن الروم إليها، وهطلت أمطار غزيرة حولت المعسكر الصليبي إلى مستنقع فتهيؤوا للعودة وغادروا دمياط بعد حصار دام خمسين يومًا، بعد أن أحرقوا جميع أدوات الحصار. وعندما أبحر الأسطول البيزنطي، هبت عاصفة عنيفة، لم يتمكن البحارة - الذين كادوا أن يهلكوا جوعًا - من السيطرة على سفنهم فغرق معظمهم.

لاحق صلاح الدين وجيشه فلول الجيش الصليبي المنسحب شمالاً حتى اشتبك معهم في مدينة دير البلح سنة 1170م، فخرج الملك عموري الأول وحاميته من فرسان الهيكل من مدينة غزة لقتال صلاح الدين، لكن الأخير استطاع تفادي الجيش الصليبي وحوّل مسيرته إلى غزة نفسها حيث دمّر البلدة التي بناها الصليبيون خارج أسوار المدينة. تفيد بعض الوثائق أنه خلال هذه الفترة، قام صلاح الدين بفتح قلعة إيلات التي بناها الصليبيون على جزيرة صغيرة في خليج العقبة في 10 ربيع الآخر 566 هـ، على الرغم من أنها لم تمثل تهديدًا للبحرية الإسلامية، إلا أن فرسانها كانوا يتعرضون في بعض الأحيان للسفن والقوارب التجارية الصغيرة.

بعد هذا الانتصار، ثبّت الزنكيون أقدامهم في مصر، وأصبح من الواضح أن الدولة الفاطمية تلفظ أنفاسها الأخيرة، فأرسل نور الدين إلى صلاح الدين طالبًا إياه بإيقاف الدعاء إلى الخليفة الفاطمي والدعاء إلى الخليفة العباسي في مساجد مصر. لم يرغب صلاح الدين الامتثال لهذا الأمر خوفًا من النفوذ الشيعي في مصر، وأخذ يراوغ في تأخير الأمر، إلا أن نور الدين هدد صلاح الدين بالحضور شخصيًا إلى القاهرة. فاتخذ صلاح الدين الإجراءات الشرطية اللازمة، لكن لم يتجرأ أحد على القيام بذلك، إلى أن جاء شيخ سني من الموصل زائرا وقام في المسجد الأزهر وخطب للخليفة العباسي المستضيء بأمر الله في أول جمعة من سنة 567 هـ، الموافق في شهر سبتمبر من سنة 1171م، لتحذو القاهرة كلها حذوه، في الوقت الذي كان فيه العاضد لدين الله على فراش الموت مريضًا، ولم يلبث العاضد طويلاً حتى فارق الحياة، فأصبح صلاح الدين الحاكم الفعلي في مصر، ليس لأحدٍ فيها كلمة سواه، ونقل أسرته ووالده نجم الدين إليها ليكونوا له أعوانًا مخلصين، وبهذا زالت الدولة الفاطمية تمامًا بعد أن استمرت 262 سنة.

سلطان مصر

الجامع الأزهر، أسسه الفاطميون كمدرسة لنشر الدعوة الإسماعيلية وحوله صلاح الدين الأيوبي إلى مدرسة للسنّة بعد توليه مصر عام 1171م، وقضاءه على الدولة الفاطمية والنفوذ الشيعي في البلاد.
أخذ صلاح الدين يقوّي مركزه في مصر بعد زوال الدولة الفاطمية، ويسعى من أجل الاستقلال بها، فعمل على كسب محبة المصريين، وأسند مناصب الدولة إلى أنصاره وأقربائه، وعزل قضاة الشيعة واستبدلهم بقضاة شافعيين، وألغى مجالس الدعوة وأزال أصول المذهب الشيعي الإسماعيلي. ثم أبطل الأذان بحي على خير العمل محمد وعلي خير البشر، وأمر في يوم الجمعة العاشر من ذي الحجة سنة 565 هـ، الموافقة سنة 1169م، بأن يذكر في خطبة الجمعة الخلفاء الراشدون جميعًا: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، كما أسس مدرستين كبيرتين في الفسطاط هما المدرسة الناصرية، والمدرسة الكاملية حتى يُثبّت مذهب أهل السنة في البلاد، وكانت هاتان المدرستان تُلقنان علوم الشريعة وفق المذهبين المالكي والشافعي.


وتخوّف نور الدين زنكي من تزايد قوة تابعه صلاح الدين، وكانت العلاقة بينهما على فتور أصلاً منذ أن تولّى صلاح الدين الحكم في مصر. بدأ هذا التوتر في العلاقة يظهر عندما تأخر صلاح الدين في الخطبة للخليفة العباسي في بغداد، حتى هدده نور الدين بالمسير إليه، وظهر أيضًا عندما أرسل صلاح الدين يطلب من نور الدين أن يرسل إليه إخوته فلم يجبه إلى ذلك وقال: «أخاف أن يخالف أحد منهم عليك فتفسد البلاد». وازداد الخلاف بينهما في سنة 567 هـ، الموافقة سنة 1172م، حتى أصبح وحشةً، وذلك عندما اتفقا على حصار قلعتيّ الكرك ومدينة الشوبك في صحراء الأردن، ورجع صلاح الدين إلى مصر، قبل أن يلتقي بنور الدين، خوفًا من أن يعزله الأخير عن مصر، وأن تؤدي السيطرة على القلعتين إلى فتح الطريق أمام نور الدين إلى القاهرة، فانسحب صلاح الدين متذرعًا بالأوضاع الخطيرة في مصر، فعظم الأمر على نور الدين، حتى قرر المسير إلى مصر. لما علم صلاح الدين بذلك جمع مقربيه وشاورهم بالأمر فمنهم من نصح بمقاتلة نور الدين إلا أن والده وخاله منعوه من ذلك وطالبه والده بإرسال رسائل الاعتذار والتبرير لنور الدين، لكن نور الدين لم يقتنع بأي من تلك التبريرات، وعزم على تسيير حملة إلى مصر لخلع صلاح الدين في أقرب فرصة متاحة.

وفي صيف سنة 1172م، وردت أنباء تفيد بأن جيشًا من النوبيين ترافقه عناصر أرمنيّة قد بلغ حدود مصر ويُحضّر لحصار أسوان، فطلب أميرها المعونة العسكرية من صلاح الدين، فأرسل إليه تعزيزات بقيادة شقيقه الأكبر، توران شاه، أرغمت النوبيين على الانسحاب. عاد الجيش النوبي إلى مصر في سنة 1173م، لكنه رُدّ على أعقابه في هذه المرة أيضًا، بل تعقبه الجيش الأيوبي حتى بلاد النوبة، وفتح بلدة قصر إبريم. وفي ذلك الوقت، كان نور الدين زنكي لم يتخذ أي خطوة عسكرية تجاه صلاح الدين بعد، لكنه طالبه بإعادة مبلغ 200,000 دينار كان نور الدين قد خصصه لتمويل حملة أسد الدين شيركوه التي نجحت في فتح البلاد والقضاء على النفوذ الصليبي والفاطمي فيها، فدفع صلاح الدين 60,000 دينار، وأرفقها بحمل من أفضل البضائع وبعض الجواهر، إضافة لحصان عربي أصيل، وفيل، واعتبر ذلك وفاءً للدين. استغل صلاح الدين فرصة مروره في الأراضي الشامية الصليبية لتوصيل الأموال والهدايا إلى دمشق، وأغار على بعض معاقل البدو في الصحراء ليحرم الصليبيين من فرصة الاستعانة بمقتفي الأثر أو أدلاء محليين يرشدونهم في حال قرروا مهاجمة مصر أو الأراضي الإسلامية المجاورة لهم، وجرى بينه وبين الإفرنج عدّة وقعات. وفي أثناء وجود صلاح الدين في الشام، أصيب والده نجم الدين أيوب بحادث أثناء امتطائه جواده، وتوفي في 27 ذي الحجة 568 هـ، بعد أيام قليلة قبل وصول صلاح الدين إلى مصر. وفي سنة 1174م، الموافقة سنة 569 هـ، بلغ صلاح الدين أن رجلاً باليمن استولى عليها، وملك حصونها يسمى عبد النبي بن مهدي، ولمّا تبيّن له قوّة جيشه وكثرة جنوده، سيّر صلاح الدين أخاه شمس الدولة توران شاه إلى اليمن، فقتل ابن مهدي، وأخذ البلاد منه، عندئذ أعلنت الحجاز انضمامها إلى مصر أيضًا.

أخذ نور الدين زنكي يجمع جيشًا ضخمًا في ربيع سنة 1174م، في محاولة لخلع صلاح الدين في مصر على ما يبدو، فأرسل رسلاً إلى الموصل وديار بكر والجزيرة الفراتية يحثون الرجال ويدعونهم للجهاد، غير أن تلك الحملة لم يُكتب لها أن تتم، إذ وقع نور الدين في أوائل شوال من سنة 569 هـ، الموافقة في شهر مايو من سنة 1174م بالذبحة الصدرية وبقي على فراش المرض أحد عشر يوما ليتوفى في 11 شوال سنة 569 هـ، الموافق فيه 15 مايو سنة 1174م، وهو في التاسعة والخمسين من عمره، وبوفاة نور الدين، استحال صلاح الدين سيد مصر الأوحد بشكل فعليّ، حيث استقل عن كل تبعية سياسية، ويُقال أنه أقسم آنذاك أن يُصبح سيفًا مسلولاً على أعدائه وأعداء الإسلام، وأصبح هو رأس أقوى سلالة حاكمة إسلامية في ذلك العهد، هي السلالة الأيوبية، لذا جرت عادة المؤرخين على تسمية المناطق التي خضعت لسلطانه وسلطان تابعيه بالدولة الأيوبية.


من أهم المواضيع التي يناقشها الكتاب هي المشاريع الثلاثة المتصارعة في عهد صلاح الدين، الأول هو المشروع الصليبي الذي تتزعمه الكنيسة في عهد أوربان الثاني, و المشروع الثاني هو المشروع الشيعي الرافضي بقيادة الدولة العبيدية الفاطمية في مصر,والثالث هو المشروع الإسلامي السني الذي حمل لوائه بعد الكتب الدين صلاح الدين الأيوبي.
الترتيب:

#6K

0 مشاهدة هذا اليوم

#1K

237 مشاهدة هذا الشهر

#2K

57K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 704.
المتجر أماكن الشراء
علي محمد الصلابي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار المعرفة للطباعة والنشر 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث