📘 ❞ تاريخ علماء الأندلس (ط. الغرب الإسلامي) ج1 ❝ كتاب ــ عبد الله بن محمد ابن الفرضي أبو الوليد اصدار 2008

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب تاريخ علماء الأندلس (ط. الغرب الإسلامي) ج1 ❝ ــ عبد الله بن محمد ابن الفرضي أبو الوليد 📖

█ _ عبد الله بن محمد ابن الفرضي أبو الوليد 2008 حصريا كتاب تاريخ علماء الأندلس (ط الغرب الإسلامي) ج1 عن دار الإسلامي 2024 ج1: الأنْدَلُس أو الأنْدُلُس المعروفة أيضًا الخطاب الشعبي الغربي خُصوصًا والعربي والإسلامي أحيانًا باسم «إسپانيا الإسلاميَّة» «أيبيريا هي إقليمٌ وحضارةٌ إسلاميَّة قروسطيَّة قامت أوروپَّا الغربيَّة وتحديدًا شبه الجزيرة الأيبيريَّة الأراضي التي تُشكِّلُ اليوم إسپانيا والپرتغال وفي ذُروة مجدها وقوَّتها خلال القرن الثامن الميلاديّ امتدَّت وُصولًا إلى سپتمانيا جنوب فرنسا المُعاصرة غير أنَّ التسمية عادةً ما يُقصد بها فقط الإشارة فتحها المُسلمون وبقيت تحت ظل الخِلافة الإسلاميَّة والدُويلات والإمارات الكثيرة رُبوعها وانفصلت السُلطة المركزيَّة دمشق ومن ثُمَّ بغداد مُنذ سنة 711م حتَّى 1492م حينما سقطت بيد اللاتين الإفرنج وأُخرج منها علمًا أنَّه طيلة هذه الفترة كانت حُدودها تتغيَّر فتتقلَّص تتوسَّع تعود وهكذا استنادًا نتائج الحرب بين المُسلمين والإفرنج قُسِّمت خمس وحداتٍ إداريَّة بعد واستقرار الحُكم فيها وتلك الوحدات تُقابلُ تقريبًا كُلًا من: منطقة أندلوسيا والجُمهوريَّة الپرتغاليَّة ومنطقة جليقية (غاليسيا) أراگون المُعاصرة؛ قشتالة ومملكة ليون وكونتيَّة برشلونة التاريخيَّة أمَّا من الناحية السياسيَّة فقد بادئ الأمر ولايةً ولايات الدولة الأُمويَّة زمن الخليفة الملك وبعد انهيار وقيام العبَّاسيَّة استقلَّ الرحمٰن مُعاوية وهو أحد أُمراء بني أُميَّة الناجين سُيُوف العبَّاسيين بالأندلس وأسس إمارة قُرطُبة فدامت 179 وقام بعدها الناصر لِدين بإعلان عوض الإمارة لِأسبابٍ سياسيَّة خارجيَّة الغالب وقد تفككت الأخيرة نهاية المطاف عدَّة دُويلات وإمارات اشتهرت «الطوائف» يُعدُّ فتح للأندلُس امتدادًا طبيعيًا لِفُتوح شمالي أفريقيا والمعروف وصلوا فُتوحهم المغرب الأقصى المُواجه لِشبه عهد الأُموي الذي شجَّع هذا التوجّه وأعطى السياسة الخارجيَّة اهتمامًا خاصًا أن الأوضاع الدَّاخليَّة هادئة ومُستقرَّة وكان المُتعارف عليه يضطلع الوالي أراضٍ جديدة بفتح يليها لو توافرت الظُروف المُناسبة كان يُفترض يتولّى فاتحُ والي أفريقية حسَّان النُعمان مُهمَّة الأندلُس لاسيَّما وأنَّ لهُ الفضل تطهير النُفوذ البيزنطي والقضاء ثورة البربر الثانية لكنَّهُ استُبدل بِقائدٍ آخر انتهى حل المشاكل لِولايته القائد هو مُوسى نُصير غادر موسى مصر مُتجهًا إفريقية يُرافقه أولاده الأربعة وهم مفطورون التربية العسكريَّة وما وصل وتولّى مقاليد الولاية اهتمَّ بتثبيت دعائم النصر حققه سلفه المغربين الأدنى والأوسط ففتح تبقّى مُدنٍ وقلاع خارجة سيطرة وأرسل كُل اتجاه لِتثبيت أقدام المناطق المفتوحة الانتصارات خضعت بلادُ كُلَّها وأقبل اعتناق الإسلام وتطوَّع الكثير منهم الجُيوش كجُنودٍ مُحاربين وقُدِّر لِبعضهم يُصبح أكثر حماسةً للإسلام العرب أنفُسهم وهذا التحوُّل طرأ وضع آثار إيجابيَّة ذلك لِأنَّ مُعظم قبائل أخذت اعتناقها تتوق والجهاد أدرك النزعة فاستغلَّها بتوجيههم الفُتوحات ولم يكن أمامه الحالة سوى عُبور المضيق الفاصل وأيبيريا لِتحقيق الغرض لذريق (رودريك) ملك القوط الغربيين قبل الفتح بقيت مدينة سبتة الواقعة ساحل البحر المُتوسِّط المغربي خارج نطاق وكانت تتبع النظريَّة للإمبراطوريَّة البيزنطيَّة إلَّا فقدت تأثيرها الفعلي الجُزء الشمال الأفريقي بِفعل بُعدها مركز العاصمة جعل حاكمها يوليان مُستقلًا الشريط الساحلي المُمتد طنجة وسبتة ويتوجَّه وقت الشِّدَّة مملكة (المُمتدَّة عبر أغلب أنحاء المُعاصرتين وقسمٌ بسيط فرنسا) صِلاتٍ حسنةٍ مع مُلوك السَّابقين آل غيشطة رسولهم بينه وبين لذريق آنذاك حقدٌ وعداوة وتُشير المصادر العربيَّة والإسلاميَّة القديمة بسبب اعتداء ابنة واغتصابها أرسلها والدها البلاط الملكي طُليطلة جريًا العادة لِتتربى تربية الأميرات ولمَّا تاخم حُدود كونتيَّة وجد قوَّتهم خير يُساعده تحقيق أهدافه القاضية بالانتقام ومُعاونة حُلفاءه فاتصل بمولى أمير المدعو طارق زياد وعرض يؤدي دور الوسيط والغيشطيين والتيَّار المُناوئ للملك القوطي واقترح غزو أيبيريا بيَّن حسنها وفضلها تحويه الخيرات وهوَّن حال رجالها ووصفهم بالضعف وبادر بالاتصال بموسى وأبلغه بما عرضه لاتخاذ القرار بهذا الشأن والواقع أنَّهُ لم لدى يدعوه رفض الفكرة قد يتطوَّر صورة إسلامي شامل لِهذا البلد ويُدخلهُ دائرة عملًا ضخمًا النوع لا بُد وأن ينال مُوافقة لذا كتب يُبلغه يُوليان ويستأذنه بالعُبور فردَّ بأن يتروّى ويختبر البلاد بالسرايا أولًا بناءً أرسل القادة ويُدعى طريف مالك المعافري رأس قُوَّةٍ عسكريَّة تُقدَّر بِأربعمئة راجل ومئة فارس مُهمَّةٍ استطلاعيَّة وأمره بالقيام بالغارة الجنوبي 91هـ المُوافقة لِسنة 710م نزل وجُنوده جزيرة «پالوماس» (التي سُميت باسمه الحين) وأغار تليها جهة الخضراء وعاد مُحمَّلًا بالغنائم ومُقتنعًا بضعف وسائل الدفاع نجاح فأرسل شهر رمضان 92هـ المُوافق فيه حُزيران (يونيو) قُوَّةً عسكريَّةً قوامها سبعة آلاف مُقاتل تألَّفت غالبيَّتُها بِقيادة مولاه ونائبه ونزل تجاه عند صخرة الأسد وسيطر الجبل اصطدم بالحامية القُوطيَّة حمل الوقت اسمه فدُعي «جبل طارق» وعُرف بمضيق جبل أقام القائدُ المُسلم أيَّام قاعدة نظَّم خلالها جيشه وأعدَّ خطَّة لِفتح القلاع القريبة والتوغُّل عُمق ونجح بعض والمُدن قرطاجنة والجزيرة تقدَّم باتجاه بلغ بُحيرة خندة جنوبي غربي يقطعها نهر برباط وادي لكة الشهير وعسكر هُناك وعلم بواسطة جواسيسه بأنباء الحُشود الضخمة حشدها القُوَّات الضفَّة المُقابلة للنهر وبدا الفرق واضحًا القُوَّتين كبيرًا ممَّا دفع طلب النجدة يُراقب باهتمام أخبار الحملة السَّاحل الأفريقيّ فأمدَّهُ بخمسة يُعد التراجم الهامة والتي يلجأ إليها باحث التاريخ الأندلسي يتناول المؤلف حياة الفقهاء والعلماء فيتناول أحدهم مولده لوفاته وبينهما سيرته العلمية ومنهجه العلمي ذكر مؤلفاته إن وجدت كتوثيق لمسيرته التوثيق مهم لتاريخ الحركة فالكتاب إذن تراجم مختصرة لعلماء لدن حتى عصر وطريقته ترجمة كل شخص: يذكر نسبه وبلده أخذ عنهم العلم أخذوا عنه ومحله صنوف المناصب والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم سير الأعلام الناس العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد الذين تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية عندهم الرسول صلى وسلم بزمن يسير حيث حرص العلماء حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع الحديث النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما يتعلق بالحديث أولا ثم الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: قال رسول يأذن لحديثه ولا ينظر إليه فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ إلا نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي نقلة النبوية وذلك لما ينبني المعرفة قبول والتعبد لله تعالى رد تلك والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه التحديث) مباحث العلم: ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ (من حدث سماعاً دلس شيئاً عنه) مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم منه الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل كثير الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب تفرّدته به الأمة الإسلامية باقي الأمم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
تاريخ علماء الأندلس (ط. الغرب الإسلامي) ج1
كتاب

تاريخ علماء الأندلس (ط. الغرب الإسلامي) ج1

ــ عبد الله بن محمد ابن الفرضي أبو الوليد

صدر 2008م عن دار الغرب الإسلامي
تاريخ علماء الأندلس (ط. الغرب الإسلامي) ج1
كتاب

تاريخ علماء الأندلس (ط. الغرب الإسلامي) ج1

ــ عبد الله بن محمد ابن الفرضي أبو الوليد

صدر 2008م عن دار الغرب الإسلامي
عن كتاب تاريخ علماء الأندلس (ط. الغرب الإسلامي) ج1:
الأنْدَلُس أو الأنْدُلُس، المعروفة أيضًا في الخطاب الشعبي الغربي خُصوصًا والعربي والإسلامي أحيانًا باسم «إسپانيا الإسلاميَّة» أو «أيبيريا الإسلاميَّة»، هي إقليمٌ وحضارةٌ إسلاميَّة قروسطيَّة قامت في أوروپَّا الغربيَّة وتحديدًا في شبه الجزيرة الأيبيريَّة، على الأراضي التي تُشكِّلُ اليوم إسپانيا والپرتغال، وفي ذُروة مجدها وقوَّتها خلال القرن الثامن الميلاديّ امتدَّت وُصولًا إلى سپتمانيا في جنوب فرنسا المُعاصرة. غير أنَّ التسمية عادةً ما يُقصد بها فقط الإشارة إلى الأراضي الأيبيريَّة التي فتحها المُسلمون وبقيت تحت ظل الخِلافة الإسلاميَّة والدُويلات والإمارات الكثيرة التي قامت في رُبوعها وانفصلت عن السُلطة المركزيَّة في دمشق ومن ثُمَّ بغداد، مُنذ سنة 711م حتَّى سنة 1492م حينما سقطت الأندلس بيد اللاتين الإفرنج وأُخرج منها المُسلمون، علمًا أنَّه طيلة هذه الفترة كانت حُدودها تتغيَّر، فتتقلَّص ثُمَّ تتوسَّع، ثُمَّ تعود فتتقلَّص، وهكذا، استنادًا إلى نتائج الحرب بين المُسلمين والإفرنج.


قُسِّمت الأندلس إلى خمس وحداتٍ إداريَّة بعد فتحها واستقرار الحُكم الإسلامي فيها، وتلك الوحدات تُقابلُ تقريبًا كُلًا من: منطقة أندلوسيا، والجُمهوريَّة الپرتغاليَّة، ومنطقة جليقية (غاليسيا)، ومنطقة أراگون المُعاصرة؛ ومنطقة قشتالة، ومملكة ليون، وكونتيَّة برشلونة، ومنطقة سپتمانيا التاريخيَّة. أمَّا من الناحية السياسيَّة، فقد كانت في بادئ الأمر تُشكِّلُ ولايةً من ولايات الدولة الأُمويَّة زمن الخليفة الوليد بن عبد الملك، وبعد انهيار الدولة الأُمويَّة وقيام الدولة العبَّاسيَّة، استقلَّ عبد الرحمٰن بن مُعاوية، وهو أحد أُمراء بني أُميَّة الناجين من سُيُوف العبَّاسيين، استقلَّ بالأندلس وأسس فيها إمارة قُرطُبة، فدامت 179 سنة، وقام بعدها عبد الرحمٰن الناصر لِدين الله بإعلان الخِلافة الأُمويَّة عوض الإمارة، لِأسبابٍ سياسيَّة خارجيَّة في الغالب، وقد تفككت الدولة الأخيرة في نهاية المطاف إلى عدَّة دُويلات وإمارات اشتهرت باسم «الطوائف».

يُعدُّ فتح المُسلمين للأندلُس امتدادًا طبيعيًا لِفُتوح شمالي أفريقيا. والمعروف أنَّ المُسلمين وصلوا في فُتوحهم إلى المغرب الأقصى المُواجه لِشبه الجزيرة الأيبيريَّة في عهد الخليفة الأُموي الوليد بن عبد الملك الذي شجَّع هذا التوجّه وأعطى السياسة الخارجيَّة اهتمامًا خاصًا بعد أن كانت الأوضاع الدَّاخليَّة في الدولة الأُمويَّة هادئة ومُستقرَّة. وكان المُتعارف عليه أن يضطلع الوالي الذي فتح أراضٍ جديدة بفتح ما يليها لو توافرت الظُروف المُناسبة، وهكذا كان يُفترض أن يتولّى فاتحُ المغرب، وهو والي أفريقية حسَّان بن النُعمان، مُهمَّة فتح الأندلُس، لاسيَّما وأنَّ كان لهُ الفضل في تطهير منطقة المغرب من النُفوذ البيزنطي والقضاء على ثورة البربر الثانية، لكنَّهُ استُبدل بِقائدٍ آخر ما أن انتهى من حل المشاكل الخارجيَّة لِولايته، وكان هذا القائد هو مُوسى بن نُصير. غادر موسى بن نُصير مصر مُتجهًا إلى إفريقية يُرافقه أولاده الأربعة وهم مفطورون على التربية العسكريَّة، وما أن وصل وتولّى مقاليد الولاية حتَّى اهتمَّ بتثبيت دعائم النصر الذي حققه سلفه في المغربين الأدنى والأوسط، ففتح ما تبقّى من مُدنٍ وقلاع خارجة عن سيطرة المُسلمين، وأرسل أولاده في كُل اتجاه لِتثبيت أقدام المُسلمين في المناطق المفتوحة. وبعد هذه الانتصارات خضعت بلادُ المغرب كُلَّها، وأقبل البربر على اعتناق الإسلام، وتطوَّع الكثير منهم في الجُيوش كجُنودٍ مُحاربين، وقُدِّر لِبعضهم أن يُصبح أكثر حماسةً للإسلام من العرب أنفُسهم، وهذا التحوُّل الذي طرأ على وضع البربر كانت لهُ آثار إيجابيَّة في فتح الأندلُس بعد ذلك لِأنَّ مُعظم قبائل البربر أخذت، بعد اعتناقها الإسلام، تتوق إلى الحرب والجهاد. وقد أدرك موسى بن نُصير هذه النزعة فاستغلَّها بتوجيههم إلى الفُتوحات الخارجيَّة، ولم يكن أمامه في هذه الحالة سوى عُبور المضيق الفاصل بين المغرب وأيبيريا لِتحقيق هذا الغرض.


لذريق (رودريك) ملك القوط الغربيين قبل الفتح الإسلامي للأندلُس.
بقيت مدينة سبتة الواقعة على ساحل البحر المُتوسِّط المغربي خارج نطاق الدولة الأُمويَّة، وكانت تتبع، من الناحية النظريَّة، للإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، إلَّا أنَّ هذه الأخيرة فقدت تأثيرها الفعلي على هذا الجُزء من الشمال الأفريقي، بِفعل بُعدها عن مركز العاصمة، الأمر الذي جعل حاكمها يوليان مُستقلًا على الشريط الساحلي المُمتد بين طنجة وسبتة، ويتوجَّه في وقت الشِّدَّة إلى مملكة القوط الغربيين (المُمتدَّة عبر أغلب أنحاء إسپانيا والپرتغال المُعاصرتين وقسمٌ بسيط من جنوب فرنسا). وكان يوليان هذا على صِلاتٍ حسنةٍ مع مُلوك القوط السَّابقين، وهم آل غيشطة، وكان رسولهم إلى المُسلمين، وكان بينه وبين لذريق (رودريك) ملك القوط آنذاك حقدٌ وعداوة، وتُشير المصادر العربيَّة والإسلاميَّة القديمة إلى أنَّ ذلك كان بسبب اعتداء لذريق على ابنة يوليان واغتصابها بعد أن أرسلها والدها إلى البلاط الملكي في طُليطلة، جريًا على العادة، لِتتربى تربية الأميرات. ولمَّا تاخم المُسلمون حُدود كونتيَّة سبتة، وجد يوليان في قوَّتهم خير من يُساعده في تحقيق أهدافه القاضية بالانتقام من لذريق ومُعاونة حُلفاءه آل غيشطة، فاتصل بمولى مُوسى بن نُصير أمير طنجة المدعو طارق بن زياد، وعرض عليه أن يؤدي دور الوسيط بين المُسلمين والغيشطيين والتيَّار المُناوئ للملك القوطي، واقترح عليه غزو أيبيريا بعد أن بيَّن لهُ حسنها وفضلها وما تحويه من الخيرات وهوَّن عليه حال رجالها ووصفهم بالضعف. وبادر طارق بن زياد بالاتصال بموسى بن نُصير وأبلغه بما عرضه عليه يوليان لاتخاذ القرار بهذا الشأن. والواقع أنَّهُ لم يكن لدى موسى بن نُصير ما يدعوه إلى رفض هذه الفكرة، ذلك أنَّ الأمر قد يتطوَّر إلى صورة فتح إسلامي شامل لِهذا البلد ويُدخلهُ في دائرة الدولة الإسلاميَّة. إلَّا أنَّ عملًا ضخمًا من هذا النوع، لا بُد وأن ينال مُوافقة الخِلافة في دمشق، لذا كتب موسى إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك يُبلغه بما عرضه يُوليان ويستأذنه بالعُبور، فردَّ الوليد عليه بأن يتروّى ويختبر البلاد بالسرايا أولًا.

بناءً على هذا، أرسل موسى أحد القادة ويُدعى طريف بن مالك المعافري، وهو من البربر، على رأس قُوَّةٍ عسكريَّة تُقدَّر بِأربعمئة راجل ومئة فارس، في مُهمَّةٍ استطلاعيَّة، وأمره بالقيام بالغارة على ساحل أيبيريا الجنوبي، وكان ذلك سنة 91هـ المُوافقة لِسنة 710م. نزل طريف وجُنوده في جزيرة «پالوماس» (التي سُميت باسمه مُنذ ذلك الحين)، وأغار على المناطق التي تليها إلى جهة الجزيرة الخضراء وعاد مُحمَّلًا بالغنائم، ومُقتنعًا بضعف وسائل الدفاع الأيبيريَّة. شجَّع نجاح طريف موسى بن نُصير، فأرسل، في شهر رمضان سنة 92هـ المُوافق فيه شهر حُزيران (يونيو) سنة 711م، قُوَّةً عسكريَّةً قوامها سبعة آلاف مُقاتل، تألَّفت غالبيَّتُها من البربر، بِقيادة مولاه ونائبه على طنجة طارق بن زياد. عبر طارق المضيق، ونزل تجاه الجزيرة الخضراء عند صخرة الأسد، وسيطر على الجبل بعد أن اصطدم بالحامية القُوطيَّة. وقد حمل الجبل مُنذ ذلك الوقت اسمه، فدُعي «جبل طارق» وعُرف المضيق بمضيق جبل طارق. أقام القائدُ المُسلم عدَّة أيَّام في قاعدة الجبل، نظَّم خلالها جيشه، وأعدَّ خطَّة لِفتح القلاع القريبة والتوغُّل في عُمق أيبيريا، ونجح في فتح بعض القلاع والمُدن منها قرطاجنة والجزيرة الخضراء، ثُمَّ تقدَّم باتجاه الغرب حتَّى بلغ بُحيرة خندة جنوبي غربي أيبيريا التي يقطعها نهر برباط عبر وادي لكة الشهير، وعسكر هُناك. وعلم بواسطة جواسيسه بأنباء الحُشود الضخمة التي حشدها لذريق الذي تقدَّم باتجاه القُوَّات الإسلاميَّة، وعسكر على الضفَّة المُقابلة للنهر. وبدا الفرق واضحًا بين القُوَّتين كبيرًا ممَّا دفع طارق إلى طلب النجدة من موسى بن نُصير، الذي كان يُراقب باهتمام أخبار الحملة من السَّاحل الأفريقيّ. فأمدَّهُ بخمسة آلاف مُقاتل.

يُعد كتاب تاريخ علماء الأندلس من التراجم الهامة والتي يلجأ إليها كُل باحث في التاريخ الأندلسي يتناول المؤلف حياة الفقهاء والعلماء، فيتناول أحدهم من مولده لوفاته وبينهما سيرته العلمية ومنهجه العلمي مع ذكر مؤلفاته إن وجدت كتوثيق لمسيرته العلمية وهذا التوثيق مهم لتاريخ الحركة العلمية في الأندلس. فالكتاب إذن، تراجم مختصرة لعلماء الأندلس من لدن فتحها، حتى عصر ابن الفرضي، وطريقته في ترجمة كل شخص: أن يذكر نسبه، وبلده، ومن أخذ عنهم العلم، ومن أخذوا عنه، ومحله من صنوف العلم أو المناصب.
الترتيب:

#4K

0 مشاهدة هذا اليوم

#53K

14 مشاهدة هذا الشهر

#85K

2K إجمالي المشاهدات
المتجر أماكن الشراء
عبد الله بن محمد ابن الفرضي أبو الوليد ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار الغرب الإسلامي 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية