█ طلب إجازة : بعد أنْ دقَّ باب المكتب دلف إلى الداخل الأمر الذي جاء من أجله وبمجرد نظر إليه المدير وولَّاه اهتمامه تقدَّم بطلب لقضاء بعض الوقت مع أسرته فما كان إلا امتعض وقطَّب جبينه واستشاط غضباً وصرخ وجهه وطرده الحال لقد تعجب الرجل رد الفعل الغريب هذا ولم يتفوه بكلمة عقب طرده المباشر ولكنه استكمل يومه بكل هدوء وتَحكَّم انفعالاته محاولاً تناسي ما حدث منذ قليل وكأنه لم يكن عاد مكتبه واستأنف عمله ثم ذهب البيت وكان الغضب قد هاجمه تارة أخرى فلم يَقُل كلمة طيبة وجه أحد دخل حجرته صمت تام وبدَّل ملابسه غطَّ نوم عميق وطلب الجميع ألا يزعجوه ولو يَفُقْ صباح اليوم التالي لا يعلم ماذا سوف يكون مصيره وماذا يفعل فيه تفهم زوجته شيئاً مما يجري فهو يَشْكُ يتكلم الأساس انتقل إليها التعجب والدهشة هي الأخرى تُحادِثه حضَّرت له الفطور اعتقاد أنه ذاهب العمل كما هو معتاد ذهبت لإيقاظه زجرها بيده بعيداً عليها تفعل قام نومه بعد إجهاد شاق السابق يريد وهل سيذهب بالفعل أم سيُقدِّم استقالته سيأخذ يوم راحة دون كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ مراعاة الخصوصية :
مثلما توجد أمور محجوبة عنا بشأن الدنيا لا يَحِق لنا معرفتها ولو من باب الفضول أو العلم بالشيء لحِكمة يعلمها الله ، فلا يَصح أنْ نتبع خطوات الآخرين راغبين في معرفة أدق تفاصيل حياتهم التي لم يسمحوا لنا بالاطلاع عليها فما هذا إلا محض تدخُّل لا جدوى منه ، فيجب على الجميع أنْ يراعوا خصوصية الغير ولا يخوضوا فيما لا يعنيهم حتى لا يجدوا رد فعل غير مستحب ، فكل منا يعلم ما يَوِد إخباره للغير وما يرغب في إخفائه وهذا حقه وإنْ لم يُبدِ سبباً له ، فلا بد من احترام رغبات الآخرين كما نحب أنْ يعاملونا فالمبادرة بالأمر تجعله يتم بكل سلاسة وبساطة دون أنْ يعاني أي طرف من مشكلة أو يخشى التعرُّض لأي مأزق أو موقف محرج مع الغير لم يكن يتوقعه أو يعمل له حساباً أو يخطر له ببال ...
#خلود_أيمن #خواطر #KH . ❝
❞ مؤامرة كونية :
في بعض الأحيان تشعر أنَّ كل أمور الكون قد تكالبت ضدك ، اجتمعت كل المشاعر دُفعة واحدة من أجل الفتك والإيقاع بك ، إذْ يعتلي وجهك العبوس ، يجتاح كيانك السكون ، يكسوك الهدوء ، يَسُودك الاكتئاب ، يحاوطك الصمت ، يعتريك اليأس ، تنتابك نوبة غضب لا تدري لها سبباً أو تعلم من أين أتتك ، تركن إلى الانعزال ، تضطرب من أي ضوضاء قد تحيط بك ، تنزعج من أي مصدر للصوت ، يمر الوقت دون أنْ تشعر به ، تفقد الشعور بأي شيء في المُطلَق ، ترغب لو ينتهي بك المطاف لهذا الحد ، تشعر بالاكتفاء التام من كل مُتع الحياة وكأنك زهدت فيها أو مللت شيئاً ما لم تتوصل لكُنهه بَعْد ، وحينئذ يجب أنْ تعلم أنه لا بد من انقطاع تام وكأنه فاصلٌ عن كل تلك المهام التي اعتدت القيام بها حتى تستعيد نشاطك وتعود لحياتك بمزيد من الحماس والقوة التي تحلَّيت بها في الماضي ، فعليك أنْ تعلم أنه لا بد من التَخلُّص من كل هذا الضيق الذي قد يُسقِطك في دائرة من القنوط والتبطُّر على كل النعم التي تحظى بها وتحوزها بالفعل وبتلك الطريقة قد تُزاح من طريقك ذات يوم وتذهب لمَنْ يُقدِّرها بِحَقْ ويحمد الله عليها ، فحاول أنْ تعيش حزنك بكل مشاعرك دون أنْ تسمح لها أنْ تسيطر عليك أو تتمكَّن منك أو تشغل حيزاً كبيراً من حياتك ، فالوقت الذي يمضي منها دون استغلال أو استفادة هو وقت مُهدَر سوف تُحاسَب عليه بالطبع وسوف تندم أيضاً على ضياعه في حزن غير معلوم الأسباب أو تفهم له مبررات واضحة ، فَلْتُنحيه جانباً وتحاول ممارسة حياتك شيئاً فشيئاً حتى تعاود عيشها بكل مرونة ويُسر ورضا ولتعلم أنها دون الرضا والقناعة لا تساوي شيئاً ولا تُعاش أو تُطاق أو تُحتَمل ، فلهذا حبانا الله منه أطناناً حتى نتمكن من مواصلة الحياة حينما نُصاب بأي جزع في منتصف الطريق ، فما هو إلا دافع للاستكمال وكأنه وقود يُحرِّكنا للعبور من المحطات الصعبة والأزمات التي لا بد منها حتى ندرك قيمة تلك الرفاهية التي كنَّا نعيشها من قَبْل ، فالحياة يا صديقي لا تسير على وتيرة واحدة أو تتمتع بنمط ثابت لا يتغير لأنها بهذا ستكون مملة ولن تتعلم شيئاً فيها على الإطلاق ، فلا بد من تلك المنعطفات التي تُفرِّق بين بني البشر وتُميِّز بين قدرتهم على تحمُّل الصعاب والعبور منها بنفس الروح السَمِحة المشرقة المُقبلة على الحياة بكل شغف وكأنها لم يُصبْها أي مكروه أو تعاني من أي لحظة حزن مرَّت بها ولو مرور الكرام ...
#خلود_أيمن #خواطر #kh . ❝
❞ المفاجأة السادسة
مشاركتي في الكتاب الإلكتروني ˝ التنمر ˝ بنص ( ظاهرة التنمر )
ظاهرة التنمر :
إنه لمِن المؤسف تفشي تلك الظاهرة في الآونة الأخيرة بشكل واسع وبالأخص بين طلاب المدارس الذين صاروا يَذكُرون زملاءهم بصورة سيئة وينعتونهم بأبشع الألفاظ ويُحِطون من قدرهم نظراً لاختلافهم عنهم في شيء ما ، خِصلة ما ، أو سلوك معين سواء من جهة التميُّز أو القصور رغم أن هذا أمر بديهي تماماً فليس كل البشر سواء ، فهذا الأمر يعتمد في المقام الأول على التربية فإنْ قوَّم الأبوان سلوك الأبناء في المرحلة السابقة لمرحلة التعلُّم سوف لن نجد هناك أي تقليل من شأن أحد أو محاولة هدم ثقته بنفسه بفعل كلمات تُذكَر دون داعٍ ، فحينما نُعلِّم الأبناء أن احترام الغير هو احترام للنفس سينتشر الإيخاء والود والتعاون والرحمة بين الأطفال خاصةً أن تلك المرحلة العمرية من المفترض أنْ يكون فيها الجميع أسوياء إذْ لم يخوضوا غِمار الحياة أو يمروا بأي ظروف أو مواقف تجعل شخصياتهم تتوحش لهذا الحد القاتل الذي يجعل الحزن يملأ قلوب الآخرين بفعل تصرفاتهم الغير سوية أو محسوبة أو مدروسة معهم ، فالتنمر لم يكن منتشراً بهذا الشكل المَريع في الزمن الماضي ولكن بتطور وسائل التكنولوجيا وإقحام الأطفال فيها طوال الوقت من أجل تقليل العبء وتقليص المسئولية بعض الشيء صار جميعهم يكتسبون سمات لم تكن يوماً تَخُص الأطفال ، فهم يجلبون تلك المآسي والمشكلات بفعل التفاعل الغير مُجدٍ مع كل الوسائل المنفتحة المتاحة في المجتمع والتي لا تتناسب مع أعمارهم تماماً فهي ما جعلتهم أكثر جرأةً وفجاجةً وأقل أدباً من الأجيال السالفة ، لذا علينا إقصاء تلك الوسائل من أمامهم حتى لا تساهم في انفلات أخلاقهم أكثر مما هي عليه وضياع تلك الأجيال واحدة تلو الأخرى وانتشار الضغينة والحقد بينها بفعل السخرية والتهكم والتنمر الدائم على الغير بدون أي سبب واضح أو وجه حق ، فعلينا الحذر وتوعية الأهالي قبل أنْ تتفاقم تلك المشكلة وتتحول لعادة تنتقل عبر الأجيال بلا توقف وأنْ نُركِّز جيداً على عنصر التربية السليمة قبل أنْ ندمج هؤلاء الأطفال في المدارس ويتسببوا في إحراج الغير أو التقليل منهم بأي شكل كان ، فهي العماد الأساسي الذي تُبنَى عليه شخصية الطفل ودونها يصير بلا خُلُق آملين أنْ تختفي تلك الظاهرة البغيضة في القريب العاجل دون أنْ تعود مرة أخرى إنْ أدَّينا دورنا على أكمل وجه ممكن . ❝