█ خِذْلانٌ وَاِنْكِسارٌ كَيفَ يَطرقُ المَرءُ بابًا أُغلقَ فِي وَجههِ مَرّاتٍ عدِيدَة وصاحِبهُ لَمْ يُبالِ كَيفَ تَفتحُ الطرقُ الَّتِي أَغلَقَت أَمامهُ مِرارًا وَتكرارًا؟ يُحِبُّ شَخصًا جَعلهُ يَكرهُ كُلَّ ما وكَيفَ لِلسعادةِ أَنْ تَأتِي إِذا تَمَكَّنَ الحُزنُ مِنْ القَلبِ رُبَّما يَعُودُ الحبيبُ بَعدَ الهِجرانِ لٰكِن لا يعُودُ الحُبُّ كَما كان يحبُّنا أَشخاصٌ بِدُونِ مُقابِلٍ لٰكِنْ مَع الخِذلان يَرحَلون هٰـذِه الحياةُ عِندَما تَمُرُّ عَلينا فَنحزَن وَنَضعفُ ونَنكسِرُ يُحالِفُكَ الحَظُّ مَرَّةً تُبصِر عيناكَ مَنْ أُحِبُّكَ حَقًا وَصِدقًا فَلا تَتركهُ يَرحَل فغَدًا سَوفَ تَندَم عَلَىٰ تَركهِ ک أسماء عبدالعاطي بركة "عاشقة الكتابة " كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *تصادق مع الذئاب على أن يكون فأسك مستعدًا*
سيوفٌ تُسلّ، وقلبٌ أصابه الْهَزل، وغدر أتىٰ بعد كلل، وها أنا أصابني الْوَجَل، لقد انطفأت الشُعل، ولم يعد بالعمر مُقْتَبل، تجرعت العلقم من خليلي الذي كنت أراه إحدى النِعم، لقد سامحتُ هذا الزمان لأجل عينيك؛ فطعنتني ولم تتألم، لم تهتم بجرحي الذي يسيل منه الدم، لقد أصبحت الأرض لي جهنم، وأضاء اللهب ظُلمة المساء، وفؤادي لم يعد يترنم، سالت دموع عيني من المُقل، لمَ يا صديقي فعلت بي هذا؟ أكُنت ثَمِلًا؟ أم أنك سعيدٌ برؤيتي أتعذب؟ خُنت عهدي ووعدي بعدما آمنتُ لك، رفيقي، في ذلك اليوم كاد يقتلني الظمأ؛ فرأيتُك أمامي تبتسم، قلتُ سرابًا زارني من الوهن، فاضت دموع كريمتي عَلَىٰ نحّرِي؛ لعلها تطفئ ذلك الشجن، لمن أبثُّ حزني وضعفي، ومن آمنته عَلَىٰ عمري كان ذئبًا جائعًا غرز أنيابه في جسدي، واستلذ بألمي حتى الثكل، لقد أتضح أنك هزيمة هذا العام والعام المُنصرِم، لقد كنت في صداقتك مُعبّدًا، لم أكن أعلم أنك أرذل، وأنا كنت كالأرعن أسير خلف الأبلخ، من سيشفي غليلي؟ ومن سيجفف دمعي المُتهلل؟ دَجَّجَت السماء ودمدمت؛ فتساقط الودق يشاركني ألمي البائن، ذَبُل ربيع العمر وانصرم، تثبيط احتل كياني، ومِدادٌ أسود مدِيد لطخ ثيابي البيضاء، ووجُوم رُسِم عَلَىٰ وجهي، ما الذي كنت أتوقعه من ذئبٍ مخادع؟ فالذئب لا يعلم سوى الغدر والتملّقُ، يا من كنت رفيقي، أردت أن أخبرك أمرًا، أنا أمقُتك، لمَ أرىٰ وجهك مكفهرًا؟ ألا تخجل من نفسك وأنتَ تدعي الحب بينما أنتَ مجرم؟ لا أريد رؤيتك بعد الآن؛ فأنتَ السُّم الذي يقتلني، لا أستطيع رؤيتك تحيا بسعادة، أريد قتلك، أن أقطّع جسدك إلى أشلاء؛ لعل قلبي يسامحني، لقد شنَّ البغاة حربًا، وطعنوني من الخلف، حقًا سيظل الذئب ذئبًا تحركه غريزته مهما قدمت له.
#بقلمي
*ک/ أسماء عبد العاطي*
«أكاسيا»★ . ❝
❞ تراتيل الأحلام*
في ليلةٍ سَاجِيَة يناجي النجوم عند الدُجىٰ، يبثُّ لها أشجانه، ويروي لها قصة كفاحه آخذًا عَلَىٰ عاتقه قسمًا؛ لأجل حلمٍ يسعىٰ لتحقيقه، أخَذَ أُهبته جيدًا، واِسْتَعَدّ لمواجهة الصعاب؛ كي ينال مراده، كان يرى نفسه مكبولًا بطول الطريق، مأخوذٌ بسحر الوصول للمُنىٰ، مُدن قلبه تغزوها تراتيل الأحلام، سويداء قلبه تُمنِّيه بالأماني الجديدة، عيناه لم تعد ترىٰ غير هذا السبيل، لا يستطيع الحياة بدون تلك التيارات الجارفة التي تجتاحه، آماله كبتلات الورد الشائكة، يأخذها بين يديه أخذًا، كأنها لم تدميه، فدائمًا يقول أن ذلك الألم ينتهي عندما نتذوق لذة الوصول، نشعر حينها بالانتشاء السائد في أرهاء القلب، عندما أراه يحاول بكل جهدٍ هكذا أتذكر نفسي عندما كنت بعمره، كم جاهدت حتَىٰ حصلتُ عَلَىٰ مُرادي، كنت كطائرٍ عاد من هجرته، زال الوجع الذي كان يتربع عَلَىٰ عرشي، جفت دموع السجم من مقلتيَّ، فقليلون من يأخذون أحلامهم على محمل الجِدِ، كان لي حاقدون كثُر، لكن لم يستطيعوا منعي، لقد كنت أقوى من حقدهم الدفين.
*ک/أسماء عبد العاطي بركة*
«أكاسيا»★ . ❝
❞ *لن تستطيع أن تمنع طيور الهم مِن أن تحلق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها أن تعشش في رأسك*
ساد الديجور عالمي، وتساقطت على رأسي الهموم، كحبرٍ مديد أسود لطخ الورقة البيضاء، كنجمٍ يبكي على أختفاء القمر من السماء، كالوباء ينتشر؛ فيقضي على الأخضر واليابس، لماذا ينوح القلب على تلك الهموم؟ لماذا ينتحب وتعصيه الدموع، لمَ نبني جدرانًا من اليأس ونحيط بها أنفسنا؛ فنمنع السعادة من الوصول إلينا، لماذا لا نحاول أكتشاف أنفسنا والبحث عن ذاتنا؟ لمَ لا نتآلف؟ بكينا على اللبن المسكوب؛ فهل سنجمعه بعدما أنسكب؟ في ليالي البرد الأليمة شعرت بحدتها، وكأنها نصل سيف يمزق أوتاري، زارتني المنية وكامعتني بجنون، لم تشفق على حالي، لمَ لا نأخذ العِبرة من تتابع الليل والنهار، من معانقة الزهور لقطرات الندىٰ، ومن الرئتين والأكسجين؛ فكلًا منهما يكمل الآخر، أنظر للسماء، سيسطع النهار مهما طال الليل، وينتهي الألم، ويُشفى القلب مهما كان الجرح، ربما يترك أثرًا فيما بعد، لكن ألمه سيزول، وعند قدوم الليل ستتزين السماء بالنجوم، وتُنبت أزهار القلب.
*ک/أسماء عبد العاطي بركة*
*أكاسيا* . ❝