❞ ظلٌّ لا يشيخ كأنني أنظر من نافذةٍ لم تُفتح يومًا، ووراء الزجاج، ظلّي يتأمّلني كما لو كنتُ أنا الغريب، لا هو. لم يكن وجهًا ما رأيته، بل عمرًا يُحدّق فيّ، زمنًا هاجر ملامحي وسكن بين طيّات الضوء الخافت. كلّ شيءٍ ساكن، إلّا الذكرى؛ كانت وحدها تمشي على أطراف روحٍ ارتجفت حين تذكّرت أنها ما زالت على قيد الشوق. الجدار خلفي لم يتغيّر، لكنّ ما بداخلي تهدّم، وأُعيد بناؤه ألف مرّة، بألوانٍ لا تراها العيون، بصرخاتٍ لا تصل للأذن، بصمتٍ يتقن الهروب في وضح الحنين. مضى العمر مثل ومضة كاميرا؛ لم تُنقذ لحظتي، بل فضحتها. أين كنّا حين كنّا نبحث عنّا؟ أين اختبأت تلك الأحاديث التي لم تُقال؟ تلك الأيادي التي ارتجفت على أعتاب اللقاء، ثم لم تلتقِ؟ أنا هناك، في هذا الظل، لا أنتظر من يأتي، بل من يتجرأ على أن يراني حقًّا، وإن اقتربت، فاحذر، ليس كلّ ظلٍّ صامتٍ ميّت. ك/ليزلي... ❝ ⏤لمياء القمر \" ليزلي\"
❞ ظلٌّ لا يشيخ
كأنني أنظر من نافذةٍ لم تُفتح يومًا، ووراء الزجاج، ظلّي يتأمّلني كما لو كنتُ أنا الغريب، لا هو. لم يكن وجهًا ما رأيته، بل عمرًا يُحدّق فيّ، زمنًا هاجر ملامحي وسكن بين طيّات الضوء الخافت. كلّ شيءٍ ساكن، إلّا الذكرى؛ كانت وحدها تمشي على أطراف روحٍ ارتجفت حين تذكّرت أنها ما زالت على قيد الشوق. الجدار خلفي لم يتغيّر، لكنّ ما بداخلي تهدّم، وأُعيد بناؤه ألف مرّة، بألوانٍ لا تراها العيون، بصرخاتٍ لا تصل للأذن، بصمتٍ يتقن الهروب في وضح الحنين. مضى العمر مثل ومضة كاميرا؛ لم تُنقذ لحظتي، بل فضحتها. أين كنّا حين كنّا نبحث عنّا؟ أين اختبأت تلك الأحاديث التي لم تُقال؟ تلك الأيادي التي ارتجفت على أعتاب اللقاء، ثم لم تلتقِ؟ أنا هناك، في هذا الظل، لا أنتظر من يأتي، بل من يتجرأ على أن يراني حقًّا، وإن اقتربت، فاحذر، ليس كلّ ظلٍّ صامتٍ ميّت.