عم مطاوع يكاد ينكفئ وهو يقدم المشروبات للزبائن، مما... 💬 أقوال عثمان مكاوي 📖 رواية أعطني الناي

- 📖 من ❞ رواية أعطني الناي ❝ عثمان مكاوي 📖

█ عم مطاوع يكاد ينكفئ وهو يقدم المشروبات للزبائن مما يجعلهم يهبون فزعًا حتى يُعينوه قبل أن يهوي الأرض بالقرب من مدخل المقهى يوجد مذياع محفوظ داخل صندوق خشبي موضوع لوح مُثبَّت الحائط لا يُشغِّله إلا عندما يحين موعد إذاعة حفل أم كلثوم؛ يعشقها بجنون أكثر الأوقات استمتاعًا بالسِّت يخلو بعض الغرباء الذين يجلسون فيه انتظارًا لوصول القطار أو إقلاعه يُودِّعون قريبًا صديقًا لهم فيختلي بي ليحكي بصوتٍ خافت الجرائم التي حدثت الماضي البعيد أصغيتُ له جيدًا حدثني هدأة الليل عن جريمة قتلٍ قد وقعت بالقرب وأنَّ مَن قاموا بها ظلوا بضعة أيام يترددون ليترصدوا القتيل قصَّ عليَّ أنه كلما اقترب منهم , هو يحمل صينية الشاي كفُّوا الحديث بعد يُشير أحدُهم بيده يصمتوا وحين يبتعد عنهم تُعاوِد وجوهُهم الاقتراب مرة أخرى كضباعٍ تفترس مِيتة وفي اليوم الموعود رأى واحدًا يُخرج فَرْدًا روسيًّا ويطلق مقذوفًا ناريًّا رأس فيفلقها فلقتين فتتناثر قِطع صغيرة لحمه تسيل منها الدماء ويهرب إلى محطة ويجري بين قضبانها وبينما ينظر الخلف خوفًا الإيقاع به كتاب أعطني الناي مجاناً PDF اونلاين 2024 رواية نسج الخيال إن اشتملت واقع أيضا يتحدث فيها الكاتب بلسان الراوي الأنا ( مظلوم عبد الجابر ) المدرس الذي ولد نفس العام قرر حاكم البلاد استعداده الذهاب الكنيست الإسرائيلي طلبا للصلح الأربعين عاما بدون زواج يحكي قصته والتي تجدها بمثابة تأريخ للعصر الحالي بكل ما الاغتراب يعيشه الشباب أرض وطنهم والبطالة والرشوة والمحسوبية والفساد وانعدام الرؤية والضبابية ثورة 25 يناير المجيدة والاحباط وتراجع الأحلام والآمال والمستقبل الرمادي والغربة يلجأ إليها هروبا الفساد مصر والأصعب حالة الوطن الضائع المنهوب والاحساس الدائم بعدم الرضا الواقع المفروض بل بالتنصل منه رغم حبهم الشديد للبلد تأخر سن الزواج تردي مستوى التعليم كل هذا تجده " شكل حكاية مفعمة بالحنين للماضي برومانسيته وعذوبته وطهارته والتحسر الحاضر سوداويته والخوف المستقبل المجهول وتمنيه صورة أفضل شيء حيث لنا علاقته بحبيبته وفراقهما وتعرفه صديقته الحالية المتزوجة والضياع بينهما فقط يتمنى حبيبة وليست مجرد زوجة تؤنس وحدته وتشاركه الامه واقعية بالرومانسية مناقشتها لكل قضايا المجتمع السوداوي نعيشه الآن فالبطل يبحث الحب ينتهي الحال بوفائه لحبيبته المتوفية فنرى معايشة لأوجاع انسانية عديدة خرج الخاصة للرؤية العامة شديدة العذوبة والسلاسة ورغم أنها بالألم يكتنفها الأمل بالنهاية هكذا يرى

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ عم مطاوع يكاد ينكفئ وهو يقدم المشروبات للزبائن , مما يجعلهم يهبون فزعًا حتى يُعينوه قبل أن يهوي على الأرض.

بالقرب من مدخل المقهى يوجد مذياع محفوظ داخل صندوق خشبي موضوع على لوح خشبي مُثبَّت على الحائط , لا يُشغِّله عم مطاوع إلا عندما يحين موعد إذاعة حفل أم كلثوم؛ يعشقها بجنون , أكثر الأوقات استمتاعًا بالسِّت عندما يخلو المقهى من بعض الغرباء الذين يجلسون فيه انتظارًا لوصول القطار أو إقلاعه , عندما يُودِّعون قريبًا أو صديقًا لهم , فيختلي بي عم مطاوع , ليحكي بصوتٍ خافت بعض الجرائم التي حدثت في الماضي البعيد , أصغيتُ له جيدًا عندما حدثني , في هدأة الليل , عن جريمة قتلٍ قد وقعت في الماضي بالقرب من المقهى , وأنَّ مَن قاموا بها ظلوا بضعة أيام يترددون على المقهى ليترصدوا القتيل , قصَّ عليَّ أنه كلما اقترب منهم , و هو يحمل صينية الشاي , كفُّوا عن الحديث بعد أن يُشير أحدُهم بيده أن يصمتوا , وحين يبتعد عنهم تُعاوِد وجوهُهم الاقتراب مرة أخرى كضباعٍ تفترس مِيتة , وفي اليوم الموعود رأى واحدًا منهم وهو يُخرج فَرْدًا روسيًّا , ويطلق مقذوفًا ناريًّا في رأس القتيل , فيفلقها فلقتين , فتتناثر قِطع صغيرة من لحمه تسيل منها الدماء , ويهرب إلى داخل محطة القطار , ويجري بين قضبانها , وبينما ينظر إلى الخلف خوفًا من الإيقاع به , فجأة ظهر قطار بضاعة ألجمه , ظل متجمدًا في مكانه كالمصلوب , فدهسه على الفور , يمضغ عم مطاوع ريقه ثُمَّ يكمل , إن التحريات كشفت أن القتيل من مدينة فرشوط , وقد لجأ إلى مدينتنا بعد أن قتل ابن عمه بسبب استلاب الأخير منه عشرة أسهم من أرضه , فضربه بالفأس , فشجَّ رأسه نصفين كالبطيخة , وقد حُكم عليه غيابيًّا بالأشغال الشاقة المؤبدة , وهو في مدينتنا منذ خمسة عشر عامًا. بعدما صمت برهة , تنهد وضرب كفيه أخماسًا في أسداس وقال: ˝يا ولدي , من قتل يُقتَل ولو بعد حين˝.. ❝
4
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث