رواية العيب
مراجعة نقدية لرواية العيب
الفكرة
من إبداعات يوسف إدريس في القصة القصيرة والتي طالما ابهرنا بها وبأسلوبه المتميز، الآن يطل علينا بروايته "العيب" التي تنساق تحت واقعية الأدب العربي، وتعتبر علم من علوم الإجتماع التي ينتج داخلها صراعاً واقعياً بين الأنسان والضمير، وصراع المادة
الصراع
لقد أدمى الكاتب إلى صورة حقيقية من صور الفساد الاجتماعي والأخلاقي التي انحدر له المجتمع بمؤسساته، وما يشغله من عاملين. وتتمحور الرواية حول قضية يرتشفها المجتمع في كوبِ نحاسي مطلي بقشورِ مزينة.
عندما نكون في حاجة لتغير مبادئنا نقنع أنفسنا بذلك ونطعم ضميرنا المزيد من الخدع الصغيرة، حتى لا يستطيع الشعور بالندم أو الصراخ.
الحبكة
تبدأ الرواية بالوجه الحقيقي للحقيقة والتي تمثلها سناء صوت الضمير وصورة الأخلاق والقيم التي نشأت عليها، لتتشوه الصورة رويدا رويدا، ويتداخل معها الوجه الآخر من الكوب، لتخالط عالما غريبا عن مبادئها المتعارف عليها وكأن هناك تعاقب لليل والنهار معا لتُصدم بصورة جديدة تتخبط داخلها أفكارها، وقيمها بهذا العالم المملوءة برائحة الفساد والادرج المفتوحة على مصراعيها التي تتقبل المزيد من الأوراق النقدية والتي كانت تشم فيها رائحة دموع شقيقها الذي حُرم من ممارسة حقه فالتعليم والمذنب تلك الورقة اللعينة التي تسير كسفينة في عرض الحياة تتباهى بقوتها وسطوتها على الأنسان لتثبت لنا إنها أقوى منا في تحقيق أهدافها.
المتن
تكتشف سناء إنها تمارس عملها في مكانِ يمتلك فَهِ لأبد وأن يتم إطعامه بالمزيد وإن بداخله سرداب له عدة أبواب مجهولة لا يملك مفاتيحها سوى ساكنيه. وكانت سناء لهذا العالم دخيلة لا تفقه فيه شيئا سوى رسالتها التي تؤمن بها.
النهاية
سقط بنا الكاتب داخل بؤرة عميقة لن ينج منها الكثير، عندما جعلك تداعب شيطانك وترى نفسك مكان سناء أو واحدا من هؤلاء الذين أتاحوا لها طريق الخطأ بسبلِ ملتوية وجعلوها تتبع طريقهم فلكل شيء قاعدة حتى الخطأ له قواعده التي يتبناها العقل ويسير يوجه لنا ضربات متتالية ويبقى الخيار المتاح لنا هو الاستسلام وتم استسلام سناء والانضمام إلى تلك اللعبة، ولم تعلم هل كانت حقا متواطئة معهم عندما كشفت عن مُثلهم المزيفة، وفتحت أدراجهم لترى ما فيها، أم كان هذا ثمنا ما لخطيئة لم تفتعلها.
الرواية تنبش داخل الكثير من الأسرار والجعب المملوءة بالحكايات التي تزيل عنا حقيقة ما هو عيب واللاعيب والخطأ واللا خطأ، صورة نقدية لواقع اجتماعي لا مفر منه وقد فعلها الكاتب من خلال روايته، ووصف لنا ذلك العالم عن قرب