أصبح منزلها الجديد يطلق عليه هذا اللقب، فالكل يقصد... 💬 أقوال محمود زيدان حافظ 📖 رواية نعيق الغربان
- 📖 من ❞ رواية نعيق الغربان ❝ محمود زيدان حافظ 📖
█ أصبح منزلها الجديد يطلق عليه هذا اللقب فالكل يقصد الدار لينال مبتغاه وتُبرع هي أعمال السحر وتسخير الجان وأهل القرية يظنون أنها مبروكة ومستجابة الدعاء وتمر السنوات ويكبر الصغير ولا أحد يعرف له اسم فهو معروف بينهم بالمهيب ويفوق أمه يضاهيه أعماله وأسحاره حتى أنه إن أراد المرور بالقرية لا يجرؤ رفع عينه والنظر إليه؛ فهناك غرابان يلازمانه دائماً أحدهما فوق كتفه الأيسر وينظر للخلف والآخر الأيمن للأمام وامتلأت القلوب منه رعباً ويتقدم العمر بالزغدانة وتقترب من أيامها الأخيرة الدنيا ويتوافد المئات الأطباء والآلاف مريديها يحاولون شفاءها مما أصابها ولكنها الأخير تخرج روحها لبارئها ويأمر المهيب بدفن الأم نفس المكان الذي دُفِنَ فيه أخوه قبل ومن شدة خوف أهل يبنون لها مقاماً قبرها ليزوره الناس وكأنها أولياء الله الصالحين ويصبح يوم وفاتها هو مولد يتوافد إليه كل حدب وصوب ويكتب مقام الشيخة زغدانة ويظل المقام والمنزل قبلة الملتاع وكذلك الشر ومهيب تزداد شيطنته يوماً بعد ويزداد نفوذه وسطوته وبلغ ما بلغ يريد الزواج حاجة بذلك النساء ترتمي أسفل كتاب نعيق الغربان مجاناً PDF اونلاين 2025 صراع الثقلين وتداخل العالمين فيما والإنسان نسي الرحمن ولجاء للجان فزادوه رهقا
❞ أصبح منزلها الجديد يطلق عليه هذا اللقب، فالكل يقصد الدار لينال مبتغاه وتُبرع هي في أعمال السحر وتسخير الجان وأهل القرية يظنون أنها مبروكة ومستجابة الدعاء. وتمر السنوات ويكبر الصغير ولا أحد يعرف له اسم فهو معروف بينهم بالمهيب ويفوق في السحر أمه، ولا يضاهيه أحد في أعماله وأسحاره حتى أنه إن أراد المرور بالقرية لا يجرؤ أحد على رفع عينه والنظر إليه؛ فهناك غرابان يلازمانه دائماً، أحدهما فوق كتفه الأيسر وينظر للخلف والآخر فوق كتفه الأيمن وينظر للأمام، وامتلأت القلوب منه رعباً. ويتقدم العمر بالزغدانة وتقترب من أيامها الأخيرة في الدنيا ويتوافد على منزلها المئات من الأطباء والآلاف من مريديها يحاولون شفاءها مما أصابها ولكنها في الأخير تخرج روحها لبارئها، ويأمر المهيب بدفن الأم في نفس المكان الذي دُفِنَ فيه أخوه من قبل، ومن شدة خوف أهل القرية يبنون لها مقاماً فوق قبرها ليزوره الناس وكأنها أحد أولياء الله الصالحين، ويصبح يوم وفاتها هو يوم مولد يتوافد إليه الناس من كل حدب وصوب ويكتب على قبرها مقام الشيخة زغدانة. ويظل المقام والمنزل قبلة الملتاع وكذلك قبلة أهل الشر، ومهيب تزداد شيطنته يوماً بعد يوم ويزداد نفوذه وسطوته وبلغ من العمر ما بلغ ولا يريد الزواج ولا حاجة له بذلك، فهناك النساء ترتمي أسفل قدميه كل ليلة ليدنسهن ويهرس شرفهن وأعراضهن، وجمعيهن مباحات وأزواجهن يعلمون ولا يستطيعون الاعتراض. حتى جاء ذلك اليوم الذي يسبق عيد الأضحى، ونزل فيه مهيب للقرية لتقع عينه عليها (نور ابنة عمران) ترزي القرية ذات الثامنة عشر عاماً، يتهافت عليها الخطاب منذ أن بلغت الثانية عشر من عمرها وجميعهم يرفضهم الأب؛ فهي ذات جمال رباني لم تنَله واحدة من أهل القرية قبلها، وأصبح الذئب الجائع يحوم حولها، وكانت هي شديدة الحياء ولا تبرح منزلها إلا فيما ندر، وذات مساء يذهب المهيب لمنزل عمران ولأول مرة يكون وحده دون غربانه، حتى لا تخشاه الفتاة ويتلجلج عمران في حديثه فهو يخشى غضبه، وتخرج الفتاة من غرفتها وتجلس أمام مهيب في ثبات لم يعتَد عليه، وطلبت منه أن يقدم ما عنده لمن ستكون زوجته، فيذهل من قولها ويعرض عليها مهراً مليون جنيه، وبمثلهم ذهب ومنزل لأهلها أكبر من منزل عمدة القرية. _ نور: هذا فقط ما تستطيع تقديمه لي؟ أنا نور أجمل بنات القرية وجميع القرى التي حولنا! _ مهيب: لكِ الأمر وعليَّ تحقيقه. _ نور: تضع لي خمسة ملايين في البنك، وتعطي أبي مهراً مليونين وتحضر ما تشاء من الذهب وما قطعته على نفسك من منزل جديد لوالدي؛ وهذه طلبات مستطاعة، أما أنا فأنا أخاف أن يكون داري بجوار قبر، فهل ترتضي أنت أن تكون زوجتك خائفة من شيء وأنت حيٌّ ترزق؟ تظهر علامات الغضب عليه وتلمع عيناه الغريبة وتكمل نور حديثها: أرى أن كلماتي قد أثارت حفيظتك، ولكنك لست مجبراً على شيء فلك حرية الاختيار والقرار الآن في يدك. _ مهيب: دعيني أفكر فيما قلتِ وبعدها أقرر ما سيكون، وحتى هذا الوقت فأنا قد أتممت خطبتك فكوني على قدر ذلك. _ نور: لا. فأنا ستتم خطبتي حين تنتهي من تفكيرك وتقرر ما سيكون. ينهض غاضباً وتلتفت هي لوالدها. _ نور: أبي العزيز أأحضر لك الطعام؟ يتوجه نحو الباب غاضباً ويهم بالخروج ولكنه يقف ويلتفت لها. _ مهيب: وعدتُك أن تأمري وأنا ألبي أوامرك، وهذا ما سيحدث ومن اليوم أنتِ خطيبتي وجهزي لعرسك في ليلة اكتمال القمر. _ نور: ستكون هذه الليلة ليلة عذري الشرعي، ولكن ما دامت تلك رغبتك فهيت لك؛ ولك ما تشاء. يفرغ فاه وكأنه مبتسم. _ مهيب: نتمم العرس وبعدها نفعل ما نشاء. يغادر مهيب مسرعاً وتأتي له غربانه ويدخل لمنطقة خلاء بعيدة عن القرية ويبدأ ببعض الطقوس وترتيل عزيمة استدعاء ويحضر له ما استدعى وتقف الغربان وكأنها أصنام حجرية، ويقترب من مهيب ذلك الحاضر ليقفا وجهاً لوجهٍ. ❝
❞ أصبح منزلها الجديد يطلق عليه هذا اللقب، فالكل يقصد الدار لينال مبتغاه وتُبرع هي في أعمال السحر وتسخير الجان وأهل القرية يظنون أنها مبروكة ومستجابة الدعاء. وتمر السنوات ويكبر الصغير ولا أحد يعرف له اسم فهو معروف بينهم بالمهيب ويفوق في السحر أمه، ولا يضاهيه أحد في أعماله وأسحاره حتى أنه إن أراد المرور بالقرية لا يجرؤ أحد على رفع عينه والنظر إليه؛ فهناك غرابان يلازمانه دائماً، أحدهما فوق كتفه الأيسر وينظر للخلف والآخر فوق كتفه الأيمن وينظر للأمام، وامتلأت القلوب منه رعباً. ويتقدم العمر بالزغدانة وتقترب من أيامها الأخيرة في الدنيا ويتوافد على منزلها المئات من الأطباء والآلاف من مريديها يحاولون شفاءها مما أصابها ولكنها في الأخير تخرج روحها لبارئها، ويأمر المهيب بدفن الأم في نفس المكان الذي دُفِنَ فيه أخوه من قبل، ومن شدة خوف أهل القرية يبنون لها مقاماً فوق قبرها ليزوره الناس وكأنها أحد أولياء الله الصالحين، ويصبح يوم وفاتها هو يوم مولد يتوافد إليه الناس من كل حدب وصوب ويكتب على قبرها مقام الشيخة زغدانة. ويظل المقام والمنزل قبلة الملتاع وكذلك قبلة أهل الشر، ومهيب تزداد شيطنته يوماً بعد يوم ويزداد نفوذه وسطوته وبلغ من العمر ما بلغ ولا يريد الزواج ولا حاجة له بذلك، فهناك النساء ترتمي أسفل قدميه كل ليلة ليدنسهن ويهرس شرفهن وأعراضهن، وجمعيهن مباحات وأزواجهن يعلمون ولا يستطيعون الاعتراض. حتى جاء ذلك اليوم الذي يسبق عيد الأضحى، ونزل فيه مهيب للقرية لتقع عينه عليها (نور ابنة عمران) ترزي القرية ذات الثامنة عشر عاماً، يتهافت عليها الخطاب منذ أن بلغت الثانية عشر من عمرها وجميعهم يرفضهم الأب؛ فهي ذات جمال رباني لم تنَله واحدة من أهل القرية قبلها، وأصبح الذئب الجائع يحوم حولها، وكانت هي شديدة الحياء ولا تبرح منزلها إلا فيما ندر، وذات مساء يذهب المهيب لمنزل عمران ولأول مرة يكون وحده دون غربانه، حتى لا تخشاه الفتاة ويتلجلج عمران في حديثه فهو يخشى غضبه، وتخرج الفتاة من غرفتها وتجلس أمام مهيب في ثبات لم يعتَد عليه، وطلبت منه أن يقدم ما عنده لمن ستكون زوجته، فيذهل من قولها ويعرض عليها مهراً مليون جنيه، وبمثلهم ذهب ومنزل لأهلها أكبر من منزل عمدة القرية. _ نور: هذا فقط ما تستطيع تقديمه لي؟ أنا نور أجمل بنات القرية وجميع القرى التي حولنا! _ مهيب: لكِ الأمر وعليَّ تحقيقه. _ نور: تضع لي خمسة ملايين في البنك، وتعطي أبي مهراً مليونين وتحضر ما تشاء من الذهب وما قطعته على نفسك من منزل جديد لوالدي؛ وهذه طلبات مستطاعة، أما أنا فأنا أخاف أن يكون داري بجوار قبر، فهل ترتضي أنت أن تكون زوجتك خائفة من شيء وأنت حيٌّ ترزق؟ تظهر علامات الغضب عليه وتلمع عيناه الغريبة وتكمل نور حديثها: أرى أن كلماتي قد أثارت حفيظتك، ولكنك لست مجبراً على شيء فلك حرية الاختيار والقرار الآن في يدك. _ مهيب: دعيني أفكر فيما قلتِ وبعدها أقرر ما سيكون، وحتى هذا الوقت فأنا قد أتممت خطبتك فكوني على قدر ذلك. _ نور: لا.. فأنا ستتم خطبتي حين تنتهي من تفكيرك وتقرر ما سيكون. ينهض غاضباً وتلتفت هي لوالدها. _ نور: أبي العزيز أأحضر لك الطعام؟ يتوجه نحو الباب غاضباً ويهم بالخروج ولكنه يقف ويلتفت لها. _ مهيب: وعدتُك أن تأمري وأنا ألبي أوامرك، وهذا ما سيحدث ومن اليوم أنتِ خطيبتي وجهزي لعرسك في ليلة اكتمال القمر. _ نور: ستكون هذه الليلة ليلة عذري الشرعي، ولكن ما دامت تلك رغبتك فهيت لك؛ ولك ما تشاء. يفرغ فاه وكأنه مبتسم. _ مهيب: نتمم العرس وبعدها نفعل ما نشاء. يغادر مهيب مسرعاً وتأتي له غربانه ويدخل لمنطقة خلاء بعيدة عن القرية ويبدأ ببعض الطقوس وترتيل عزيمة استدعاء ويحضر له ما استدعى وتقف الغربان وكأنها أصنام حجرية، ويقترب من مهيب ذلك الحاضر ليقفا وجهاً لوجهٍ.. ❝ ⏤محمود زيدان حافظ
❞ أصبح منزلها الجديد يطلق عليه هذا اللقب، فالكل يقصد الدار لينال مبتغاه وتُبرع هي في أعمال السحر وتسخير الجان وأهل القرية يظنون أنها مبروكة ومستجابة الدعاء. وتمر السنوات ويكبر الصغير ولا أحد يعرف له اسم فهو معروف بينهم بالمهيب ويفوق في السحر أمه، ولا يضاهيه أحد في أعماله وأسحاره حتى أنه إن أراد المرور بالقرية لا يجرؤ أحد على رفع عينه والنظر إليه؛ فهناك غرابان يلازمانه دائماً، أحدهما فوق كتفه الأيسر وينظر للخلف والآخر فوق كتفه الأيمن وينظر للأمام، وامتلأت القلوب منه رعباً. ويتقدم العمر بالزغدانة وتقترب من أيامها الأخيرة في الدنيا ويتوافد على منزلها المئات من الأطباء والآلاف من مريديها يحاولون شفاءها مما أصابها ولكنها في الأخير تخرج روحها لبارئها، ويأمر المهيب بدفن الأم في نفس المكان الذي دُفِنَ فيه أخوه من قبل، ومن شدة خوف أهل القرية يبنون لها مقاماً فوق قبرها ليزوره الناس وكأنها أحد أولياء الله الصالحين، ويصبح يوم وفاتها هو يوم مولد يتوافد إليه الناس من كل حدب وصوب ويكتب على قبرها مقام الشيخة زغدانة. ويظل المقام والمنزل قبلة الملتاع وكذلك قبلة أهل الشر، ومهيب تزداد شيطنته يوماً بعد يوم ويزداد نفوذه وسطوته وبلغ من العمر ما بلغ ولا يريد الزواج ولا حاجة له بذلك، فهناك النساء ترتمي أسفل قدميه كل ليلة ليدنسهن ويهرس شرفهن وأعراضهن، وجمعيهن مباحات وأزواجهن يعلمون ولا يستطيعون الاعتراض. حتى جاء ذلك اليوم الذي يسبق عيد الأضحى، ونزل فيه مهيب للقرية لتقع عينه عليها (نور ابنة عمران) ترزي القرية ذات الثامنة عشر عاماً، يتهافت عليها الخطاب منذ أن بلغت الثانية عشر من عمرها وجميعهم يرفضهم الأب؛ فهي ذات جمال رباني لم تنَله واحدة من أهل القرية قبلها، وأصبح الذئب الجائع يحوم حولها، وكانت هي شديدة الحياء ولا تبرح منزلها إلا فيما ندر، وذات مساء يذهب المهيب لمنزل عمران ولأول مرة يكون وحده دون غربانه، حتى لا تخشاه الفتاة ويتلجلج عمران في حديثه فهو يخشى غضبه، وتخرج الفتاة من غرفتها وتجلس أمام مهيب في ثبات لم يعتَد عليه، وطلبت منه أن يقدم ما عنده لمن ستكون زوجته، فيذهل من قولها ويعرض عليها مهراً مليون جنيه، وبمثلهم ذهب ومنزل لأهلها أكبر من منزل عمدة القرية. _ نور: هذا فقط ما تستطيع تقديمه لي؟ أنا نور أجمل بنات القرية وجميع القرى التي حولنا! _ مهيب: لكِ الأمر وعليَّ تحقيقه. _ نور: تضع لي خمسة ملايين في البنك، وتعطي أبي مهراً مليونين وتحضر ما تشاء من الذهب وما قطعته على نفسك من منزل جديد لوالدي؛ وهذه طلبات مستطاعة، أما أنا فأنا أخاف أن يكون داري بجوار قبر، فهل ترتضي أنت أن تكون زوجتك خائفة من شيء وأنت حيٌّ ترزق؟ تظهر علامات الغضب عليه وتلمع عيناه الغريبة وتكمل نور حديثها: أرى أن كلماتي قد أثارت حفيظتك، ولكنك لست مجبراً على شيء فلك حرية الاختيار والقرار الآن في يدك. _ مهيب: دعيني أفكر فيما قلتِ وبعدها أقرر ما سيكون، وحتى هذا الوقت فأنا قد أتممت خطبتك فكوني على قدر ذلك. _ نور: لا. فأنا ستتم خطبتي حين تنتهي من تفكيرك وتقرر ما سيكون. ينهض غاضباً وتلتفت هي لوالدها. _ نور: أبي العزيز أأحضر لك الطعام؟ يتوجه نحو الباب غاضباً ويهم بالخروج ولكنه يقف ويلتفت لها. _ مهيب: وعدتُك أن تأمري وأنا ألبي أوامرك، وهذا ما سيحدث ومن اليوم أنتِ خطيبتي وجهزي لعرسك في ليلة اكتمال القمر. _ نور: ستكون هذه الليلة ليلة عذري الشرعي، ولكن ما دامت تلك رغبتك فهيت لك؛ ولك ما تشاء. يفرغ فاه وكأنه مبتسم. _ مهيب: نتمم العرس وبعدها نفعل ما نشاء. يغادر مهيب مسرعاً وتأتي له غربانه ويدخل لمنطقة خلاء بعيدة عن القرية ويبدأ ببعض الطقوس وترتيل عزيمة استدعاء ويحضر له ما استدعى وتقف الغربان وكأنها أصنام حجرية، ويقترب من مهيب ذلك الحاضر ليقفا وجهاً لوجهٍ. ❝
مراجعة رواية نعيق الغربان : رواية " نعيق الغربان " للكاتب Mahmoud Zidan تلك الرواية التي تضع القارئ في حالة رائعة كمن قام للتو بفتح قنينة عطرية هي مزيج من الرعب ... الخوف ... الترقب ... اليأس ... الأمل لكنك لن تستمتع باستنشاقها بأنفك بل بعقلك لأنها سوف تتسرب لخلايا مخك الرمادية ولكن احذر من تأثيرها ستذهب مع الكاتب في رحلة ممتعة تحمل أحداثاً تتسم بالغموض ويبقى عالقاً بذهنك مشاعر الخوف وبعض الحزن لكن الأكيد هو الرعب النفسي الذي سيلازمك وأنت تتعرف على الشخصيات وتطورها .. يلازمك وأنت تتلمس جدران الأماكن والزوايا .. حالة داخل الخلايا الرمادية فى عقلك البشري قد تعود منها أو لا تعود مليئه بالصور .. الأفكار .. المشاهد والمعتقدات التي قد تكون حقيقية أو مزيفة أو حتى غير مفهومة .. استوقفتني عبارات كثيرة في محاولة من الكاتب بأن يذهب بالقارئ لماوراء الحدث مثل ..( ومن أين يأتي الغمام وكيف يحجب القمر في ليلة من ليالي أغسطس الحارة ؟ إنه لأمر جلل ) وأيضا ( وتُبرِع هي في أعمال السحر وتسخير الجان وأهل القرية يظنون أنها مبروكة ومستجابة الدعاء) كما أن وصف الأماكن يشعرك أنك كنت هناك بالفعل تشاهد الأحداث فجاءت عبارته دقيقه منمقة تحمل فى مفرداتها تاثير المكان مثل (رجلا ممزق الملابس أشعث أغبر يفترش الأرض بجوار مسجد مسكنا له ) أو ( امرأة تأن وتنازع .. ... واستطاعت وحدها قطع الحبل السري وتنظيف طفليها ) ليؤكد أن للكلمات وقع ثقيل على النفس يتوارى فى عقلك الباطن ليفاجئك فيما بعد بمشاهد وصور وردود أفعال غير متوقعة عبارات الكاتب التي تذهلك بالوصف لم تقتصر على ذلك بل امتدت إلى الأشخاص مثل ( بصوت يشبه فحيح الأفعى ..فى وصفه لإحدى الشخصيات ) أو كما جاء على لسان إحدى الشخصيات ( إن استطعت تجعلهم يخشونك ستسود ) ليؤكد لك أن للكلمات تأثيرها الكابوسي وملخص ما لمس عقلي كقارئة وتردد داخلي وينطق به لساني فيما يلي : أن داخل كل منا صراع أبدي ، ما بين نعيق لغراب ودعاء لكروان ... وأنت صاحب القرار فيما بين أن تنعق أو تدعوا في سلام تأتي الرياح كما تُرِد أنت لسفينتك فأنت الرياح وأنت البحر والسفن فإن طمحت لشئ تناله بعزيمتك ولو حاربتك الإنسُ والجنُ وإذ سرت إلى قمم الأشياء تحظى بها فتجري الرياح كما أرادت لها سفنك وإياك والاستعانة بما فوق التراب فكل ما فوق التراب تراب ملخص لقول الحبيب ﷺ بأن لو اجتمع الجن والإنس أجمعين لنفعك ما نفعوك إلا بما قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على ضُرِك ما ضروك إلا بما قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ويمنحنا الله الصعاب لأنه يعلم قدرتنا على تحملها فلا تقل أنا لا أستطيع ... فتهلك فقد خلقت الصعاب لمن يتحملها و خلقت الإنتصارات لمن يجازف لأجلها نعيق الغربان دائم لا محالة نعيق الغربان فرض لا مفر نعيق الغربان نذير شؤم فاحذر نعيق الغربان كان ويكن وسيكون فتسلح بذي العزة والملكوت #رواية_نعيق_الغربان #الكاتب_محمود_زيدان . ❝ ⏤محمود زيدان حافظ
رواية " نعيق الغربان " للكاتب Mahmoud Zidan تلك الرواية التي تضع القارئ في حالة رائعة كمن قام للتو بفتح قنينة عطرية هي مزيج من الرعب ... الخوف ... الترقب ... اليأس ... الأمل لكنك لن تستمتع باستنشاقها بأنفك بل بعقلك لأنها سوف تتسرب لخلايا مخك الرمادية ولكن احذر من تأثيرها ستذهب مع الكاتب في رحلة ممتعة تحمل أحداثاً تتسم بالغموض ويبقى عالقاً بذهنك مشاعر الخوف وبعض الحزن لكن الأكيد هو الرعب النفسي الذي سيلازمك وأنت تتعرف على الشخصيات وتطورها .. يلازمك وأنت تتلمس جدران الأماكن والزوايا .. حالة داخل الخلايا الرمادية فى عقلك البشري قد تعود منها أو لا تعود مليئه بالصور .. الأفكار .. المشاهد والمعتقدات التي قد تكون حقيقية أو مزيفة أو حتى غير مفهومة .. استوقفتني عبارات كثيرة في محاولة من الكاتب بأن يذهب بالقارئ لماوراء الحدث مثل ..( ومن أين يأتي الغمام وكيف يحجب القمر في ليلة من ليالي أغسطس الحارة ؟ إنه لأمر جلل ) وأيضا ( وتُبرِع هي في أعمال السحر وتسخير الجان وأهل القرية يظنون أنها مبروكة ومستجابة الدعاء) كما أن وصف الأماكن يشعرك أنك كنت هناك بالفعل تشاهد ....... [المزيد]