روشتة النجاح من فاشل 💬 أقوال Hesham Albarawy 📖 كتاب يومياتي

دائما ما يظهر على الساحة أصحاب النجاحات في شتى المجالات متحدثين بثقة وفخر واضعين قدم فوق قدم ترتسم ملامح وجوههم بابتساماتهم الخفيفة ونظرات أعينهم المليئة بالغموض المصطنع كتلك التي نراها على وجوه أبطال أفلام الجاسوسية بعد ابتلاع عدوهم الطعم وسير الخطة كما يجب أن تسير في طريقها الصحيح.
يروون مدى المعاناة التي مروا بها في طريقهم الممتليء بالاشواك وتخطيهم كيد الكائدين وحسد الحاسدين وتدابير المتآمرين وغالباً لا ينكرون فضل الله وكرمة وفيض نعمته كما يذكرون بالخير من ساعدهم وقدم لهم يد العون في بداية الطريق.
بينما يظل الفاشلون قابعين في ظلمات دهاليز الفشل بعيداً عن الأضواء لا يسألهم أحد عن قصة فشلهم ولا يعلم ما مروا به في الطريق إلا جار أو قريب أو صديق، ولا يصل الينا كيف كان لكيد الكائدين وحسد الحاسدين وتدابير المتآمرين أكبر الأدوار في حيدهم عن طريق النجاح بل أن الكثيرين منهم لم يصل حتى إلى مرحلة اللقاء بأعداء النجاح، بل كان غبائهم كفيلاً لأن يسلكوا طريق الإخفاق، ويبرموا مع سوء الاختيار وتأخر القرار ميثاق.
العبر والمواعظ والدروس المستفادة من قصص الناجحين يساويها ما يجب أن يصل إلى مسامعنا من روايات الفاشلين بل أرى أنها ستكون أكثر إفادة للكثيرين.
وأخيراً هى دنيا الأسباب التي تلقت الأمر الإلهي بأن تعطي من يأخذ بها، فاعلموا أن كل ما هو من عند الله خيراً، وأنها أقدار كتبت بحكمة نصنعها بإرادتنا مسيرين مخيرين، وفي شتي الظروف والاحوال يجب أن نكون عنها راضين، فمن أوتي من النعم الكثير ينقصه الكثير ومن لم يؤت منها فلديه عن كل منها بديل.
لم تكن السعادة يوماً في طيب الطعام وارتداء الحرير وسكنى القصور، بينما تكمن في راحة البال ورضى القلوب والعقول.