█ منذ حادث «الفنية العسكرية» (أبريل 1974) وهذا الموضوع –الذي لم تتوقف أعراضه وحوادثه يوصف بأنه موضوع الساعة وربما ظل كذلك حتى قيام ولو شئنا الدقة والإنصاف فإن الذي دبَّره د صالح سرية ونفَّذه شباب حزب «التحرير الإسلامي» كان بداية لجيل جديد من التطرف الديني لا يعترف بإسلام المسلمين ويَصِمُ المجتمعَ بالجاهلية ويسعى للتخلص منه وإقامة الدولة الإسلامية –كما يتصورها جيل جاء ليواصل مشوار قديم سبقه أعلن توبته بعد أن هدَّه الزمن وهدَّته المِحن والسجون والتجربة المرة وإذا هو دفع الجيل القديم إلى الابتعاد عن العنف وممارسة العمل السياسي مثله مثل الآخرين المحن دفعت البعض لصياغة أفكار التكفير والجاهلية ومقاطعة المجتمع والاستعلاء عليه ثم الانقضاض التمكن وكان أبرز الفرسان هنا سيد قطب تحول كتابه «معالم الطريق» دستور لهذه الجماعات والتنظيمات التي انتمى إليها الجديد كتاب الهجرة مجاناً PDF اونلاين 2024 مصر هي بيت العقل هي وطن التفاهم ومزرعة التسامح وأرض الرحمة ولأن الحرية فلا أستطيع أتخيلها شكل مشنقة أو معسكر اعتقال غرفة خنق بالغاز ولأنها الحضارة مسدس قنبلة مدفع رشاش حزمة أصابع الديناميت الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة فإنني أستعين بالله وأفتح ملفات (لا أقول ملف) (أو العنف) يزداد لهيبه يومًا آخر مهدِّدًا الأخضر واليابس العاقل والجاهل المؤمن والمشرك وربما المعتدل والمتطرف أيضًا
❞ في الحقيقة موقف كل من يؤمن بقضاء الله وقدره، ولا يعترض عليه. ويرى الخير، كل الخير، في ما آتاه الله حتى ولو بدا للناس شرًّا.
موقف من يسيطر على أعماقه يقين أن الله خير حافظ.
***
إن هذا الموضوع بالفعل ودون دليل إضافي، موضوع صعب... معقَّد... متشابك الأسباب والظواهر... ضروري... حيوي... مهم... مصيري... وأيضًا خطر.
فعندما يعجز الحوار عن النطق يتكلم الخنجر.
وعندما تصبح المناقشة ترفًا لا نملك الوقت ولا الجهد ولا الرغبة ولا الحاجة لفتحها، تنفجر القنبلة.
وعندما تفقد الحجة وجودها يكون مصير المؤمنين بها الذبح قبل أو بعد صلاة العشاء، دون نطق الشهادتين.
لا أخص بهذا الكلام فريقًا دون آخر، إنما أخص به الجميع: الشباب الذي دفعته ظروفه وظروف المجتمع من حوله للتطرف. الدولة التي ردَّت على التطرف بالقهر والتعذيب ولم تتوقف لتحديد وتحليل الأسباب... والجماعات والأحزاب والتيارات الأخرى التي تطرفت في موقفها بين الفريقين . ❝
❞ بعد محاولة «الفنية العسكرية» التي كانت أول محاولة لقلب نظام الحكم في عهد السادات، كان حادث اختطاف وقتل وزير الأوقاف الأسبق الدكتور الذهبي (يوليو 1977) الذي كان أول حادث اغتيال من نوعه منذ يوليو 1952، أي منذ نحو ربع قرن تقريبًا. ثم كانت حوادث الفتنة الطائفية (من الإسكندرية إلى أقصى الصعيد وبالعكس). ثم كان حادث المنصة (أكتوبر 1981) الذي كان أول اغتيال شعبي للحاكم في مصر منذ زمن الفراعنة. ثم كانت محاولة تنظيم «الجهاد» الاستيلاء على مدينة أسيوط بالقوة بعد ساعات من اغتيال السادات... تدافعت الأحداث في عنف واضح وبطموح أوضح.
وبعد سنوات قليلة من الهدوء المشوب بالحذر والتوتر (1981-1985) انفجرت من جديد أحداث التطرف الديني؛ في الجامعات والمساجد والشوارع ومعظم المدن المصرية... ومن جديد تبادل النظام والجماعات الإسلامية الراديكالية العنف، ومن جديد بدأت الدوائر المفرغة تدور وتدور، ووقف المجتمع المصري على أظافره مشدودًا، مشدوهًا، قلقًا، لا يعرف ماذا يخبّئ القدر بعد ساعات قليلة؟ . ❝
❞ أكثر من ملاحظة مهمة وضرورية يجب تسجيلها قبل ضربة البداية، حتى نعرف طبيعة الرمال التي نغوص فيها، أو نضرب فيها بعصانا، لعل وعسى يكون طريقنا سليمًا.
1- إن عالمنا العربي يعيش الآن ما يسمى «المد الإسلامي»، وما يحدث في مصر يحدث بصورة أو بأخرى في عدد كبير من الدول العربية من الخليج إلى المحيط.
ويعتقد أنصار هذا المد بفشل كل الأيديولوجيات والنظريات والتجارب السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعاصرة، ويعتقدون أنها جُربت في النظم العربية المختلفة ولم تفلح!
وفي الحقيقة كانت تجاربنا مع هذه الأيديولوجيات تجارب مشوهة وغير مكتملة، وعندما فشلنا قلنا إن العيب فيها لا فينا، وقد سيطر علينا هذا الإحساس، وروَّجنا له، فَوَصَلَ إلى أجيال جديدة، كانت تسعى إلى الخروج مما حولها، وكان «الحل الإسلامي» جاهزًا، ينتظر على الأبواب . ❝