█ كتاب مالك وليالي الحرمان مجاناً PDF اونلاين 2024 رواية اجتماعية تتحدث عن تأثير الطلاق الابناء والمشاكل التي يواجهها حين يجدون أنفسهم بلا أم أو أب ونظرة المجتمع لهؤلاء الافراد الرواية صادرة دار كليوباترا للنشر والتوزيع
❞ مقتبس من قصة (الشاعر)
كان الطفل يرى أنه اذا خير بين ألعابا كثيرة وأمه فسيختار حتما أمه .
وفجاة تنامى إلى سمع الطفل أن معلمته اختارته لمسابقة القاء الشعر لالقاء القصائد أمام أعضاء لجنة التحكيم ..
كان الطفل يهوى القاء القصائد لكنه لم يكن يعرف كيف يصوغها ويرتبها ..
ذهب لأمه يخبرها بالأمر ويدعوها لحضور الحفل ورؤيته وهو يلقي الشعر .. كان الطفل سعيدا وهو يخبرها بالأمر لكنها حزنت وبدا وجهها ممتعضا وهى تخبره بعدم مقدرتها على الحضور ..
ظل الطفل يلّح في طلبه علها تستجيب له لكنها أصرت على عدم الحضور ، كان الطفل يتلقى تدريباته في المدرسة على القاء القصائد وذهنه مشغول بعدم حضور والدته .. فكر أن يخبر المعلمة فمن الممكن أن تساعده في الأمر ، لكن المعلمة اندهشت للفكرة وأخبرته بعدم أهمية حضورها .
اقترب موعد المسابقة وهويتابع تدريباته بغير حماس ..
ذهب في اليوم الأول وقد تناول افطارا شهيا من صنع والدته التي ودعته على الباب وأخذت تدعو له .
انطلق في المسابقة يتلو بحنجرته روائع الكلمات وقد كسا صوته حزن شفيف ، استمع المنظمون للمسابقة لصوته وهم منبهرون به وأخبروه بضرورة الحضور غدا للتصفيات ..
حمل أوراقه وعاد لوالدته .. أخبرها بسعادة لجنة الحكام بصوته و طريقة القاءه القصائد وأخبرها بضرورة الحضور غداً .
أطرقت الام براسها فى حيرة وهى تسأله :
- كيف أ ستطيع الحضور ..؟؟
أجابها : - سأخذك معى ولن تمانع المعلمة في حضورك معنا .
أجابت الأم : - سأحاول .
فرح الطفل وأخذ يلهو قليلا بلعبه ثم راح في نوم عميق ولما أفاق لم يجد السيدة التي كانت معه بالأمس .. فتش عنها في أنحاء الغرفة فلم يجدها، ظل يناديها طويلا لكن ما من مجيب
ظل جالسا طوال اليوم في غرفته ينتظر ظهور المرأة من جديد .. لكن الخواء الذي صار يملأ المكان لم يتغير .
ظل الطفل يبكي طوال الليل ويتحسس مكانها وعيناه تذرفان دما من الحزن، وفي الصباح حمل قصائده وذهب إلى المسابقة .
استقبلته المعلمة عند باب اللجنة وهى تسأله عن عدم حضوره، وسبب احمرار عينيه ووجنتيه؟
أجهش الطفل بالبكاء ثانية وهو يقول لها :
- لقد رحلت أمى من جديد .
نظرت إليه بعطف وهي تقول :- ألا يرضيك أن أكون مثل والدتك ، سأحضر معك المسابقة وأصفق لك .
وبحركة لا شعورية منه ارتمى في أحضانها بينما هي أخذت تربت على ظهره ورأسه .
كان أداءه للقصائد مبهرا و حزينا حد البكاء .. تلتمع عيناه بالغيوم التى تنذر بالامطار .. يعلو صوته وينخفض كما علمته المعلمة التي صارت تنظر إليه وتشجعه .
حتى إذا انتهى وصفق له الحاضرون أحس بانكسار قلبه وانزوى في ركن مظلم .
ذهبت إليه المعلمة تخبره بفوزه بالجائزة الأولى وأن أعضاء لجنة التحكيم معجبون به بشدة وغدا سيعطونه الجائزة الكبرى .
رفع رأسه وهو يقول لها :
- وهل ستتمكن أمي من الحضور غدا؟؟
أجابت المعلمة : - إنها تشعر بك، وتفرح لتفوقك وسعادتك، ومن الممكن أن تأتي إليك ثانية كما جاءت إليك سابقا . ❝
❞ هذا الكون ملئ بإلاسرار العظيمة التى نجهل معظمها .. والتى لايعلمها الكثير من الناس . على الرغم أن بعضها موجود فى الكتب ، والتى يجب أن تعلمها لو أرادت الوصول حقا إلى الفضاء ،
هكذا كانت تحدث نفسها بعد أن أغلقت الكتاب وعيناها مجهدة من طول السهر ..
نظرت من النافذة فرأ ت السهول أمامها تمتد وتمتد ، والسماء بثوبها المخملى الأسود تكسو الكون بالمزيد من الغموض والاثارة، والقمر فى استدارته بضحكة الطفلة بداخله يبعث فى نفسها مزيد من البهاء والشجن.
فكرت فى الاشخاص الذين يسافرون إلى الفضاء ..هؤلاء الأشخاص أردو أن يعيشوا الأثارة، أن ينفذوا بسهولة الى روح العالم ، وأن يتحدوا المستحيل الكامن فى مغادرتهم لكوكب الأرض ومكوثهم على سطح المريخ أيام وليال طويلة .
هل كانوا يفكرون فى لحظة نهايتهم ..هل تخوفوا أن تأتيهم وهم هناك بعيدا عن الوطن والأحبة ؟
كلا .. لا تعتقد أن تفكيرهم سار على هذا النحو .. لقد أرادو عيش الحاضر ببساطة وبكل ما فيه ، لأنهم يرونه غنيا بالمفاجاّت ، ويحتم عليهم أن يكونوا متيقظين لأمور كثيرة .
إنها هى بالذات تعتبر نفسها إحدى المستحيلات وهى تحلم بالوصول إلى الفضاء على الرغم أن قدماها لم تطأ الأرض ..إنها تتحدث مع الله كثيرا ، تخاطبه بلغة لا يفهمها سواها ، تستطيع بسهولة أن ترى الأشارات التى يرسلها إليها لينير لها الطريق ويدلها على الأتجاهات الصحيحة ، ولقد كان لقاءها الأخيرمع مصطفى أحد هذه الاشارات .
لقد أخبرها أنها سيساعدها على فهم ما تعسر لها وسيجلب لها المزيد من الكتب والمجلات العلمية المتخصصة فى علوم الفضاء ..
إنها تحاول منذ البداية فهم هذا العالم ، تحاول أن تفهم اللغة التى يتكلم بها، والتى تستطيع كل كائنات الأرض أن تفهمها فى أعماقها.
وهو ما يسمى الحب ، أنه شئ ما أكثر قدما من البشر ومن الحياة ذاتها ، ومع ذلك يتكرر انبثاقه بالقوة ذاتها وفى كل مكان ، كلما تعانقت نظرتان مثلما حدث الأمس مع مصطفى وكانت هذه بمثابة إشارة لها ، الأشارة التى انتظرتها طويلا ، دون أن تدرى أنها ستأتى إليها سريعا هكذا . ❝
❞ ليس للحب ضمان بوجود السعادة معه وليس للسعادة ارتباط بشخص معين .. ربما نحن من نعلق سعادتنا على شخص بعينه ونشعر أن الدنيا ستحلو به وأن الربيع سيزهر بقدومه وأن العصافير التى فى السماء فى انتظاره كى تبدأ بعزف نشيد السعادة الأبدى .
أدركت حينها أن خذلان الأحبة صعب ومؤلم واِن انكسارات القلب التى تأتى بعدها من الصعب ترميمها وأننا على استعداد لتحمل الحسرة التى تأتى من البشر كلهم باستثناء من وهبناهم مشاعرنا وأسكناهم سويداء القلب ونصبنهاهم عليه ملوكا وحكاما . ❝