ملخص كتاب ❞مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية❝
منقول من mawdoo3.com ، مساهمة من: MrMr يعدّ كتاب مصادر الشعر الجاهلي من أفضل المؤلفات التي تم تأليفها في العصر الحديث، في سياق الدراسات العربية الرامية للكشف عن فترة الجاهلية، وعن إشكالية وجود كتابة وتدوين في تلك المرحلة التي لم يصلنا عنها الكثير، وقد وضع الدكتور ناصر الدين الأسد كتابه في خمسة مباحث عالج فيها غير قليل من القضايا المتصلة بالبيئة الجاهلية.[١] حاول الدكتور ناصر الدين الأسد في هذا الكتاب أن يجيب عن سؤال طُرح من قبل الباحثين، وهو هل كان عند العرب الجاهليين كتابة وتدوين، وهل توافر عندهم أدوات للكتابة تعينهم على ذلك، وما هي هذه الأدوات، ومن أين استحصلوها، وقد كان الدكتور ناصر يسعى إلى الاستدلال بأدلة ووثائق ملموسة، أمّا عن ملخّص الكتاب فبيانه في الآتي:[١]
تلخيص المبحث الأول
تكون المبحث الأول من فصلين عالج الدكتور ناصر الدين في الفصل الأول قضية وجود الكتابة عند العرب الجاهليين، فتحدث بداية عن نشأة الخط العربي، ونقصد فيه رسم الحرف وكيفية اعتماد العرب أشكال الحروف التي نستعملها اليوم في أبجديتنا، وجعل كل رسم يعبر عن صوت يُنطق.[٢] نراه يتحدث عن قضية النقط، وسبب اتجاه العرب لوضع النقاط على الحروف بعد أن كانت معجمة خالية من النقاط، ومن ثمّ يشير الدكتور ناصر إلى معرفة العرب بالكتابة وببعض العلوم، ويذكر على ذلك أدلة مثبتة، ومن ذلك حتمية وجود كتاب للوحي من الصحابة، ووجود رسائل النبي صلى الله عليه وسلم التي أرسلها إلى ملوك وحكام البلاد، كما أشار إلى أن الكتابة لم تقتصر على الرجال، بل كان في الجاهلية نساء كاتبات.[٣] أما في الفصل الثاني فنراه يتحدث عن أدوات الكتابة وكيفية حصول العرب عليها، وأشار إلى أنّ أغلب أدواتهم كانت بدائية تتكون من العظم ولحاء الشجر، والصخور والجلود، وكان الورق نادرًا لغلاء سعره وبُعد أماكن توافره عن جزيرة العرب، ونجد أن الدكتور ناصر الدين يذكر غير قليل من الأمثلة على وجود مدونات تاريخية عند العرب من رسائل ووصايا ومعاهدات وأحلاف وغيرها.[٤]
تلخيص المبحث الثاني
أما هذا المبحث فقد تكون من فصلين أيضًا تحدث فيهما الدكتور ناصر الدين عن قضية تدوين الشعر وتقييده، فيذكر على ذلك أدلة عقلية وشواهد مأثورة تؤكد عن قيام العرب بتدوين الشعر لا سيما الأجود والأعلى قيمةً، فالشعر ديوان العرب وهو ذو أهمية واسعة لهم، لا سيما عند القبائل التي كانت تحفظ أشعار شعرائها.[٥] نجد أنّ الدكتور ناصر الدين يتجاوز في الحديث في هذا المبحث عن تدوين الشعر فحسب، فنراه يتحدث عن تدوين فنون أخرى مثل المغازي والسير، والأحكام والأمثال، والخطب والوصايا، ونراه يتجاوز العصر الجاهلي ليتحدث عن التدوين في عصر النبوة، مثل تدوين القرآن الكريم وبعض الحديث الشريف.[٦]
تلخيص المبحث الثالث
في هذا المبحث نجد أن الدكتور ناصر الدين يتحدث عن رواية الشعر الجاهلي، وكيفية نقله، فأشار إلى أنّ الشعر الجاهلي وصلنا بعضه من خلال الرواية التي عمدتها المشافهة، ونراه يتحدث عن طبقات الرواة، وتقسيمهم لثقات وغير ثقات بسبب شهرتهم بالكذب، أمثال خلف الأحمر وحماد الراوية.[٧] لا يقف ناصر الدين عند حد رواية الشعر، فنجده يتحدث أيضًا عن مرويات أخرى وصلتنا من خلال هذه الطريقة، وأيضًا نراه يتحدث عن طريقة الرواية، وعن صحة السند المتواتر أو انقطاعه، فالسند يبقى صحيحًا ما لم ينقطع عند أحد الرواة، أو يثبت أن أحدهم كان كاذبًا، ومقدوحًا فيه.[٨]
تلخيص المبحث الرابع
أمّا هذا المبحث فقد كان الأطول من بين مباحث الكتاب من حيث عدد الفصول، فقد قسمه الدكتور ناصر الدين إلى خمسة فصول، متحدثًا فيها عن قضية النحل في الشعر الجاهلي، فذكر أنّ هذه القضية أُثيرت بسبب اتهام بعض النقاد المستشرقين والعرب للشعر الجاهلي بأنه شعر لا ينتمي للمرحلة الجاهلية، وأن بعض الرواة في العصور المتقدمة ألفوا أشعارًا ونسبوها للعصر الجاهلي.[٩] تصدى الدكتور ناصر الدين الأسد على هذا الافتراءات على الشعر الجاهلي الرامية إلى تثبيت تهمة عدم وجود إرث حضاري وثقافي عند العرب، فأشار إلى أن البون شاسع بين الشعر العربي واليونانين، فالشعر العربي هو شعر غنائي يتناول الحياة الواقعية الجاهلية، في حين أن شعر اليونان شعر ملحمي خرافي ينطلق من الخيال الجامح.[١٠]