█ كتاب الهدوء قوة الانطوائيين عالم لا يتوقف عن الكلام مجاناً PDF اونلاين 2024 تفسّر الكاتبة سوزان كين الأمر ضمن كتابها بأن ثلث إلى نصف الأمريكيين انطوائيون لكن الناس تتظاهر بخلاف ذلك لئلا توسم بشخصية تعتبر من الدرجة الثانية “لقد قيل لنا إنه أن نكون عظماء يعني جريئين وأن سعداء اجتماعيين إننا نرى أنفسنا كأمة الانبساطيين ما أننا فقدنا الاهتمام بمن حقًا” يتناول الكتاب مدار 384 صفحة نقاط الشخصية الانطوائية وتعمل صاحبة كما تصف نفسها ومن خلال التحليل والبحث العلمي وسرد الأمثلة الوصول بالقارئ للوفاق مع عوالمه الداخلية وقدراته الدفينة التي يمكن يعثر عليها مقابل نظام “المثل الأعلى الانبساطي” يعبر عنه وهو الاعتقاد الموجود كل مكان المثالية هي اجتماعية وقوية وتشعر بالارتياح عندما تكون دائرة الضوء ترد العديد لعظماء ومبدعين تاريخيين كانوا أصحاب فدون سيكون العالم خاليًا نظرية الجاذبية والنسبية كروايتي 1984 ومزرعة الحيوان لجورج أورويل غوغل وسلسلة روايات هاري بوتر تخليد التاريخ لشخصيات مثل روزفلت وغاندي وروزا باركس فعلوه كان بسبب انطوائيتهم وليس الرغم منها استغرق سبع سنوات البحث والتحليل مؤلفته ليصدر باللغة الإنكليزية عام 2012 ويُترجم للعربية وينشر قبل دار الأهلية للنشر والتوزيع 2016 وتقول حيال تجربة نشر “ما كنت لتقرأ هذا لو لم أقنع ناشري بأنني شخصية انبساطية زائفة بما يكفي لترويجه”
❞ كنت أزور أثناء دراستي في الولايات المتحدة صديقي، الذي يسكن مع عائلة أمريكية مكونة من زوجين في عقدهما السابع تقريبا. وصادف أثناء وجودي في منزلهما في إحدى المرات أن الأم كانت تتحدث هاتفيا مع ابنها الذي يدرس في ولاية أمريكية بعيدة عنها. فافتتحت مكالمتها بكلمة "أحبك"، واختتمت المكالمة بأحبك. وأذكر في زيارة أخرى أنه عندما هم الزوج بالخروج من المنزل لشراء بعض مستلزمات المنزل ودَّعته الزوجة بكلمة أحبك. على الرغم من كل التحديات التي يعيشها الغرب على الصعيد الاجتماعي إلا أنهم نجحوا في ضخ كلمة "أحبك" في مفرداتهم؛ حتى أصبحت تنساب من ألسنتهم بسلاسة، ولا سيما مع والديهم وأبنائهم وأحبتهم.
لا أخفيكم، حاولت عند عودتي إلى الوطن أن أسكب كلمة أحبك أثناء لقائي بأمي وأثناء التواصل معها هاتفيا، لكن وجدت صعوبة بالغة. أحس وأنا أستخرج المفردة من أعماقي كأنني أسحب عمارة بلساني. تخرج المفردة ثقيلة ومنهكة ومتهالكة حتى أشك أنها تسمعها.
إن ألسنتنا كبقية مهاراتنا بحاجة إلى تدريب طويل حتى تتقن تدفق هذه الكلمة بسلاسة وتلقائية دون منغصات وتحديات جسيمة.
أدرك أن أمك وأباك يعلمان حجم المحبة التي تكنها لهما، لكنهما قطعا يحبان أن يسمعاها منك طازجة ومباشرة. ينتظران منك أن تردد كبيرا "أحبك" التي أمطروك بها صغيرا.
أشك أنك تستطيع ترديدها على مسامعهم بانسيابية، فالعملية تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين؛ حتى تبرع في إشاعتها لتضيء الفرح في جوفيهما. لكن يجب أن تحاول وتكافح لتصبح جزءا من حواراتك معهما. جرب أن ترددها على مسامع أطفالك الصغار منهم والكبار ليألفوها جيدا، وتصبح أكثر من ينعم بها.
لقد نشأنا ونحن نردد قوله تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلا كَرِيمًا"، لكننا نخفق في أحيان كثيرة في تجسيدها قولا وفعلا. وكلمة "أحبك" الصغيرة في مبناها الكبيرة في معناها من أبسط وأسهل القول الكريم الذي ينبغي أن نقدمه لوالدينا.
ابدأوا من اليوم في ترديد "أحبك" على مسامع أمهاتكم وآبائكم وأحبتكم لتصبح هينة لينة، تهطل من أفواهكم كمطر، كعطرٍ لتبلل آذانهم وصدورهم بالسعادة . ❝
❞ ﷽
فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ
وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
(سورة الشورى - 36) . ❝