█ من تمام إحسان الرب إلى عبده وتعريفه قدر نعمته أن أراه الأعيان ماكان حاكما عليه قاهرا له وقد تقاضى ما كان يتقاضاه أولآ فحينئذ يستغيث العبد بربه ووليه ومالك أمره كله : يا مقلب القلوب ثبت قلبي دينك مصرف صرف طاعتك وأيضا أنه يزيل قلبه آفة الركون نفسه أو عمله حاله كما قيل إن ركنت العلم أنسيناكه وإن الحال سلبناك إياه المعرفة حجبناها عنك قلبك أفسدناه عليك فلا يركن شيء سوى الله البته ومتى وجد ركونا غيره فليعلم انه قد أُحيل مفلس بل معدم وأنه فُتح باب المكر فليَخذر ولوجَّه والله المستعان كتاب مدارج السالكين (ط العلمية) مجاناً PDF اونلاين 2024 هذا الكتاب هو خير كتب الإمام ابن القّيم وحسبنا به تهذيب النفوس والأخلاق والتأدب بآداب المتقين الصادقين مما يدل أوضح دلالة أولئك المهتدين الذين طابت نفوسهم بتقوى فجاء ليسدّ الحاجة الماسّة إليه عصر المادة يجمع النشاط المادي عند الناس صفاء الأرواح وتقوى وتهذيب الأخلاق حتى يجعل للعرب والمسلمين فيما آتاهم الأسباب المادية والغنى والثراء الحاضر والمنتظر المستقبل حياة عزيزة كريمة آمنة ظل الإسلام والإمام القيّم كتابه ينبه كمال الإنسان إنما بالعلم النافع والعمل الصالح وهما الهدى ودين الحق وبتكميله لغيره هذين الأمرين وبالتوصية بالحق والصبر وما إلا الإيمان وليس ذلك بالإقبال القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثاره فإنه الكفيل بمصالح العباد المعاش والمعاد والموصل لهم سبيل الرشاد فالحقيقة والطريقة والأذواق والمواجيد الصحيحة كلها لا تقبس مشكاته ولا تستثمر شجراته القيم بالكلام فاتحة وأم وعلى بعض تضمنته هذه السورة المطالب الرد جميع طوائف أهل البدع والضلال منازل السائرين ومقامات العارفين والفرق بين وسائلها وغاياتها ومواهبها وكسبياتها وبيان يقوم غير مقامها يسد مسدها ولذلك لم ينزل تعالى التوراة الإنجيل مثلها ونظراً لأهمية فقد عمل تحقيقه حيث تم تخريج آياته وأهم أحاديثه والتعليق نصوصه بما يفيد المطالع فيها جانب أعطى نبذة يسيرة عن الفرق الإسلامية ووقف المصطلحات الصوفية والفلسفية وإتماماً للنفع وضعت ترجمة لشيخ مستهل
❞ وإن أعطاك الله ما أعطاك بلا سؤال منك ، فاسأله أن يجعله عونا لك على طاعته وبلاغا إلى مرضاته ، ولا يجعله قاطعا لك عنه ، ولا مبعدا عن مرضاته ، ولا تظن أن عطائه كل ما أعطى لكرامة عبده عليه ، ولا منعه كل ما يمنعه لهوان عبده عليه ، ولكن عطائه ومنعه إبتلاء وامتحان يمتحن به عباده . ❝
❞ لله دَرَّ قوم أجابوا منادي الشوق إذ نادى بهم ˝حي على الفلاح˝ وبذلوا نفوسهم في طلب الوصول إلى محبوبهم ، وكان بذلهم بالرضى والسماح ، وواصلوا إليه للسير بالإدلاج والغدو والرواح ، تالله لقد حمدوا عند الوصول سراهم ، وشكروا مولاهم على ما أعطاهم ، وإنما يحمد القوم السرى عند الصباح . ❝
❞ سبحان الله ماذا حرم المعرضون عن نصوص الوحي وإقباس العلم من مشكاته من كنوز الذخائر ؟ وماذا فاتهم من حياة القلوب وإستنارة البصائر ؟ قنعوا بأقوال استنبطتها معاول الآراء فكرا وتقطعوا أمرهم بينهم لأجلها زبرا ، وأوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، فاتخذوا لأجل ذلك القرأن مهجورا . ❝