█ كم تشتكي وتقول أنك معدم والأرض ملكك والسما والأنجم كتاب إيليا أبوماضي مجاناً PDF اونلاين 2024 أبو ماضي شاعر رومانسي حالم, أحب الطبيعة فغناها أجمل شعره, ورأى هدوئها وروعتها ماتقر به نفسه أعجبته بساطتها وجمالها وبعدها عن أدران الحياة وأكدارها فكان ينشد الراحة بين أفيائها, والهدوء مناظرها, فألهمته صورًا رائعة, وأخيلة مجنحةو ومعاني تسمو بالإنسان إلى مراتب السمو والجلال وكان لبنان نظر أبي خُريدة نفيسة من خرائد الزمان, ودرة غالية درر الكون, فلا شمس تشبه شمسه, ولا ماء أعذب مائه, جبال أكثر شموخًا جباله, سهول أمرع سهوله وفوق كل ذلك كله, فلبنان كان انفتاحًا الحضارة, وتفاعلاً إنسانيًا, ووحدة مشتركة تصهر جميع أبنائه بوتقة واحدة لا زيف فيها خلاف ضغينة وأحب شاعرنا وتفاءل بها فإذا هو نهر ينساب الغدران, وروض رياض يفوح عطرًا وعبيرًا, ونجم ساطع يمزق جلباب الظلام, وفجر يشع الكون حبًا وبشاشة ونورًا ولم يدع فرصة إلا ودافع بشعره مظلوم, أو انتصر لصاحب حق زال كرب مكروب شد أزر ضعيف وإذا شعراء المهجر قد ترددوا أفكار هندوسية, وصوفية وحلولية وماورائية, فإن أبا وجد الواقعية ملاذًا له يلجا إليه كلما عصفت هواجس النفس, ووجد مقولته الشهيرة "لا أدري" خلاصًا جحيم العجز والحيرة والغموض فما كلماته عندما يقول : أيقظ شعورك بالمحبة غفا لولا الشعور الناس كانوا كالدمى أحبب فيغدو الكوخ كوخاً نيراً أبغض فيمسي سجناً مظلما ما الكأس الخمر غير زجاجة والمرء الحب الا أعظما لو تعشق البيداء أصبح رملها زهراً وصار سرابها الخداع ما لو لم يكن الأرض مبغض لتبرمت بوجوده وتبرما أحسن وان تجز حتى بالثنا أي الجزاء الغيث يبغي همى من ذا يكافىء زهرةً فواحةً يثيب البلبل المترنما؟ يا صاح خذ علم المحبة عنهما اني وجدت علماً قيما "كُنْ بَلْسَمًا إِنْ صَارَ دَهْرُكَ أَرْقَمَا وَحَلَاوَةً غَيْرُكَ عَلْقَمَا إِنَّ الْحَيَاةَ حَبَتْكَ كُلَّ كُنُوزِهَا لَا تَبْخَلَنَّ عَلَى الْحَيَاةِ بِبَعْضِ مَا أَحْسِنْ وَإِنْ لَمْ تُجْزَ حَتَّى بِالثَّنَا أَيَّ الْجَزَاءِ الْغَيْثُ يَبْغِي هَمَى؟ مَنْ ذَا يُكَافِئُ زَهْرَةً فَوَّاحَةً؟ أَوْ مَنْ يُثِيبُ الْبُلْبُلَ الْمُتَرَنِّمَا؟ يَا صَاحِ خُذْ عِلْمَ الْمَحَبَّةِ عَنْهُمَا إِنِّي وَجَدْتُ الْحُبَّ عِلْمًا قَيِّمَا أَيْقِظْ شُعُورَكَ بِالْمَحَبَّةِ غَفَا لَوْلَا الشُّعُورُ النَّاسُ كَانُوا كَالدُّمَى