ليس المكان هو الفخ إذ يصير في صورة، ففي الذاكرة ما يكفي... 💬 أقوال محمود درويش 📖 ديوان في حضرة الغياب

- 📖 من ❞ ديوان في حضرة الغياب ❝ محمود درويش 📖

█ ليس المكان هو الفخ إذ يصير صورة ففي الذاكرة ما يكفي من أدوات التجميل لتثبيت مكانه لا لأنه فينا وإن لم نكن فيه بل لأن الأمل قوة الضّعيف المستعصية المقايضة وفي العافية لقطع المسافة الطويلة اللامكان الواسع إلى الضيق أما الزمان الذي نشعر به الا متأخرين فهو الذى يتربص بنا حافة جئنا اليه عاجزين عن الرقص البرزخ الفاصل بين البداية النهاية كتاب حضرة الغياب مجاناً PDF اونلاين 2024 غياب محمود درويش بعضاً كلماته: الموت يوجع الموتى الموت الأحياء! أيها الماضي! تغيِّرنا كلما ابتعدنا عنك! أيها المستقبل! تسألنا: أنتم؟ وماذا تريدون مني؟ فنحن أيضاً نعرف أيها الحاضر! تحمَّلنا قليلاً فلسنا سوى عابري سبيل ثقلاء الظل! علموك أن تحذر الفرح؛ خيانته قاسية من أين يأتيك فجأة!! نفترق لكننا لن نلتقي أَبداً القهوة تُشرب عجل القهوةٌ أخت الوقت تُحْتَسى مهل صوت المذاق الرائحة تأمّل وتغلغل النفس الذكريات والآن أشهد حضورك موت وأن غيابك موتان والآن أمشي خنجر وأغني قد عرف أني أحبك أني أجدد يوماً مضى لأحبك وأمضي “وتسأل: معنى كلمة وطن؟ سيقولون:هو البيت وشجرة التوت وقن الدجاج وقفير النحل ورائحة الخبزو السماء الأولى وتسأل: تتسع واحدةمن ثلاثة أحرف لكل هذه المحتويات وتضيق بنا؟” “من يحيا حرمان غيره الضوء يُغرِق نفسه عتمة ظله ” “فالذاكرة هى ايضا فى حاجة يرتب فوضاها” “النائم يكبر النوم ولا يخاف يسمع أنباء تعصر العلقم القلب لكنك تسأل نفسك قبل النوم: ماذا فعلتُ اليوم؟ وتنوس ألم النقد ونقد الألم وتدريجياً تصفو وتغفو حضنك يلمّك أقاصي الأرض ويضمك كأنك أمُّك بهجة النسيان العليا وإذا حلمت فلأنَّ تذكرتْ نسيتْ الغامض “المدن رائحة: عكا رائحة اليود البحري والبهارات حيفا الصنوبر والشراشف المجعلكة موسكو الفودكا الثلج القاهرة المانجو والزنجبيل بيروت الشمس والبحر والدخان والليمون باريس الخبز الطازج والأجبان ومشتقات الفتنة دمشق الياسمين والفواكة المجففة تونس مسك الليل والملح الرباط الحناء والبخور والعسل وكل مدينة تُعرفُ رائحتها يُعوَّل ذكراها وللمنافي مشتركة هي الحنين عداها تتذكر أخرى متقطعة الأنفاس عاطفيّة تقودك كخارطة سياحية كثيرة الاستعمال الأول ذاكرةٌ وغروب شمس والغروب هنا توبيخ الجمال للغريب ورأيتَ رأيت بلاداً يلبسها الشهداء ويرتفعون بها أعلى منها وحياً ويعودون بها خضراءَ وزرقاء وقاسيةً تربية سلالتهم: موتوا لأعيش! فلا يعتذرون ولا ينسون وصاياهم لسلاتهم: أنتم غَدُنا فاحيَوا كي نحيا فيكم! وأَحِبُّوا زهر الرُمّان وزهر الليمون وصُبُّوا خمرتنا عيد الحب ! فلم نجد لنشربها معكم عفواً! تنْسَوا تجدوا الوقت لتحتفلوا بالحب وتنتقموا لنا ولكم!

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ ليس المكان هو الفخ إذ يصير في صورة , ففي الذاكرة ما يكفي من أدوات التجميل لتثبيت المكان في مكانه , لا لأنه فينا وإن لم نكن فيه , بل لأن الأمل هو قوة الضّعيف المستعصية على المقايضة. وفي الأمل ما يكفي من العافية لقطع المسافة الطويلة من اللامكان الواسع إلى المكان الضيق , أما الزمان الذي لم نشعر به الا متأخرين , فهو الفخ الذى يتربص بنا على حافة المكان الذى جئنا اليه متأخرين , عاجزين عن الرقص على البرزخ الفاصل بين البداية و النهاية. ❝

محمود درويش

منذ 2 سنوات ، مساهمة من: أنطوان کرام
3
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث