يحيط بابن آدم أعداء كثيرون يحسِّنون له القبيح، ويقبحون... 💬 أقوال عبدالحميد عبدالمقصود 📖 قصة قاتل المئة

- 📖 من ❞ قصة قاتل المئة ❝ عبدالحميد عبدالمقصود 📖

█ يحيط بابن آدم أعداء كثيرون يحسِّنون له القبيح ويقبحون الحسن ويدعونه إلى الشهوات ويقودونه مهاوي الردى لينحدر موبقات الذنوب والمعاصي ومع وقوعه الذنب وولوغه الخطيئة فقد يصاحب ذلك ضيق وحرج وتوصد أمامه أبواب الأمل ويدخل دائرة اليأس من روح الله والقنوط رحمة ولكن بلطفه ورحمته فَتَح لعباده التوبة وجعل فيها ملاذًا مكينًا وملجأ حصينًا يَلِجُه المذنب معترفًا بذنبه مؤملاً ربه نادمًا فعله غير مصرٍّ خطيئته؛ ليكفر عنه سيئاته ويرفع درجاته كتاب قاتل المئة مجاناً PDF اونلاين 2024 وقد قصَّ النبي صلى عليه وسلم قصة رجل أسرف نفسه ثم تاب وأناب فقبل توبته والقصة رواها الإمام مسلم صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي أن رسول قال: «كان فيمن كان قبلكم قتل تسعة وتسعين نفسًا فسأل أعلم أهل الأرض فدُلَّ راهب فأتاه فقال: إنه فهل توبة؟ لا فقتله فكمَّل به مائة سأل عالم نفس نعم ومن يحول بينه وبين انطلق أرض كذا وكذا فإنّ بها أناسًا يعبدون فاعبد معهم ولا ترجع أرضك فإنها سوء فانطلق حتى إذا نصَفَ الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت الرحمة: جاء تائبًا مقبلاً بقلبه وقالت العذاب: لم يعمل خيرًا قط فأتاهم ملَكٌ صورة آدمي فجعلوه بينهم قيسوا ما بين الأرضَيْن فإلى أيتهما أدنى فهو فقاسوه فوجدوه التي أراد فقبضته الرحمة» قال قتادة: فقال الحسن: ذُكِرَ لنا أنه لما نأى بصدره هذه بارتكاب والموبقات وأيُّ ذنبٍ بعد الشرك أعظم النفس بغير حق! كل الذي اقترفه إلا يزال قلبه بقية خير وبصيص أمل يدعوه يطلب عفو ومغفرته فخرج بيته باحثًا يفتيه ويفتح الرجاء والتوبة شدة حرصه وتحرِّيه يسأل أيّ بل ليكون يقين أمره فدُلَّ والمعروف الرهبان كثرة العبادة وقلة العلم فأخبره بما منه فاستعظم الراهب ذنبه وقنَّطه وازداد الرجل غيًّا غيِّه أُخْبِر محجوبة فقَتَل ليُتِمَّ المائة ومع ييأس ولم يقتنع مرة أخرى وفي هذه المرة دُلَّ يكن عالمًا فحسب ولكنه مربيًا وموجهًا خبيرًا بالنفوس وأحوالها فسأله كانت توبة العالم مستنكرًا ومستغربًا: بينك التوبة؟! وكأنه يقول: إنها مسألة بدهيَّة تحتاج كثير تفكير أو سؤال فباب مفتوح والله عز وجل يتعاظمه ذنب يغفره وسعت شيء وكان هذا حكيمًا حيث يكتف بإجابته سؤاله وبيان باب دلّه الموصل إليها وهو يغيِّر منهج حياته ويفارق البيئة تذكره بالمعصية وتحثه عليها ويترك رفقة السوء تعينه الفساد وتزين الشر ويهاجر أقوام صالحون تعالى وكان صادقًا طلب فلم يتردد لحظة وخرج قاصدًا تلك ولما وصل منتصف حضره أجله ولشدة رغبته جهة الطيبة النزع الأخير فاختصمت منهم يريد يقبض روحه أبدًا قد وجاء فأرسل لهم ملكًا إنسان وأمرهم يقيسوا الأرضين؛ منها والأرض هاجر فأمر الخير والصلاح تتقارب وأرض والفساد تتباعد أقرب الصالحين بشبرٍ فتولت وغفر ذنوبه كلها إن تفتح لكل عاصٍ وتبين سعة وقبوله لتوبة التائبين مهما عظمت ذنوبهم وكبرت خطاياهم كما تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] ظن ذنبًا يتسع لعفو بربه وكما الأمن مكر فكذلك القنوط وجل: {وَلا تَيْأَسُوا رَوْحِ يَيْأَسُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87] ولكن بد صدق النية وسلوك الطرق والوسائل المؤدية والمعينة وبحث وضحَّى بسكنه وقريته وأصحابه مقابل وحتى حين الأجل نجده ينأى القرية المشار إليها؛ مما يدل صدقه وإخلاصه وقصة تبين أيضًا استعظام هو أول طريق وكلما صَغُرَ عين العبد عَظُمَ عند يقول ابن مسعود عنه: "إن المؤمن يرى كأنه أصل جبلٍ يخاف يقع وإن الفاجر كذبابٍ وقع أنفه هكذا فطار"! وهذا لولا معظِّمًا لذنبه خائفًا معصيته تعطي منهجًا للدعاة بألاّ ييأسوا بلغت وخطاياه تكون هناك بذرة ينميها ويسقيها بماء والأمل مغفرته وألاّ يكتفوا بحثِّ العاصين والإنابة يضيفوا تقديم البدائل والأعمال ترسخ الإيمان قلوب وتجعلهم يثبتون يبالون يعترضهم وفي بيان لأثر يعيش الإنسان والأصحاب الذين يخالطهم سلوكه وأخلاقه وأن الأسباب تعين والاستقامة هجر يذكِّر ويغري بالعودة وصحبة الصلاح والخير يذكرونه نسي وينبهونه غفل ويردعونه زاغ أهمية وشرف أهله وفضل العابد؛ فالعلماء هم ورثة الأنبياء جعلهم بمنزلة النجوم يُهتدى ظلمات البر والبحر

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ يحيط بابن آدم أعداء كثيرون يحسِّنون له القبيح , ويقبحون له الحسن , ويدعونه إلى الشهوات , ويقودونه إلى مهاوي الردى , لينحدر في موبقات الذنوب والمعاصي. ومع وقوعه في الذنب , وولوغه في الخطيئة , فقد يصاحب ذلك ضيق وحرج , وتوصد أمامه أبواب الأمل , ويدخل في دائرة اليأس من روح الله , والقنوط من رحمة الله , ولكن الله بلطفه ورحمته فَتَح لعباده أبواب التوبة , وجعل فيها ملاذًا مكينًا , وملجأ حصينًا , يَلِجُه المذنب معترفًا بذنبه , مؤملاً في ربه , نادمًا على فعله , غير مصرٍّ على خطيئته؛ ليكفر الله عنه سيئاته , ويرفع من درجاته.. ❝