█ كتاب مقامات العلماء بين يدي الخلفاء والأمراء مجاناً PDF اونلاين 2024 الأدب هو أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع من النثر إلى المنظوم الشعر الموزون لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر يرتبط الأدب ارتباطا وثيقا باللغة فالنتاج الحقيقي للغة المدونة والثقافة بهذه اللغة يكون محفوظا ضمن وتجلياته والتي باختلاف المناطق والعصور وتشهد دوما تنوعات وتطورات مع مر العصور والأزمنة وثمة العديد الأقوال تناولت ومنها ما قاله وليم هازلت (إن ادب أي أمة الصورة الصادقة تنعكس عليها افكارها ) كتاب هام لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي جمع فيه ألفاظ البلغاء وفقر الحكماء وسير الملوك المتقدمين وكلام الأولياء والأدباء الراشدين وأعيان فوائد الكتب ومختارات نقله ونثره أهل ومحاسن الأشعار القديمة والحديثة وملح أخبار الفضلاء والمتأدبين وغير ذلك المواضيع الهامة مما يجعله كتابا رائعا شيقا يغذي روح وفكر كل يطلع عليه ويليه سر العالمين الذي اتجه المؤلف إظهار المقاصد الباطنة والظاهرة وهو مهم ليس له مثيل موضوعه خمس وعشرين مقالة
❞ روى عبد الله بن محمد البلوي قال: كنت انا وعمر بن نباتة جلوسا نتذاكر العباد والزهاد فقال لي عمر : ما رأيت أورع ولا أفصح من محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه: خرجت أنا وهو والحارث بن لبيد إلي الصفا وكان الحارث تلميذ الصالح المري فافتتح يقرأ وكان حسن الصوت، فقرأ هذه الآية عليه «هَذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ» صدق الله العظيم.
فرأيت الشافعي رحمه الله وقد تغير لونه واقشعر جلده واضطرب اضطرابا شديدا وخر مغشيا عليه فلما أفاق جعل يقول: أعوذ بك من مقام الكاذبين وإعراض الغافلين، اللهم لك خضعت قلوب العارفين وذلت لك رقاب المشتاقين، إلهي هب لي جودك وجللني بسترك واعف عن تقصيري بكرم وجهك. قال: ثم مشي وانصرفنا فلما دخلت بغداد وكان هو بالعراق فقعدت علي الشط أتوضأ للصلاة إذ مر بي رجل فقال لي: يا غلام أحسن وضوءك أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة، فالتفت فإذا برجل يتبعه جماعة، فأسرعت في وضوئي وجعلت أقفو أثره، فالتفت إلي فقال: هل لك من حاجة؟ فقلت: نعم، تعلمني مما علمك الله شيئا، فقال لي اعلم أن من صدق الله نجا، ومن أشفق علي دينه سلم من الردي، ومن زهد في الدنيا قرت عيناه مما يراه من ثواب الله تعالي غدا، أفلا أزيدك؟ قلت: نعم. قال: من كان فيه ثلاث خصال فقد استكمل الإيمان: من امر بالمعروف وائتمر ونهي علي المنكر وانتهي، وحافظ علي حدود الله تعالي، ألا أزيدك؟ قلت: بلي، فقال: كن في الدنيا زاهدا وفي الآخرة راغبا واصدق الله تعالي في جميع أمورك تنج مع الناجين، ثم مضي، فسألت: من هذا؟ فقالوا: هو الشافعي. فانظر إلي سقوطه مغشيا عليه ثم إلي وعظه كيف يدل علي زهده وغاية خوفه! ولا يحصل هذا الخوف والزهد إلا بمعرفة الله سبحانه وتعالى عز وجل . ❝