█ فيا أسفًا علينا نحن الكبار! ما أبعدَنا عن سر الخلق بآثام العمر! وما أبعدنا العالم بهذه الشهوات الكافرة التي لا تؤمن إلا بالمادة! يا حقيقة الفرح! تكاد آثامنا — والله تجعل لنا كل فرحة خَجْلة مصطفي صادق الرافعي 🍀 كتاب وحي القلم مجلد 2 مجاناً PDF اونلاين 2024 كتاب عمل أدبي لمصطفى ويعتبر من أجمل كتبه يتكون الكتاب ثلاثة أجزاء هي عبارة مجموعة مقالاته النقدية والإنشائية المستوحاة الحياة الاجتماعية المعاصرة والقصص والتاريخ الإسلامي المتناثرة العديد الصحف والمجلات المصرية المشهورة مطلع القرن الماضي مثل: الرسالة وجريدة المؤيد والبلاغ والمقتطف والسياسة وغيرها يجمع خصائص الأدبية متميزة بوضوح أسلوبه, كذلك يجمع خصائصه العقلية والنفسية موضوعه, ففيه خلقه ودينه, وفيه شبابه وعاطفته, تزمته ووقاره, فكاهته ومرحه, غضبه وسخطه, فمن شاء أن يعرف عرفان الرأي والفكرة والمعاشرة فليعرفه هذا بدأ كتابة هذه المقالات عام 1934 أسبوع بصيغة مقالة أو قصة ليتم نشرها أسبوعياً مجلة تناول مواضيع اجتماعية وأخرى الوصف والحب كما فيه توضح التبس حقائق الإسلام وآدابه وخلفياته وبعض جماليات القرآن ينتزع الدنيا حقائقها ويرسلها ضمن نصوص صيغت القصة تنزع إلى لفت نظر القارئ المغزى
❞ لو أنّني سُئلت أنّ أجمل فلسفة الدين الإسلامي كلّها في لفظين...لقلت: إنّها ثبات الأخلاق، ولو سئل أكبر فلاسفة الدنيا أن يوجز علاج الإنسانية كلّه في حرفين...لما زاد على القول: إنّه ثبات الأخلاق، ولو اجتمع كلّ علماء أوروبا ليدرسوا المدنيّة الأوربية ويحصروا ما يعوزها في كلمتين لقالوا: ثبات الأخلاق.
فليس ينتظر العالم أنبياء، ولا فلاسفة، ولا مصلحين، ولا علماء يبدعون له بدعا جديدًا...وإنّما هو يترقّب من يستطيع أن يفسّر له الإسلام هذا التفسير...ويثبت للدنيا أن كلّ العبادات الإسلامية هي وسائل عملية تمنع الأخلاق الإنسانية أن تتبدّل في الحيّ فيخلع منها ويلبس، إذا تبدّلت أحوال الحياة فصعدت بإنسانها أو نزلت.
وحي القلم
الرافعي
ج٢ : ص: ٦٢
ثبات الأخلاق . ❝
❞ إنما هيبة الإسلام في العزة بالنفس لا بالمال ، وفي بذل الحياة لا في الحرص عليها ، وفي أخلاق الروح لا في أخلاق اليد ، وفي وضع حدود الفضائل بين الناس لا في وضع حدود الدراهم ، وفي إزالة النقائص من الطباع لا في إقامتها ، وفي تعاون صفات المؤمنين لا في تعاديها ، وفي اعتبار الغنى ما يُعمل بالمال لا ما يُجمع من المال ، وفي جعل أول الثروة العقل والإرادة لا الذهب والفضة .
هذا هو الإسلام الذي غلب الأُمم ، لأنه قبل ذلك غلب النفس والطبيعة . ❝
❞ متى إستَنار القلب كان حياً في صاحبه ، وكان حياً في الوجود كله ، ومتى سَلِمت الحياة من تعقيد الخيال الفاسد لم يكُن بين الإنسان وبين الله إلا حياةٌ هي الحق والخير ، ولم يكُن بينه وبين الناس إلا حياة هي الرحمة والحُب . ❝