فلا ينبغي التركيز - إذن - على عبقرية فرد موهوب تبعثه... 💬 أقوال يوسف القرضاوي 📖 كتاب الإسلام والعلمانية وجها لوجه

- 📖 من ❞ كتاب الإسلام والعلمانية وجها لوجه ❝ يوسف القرضاوي 📖

█ فلا ينبغي التركيز إذن عبقرية فرد موهوب تبعثه العناية الإلهية ليملأ الأرض عدلا كما مُلئت ظلما وجورا أو يجدد للناس دينهم الذين انحرفوا عن صراطه فقها عملا وقد كتبتُ بحثا ضافيا حديث أبي داود الذي يرِد كثير من الألسنة والأقلام "أن الله يبعث لهذه الأمة رأس كل مائة سنة لها دينها" وهو صحيح ولكن معظم الشراح مالوا إلى أن "مَن" قوله "مَن يجدد" للمفرد وظلوا يبحثون لكل مفرد علم مشهور بعلمه وفضله ليكون هو مجدد القرن والذي انتهيت إليه تصلح للجمع بل هي الحديث أولى يراد بها الجمع فليس بالضرورة يكون المجدد فردا واحدا قد جماعة كيانها الواحد تكون متفرقة البلدان واحد فيها قائم ثغرة يحرسها ميادين الفكر العمل الدعوة التربية الجهاد غيرها وبهذا سؤال المسلم ما دوري حركة التجديد بدل همه يسأل متى يظهر كتاب الإسلام والعلمانية وجها لوجه مجاناً PDF اونلاين 2024 مقدمة: في صيف 1985م كنت مدينة "بون" ألمانيا الغربية للعلاج ألم أصاب العمود الفقري وكانت تأتيني بين حين وآخر بعض الصحف العربية ومنها صحيفة الأهرام القاهرية وفي أحد الأيام قرأت مقالا للدكتور فؤاد زكريا يذكر ضرورة الحوار مع الدعاة تحكيم الشريعة الإسلامية نظرا لخطورة الموضوع واتساع القاعدة التي تنادى به وعدم قيام حوار هذا النوع رغم أهميته لحاضر ومستقبلها وكان أول لفت نظري أنه جعل عنوان الكبير العميق "المسألة الدينية مصر المعاصرة"! والكتاب ـ يقولون يقرأ عنوانه ففهمت هذه مكانة الدين نفس الكاتب روح الحياة وحياة الروح وجوهر الوجود الإنساني كله لا يعدو تفكير كاتبنا غير مسألة مسائل تشغل الناس فترة الزمن مثل: تداخل خطوط التليفونات انقطاع المياه الأدوار العليا النهار ارتفاع سعر الدولار السوق السوداء ونحو ذلك ثم لاحظت يسميها "الدينية" وليست "الإسلامية" فالكتاب العلمانيون حريصون الحرص إبعاد كلمة "الإسلام" قاموسهم استطاعوا واستخدام "الدين" وذلك لتثبيت المعنى الدخيل المستورد التفريق الحازم دين وما ليس بدين شئون المختلفة معنى غريب الإسلامي والحياة ومع غضضت الطرف العنوان وبدأت أقرأ المقال الأول وأنا أقول نفسي: بداية طيبة فما أحوج أبناء وأبناء العروبة يتحاوروا بالفكر يتقاذفوا بالتهم يتقاتلوا بالسلاح ولكن انتهى د مقالاته ومن التعقيب بعد منتقديه حتى شعرت بأن ظني خاب جدية دعوة الدكتور للحوار التيار لجملة أسباب: 1 لم يكن يحمل قلما سيفا للهجوم واستغل المساحة الكبيرة المعطاة له الصحيفة للتشكيك المسلمات الأولية عند طوال أربعة عشر قرنا الزمان اجترأ التشكيك الله! وزعم إلهي ينقلب بشريا صرفا بمجرد تفسيره وتطبيقه ومعنى فائدة ولا مبرر ينزل كتابا يلزمهم بشريعة رسولا 2 يحاول يتنازل شيء أفكاره ليقترب دعاة كان أكبر يتنازلوا هم أفكارهم عقيدتهم وشريعتهم ومنطلقاتهم الأساسية ليقتربوا منه وليت شعري كيف يتم الصورة إن القرآن ذكر جدال أهل الكتاب أدبين رئيسيين: الأول: بالتي أحسن فلو هناك أسلوبان أحدهما: حسن والآخر: لوجب نستعمل الثاني: التذكير بنقاط الاتفاق شأنها تجمع تفرق وفي يقول تعالى: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (سورة العنكبوت: 46) هذه طريقة أما فإنها تهدم تبني وتفرق وتباعد تقرب 1 يلوي أعناق الحقائق ليا ويتعسف التفسير والتعليل ولو كانت أمامه وضوح الشمس ضحى القاهرة وكلامه وعن الصحوة ينطق بذلك بجلاء رد عليه المعلقين قطع أوصال تعليقاتهم وانتقى منها حلا فأبقاه وحذف شاء وقطع كلمات ناقديه سباقها وسياقها ومنهم علماء ومستشارون وأساتذة جامعات كما تكن منصفة الحكم طرفي فأعطت الحرية ولم تعط لناقديه مثل أعطت حولت ردودهم وانتقاداتهم نفسه يأخذ ويدع (لا تقربوا الصلاة) الداعية الشيخ محمد الغزالي بعث بمقالتين "الأهرام" حول فلم تنشر أيا منهما تشر وغطت دعته المشاركة ندوة أدارتها داخلها يتكلم نصف ساعة ثم يلخص قاله سطرين ثلاثة! وهذا جعلني أعلق أعلنها أنها أشبه بسباق فيه حصان واحد! تبين لي فيما المقالات جمعها صاحبها وأودعها ضمن خطط ضد ودعاتها فقد صدرت لهم عدة كتب تهاجم وفقهاءها قديما والداعين إليها حديثا فسحت صحف معروفة صدورها ليكتبوا الاتجاه شاءت أهواؤهم فضلا مجلاتهم الخاصة تعبر اتجاههم بصراحة حيث يسمح يعبر العريضة للأمة مجلة تتحدث باسمه وقد أشار المؤامرة المدبرة اليقظ الأستاذ فهمي هويدي عدد الأردن والخليج ونبه "تنظيمات متطرفة" للعلمانيين تدان دينت تنظيمات دينية متطرفة التكفير والهجرة وقال: إن الفرق الاثنين هو: الأولين "الدينيين" شباب مندفع سلك طريقه سبيل الخطأ وأن الآخرين شيوخ مجربون بعضهم محترفون اتخذوا مواقعهم عمدا ومع سبق الإصرار والترصد قال: وليس الأمر مبالغة فنحن نستطيع نرصد خلال العاملين الأخيرين المثال فريقا هؤلاء فرغ جهده ونذر للنيل وتسفيه التجربة وتحقير التاريخ ورموزه "أهرام 2 9 1986م" ولما دعت اللجنة الثقافية نقابة الأطباء بالقاهرة عقد يتحاور الإسلاميون والعلمانيون دعتني فضيلة أستاذنا لتمثيل الجانب عددا العلمانية منهم: فرج فودة ود وحيد رأفت واعتذر أكثرهم يحضر منهم إلا الأخير رحبت بهذا وهذه الندوة يلتقي الطرفان لمناقشة قضية أخطر قضايا الساعة اليوم المحدد للندوة شهدت قاعة "دار الحكمة" جمهورا قل يتوافر لمحاضرة ضاقت الدار حولها وجلس وصعدوا السطوح ووقفوا الشارع وانصرف الكثيرون يجدوا شبرا كانت باستفتاء شعبي "الإسلام والعلمانية" أيهما يختاره الشعب وقال حديثه: يوحي مواجهة وهذا يعني المعركة محسومة لصالح اعتراف صريح بأنه المفاضلة وغيره فإن الكفة الراجحة دائما كفة تكلم شيخنا تكلم تكلمت طلب يعقب كلامي فأعطيت الفرصة كاملة فتكلم وأطال الوحيد مرتين برغم أكثر القاعة كانوا متضجرين كلامه وكان المفترض أرد تعقيبه لأنه يتعلق بكلامي الوقت طال فتركنا للجمهور حكم فعلا بما يرض وجماعته الغيور عادل حسين رئيس تحرير جريدة صحح ذكره عنه وألقى الضوء النقاط المهمة وتكلمت إحدى الحاضرات مؤيدات كلاما التجني والإسفاف والخروج أدب وثار عليها الجمهور المشرفين الندوة: عصام العريان معه غاية الحزم والحكمة وحسن التنظيم فاستطاعوا يلزموا باحترام النظام الختام عقب بكلمة معبرة جامعة المستشار الجليل طارق البشري وعقبها انصرف الحضور بسلام تاريخية مشهودة تحدثت عنها جميع الصحف: القومية والحزبية والإسلامية اليومية والأسبوعية والشهرية وجهة نظره ولخصها البعض تلخيصا حسنا وتعمد بعضها يشوهها تشويها "الأهالي" و"الوفد" مما اضطر "الشعب" ترد عليهما واضعة للأمور نصابها أعجب تعقيب صدر أطرافها "المصور" خلا العلمية والإنصاف اتهم شهد وجلهم كلهم الشباب الجامعي المستنير وفيهم الصفوة المثقفين واتهمني بأننا كنا نخاطب العواطف العقول كلام باطل مخالف لواقع تماما يشهد حضرها رجال العلم والتربية الجامعات والقانون والقضاء لاحظ ممن قرأ صب جام سخطه وغيظه علي أنا خاصة ذنب لدى أني بعده فأتيت شبهاته القواعد الجماهير قابلت بالامتعاض والاستهجان وقابلت بالتجاوب والاستحسان والحق لضعفه لقوتي لضعف الباطل نصب للمحاماة ولقوة الحق كرمني بالدفاع سوء حظه يدافع خاسرة "العلمانية" مجتمع يؤمن بالإسلام الإسلاميين بأنهم بكروا وملئوا مقاعد دار الحكمة يتوهم يوهم بتخطيط وترتيب واتفاق! ويعلم شيئا يحدث دعوا تشغلهم فأجابوا وهب المحاضرات الكبرى بجامعة هبها "استاد" الدولي وفتح الباب مصراعيه للحضور فأي الفريقين سيكون وأعز نفرا؟! أنصار ريب سيكونون الأكثرية العظمى وستكون قلوب الحاضرة وعقولها وآذانها ودعاته يجهله اعترف بصريح العبارة وتمحل يجد تبريرا يوفق عني: استطعت أستحوذ بالتأثير العاطفي شهدوا يعلمون اليقين المقام عقلانيا وموضوعيا ومنطقيا أبعد حد فليحتكم شريط المسجل بالصوت والصورة زعم أرفع صوتي وأخفضه للتأثير عواطف بحمد أخفضه وأسأله تعالى يجعل عاليا علوه بالحق وللحق الفيلسوف مغيظ محنق لعدم تجاوب يؤذن "مالطة" وأؤكد سيظل مالطة جاز لنا نعبر عما يقوله بالأذان الأذان خط مستقيم ولكنهم يقولون: "الأمثال تغير" أجل بعيدا عقول وقلوبهم معا يحدثهم بمفاهيم مستجلبة ديار أخرى قوم آخرين فهم رافضون وعنها معرضون لأنها مناقضة لدينهم وقيمهم وتاريخهم وواقعهم ومن هنا اتجه تفكيري دعاوى وعلى العلمانيين عامة محاضرة تسمع تأثير قوة الصوت وتشجيع وسيعلم أننا أصحاب الحجة الأقوى والمنطق الأسد سواء حاضرنا أم كتبنا لأننا قامت السموات والأرض والحق أحق يتبع وأولى يستمع والباطل مهما انتفش واستطال فهو لابد زائل {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} وإنما اخترت للرد نشر أوسع انتشارا ولأنه اشترك ممثلا للجانب العلماني التاريخية إبانة فكرته وأقدرهم إيراد الشبهات وسوقها صورة البراهين وأجرؤهم مناقشة القضايا جذورها وإن مجافية لأوضح فإذا هدمنا استند نمقه وزوقه مقولات سقط وسقطت مقولاتهم وذهب زبدهم جفاء وبقي ينفع أدرت جملة أمور أساسية: 1 تحديد المواقع الهويات الطرفين المتحاورين وأين يقف منهما؟ 2 المفاهيم الرئيسة وخصوصا المفهومين الكبيرين: 3 المعايير يجب يرجع الخلاف ويرتضيها حكما بينهما 4 موضع النزاع بحيث يعرف المتفق والمختلف 5 تتبع أثارها لتفنيدها والرد بمعركة التحرر الحقيقي للعالم ألوان الاستعمار مقدمته الثقافي والتشريعي لهذا خصصنا معركة تطبيق بمزيد كذلك أفردنا حديثنا "الصحوة الإسلامية" وموقف والصهيونية ورد مزاعم وتركت أشياء مهمة الرد سيتضمنها الجزء الثالث سلسلة "حتمية الحل الإسلامي" قريب الصدور بتوفيق أسأل مؤلفه وقارئه وناشره وموزعه وطابعه وكل أسهم شعاعا الطريق يهدي ويضيء والله السبيل يوسف القرضاوي

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ فلا ينبغي التركيز - إذن - على عبقرية فرد موهوب تبعثه العناية الإلهية ليملأ الأرض عدلا كما مُلئت ظلما وجورا , أو يجدد للناس دينهم الذين انحرفوا عن صراطه فقها أو عملا. وقد كتبتُ بحثا ضافيا في حديث أبي داود الذي يرِد على كثير من الألسنة والأقلام "أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" وهو حديث صحيح , ولكن معظم الشراح مالوا إلى أن "مَن" في قوله "مَن يجدد" للمفرد , وظلوا يبحثون لكل مائة سنة عن مفرد علم مشهور بعلمه وفضله ليكون هو مجدد القرن. والذي انتهيت إليه أن "مَن" تصلح للجمع كما تصلح للمفرد , بل هي في الحديث أولى أن يراد بها الجمع , فليس بالضرورة أن يكون المجدد فردا واحدا , بل قد يكون جماعة لها كيانها الواحد - أو قد تكون متفرقة في البلدان - كل واحد فيها قائم على ثغرة يحرسها , في ميادين الفكر أو العمل أو الدعوة أو التربية أو الجهاد أو غيرها. وبهذا يكون سؤال المسلم ما دوري في حركة التجديد بدل أن يكون كل همه أن يسأل متى يظهر المجدد. ❝

يوسف القرضاوي

منذ 2 سنوات ، مساهمة من: على أحمد
1
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث