█ وما أصاب المسلمين من الشتات والذلة والهوان وضنك العيش هذه الأزمنة المتأخرة حجج قائمة عليهم تسجل أنهم هم الذين أخلفوا ونقضوا عهدهم كما قال تعالى سورة (الأنفال: 23) : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ سَمِيعٌ عَلِيمٌْ كتاب أخلاق الشباب المسلم مجاناً PDF اونلاين 2024 يقول المؤلف: قال الله (الإسراء: 70) {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} قال القاسمي تفسيره: آدَمَ} "أي بالنطق والتمييز والعقل والمعرفة والصورة والتسلط ما الأرض والتمتع به, {وَحَمَلْنَاهُمْ وَالْبَحْرِ} أي يسّرنا لهم أسباب المعاش والمعاد بالسير طلبها فيهما وتحصيلها {وَرَزَقْنَاهُمْ الطَّيِّبَاتِ} فنون المستلذات التي لم يرزقها غيرهم المخلوقات {وَفَضَّلْنَاهُمْ عظيما, فحقّ أن يشكروا النعم بأن يعبدوا المتفضل بها وحده ويقيموا شرائعه وحدوده" فتفضيل للإنسان وتكريمه له بجعله الحاكم المتصرف وتسخيره حيوان ونبات وجماد يتصرف فيه كيف يشاء ويسيّره خدمته يكن بقوة الجسم ولا بخواص الأعضاء فإن كثيراً الحيوان كالأسد والنمر والفيل والدب والفرس والبعير أقوى منه بكثير وللحيوان مزايا خلقه ليست فمنه أعطي مزية السرعة الجري والسبق كالنعامة والغزال ومنه حاسة الشم أو البصر السمع يفوق الإنسان فالمزية الكبرى والنعمة العظمى وهبها وفضّله هي العقل والأدب الشاعر: ما وهب لامريء هبة أفضل عقله ومن أدبه هما جمال الفتى فُقِدا ففقده للحياة أجمل به والمراد بالأدب هنا الأدب النفسي وهو الخلق الحسن وبه تتفاوت الأمم ارتقاء وانحطاط وقوة وضعفا, وسيادة وعبودية فما أمة كثر حظها خلق إلاّ بلغت أوج الرقي وغاية السعادة وإن كانت قليلة العدد, أرضها ضيقة الغناء والخير غير صالحة للزرع والضرع الحواصل والثمرات ضعيفة الغلات جميع الخيرات والبركات يحمل إليها تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} المراد بالقرية أهلها وهم الأمة والشعب وكما حكى عن إبراهيم الخليل دعائه لأهل مكة (البقرة: 126) {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ الثَّمَرَات} , وفي (إبراهيم: 57) {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} ومن أقام شرّفها حتى قبل عصر الطائرات يرى فيها فواكه الهند وأندونيسيا والشام ومصر لا يكاد عجبه ينقضي مع أنها أرض جبلية قاحلة البلاد البريطانية أكثر يؤكل ويلبس ويقتنى ويتخذ للزينة مجلوباً أطرف الدنيا وهي جزائر البحر ضيّقة الرقعة شديدة البرد لو اقتصر يخرج أرضهم لوقعوا مسغبة
❞ جرب المسلمون السابقون التمسك بالإسلام فوجدوه كفيلاً بسعادة الروح والبدن، وضابطا لمصالح الدين والدنيا، فالعجب من قوم يكون عندهم هذا الدين الحنيف محفوظا خالصا، لا تشوبه شائبة، ويرون كيف سعدت به أسلافهم، ثم يتنكرون له ويجهلونه ويجهلون عليه، ويردّدون أقول أعدائه، وينشرونها بين قومهم، مع ما فيها من الكذب والتدليس والتمويه والتحريف . ❝
❞ قال ابن أبي حاتم بسنده إلى ثابت قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابته خصاصة نادى أهله: "يا أهلاه صلوا صلوا" وقال ثابت: وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة . ❝
❞ وضع النبي صلى الله عليه وسلم ميزاناً يمتحن به الناس، يميّز به المؤمن من المنافق، وهو قوله فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" زاد مسلم في روايته وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم . ❝