█ إننا كثيراً ما نصور القلق أنه مرض نفسي وهو كذلك حين يتجاوز حدوداً معينة لكن يختلف الأمر نتذكر أن الطمأنينة تكون زائفة ومبنية معطيات موهومة وهي حينئذ أخطر من وأشد فتكاً بوجود الإنسان ولذا فإن بعض صور ولاسيما (القلق المعرفي) ضرورية لتوازن الشخصية وللوعي بالمصير وتدارك الأخطار قبل فوات الأوان كتاب إشراقة آية مجاناً PDF اونلاين 2024 يذكر المؤلف كتابه أربعة وثلاثين محكمة ويسرد بعد كل جملة معانيها العظام التي تنير الهدى لذوي البصائر الأفهام
❞ في الماضي البعيد قامت مزاوجة في بنية التربية والتعليم بين علوم الشريعة والعلوم الحياتية والكونية، وقد أنجب ذلك الاقترانُ حضارة إسلامية زاهية باهرة، ثم أخذت علوم الحياة تنسحب من المناهج والحِلَق الدراسية شيئاً فشيئاً، حتى جهلت الأمة أبجديات المعرفة في الطبيعة والكون والصناعة ، ووصلت إلى الحضيض، واليوم ترتكب الأمة الخطأ نفسه على نحو معكوس، حيث تَرَاجع نصيب العلوم الشرعية في المناهج الدراسية في أكثر البلدان الإسلامية، كما تراجعت المفردات القيمية والأخلاقية في لغة التربية والإعلام، وكان حصاد ذلك أعداداً كبيرة من البشر تحيط بالكثير من المعارف النختلفة، لكنها تجهل بدهيات وأساسيات في عباداتها ومعاملاتها! وصار لدينا اليوم كمّ هائل من المفردات التي تحث على النشاط والفاعلية والنجاح والتنظيم وحيازة الثروة وتحقيق الذات.. على حين تنوسيت المفردات التي تغرس أخلاق الصلاح والاستقامة والبعد عن الحرام، والإقبال على الآخرة . ❝
❞ إن كل سلعة مصنَّعة نستوردها هي عبارة عن ضرورة نطوق بها أعناقنا، وإن أشد المستوردات خطراً على حريتنا تلك التي تكون أكثر إلغاء للعمل عند مستوردها لأن العمل هو الحرية، والذي يلغيه يلغي الحرية ذلك لأن السلعة المصنَّعة كانت من قبلُ مادة غفلاً وكان في إمكاننا أن نمارس حريتنا في تصنيعها وتحويلها، وقد صودرت هذه الحرية حين قام بتشكيلها غيرنا، وقد أدركت الأمم المتقدمة هذه الحقيقة فتسابقت إلى استيراد المواد الخام، ووضعت القيود على استيراد السلع المصنعة فهي لا تبادل الدول الأخرى منها إلا قدْراً بقْدر حتى تمارس حريتها كاملة وترى ثمار ما عملته أيديها . ❝
❞ إنّ الله تعالى خلق العقل البشري ليكون في الأصل عقلا عمَليا، وهو في عمله يشبه "الحاسوب" ، وهو كالحاسوب لا يستطيه إدخال تحسينات جوهرية على المُدخلات التى يُغذى بها ، وسيكونُ الأمر مضحكًا إذا عمدنا إلى تشغيل العقل البشري وتحسينِ طروحاته وعمله بشئ من منتجاته التي تولّى تنظيمها الفلاسفة ، وهم الذين لم يُفلحوا في الإتّفاق على أي شئ . ❝