❞ "مليكة عادل"… رحلة قلب بين السطور
تتشرف جريدة "ياقوت" الإخبارية باستضافة الكاتبة الشابة المبدعة مليكة عادل، المعروفة بلقب "مليكة"، البالغة من العمر 17 عامًا، والمُنحدرة من محافظة أسيوط. موهبتها في الكتابة لا تُخطئها العين، وقد فتحت لنا قلبها لتحكي عن بدايتها وطموحاتها، وتشاركنا جزءًا من إبداعها.
تروي لنا مليكة بداية علاقتها بالكتابة فتقول:
"بدأت في مجال الكتابة من خلال حُبِّي الكبير للقراءة؛ فقد كنت دائمًا أستمتع بقراءة الكتب والروايات، وأعيش بين سطورها وكأنني جزء من أحداثها، ومع مرور الوقت، شعرت برغبة في التعبير عمّا بداخلي بطريقتي الخاصة، فبدأت بكتابة الخواطر والنصوص القصيرة شيئًا فشيئًا، أصبحت الكتابة بالنسبة لي أكثر من هواية، بل أصبحت وسيلتي للتعبير عن مشاعري وأفكاري، ولغتي الخاصة التي أجد فيها نفسي."
وعن لحظة انطلاقتها الحقيقية تقول:
"لم أدخل عالم الكتابة بشكلٍ مفاجئ، بل وجدت نفسي أنجذب إليه تدريجيًّا منذ أن تعلّقت بالقراءة. كنت أقرأ كثيرًا، لا لشيءٍ سوى أنّ الكلمات كانت تمنحني شعورًا بالانتماء، ومع الوقت بدأت أشعر بأنني لا أكتفي بقراءة الحكايات، بل أرغب في خلقها. فبدأت أكتب، في البداية كانت مجرد تجارب بسيطة، لكنني وجدت فيها راحتي، وكأنني أُعيد ترتيب العالم بطريقتي الخاصة، ومن هنا بدأت رحلتي الحقيقية مع الكتابة."
اكتشاف الموهبة بالنسبة لمليكة لم يكن لحظة فاصلة، بل طريقًا من التأمل والتجربة. تقول:
"اكتشفت موهبتي في الكتابة بشكل تدريجي؛ لم يكن هناك لحظة معينة شعرت فيها أنني كاتبة، لكن كل مرة كنت أكتب فيها وأشعر بالراحة والصدق في كلماتي، كنت أقترب أكثر من إدراك أن هذا هو مجالي الحقيقي. عائلتي ومن حولي كانوا يلاحظون ذلك دائمًا، ويشجعونني على الاستمرار، وكان هذا دافعًا كبيرًا لي. أما عن المواهب الأخرى، فأنا أُحب فعل الكثير، لكن الكتابة تظل الأقرب إلى قلبي، فهي المساحة التي أعبّر فيها عن نفسي بكل وضوح وصدق."
وتُحدثنا الكاتبة عن إصداراتها قائلة:
"لدي العديد من الكتابات، وقد أصدرت كُتبًا تحمل عناوين مثل شِتات الملاك، سيمفونية الأرواح، تحت ضوء القمر، ومن أعماق الروح، وغيرها الكثير من الكتب والخواطر والنصوص التي تعبّر عن مشاعري وتجربتي في هذا المجال. أحرص دائمًا على أن تحمل كتاباتي شيئًا من ذاتي، وأن تلامس القارئ بمشاعر صادقة وكلمات قريبة من القلب. وقد لا أستطيع اختيار جزء واحد فقط لأعرضه، لأن كل نص يحمل قصة مختلفة، لكنني أؤمن أن كل ما أكتبه هو انعكاس لصوت داخلي لا يتوقف عن الحديث."
وفي مسيرتها، لم تكن وحدها؛ فقد وجدت دعمًا من أقرب الناس إليها، تقول:
"أهلي وأصدقائي هم أول من شجعوني على الاستمرار."
وحين سُئلت عن كيفية تنمية موهبتها، أجابت:
"أنمي موهبتي بالقراءة المستمرة والكتابة المنتظمة، لأنهما أساس التطور. أُحب تجربة أفكار جديدة وأتعلّم من الملاحظات التي تُرسل لي، مما يساعدني على تحسين أسلوبي. الكتابة عندي ليست مجرد هواية، بل شغف ومسؤولية."
أما عن أحلامها المستقبلية، فتُفضل مليكة أن تبقيها سرًا:
"لدي أماني كثيرة، لكني أفضل أن تبقى تفاصيل أيامي القادمة وأحلامي خاصة بي، أؤمن أن لكل شيء وقت يظهر فيه، وأترك الأمور تسير بطبيعتها دون كشف الكثير مسبقًا."
وعندما سألناها عن الداعم الرئيسي لها، أجابت بثقة:
"والدتي."
وفي حديثها عن قدوتها، صرّحت قائلة:
"ليس لي مثل أعلى محدد، لكني أستلهم قوتي من الأشخاص الذين يعملون بشغف ويثابرون رغم الصعوبات."
ورغم العقبات التي واجهتها، فإنها لم تستسلم، وتقول عن ذلك:
"بالتأكيد، لم تكن رحلتي في الكتابة سهلة، فقد واجهت العديد من العقبات والصعوبات مثل قلة الثقة بالنفس أحيانًا أو ضيق الوقت للكتابة، لكنني تغلبت عليها بالصبر والمثابرة، وبتذكّر الهدف الذي أكتب من أجله، كما ساعدني دعم من حولي وتشجيعهم على الاستمرار، فكل تحدي كان فرصة لأتعلم وأنمو."
أما عن فقدان الشغف، فتصفه بأنه أمر طبيعي، لكنها تتعامل معه بحكمة:
"أتعامل معه بالصبر وأعطي نفسي فرصة للراحة والابتعاد قليلاً عن الكتابة، أحيانًا أقرأ أو أستمع لأشياء جديدة تلهمني وأعود لأكتب بحماس متجدد، أؤمن أن الشغف يعود عندما نسمح لأنفسنا بالتجديد وعدم الضغط على النفس."
وفي رصيدها إنجازات نفتخر بها، حيث تقول:
"حققت في مجال الكتابة عدة إنجازات أعتز بها، من بينها إصدار عدة كتب، كما نشرت العديد من الخواطر والنصوص التي لاقت تفاعلًا جيدًا من القراء، مما منحني دفعة للاستمرار وتطوير مهاراتي باستمرار."
وعن لحظات الإحباط، تعترف بأنها شعرت بها أحيانًا، لكنها لم تتخلَّ عن شغفها:
"مررت بلحظات شعرت فيها بالإحباط ورغبة في التوقف، لكنني دائمًا أتذكّر السبب الذي بدأته من أجله، وهو حبي للكتابة ورغبتي في التعبير عن نفسي. هذه المشاعر عابرة، وأؤمن بأن الاستمرار والصبر هما المفتاحان لتجاوز تلك اللحظات والنجاح في النهاية."
وفي نصيحتها للمبتدئين في مجال الكتابة، تُوجِّه مليكة كلمات نابعة من القلب:
"لا تخشَ أن تخطئ أو تُغرق في التفاصيل، الكتابة رحلة اكتشاف ذاتك وأفكارك، استمر في المحاولة، ودع أفكارك تتحرر على الورق دون قيود."
وعن رأيها في جريدة "ياقوت"، تقول ببساطة وصدق:
"جميلة جدًا حقيقي."
واختتمت مليكة الحوار بقطعة أدبية رائعة تعبّر عن عمق إحساسها وإبداعها:
> "تَرجُو النَّجاة ولم تسلُك مسالِكها
إنَّ السَّفينة لا تجري علىٰ اليَبَسِ
تَرجو النجاةَ، لكنَّ الطريقَ بعيدٌ
تسيرُ على المدى، لا تدري إلى أينَ تصيرُ..."
وتستمر القطعة بأسلوب شاعري بديع، تُعبّر فيه عن فلسفتها في الحياة، وتُجسّد فيه رحلتها بين الأمل، والصراع، واليقين بأن النور في نهاية الطريق لا يزال موجودًا، ولو بدا بعيدًا.
انتهى حوارنا اليوم مع الكاتبة المبدعة مليكة عادل، ونتمنى لها دوام التألق والنجاح في مسيرتها الأدبية.
المحررة الصحفية:
فاطمه محمد#المؤسسة_فاطمة_محمد"ياقوت"
#جريدة_ياقوت_الإخبارية #دار_ياقوت_للنشر_والتوزيع_الإلكتروني ❝