█ يوجه الراوي رسالة إلى صديقه وأخيه الحميم طالباً إليه أن يصغي بصبر شكواه إذ يجد فيه الأمل استيعاب ما يعتمل صدره: «فاحتملني يا أخي وإن أطلت ولا تزرني إن أثقلت تنصرف فصلت وبحق العشرة القديمة تلمس لي العذر شدة تهيامي » وخلاصة الفكرة يحضر مؤتمراً المعمار بمدينة (بخارى) آسيا قادماً من مصر إفريقيا ليلتقي بفتاة متخصصة ترميم المباني اسمها (فاليريا) وهو يعني (ليلي) لغة لاوس كتاب فى الصبابة والوجد مجاناً PDF اونلاين 2024 كتب الغيطاني هذه الرواية نمط (أدب الرسائل) فارتقى بها قمة الإبداع الإنساني والأسلوب فمن حيث الأسلوب تجلت براعته امتلاك ناصية العربي المشرق فهي تكشف أي مدى تشرب الفنان التراث وعشق جماليات اللغة العربية فعمل صياغة تفرد دون شك
❞ لكن الرواية التي تبدو في ظاهرها، قصة حب من طرف واحد، تتخطى الحواجز على أمل اللقاء بعد السفر والفراق، هي في الواقع، دعوة إلى إيجاد صلة روحية «بترميم» العلاقات بين الشعوب، فكما أن تلك المباني باقية، تدل على تاريخ شامخ من العطاء الإنساني والتواصل الحضاري، فإن بالإمكان التواصل بترميم الصلة الروحية والإنسانية . ❝
❞ تحاور الكتابة الفراغ في سفر البنيان، مثلما تحاور العمارة الفناء، ومثلما يحاور الذكر الأنثى، والأصل المنتهى هو الفراغ، أو الفناء أو الأنثى، يفضى الحوار بين الثنائيات المتباينة إلى الاندماج، وتولد إما تكوينات أو كيانات جديدة. ومثلما يلجأ المرء إلى البناء المعماري احتماءً من الفناء أو الفناء يحتمي الجنين في الرحم ˝فالرحم قبو˝، فالأنثى والمكان عاملان يربطان الأرض بالسماء. مثلما ترتبط الكتابة الحية بالذاكرة المعرفية . ❝
❞ رحلة الإنسان علي أجنحة العواطف والمشاعر، لحظات الضعف ومكامن القوة. العوامل التي تحرك نثار الذكريات من مكانها إلي مراكز الرؤية والتحديق، لحظات مبتورة وعبارات غير مكتملة، روائح هينة هفهافة لا يمكن إدراكها بالبصر والملمس، لكنها تستدعي حقباً ومراحل، ربما تدل علي عصور منقرضة، ربما تبدو ملامح من بعيد فترسل لنا أحداثا من النسيان طال بنا الظن أنها اندثرت وفنيت. بين العناوين المتناثرة والتساؤلات المتتابعة والتأملات المتلاحقة، تستيقظ الذاكرة وتحملنا الذكريات إلي أعماق الإنسان . ❝