█ الوحش الكاسر : القلق هو ذاك الذي يُهاجمنا وكأنه يقتص منا جُرم اقترفناه من قَبْل إذْ يظل يطاردنا ويلاحقنا طوال الوقت دون أنْ يدعنا وشأننا ينوي القضاء علينا نحاول الفِكاك منه بكل ما استطعنا قوة ولكن هيهات فهو يملُك مساحة تملُّك أكبر قدرتنا التملُّص منها نَحيد عن طريقه فيعود إلينا جَرأة يمسك بتلابيب آمالنا ليقضي آخر جزء متبقٍ لا ندري كيف يمكن الخلاص أَسْرِه السجن الملعون نُحبَس فيه رُغماً إرادتنا وما بيدنا حيلة للخروج مهارة وسهولة كلِص يختلس بعض الأموال ويُجيد الفرار وكأن شيئاً لم يحدث تظل تلك المخاوف تُضيِّق الحِصار فيزداد القلق داخلنا رويداً إلى يتملكنا ويَسلب أفضل شخصياتنا بفعل ألاعيبه التي تحاوطنا بحيث نصبح باهتين شاحبين منطفئين غير قادرين المُضي قدماً الحياة كُتِب العيش قوقعة للأبد فكلما شعرنا بالنجاة نجد أننا نسقط أعماقه أكثر وأكثر حتى نغرق تماماً بلا قدرة فتكون حياتنا بهذا الشكل قد انتهت بالفعل فالقلق حقاً أمرٌ موحش ينغِّص ويجعلها كئيبة رتيبة ويُفقِد صاحبها رغبته فيها بمرور فلا بد كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ سيارة الإسعاف :
دقَّ سائق السيارة البوق من أجل إفساح الطريق بعض الشيء كي يتمكَّن من الوصول للمشفى قبل أنْ يموت المريض أو تزداد وطأة المرض لديه ، كان الجميع متباطئين وكأنهم مُصابون بالبَلادة ، لا يهتمون لحال أحد ، يبحث كل منهم عن مصلحته وأقصر طريق يُوصِّله لمشواره الذي يَقصِده ، غير مكترثين بهذا الشخص الذي قد يموت فجأة بسببهم وبفِعل تغافلهم وقلة اهتمامهم بالأمر ، فما عليهم سوى إفساح المجال للسيارة كي تَعبُر وتصل للمشفى في أسرع وقت ممكن للَّحاق بهذا الشخص في الحال قبل أنْ تصعد روحه لبارئها ، كان الوقت قد أوشك على التأخر وصارت الحالة تتدهور أكثر من سابق عهدها ، أُصيب السائق بالهَلع والتوتر وأصبح يتصبَّب عَرقاً بفعل المسئولية الواقعة عليه فضغط على دواسة البنزين وحاول أنْ يُسرِع المسير غير مكترث بالطريق أو بالسيارات المحيطة ، كان في عَجلة من أمره محاولاً إنقاذ المريض بأي شكل ممكن ، وصل عند باب المشفى عند منتصف الليل وسَحب كرسياً مُخصَّصاً للحالات القادمة مؤخراً وأَجلَس عليه المريض ودفعه إلى الداخل محاولاً إسعافه ونقله إلى أقرب حُجرة لتَلقي العلاج اللازم ، وبالفعل تم حجز حجرة باسمه واستدعاء الطبيب المناسب للحالة وتم إجراء اللازم من أجله ، وبمجرد أنْ أَفاق من آلامه حتى اتصلوا بأهله وجاءوا من أجل الاطمئنان على صحته وبأنه صار في حال أفضل ، كان الوضع لا يُحتَمل في البداية وكان السائق في حالة صعبة من القلق والخوف في ظل تلك الظروف التي يَمُر بها المريض وحالته التي كانت يُرثَى لها ولكن الأوضاع استتبت وصارت الأمور على ما يُرام وصار السائق والمُسعِفون في نفسية أفضل حينما تمكَّنوا من إنقاذه وهذا ما يُصيبهم في كل مرة تأتيهم حالة في وضع متأخر لتلك الدرجة سواء أُصِيبت في حادث سير أو تعرَّضت لأي حادثة طارئة ولم يكن معها أي شخص من ذويها ، لقد مرَّ الموقف بسلام كما يحدث معهم دوماً بفِعل رغبتهم العارمة في بذل كل جهودهم المستميتة من أجل إنقاذ المريض الذي تم استلامه على الفور قبل أنْ يُصاب بأي مضاعفات أو ينتقل إلى العالم الآخر بسبب التأخير أو التراخي في أداء العمل على أفضل وجه ممكن ، فلم يكن هذا من شِيمهم ذات يوم ، فقد اعتادوا الدأب في العمل منذ أول يوم انتصبوا فيه تلك المهمة ، فتلك أرواح سوف يُسأَلون عنها يوماً ما فعليهم ألا يُقصِّروا في حقهم حتى لا يُلاقوا العقاب العسير على ما اعتراهم من تقصير ...
#خلود_أيمن #قصص_قصيرة #KH . ❝
❞ تناقض المرء :
الإنسان هو التناقض الذي قد يعجز الجميع عن فهم مكنونه وجوهره ، هو التعالي والكِبر والتفاخر وإنْ أُصيب بتلك الداءات لسوف يَعيث في الأرض فساداً وإجحافاً وبَغياً وجُوراً وظلماً ، هو التواضع إنْ فهم الغرض من حياته ، هو اللين وقت الضعف والقسوة وقت القوة والسَطوة وامتلاك النفوذ ، هو مَنْ يُجيد قيادة حياته إنْ أمسك لجام الأمور وقد يفقد السيطرة عليها إنْ تحكَّم فيه أي من مغرياتها التي لا تنتهي ، هو الموجة التي قد ترتفع وتنخفض بحَسب التيار فقد يُحسِن التوجه وقد يَخفِق فيه فيقود دفة حياته لاتجاه خاطئ ، هو الجُحود والنُكران لكل ما يملُك ، هو الشاكر الحامد لله على نِعَمه وفضله ، هو الطُموح وفُقدان الشغف بحَسب اختياره ، هو مَنْ يتمكن من تسيير حياته وقد يتوقف عند محطة معينة غير قادر على المُضي قدماً بفعل أفكاره المُحبِطة ، هو الشارد الهائم في بعض الأوقات ، هو القادر على وضع جلِّ تركيزه في محلٍ ما والوصول إلى ذروة النجاح فيه ، فعليه اختيار مَنْ يكون فلسوف يُحاسَب على ما أفنى فيه حياته لذا عليه توخي الحذر قبل أنْ تنقضي في اللاشيء ...
#خلود_أيمن #خواطر #KH . ❝
❞ هوس الشهرة :
يتبارى الجميع من أجل الوصول للشهرة وتحصيل المزيد من الأموال التي لا أعلم ما الغرض من كثرتها ، فقد يطيح البعض بالآخرين من أجل الظهور بصورة برَّاقة أمام الجماهير الغفيرة التي تنتظر تواجدهم الدائم على الساحة بغض الطرف عمَّا يُقدِّمون ، فمِن المؤسف حقاً تلك المحتويات الرديئة التي يطرحها الجميع بلا تفكير مُسبَق أو تخطيط لما يُفيد الغير ولو بقيد أنملة ، لذا صار المجتمع في تدنٍ مستمر وصارت مستويات الجميع في انحدار وانحطاط متزايد وأوشكنا أنْ نصل للحضيض بالفعل ، للقاع الذي يَصعُب الخروج منه بعدما سقطنا بكامل إرادتنا فيه ، لا أدري ما سر تلك اللهفة وراء تحقيق الشهرة وما الهدف من كل تلك المهاترات التي يسعى إليها البعض وقد يقدموا المزيد من التنازلات لأجلها ؟ ، أيضمن أحدهم البقاء في تلك الحياة لفترة أطول ؟ ، أيضمن دوام تلك الأموال معه للأبد ؟ ، أَيُخطط فيما سينفقها أم أنها مجرد منافسات غير شريفة من أجل الوصول للشهرة فحَسب دون النظر لعواقب تلك المحتويات التي نعرضها للجميع ونُصدِّرها لهم طوال الوقت وكأننا على غير علم بتأثيرها السلبي على المجتمع ؟ ، فيجب أنْ نكون على دراية بأننا سوف نُحاسَب على كل ما نفعله وننقله ونُورِّثه للآخرين سواء أكان خيراً أم شراً فيجب أنْ ندرس خطواتنا ونحسبها جيداً دون أنْ تأخذنا مغريات الحياة التي لا فائدة منها ولا طائل قبل أنْ نجد الفساد قد تفشى عبر الأجيال دون القدرة على إقصائه خارج المجتمع أو القضاء عليه تماماً ، فنحن بذلك نكون من المفسدين المخرِّبين في الأرض كما هو الحال الذي اعتدناه من البشر منذ قديم الأزل ، فبدلاً من استخدام العِلم والتكنولوجيا فيما يُفيد دمَّرنا كل شيء ولم يتبقَ لنا سوى الحَسرة والندم على ما فعلناه بمحض إرادتنا وحطمنا به مستقبل الأمة بلا تعقُّل أو اكتراث أو إفاقة من تلك الغفلة التي انغمسنا فيها جميعاً بلا استثناء ولو للحظة نمحو فيها كل ما أفسدناه بالفعل ، فلقد طمسنا عقولنا وألغينا تفكيرنا تماماً منذ أنْ سيطر عليه حب المادة والسعي لتحصيل المزيد منها وكأنها دائمة لنهاية العمر ، فكل شيء زائل لا مَحالة ولو طال أمده بعض الشيء فلا يغرنَّنا تلك التفاهات التي نركض وراءها طيلة الوقت فلن تنفعنا أو تُقدِّم لنا شيئاً في الآخرة ، فعلنا نستفيق من تلك الغفلة التي طالت ولم نَعُد ندري لها موعد انتهاء قبل أنْ تقضي على آخر ذرة عقل فينا ونفقد حياتنا بلا رجعة ...
#خلود_أيمن #مقالات #KH . ❝