█ بعد إصابته جبهة المخ تتغير طباع مهران حيث تطارده تلك الرؤى التي تساعده فك الغاز قضاياه ؛ إذ تتعدى – أحيانا حدود الواقع ليخلق لنفسه عالمًا مثيراً يترافع فيه نهارا عن الأبرياء ويحارب خصومه بالليل تحت جنح الظلام بايدلوجية مصرية قديمة تجعل منه رمزا الشارع المصري كتاب حلمي التجربة 8 مجاناً PDF اونلاين 2024 في محاولة للتخلص من المسكنات كادت تصل به إلى الأدمان يتعرف "حلمي مهران" دكتورة نفسية تنصحه بحضور جلسة للعلاج الجماعي جزيرة بعيدة بحجة الأنعزال العالم ليكتشف فيها أنه ضحية تجربة ليست الأولى ولكنها قد تكون الأخيرة فهو بين سبعة أخرين المرضى بينهم يكيد لتلك الدكتورة ليصارع الوقت لأكتشاف الحقيقة قبل فوات وضياع الجميع الجزيرة كل منهم يواجة أصعب مخاوفه
❞ من صحراء مصر الغربية، كان ذلك الحاخام اليهودي يصارع إرهاق جسده، مرتديًا خاتمه المميز ذا النجمة الخماسية، هذا الخاتم الذي لا يرتديه إلا كبير جماعتهم! ظل يحاول إرخاء جفون عينه الماكرة، مستعينًا بهرمون الخوف الساري في شرايينه، وهو يستمع إلى دقات طبول الحرب عبر أثير مذياع سيارته الرباعية، لتصل إلى مسامعه أصوات قذائف الألمان ممزوجة في خياله بصيحات القتلى تتعالى مضيئة فجر السماء القاحلة أمامه قبل لحظات من بزوغ الشمس، فازداد يقينه بحتمية الفرار خارج الأراضي المصرية المهددة بالغزو النازي، ورغم تصاعد حدة المواجهات بين قوات المحور والحلفاء بـ”العلمين”، إلا أنه رفض الاستسلام، . ❝
❞ شردت ˝سارة˝ طويلاً وأغلقت الخط قبل أن تلاحظ ˝نبيل˝ الذي كان قد وصل خلفها، وهي تحاول فتح هاتفه بفضول لترى محتوى الرسالة التي تلت المكالمة، ولكن كلمته السرية عطلتها، فلقد فشلت أولى محاولاتها، حتى نجحت في الثانية، وقبل أن تفتح الرسالة الواردة، كان زوجها يدفعها بقوة على السرير ممسكًا بهاتفه في غضب:
- هي دي أخلاق ولاد الأصول برضه؟ . ❝
❞ تبسم صاحب العباءة من وراء قناعه وهو يضع ريشة بيضاء قبل هذا الوزن الأخير، ليرتفع ˝ساهر˝ عن الأرض وما انفكت قدماه تتخبطان يمنة ويسرة، كغريق يحاول ـ بلا فائدة ـ النجاة وهو لا يحسن السباحة، ويتحرك معه صاحب العباءة برأسه ـ سآخرا ـ يمينًا ويسارًا، وهو يدندن ذاك الإيقاع المخيف مستمتعًا بلحظات قصيرة مرت على ˝ساهر˝ كالدهور، شاهد فيها شريط حياته كاملًا، ليتأكد أنه لم يُظْلَمْ قط، بل نال كل الوقت الكافي له في الدنيا، ليستسلم وهو يلمح نفسه في انعكاس أعين القاتل، وقد دونت تلك اللحظة المجيدة!
تلك اللحظة التي ظلت داخل أعين ˝حلمي مهران˝ . ❝